الأحد، 10 سبتمبر 2023

المخدرات الرقمية

 

المخدرات الرقمية

لم يعد الادمان مقتصرا على المخدرات التقليدية ( الحشيش / الكوكايين / الهيروين / الماريجوانا )  بل يوجد نوع أخطر من المخدرات التقليدية ( المخدرات الرقمية ) حيث أطلقت صرخة حديثة فى عالم المخدرات تعتمد على استخدام الموسيقى الصاخبة من أجل التأثير السلبى على وظائف العقل والادراك البشرى مما يجعله ينزلق بدون تفكيرللمخدرات التقليدية الحشيش والكوكايين والهيروين والماريجوانا .

فمع انتشار استخدام الانترنت التى تعتبر من المستجدات التى شهدها العالم العربى والاسلامى فالانترنت سلاح ذو حدين فقد يستخدم فيما ينفع عن طريق الاتصال بالعلم وفيما يضر عن طريق الاتصال بالمخدرات الرقمية المعتمدة على الموسيقى الصاخبة والتى تؤدى بصاحبها للجوء للمخدرات التقليدية والمخدرات الرقمية تستخدم برامج بها فيروسات من على النت والمخدرات الرقمية تستخدم الموسيقى الصاخبة ( المخدرات الموسيقية ) وتبدأ الفكرة باختيار المدمن جرعة موسيقية صاخبة بحسب صنف المخدر الذى يريد أخذه ( المخدر الرقمى ) من بين عدة جرعات متاحة وتحميلها على جهاز مشغل الصوت ثم الاستلقاء على وسادة والاسترخاء فى غرفة ذات ضوء خافت مع ارتداء ملابس فضفاضة وتغطية العينين واغلاق جرس الهاتف للتركيز على المقطوعة الموسيقية وتتراوح مدة الجرعة الرقمية للمخدرات ما بين ( 15 : 30 دقيقة ) للمخدرات المعتدلة أو

( 45 دقيقة ) للمخدرات الصاخبة شديدة التأثير على العقل والحواس والادراك وتعرف بتكنولوجيا ( الهولوتروبيك ) نوع من الموسيقى العلاجية التى تسمح للمستمع بعد فترة بسيطة بالدخول لمرحلة ( ما قبل الوعى ) مرحلة وسطى تقع ما بين الوعى واللاوعى وفيها يسترجع الشخص الأحداث السعيدة والذكريات غير المؤلمة فى محاولة للايحاء بالسعادة والنشوة .

 

أنواع المخدرات الرقمية وما مدى تأثيرها ؟:

توجد ترددات موسيقية معينة لكل نوع من المخدرات كالكوكايين والحشيش والماريجوانا والهيروين والكريستال ميث منها الذى يؤدى للهلوسة ومنها ما يؤدى للاسترخاء وآخر للتركيز .

فمن قام بتجربة استخدام المخدرات الرقمية ( المخدرات الموسيقية ) الصاخبة شديدة التأثير لها فاعلية كبيرة إذا التزم بشروط السماع فى حين أن البعض الآخر يجزمون بأن لا تأثير لها بل على العكس يعانون من آلام فى الرأس والأذنين بعد سماع المقطع الموسيقى الصاخب وتؤثر المخدرات الرقمية على الحالة المزاجية .

 

كيف بدأت وكيف تعمل ؟ وكيف تقدمت ؟

فى عام ( 1839 ) اكتشف أحد علماء الفيزياء أنه إذا سلطت ترددين مختلفين قليلا عن بعضهما لكل أذن فإن المستمع سيدرك صوت نبض سريع ( Binaural beats ) واستخدمت لأول مرة عام ( 1970 ) من أجل علاج بعض المرضى النفسيين لاسيما الاكتئاب الخفيف والقلق وذلك عند رفض العلاج الدوائى حيث يتم تعريض الدماغ لتذبذبات كهرومغناطيسية تؤدى لإفراز مواد منشطة كالدوبامين وبيتا أندروفين وتسريع معدلات التعلم وتحسين دورة النوم وتخفيف الألام وإعطاء احساس بالراحة والتحسن .

وتعمل المخدرات الرقمية فى ملفات صوتية بها موسيقى صاخبة جدا تترافق مع مواد بصرية وأشكال وألوان تتحرك وتتغير وفق معدل مدروس تمت هندستها لتخدع الدماغ عن طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد بشكل بسيط لكل أذن ولأن الأمواج الصوتية غير مألوفة يعمل الدماغ على توحيد الترددات من الأذنين للوصول لمستوى واحد من الترددات فيصبح كهربائيا غير مستقر وحسب الاختلاف فى كهربائية المخ يتم الوصول لاحساس معين يحاكى احساس أحد أنواع المخدرات التقليدية .

فلو تعرضت الأذن اليمنى لموجة ( 325 هرتز ) واليسرى لموجة ( 315 هرتز ) فإن المخ سيعمل على معالجة الموجتين لتشكيل صوت وموجة جديدة لتكون موجة ( 10 ) هرتز وهى نفس الموجة التى ينتجها المخ أثناء الارتخاء والتأمل .

فلكل نوع من أنواع المخدرات التقليدية ما يقابله من أنواع المخدرات ( الرقمية / الموسيقية ) عن طريق الموجات الصوتية والترددات التى تستهدف نمط معين من النشاط العقلى ويتعلق بمدة التعرض للموسيقى الصاخبة والظروف المواتية له ويتم الاستعانة بالبصر لزيادة تحفيز الدماغ .

وتوجد عدة مواقع انترنت تقدم المخدرات الرقمية وتسوقها على أنها آمنة وشرعية فلا يوجد قانون يجرم الاستماع لملفات صوتية ومن أشهر المواقع الموجودة على النت والتى تنشر المخدرات الرقمية تتوفر عبر عدة منصات مختلفة بدءا من تطبيقات للهواتف المحمولة ( الموبايلات ) وحتى برامج تعمل على الويندوز فى الكمبيوتر وتوجد ملفات صوتية على عكس المخدرات الحقيقية فإن المخدرات الرقمية توفر دليلا مكتوبا يشرح للمدمن كيف يتعامل مع المخدرات الرقمية وصولا للمخدرات الحقيقية وتوفر المخدرات الرقمية بعدة أسعار وجرعات محددة حسب الشعور المطلوب الاحساس به كالنشوة فهناك ملفات قصيرة طولها ربع ساعة ومنها ما يعمل لساعة وملفات صوتية طويلة تتطلب الاستماع لعدة ملفات صوتية صاخبة فى وقت واحد هندست لتسمع وفق ترتيب معين حتى تصل للشعور المطلوب ( النشوة والارتخاء ) وإن الجرعات المقدمة من المخدرات الرقمية تعمل على محاكاة تأثير نفس التجربة فى العالم الواقعى والمقصود المخدرات الحقيقية عن طريق استخدام عينات مجانية يمكن الاستماع إليها وبعدها طلب الجرعة الكلملة فالمواد الرقمية تعتمد على تكنولوجيا الضغط على أزرار لوحة المفاتيح بالكمبيوتر من أجل الوصول بنقر الموسيقى الصاخبة للاذنين فتردد كل منهما مختلف وفى نفس الوقت متشابهين مما يؤدى لحث الدماغ على توليد موجات بطيئة كموجات ( ألفا ) المرتبطة بحالة الاسترخاء وسريعة كموجات ( بيتا ) المرتبطة بحالات اليقظة والتركيز فالمتلقى يشعر بحالة من اللاوعى مصحوبة بالهلوسة وفقدان التوازن الجسدى والنفسى والعقلى .

 

 

 

 

أضرار مخيفة :

من الأضرار المسببة للموسيقى الصاخبة فإن الاستخدام المفرط للأصوات العالية جدا والمحفزة يمكن أن يؤدى على المدى الطويل لاضطرابات فى النوم أو القلق كاستخدام المنشطات المستعملة فى بعض الحالات المرضية كعلاج نفسى .

وإن جلسة الادمان الرقمى ( لحظة شرود ) حيث تحدث الموسيقى الصاخبة تأثيرا سيئا فى المتعاطى على مستوى كهرباء المخ حيث لا تشعر المتلقى بالابتهاج وإنما تسبب لحظة الشرود الذهنى ويؤدى تكرار الاستماع إليها بنفس القدر من الصخب لنتائج مدمرة للخلايا المخية ينجم عنها نوبات تشنج متكررة سواء أثناء الاستماع إاليها أو بعدها .

وإن خبراء الصحة النفسية يحذرون من أن لحظة الشرود الذهنى تعتبر من أخطر اللحظات التى يصل إليها الدماغ إذ تحدث انفصالا عن الواقع ويقل فيها التركيز بشدة كما أن التعرض للتغيير فى اختلاف موجة الكهرباء فى المخ وتكراره لا يؤديان للحظات شرود بل لنوبات تشنج وأن سبب نوبات التشنج وجود بؤر صرعية غير مكتشفة تتفاعل مع الأصوات العالية .

إن الموسيقى الصاخبة تعتمد على نوع جديد من الأبحاث المتعلقة بالعقل الأيمن والأيسر فالعقل الأيمن الذى يعتمد على الهدوء والخيال والابتكار ( ظاهرة فسيولوجية ) يحاول صناع الموسيقى الصاخبة تطبيقها عن طريق استخدام أصوات بدرجة معينة تختلف من الأذن اليمنى للأذن اليسرى فيسمع المتلقى فى الأذن اليمنى شيئا مختلفا بدرجات وشدة مختلفين عن الأذن اليسرى باستثارة العقل الأيمن بشكل يختلف عن استثارة العقل الأيسر .

 

ترويج للمخدرات الحقيقية :

توضح الأبحاث فى مؤسسات لمعالجة الادمان بأن الموسيقى الصاخبة لن تدفع للانتقال بسرعة لتعاطى المخدرات الحقيقية ( الماريجوانا / الحشيش / الكوكايين / الهيروين ) فهناك مراحل مختلفة جدا للحصول عليها حيث يوجد موقع على النت يروج للمخدرات الحقيقية على أنها أمر ايجابى وليس سلبى مما يجعل الشباب ينزلق ورائها ويقوم بأخذ المخدرات الحقيقية حيث يقوم بادمانها ثم تحدث الوفاة .

وإن المخدرات الرقمية تقلل دوافع الرفض للمخدرات الحقيقية مما يجعل المتعاطى أكثر قابلية عن غيره لتعاطى المخدرات الحقيقية وإن خطورة كل من المخدرات الرقمية والحقيقية حيث أن الرقمية تدخل المدمنين لحالة نفسية ومزاجية أقرب لشخصية المتعاطى

وتؤدى للانخراط فى المخدرات الحقيقية فى النهاية .

وبسبب مجانية الحصول على الخدمات الالكترونية التى يوجد بها فيروسات وعدم وقوعها تحت رقابة الدولة والقانون مما يسهل على المتعاطين للمخدرات الحقيقية التواصل معا عن طريق الانترنت حيث يصبح خطرها شديدا على مستوى العالم وطرق ترويجها وإن بعض المواقع على الانترنت تستغل قواعد البيانات والمعلومات للترويج للمخدرات الحقيقية .

إن أخطر المخدرات الحقيقية يمكن السيطرة عليه والعقوبة له بشكل فعلى إما بالمصادرة أو التجريم والعقوبة أو العلاج لضحايا الادمان .

إلا أن خطورة المخدرات الرقمية أشد وأخطر حيث تحتاج للضغط على أزرار الكمبيوتر ليظهر الموقع الخاص للمخدرات الرقمية وأثرها مشابه لأثر المخدرات الحقيقية حيث أن المخدرات الرقمية تكلفتها قليلة جدا وتحتاج لضغط زر على الكمبيوتر ليصل المتعاطى للمخدر المطلوب دون أثر جسدى بل عقلى ونفسى عن طريق موسيقى الكترونية ذات أصوات عالية وايحاءات وهمية تمر عبر سماعتين لتحدث نشوة واسترخاء .

 

 

أ . د / محمد عبد الرحمن سلامة

أ / بهيئة الرقابة النووية والاشعاعية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق