الأحد، 17 سبتمبر 2023

تصادم جزر الكون الكبرى

 

تصادم جزر الكون الكبرى

يطلق على المجرات ( جزر الكون الكبرى ) بسبب حجومها المروعة التى تشتمل الواحدة منها على ملايين بل بلايين النجوم كالشمس وتنتشر المجرات بجلال فى كل أرجاء الكون وإن احتمال وقوع صدام بين مجرتين أمر نادر جدا .

فإذا اصطدمت مجرة الطريق اللبنى / Milky Way فلن تتأثر النجوم فى المجرتين فالمسافات هائلة بين النجوم إذا ما قيست بأقطارها .

ويمكن اعتبار المجرة جزيرة كونية كبرى تتناثر داخلها النجوم تسلك دروبها دون أن يعكر صفوها شىء فتمر المجرتان إحداهما تقطع مسار الأخرى وتخرج كل منهما سليمة دون أى تدمير لمكوناتها من النجوم

 

تأين الغازات والموجات الراديوية :

إن الغبار الكونى ( Cosmic Dust ) المنتشر بين النجوم فالذرات فى الغيوم الغبارية أوسع انتشارا مما هى عليه فى النجوم والتصادم بين الذرات أمر لا مفر من حدوثه .

وعندما تندفع الغازات بسرعة ( 100 كم / ث ) تتولد حرارة مروعة فتتأين الذرات ( تشحن كهربائيا ) ومن تهيج الجسيمات المشحونة كهربائيا تتولد نبضات راديوية قوية والإشارات الراديوية أقوى من ضوء النجوم بعدة ملايين من المرات ويمكن للفلكى الراديوى رصد الجسم الذى يصدرها بسهولة كبيرة بينما يكون غير مرئى بواسطة التلسكوبات البصرية الأرضية والفضائية وتعد المجرة التى تحتوى على النجم الراديوى ( الدجاجة أ ) ( Cygnus ) فى مجموعة الدجاجة ( Cygni ) أطيب مثال على نتيجة تصادم مجرتين وقد أخذت لها صورة للطيف فوجد فيها ظاهرة الإزاحة نحو الأحمر ( الأشعة تحت الحمراء ) ( Red shift ) وعندما حسب علماء الفلك سرعة التباعد وجدوها حوالى ( 10000 كم / ث ) أى أن مكان التصادم يبعد

( 200 مليون سنة ضوئية ) إذا كانت سرعة التباعد ( 50 كم / ث ) يكون البعد مليون سنة ضوئية وقد تم قياس البعد بافتراض أن المجرتين من حجم متوسط وأن لهما لمعانا فوق المتوسط

 

تحديد موقع الدجاجة :

فعند محاولة رصد التصادم فى الكون فالخلاف فى تحديد الموقع المحدد للنجم الراديوى القوى

( الدجاجة أ ) وأنه يقع فى وسط المثلث الناشىء عن النجوم الثلاثة ( جاما / دلتا / إيتا )

( Gamma | Delta | Eta ) .

أما علماء الفلك الراديوى فإنه منزاح قليلا عن هذا الموضع وقد أخذ كل فريق يراجع قياساته مرة بعد أخرى إلى أن اتفقوا على موضع محدد ولكى يمكن تحديد الموقع بدقة وجه علماء الفلك التلسكوبات البصرية للموضع المتفق عليه وقاموا بتصويره والتى يقرب قطرها من نقطة صغيرة ملأى بما يقرب من ( 100 من النجوم الخافتة ) فإن ( الدجاجة أ ) تبعد عن الأرض بنحو

( 700 مليون سنة ضوئية ) .

فرؤية الأجسام الفضائية عديدة فى مساحة النقطة الواحدة فالموقع بالذات غنيا بالعديد من مصادر الموجات الراديوية .

فيوجد بقعة من الضوء غير منتظمة الشكل كانت ظاهرة بالقرب من منتصف الصورة تبدو معالمها وكأنها فراشة ذات أجنحة مستديرة إنها النجم الراديوى القوى ( الدجاجة أ ) وباستخدام علم الفلك الراديوى تم استخدام أجهزة راديوية لاسلكية شديدة الحساسية لالتقاط الموجات الراديوية الصادرة عن بعض النجوم أمكن معرفة أن هناك مجرتين ضخميتين بنجومهما ومن بينهم

( الدجاجة أ ) وغازاتهما الكونية فى حالة تصادم جبار .

 

سر الموجات الراديوية :

ماهو سبب انبعاث الموجات الراديوية ؟

يتجمع الغاز والغبار الكونى فى المجرة بكثير من السحب توجد فى طول مستوى المجرة فى شكل حزام عرضه ( 100 سنة ضوئية ) ويرتبط بعلاقات مع الأذرع اللولبية ( الطريق اللبنى ) .

وتنتظم السحب فى هيئات مختلفة وعديدة فبعضها يتجمع فى أشكال كروية صغيرة نسبيا يبلغ كل منها جزءا من ( 100 من السنة الضوئية ) بينما تأخذ حالات أخرى أشكالا غير منتظمة يبلغ طولها عدة ( 100 من السنوات الضوئية ) .

ومعظم الغاز ما بين النجوم عبارة عن هيدروجين ( أبسط الذرات ( 1 الكترون + 1 بروتون ) ) وربما كان أبسط مادة فى الكون كله وحيث أن الغاز يمتص نسبة كبيرة من الضوء الصادر من النجوم فكثيرا ما تعمل عملية الامتصاص على فصل الالكترونات والبروتونات بعضها عن بعض

وتحدث عملية التأين فى الغاز ( Jonized Gaz ) وبعد حدوث التأين تصبح الالكترونات والبروتونات حرة فى التجوال مما يؤدى لاتحادها مرة أخرى داخل مجالات مغناطيسية قوية وقد ينطلق من العملية ضوء مرئى خافت فإن الضوء الصادر من الاتحاد بين الالكترون والبروتون الذى يمكننا من رؤية سحب الهيدروجين شديدة الحرارة .

ففى الغالبية العظمى لا يتم الاتحاد بين الالكترون والبروتون فلا يكون الإشعاع الصادر مقصورا على مدى معين من أطوال الموجات بل تصدر الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء والموجات الراديوية ولم يكتشف إصدار مناطق الهيدروجين الحارة للموجات الراديوية .

فإن بعض الموجات الإذاعية يأتى من الغاز الكونى ما قدره الهيدروجين تعطى إشارات ضعيفة جدا حين يغير البروتون فى النواة من دورته حول نفسه وتنبعث الإشارات على طول موجى محور

= 21 سم .

ولو كانت سحابة الهيدروجين تتحرك نحو الأرض كانت الموجة عندئذ أقل من 21 سم بقليل .

أما إذا كانت تبتعد عن الأرض كانت أطول من 21 سم بقليل فمن قياس طول الموجة الصحيح نقيس سرعة الغاز .

 

 

رءوف وصفى

تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

10 / 5 / 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق