الأحد، 10 سبتمبر 2023

بنية النجوم

 

بنية النجوم

إن الشمس والمنظومة الشمسية وافدون جدد للكون فلقد نشأ الكون منذ نحو ( 14 أو 15 ) بليون سنة ثم انقضت منها ( 10 بلايين سنة ) تقريبا قبل أن تتشكل المنظومة الشمسية ثم مضت نحو

( 4.5 بليون سنة ) قبل أن يبرز الإنسان للوجود فعندما تكونت المنظومة الشمسية كان الكون قد استقر .

وتعد كيفية نشوء النجوم الطبيعية التى تملأ الكون أحد القضايا الهامة فى علم الفلك فبفضل الاكتشافات العلمية الحديثة فما زالت بعض المشاكل المتصلة بميلاد النجوم فالنجوم تتشكل بمعدلات تباين فى الأنواع المختلفة من المجرات .

إن أصل النجوم ذات الحجم المقارب لحجم الشمس فإن النجوم تتشكل بتكاثف سحب الغاز والغبار الكونى الكثيف الذى يعمر الفضاء ففيما يتقلص الغاز والغبار الكونى تحت تأثير قوى الجاذبية يتحور إلى نجم بينما يرتفع كل من درجة الحرارة والضغط للحد الذى يضرم الأتون النووى بداخله بادئا فى تحويل الهيدروجين إلى هليوم ومولدا مصدرا للطاقة يؤدى لتألق الشمس فقد تحول

( 2 % ) من الهيدروجين والهليوم اللذين وجدا فى بداية الكون لعناصر أثقل كالكربون والأكسجين .

إن توازن الحرارة الناجمة عن قوة السحق الضخمة الناتجة عن الجاذبية والتى تحاول أن تقوض النجم المتكون ويبقى النجم على قيد الحياة طالما توافر له الوقود اللازم ويعتمد تشكل النجم على مقدار الغاز الكونى .

وإن مجرة ( الطريق اللبنى ) شأنها شأن معظم المجرات الحلزونية قد أخذت فى تشكيل نجومها بمعدل يغلب عليه الانتظام ولقد استنفدت كثير من المجرات الإهليلجية كل الغاز بحيث توقفت فيها عملية تشكل النجوم فى حين أن غيرها تلد النجوم بغزارة ( انفجارات من النجوم ) .

وتتشكل النجوم بعد أن تنفصل شظايا من سحب الغاز والغبار الكونى التى تقع فى الأذرع اللولبية لمجرة ( الطريق اللبنى / Milky Way ) ( السحب الجزيئية العملاقة ) التى هى أكثف الأجرام بمجرة ( الطريق اللبنى ) وتتكون من تكتلات عديدة أصغر حجما لعل قطرها يبلغ نحو من

( 100 سنة ضوئية ) وتحوى من الغاز ما يكفى لولادة مليون نجم وإن ( السحابة الجزيئية العملاقة ) ( سديم الجبار أو الصياد ) فالمجموعة النجمية التى تظهر أوضح ما تكون بين برجى الثور والجوزاء ففى السحب الجزيئية العملاقة تكونت العديد من الجزيئات المركبة معظمها من

الهيدروجين والأكسجين والنيتروجين والكربون وقد تم التعرف على الكحول الإيثيلى ( مركب عضوى ) .

إن الكثير من السحب الجزيئية العملاقة يحوى تكتلات ذات كثافة قليلة يبلغ عرضها النمطى

( عشر سنة ضوئية ) وتصل كتلتها لكتلة الشمس والتجمعات التى تتكون بها النجوم حيث يستغرق تقوض الغاز الكونى بفعل الجاذبية للنقطة التى يرتفع فيها الضغط ودرجة الحرارة لما يكفى لإشعال الأتون النووى وتحويل الهيدروجين لهليوم نحوا من ( 100000 عام ) قبل أن يخلد النجم لفترة طويلة من الاستقرار فى أواسط عمره .

وليست النجوم المفردة كالشمس إنها نادرة إذا ما قورنت بالنجوم الثنائية التى تمثل أغلب النجوم

وحتى النجوم الثلاثية بحيث أن ثلاثة أرباع النجوم إما منظومات نجمية ثنائية أو ثلاثية .

إن الشمس وغيرها من النجوم مكونة بكاملها من غازى الهيدروجين والهليوم ولم تتأكد الوفرة العالية لهذين الغازين فى الشمس والنجوم الأخرى إلا عام ( 1925 ) وهى حقيقة كونية تعتبر بمثابة اكتشاف جديد فالشمس لا تحتوى إلا على حوالى ( 2 % ) من عناصر أثقل من الهليوم .

 

 

عاطف يوسف محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق