الأحد، 10 سبتمبر 2023

ثورة فى أجهزة كشف الكذب

 

ثورة فى أجهزة كشف الكذب  : الدماغ لا يكذب

إن استخدام التكنولوجيات الحديثة للتصوير الدماغى لكشف الحقيقة فى  القضايا الجنائية حيث ظلت القدرة على كشف الكذب بواسطة التلصص على الدماغ مما يستحضر صور غرف التحقيق المجاورة لأجهزة الكشف عن المعادن عند نقاط التفتيش  الأمنية فى المطارات ولم تظهر تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى سوى فى

( 90 / ق 20 ) ولا تزال الشركات الصانعة لها حيث تقوم بتطوير آلات أفضل ومع تحسن الفهم للصور الدماغية الملتقطة بهذه التكنولوجيا بمرور الوقت فى القضايا الأخلاقية والقانونية والإجتماعية  المرتبطة بمحاولة قراءة  العقول حيث تستمر فى تصدر عناوين الأخبار وبرغم الفوائد المحتملة الكبيرة لهذه التكنولوجيا بالنسبة للنظام القانونى إلا أن العقول البشرية هى بطبيعتها غامضة .

وعن طريق استخدام تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى فى قاعات المحاكم عام ( 2010 ) كدليل خلال مرحلة إصدار الحكم فى محاكمة متهم بجريمة قتل حيث جادل محامو الدفاع بأن الصور الدماغية للمتهم أظهرت علامات تشير إلى إصابته بمرض عقلى ومن ثم  كانوا يأملون فى أن يؤدى ذلك لإقناع هيئة المحلفين باستخدام الرأفة لكن ذلك لم يحدث فقد حكم بالإعدام على المتهم لقتله فتاة عمرها ( 10 سنوات ) وبرغم عدم تأثير الصور الدماغية على قرار هيئة المحلفين إلا أن الكثير من المحامين يرون أن القضية تمثل لحظة فاصلة فهى تفتح الباب لتجميع أنواع تحليل الصور الدماغية بالرنين المغناطيسى الوظيفى كما يمكن لوجود تكنولوجيا يمكنها قراءة نشاط الدماغ لاكتشاف الخداع والكذب .

فإن القضاة ما يخضعون الأساليب العلمية الحديثة لتمحيص دقيق قبل الاعتراف بها فى المحاكمات الفعلية حيث أن أساتذة القانون يرون أنه ستكون هناك المزيد من محاولات إدخال هذا النوع من الأدلة للمحاكم لكن إذا لم يتمكن المحامون من إثبات أنها موثوق بها وذات صلة بقضية معينة فسوف تفشل المحاولات فمن حيث المبدأ يمكن أن تصبح تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى فى المستقبل طريقة مؤكدة لاكتشاف الكذب حيث تقوم أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى باكتشاف تباينات الخصائص المغناطيسية للدم مع تغير مستويات الأكسجين كاستجابة للنشاط العصبى وكلما ازداد نشاط مقطع بعينه من الدماغ ازدادت متطلباته من الأكسجين ومن ثم ازداد سطوع إضاءته أثناء التفرس بجهاز الأشعة وعندما يقوم الشخص باسترجاع إحدى ذكرياته الحقيقية أو اختلاق كذبة فإن الجزء من الدماغ الذى يقوم بالعمل يضىء وإن الخطوة التالية تتمثل فى فك شفرة نوع النشاط الذى يقوم به كل من أجزاء الدماغ فعن طريق تطوير عدد من ( أنماط الخداع ) بناء على اختبارات أجريت على أشخاص حقيقيين حيث تبين صور الرنين المغناطيسى الوظيفى الطريقة التى يبدو عليها الدماغ عند الكذب والتى يمكن لأجهزة الكمبيوتر تحليلها لتحديد ما إذا كانت إجابة الشخص عن سؤال ما تتسم بالصدق ولكن لأنه لا يوجد تشابه تام فى أنماط عمل الدماغ بين أى شخصين مختلفين فإن توحيد أنماط التحر والحصول على نتائج متسقة للإختبارات قد ثبت أنه هدف يستعصى على التحقيق .

ويعارض معظم العلماء إدخال التصوير الدماغى للكشف عن الكذب فهم يرون أن التصوير  بالرنين المغناطيسى الوظيفى ليس مقياسا مباشرا للفكر حيث أن أجهزة كشف الكذب فأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى تستخدم مغناطيسيات عملاقة لاكتشاف التغيرات فى تدفق الدم فى الدماغ فى وحدات ( الفوكسيلات ) وهى وحدات حيزية موحدة يقدر أنها تحتوى على الآلاف أو الملايين من العصبونات فإن الطريقة التقريبية لا تسمح بالقياس المباشر للغة الكهروكيميائية المعقدة للعصبونات وإن التكنولوجيا الجديدة يمكنها تحقيق أرباح عالية كبيرة فالاختبارات المبنية على جهاز كشف الكذب حيث تمثل المعيار للكشف عن الكذب هى صناعة تبلغ أرباحها ملايين الدولارات سنويا والتى تخدم القطاع الخاص والمكاتب الحكومية بما فيها وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالية ووزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون ) وكلها تستخدم أجهزة كشف الكذب كإحدى طرق فرز وتصفية الموظفين فضلا عن استخدامها فى التحقيقات وبالرغم من أن التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى مكلف جدا من أجل التفرس الدماغى فلا توجد طرق راسخة للخداع والاختبار فأثناء الإجابة على الأسئلة فى وجود جهاز كشف الكذب لتحريض حالة فسيولوجية كاذبة لدى الشخص الخاضع للإختبار .

 إن تسويق أجهزة كشف الكذب عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى وإن معدلات الدقة فى الأجهزة تتراوح بين ( 75 : 98 % ) ومع تزايد قبول المجتمع القانونى والعلمى للأدلة المستقاة من التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى فإن المشاركة فى عدد من الدراسات يزيد عن أى وقت مضى بسبب تحسين التعرف على أنماط الخداع وإن نتائج التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى ليست معصومة من الخطأ وأنه يجب تفسيرها من أجل دعم حكم قضائى بعينه وليس كدليل قاطع على الادانة .

وتشير الدراسات إلى التركيز على النقاط البارزة للأدلة من أجل تقليل احتمالات الخطأ فإن النتائج ذات المظهر العلمى المقدمة من قبل الخبراء تتسم بصحتها ويتمثل الهدف فى جعل التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى موثوقا به بأقصى ما يمكن إلا أن ذلك سيستغرق مزيدا من البحوث وفى دراسة نشرت حيث استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسى الوظيفى لاختبار الأشخاص المشاركين فى جريمة وهمية كجزء من التجربة وبرغم أن الاختبار اكتشف الأشخاص الذين كذبوا إلا أنه أشار فى بعض الأحيان إلى كذب أشخاص أبرياء يقولون الحقيقة .

 

د / إيهاب عبد الرحيم على

تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

27 / 9 / 2017

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق