الأحد، 10 سبتمبر 2023

جوائز نوبل مصرية ( السادات / نجيب محفوظ / أحمد زويل ) فى ( ق / 20 )

 

جوائز نوبل مصرية ( السادات / نجيب محفوظ / أحمد زويل ) فى ( ق / 20 )

لم يكن كفاح المصريين من أجل استعادة مكانتهم اللائقة على خريطة العالم نوعا من العبث أو الحرث فى الماء فقد واجه المصريون الكثير من التحديات خلال ( ق / 20 ) وقدموا العديد من التضحيات حتى استطاعوا فى النهاية أن يدخلوا عصرا جديدا من النهضة والبناء والتطور .

وليس أدل على ذلك من الإنجاز الهائل الذى حققته مصر خلال ال ( 20 عام ) الأخيرة من

( ق / 20 ) والذى تمثل فى فوز ( 3 ) من أبنائها بجوائز نوبل :

1 ) محمد أنور السادات  ( السلام )

2 ) نجيب محفوظ          ( الأدب  )

3 ) د / أحمد زويل         ( الكيمياء )

وكان ذلك اعترافا أكيدا من العالم بأن مصر الحضارة لم تعد جزءا من التاريخ بل أصبحت واقعا حيا تراه الإنسانية كل يوم وهو يشارك بفعالية لا غنى عنها فى دفع مسيرة الحضارة والتقدم والسلام .

خلال الربع الأخير من ( ق / 20 ) بدأت مصر انطلاقة جديدة على درب الحضارة والتقدم والتنمية ولا شك أن هذه الإنطلاقة لم تأت من فراغ بل كانت ثمرة جهود هائلة بذلها أبناء مصر المخلصون من أجل رفع راية الوطن بين أعظم الأمم ولقد استطاعت مصر أن تتفرغ لعملية البناء بعد أن استعادت كرامتها فى انتصار اكتوبر ( 1973 ) وبعد أن حررت كامل ترابها الوطنى فى اطار عملية السلام التى ارتبطت بأنور السادات الذى استطاع أن يغير تاريخ الشرق الأوسط وربما العالم بأسره من خلال صيحته الشجاعة بضرورة وقف الحروب التى كلفت العرب والإسرائيليين مئات الألوف من القتلى والجرحى دعا أنور السادات الجميع لتجاوز حاجز الكراهية والتطلع لمستقبل أفضل من الإستقرار والرفاهية والسلام .

وعندما تم توقيع اتفاقية السلام فى ( كامب ديفيد / 1979 ) تطلع العالم كله بانبهار لمصر مهد الحضارة التى بدأت تستعيد زمام المبادرة وتقود المنطقة لمستقبل أفضل .

ولم يكن من الغريب أن يحصل أنور السادات على ترشيح العالم كله للفوز بجائزة نوبل للسلام وأن يكون فوزه بها تأكيدا للمبدأ الذى وضعه العالم ( ألفريد نوبل / مخترع البارود ) بأن تكون هذه الجائزة من حق الرجل صاحب أفضل المنجزات فى خدمة السلام .

وكانت هذه هى المرة الأولى التى يفوز فيها مصرى أو عربى بهذه الجائزة الدولية المرموقة التى كانت بمثابة رد اعتبار دولى للمصريين والعرب والمسلمين الذين تعرضوا لحملات من الظلم والتجنى والتشويه فبعد فوز الرئيس المصرى أنور السادات بجائزة نوبل عادت صورة مصر الحضارة لتأخذ مكانتها الحقيقية فى كل مكان من العالم وأصبح الباب مفتوحا على مصراعيه لكى يحصل كل نابغة مصرى على حقه فى التكريم على الساحة الدولية .

ولم يكن من الغريب أن يفوز الكاتب الكبير ( نجيب محفوظ ) بجائزة نوبل فى الأدب عام 1988

فقد أصبحت مصر تحت أنظار العالم ولم يعد من الممكن أن يتكرر ما حدث من قبل عندما ظهر نوابغ مصريون لم تتركز عليهم الأضواء العالمية رغم جدارتهم وتفوقهم ومن أهم ملامح فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل فى الأدب أن هذا التكريم العالمى جاء تقديرا لأعمال نجيب محفوظ التى استلهمها من الواقع المصرى وصور فيها حياة المصريين السياسية والاجتماعية بمنتهى الصدق والموضوعية .

وقد كانت إحدى مشكلات مصر المعاصرة فى حاجتها للتقدير والإعتراف بدورها وحجمها الكبير فى إثراء مسيرة الإنسانية .

وجاء فوز الرئيس ( أنور السادات ) بجائزة نوبل للسلام ثم الأديب الكبير ( نجيب محفوظ ) بجائزة نوبل فى الأدب ليلبى رغبة المصريين وشوقهم الشديد لهذا التكريم الذى يدعم احترام الذات ويدفع للمزيد من العرق والجهد والإبداع .

لقد شهد ( ق / 20 ) العديد من القمم المصرية من أمثال د / أحمد لطفى السيد وسلامة موسى وطه حسين والعقاد و د / مصطفى مشرفة وتوفيق الحكيم وغيرهم من العبقريات فى جميع المجالات لكن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل تحقق لأن الكاتب المبدع العالمى حظى باهتمام ربما لم يتوافر لغيره من المبدعين المصريين الذين سبقوه وكان مبعث هذا الاهتمام هو الإنتباه الدولى لمصر وعودتها مرة أخرى لمرحلة نهضة كبرى بعد أن تخلصت من أغلال الحروب وقيود الصراعات التى كانت تستنزف قدرات أبنائها على الخلق والإبداع والتى كانت تحيط هؤلاء المبدعين المصريين بأستار من الضباب والدخان تمنع الآخرين من رؤية إبداعهم وتفوقهم ولا شك أن هذا التقدير العالمى لمصر وأبنائها قد آثار قلق قوى الظلام وفجر كل غيوم الحقد بداخلها ضد نور الحضارة الذى أصبح يحيط بمصر والمصريين واستئناف مسيرة التقدم والبناء والعمران .

ولم يجد هذا الحقد تعبيرا عن نفسه إلا سلاح الغدر وكان أنور السادات صاحب جائزة نوبل المصرية الأولى هو الهدف الأول لقوى الظلام وتعرض بطل السلام لجريمة اغتيال يوم

( 6 / 10 / 1981 ) بأيدى جماعة متطرفة تحاول أن تستغل الاسلام كستار لممارساتها الارهابية وأفكارها المتخلفة وقد فشلت هذه المؤامرة فى إعادة عجلة التاريخ للوراء فقد استمرت مصر فى طريقها ورفضت أن تستسلم لقوى الجهالة .

ولما أعلن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل فى الأدب فى اكتوبر ( 1988 ) أصيب أعداء مصر بالهلع والرعب فها هو مصرى آخر من أبناء النيل استطاع أن ينتزع اعتراف العالم بعبقريته وجعل اسم مصر يتردد فى محافل الحضارة والتطور والمدنية .

ولم يجد أصحاب النفوس المريضة من أعداء مصر سوى اللجوء لنفس أساليب الإرهاب ضد هذه القمة المصرية ( نجيب محفوظ ) الرجل الذى لم يحمل فى يده سوى قلمه وعاش حياته بين بسطاء المصريين فى الحارة المصرية التى بهرت المصريين فى رواياته الخالدة ( بين القصرين

قصر الشوق / السكرية ) ( زقاق المدق ) ( بداية ونهاية ) ( ثرثرة فوق النيل ) إلى آخر ابداعاته الأدبية العظيمة .

وهكذا تعرض أديب نوبل العظيم لمحاولة اعتداء آثمة عام ( 1994 ) بهدف التخلص من هرم مصرى انحنى له العالم تقديرا واحتراما وشاءت ارادة الله أن يفشل هذا الاعتداء المجرم وأن يتم القبض على عناصر الإجرام التى حاولت المساس بنجيب محفوظ واستمر نجيب محفوظ الذى ولد يوم ( 11 / 12 / 1911 ) رمزا لعطاء مصر وابداعها ودليلا آخر على النهضة المصرية الحديثة التى لم يعد بوسع أحد أن يوقف عطائها المتدفق الفياض .

وفى عام ( 1999 ) كانت مصر على موعد مع مجد جديد يؤكد اختيارها للطريق الصحيح ويدعم حقيقة تفوق أبنائها فى جميع المجالات فقد حصل ابن مصر ( د / أحمد زويل ) على جائزة نوبل فى الكيمياء وكان حصول ( د / زويل ) على هذه الجائزة منفردا رغم أن غالبية من سبق لهم الفوز بهذه الجائزة بالتحديد حصلوا عليها مشاركة مع آخرين وإذا كان الفوز بجائزة نوبل فى حد ذاته يعد انجازا حضاريا كبيرا إلا أن الإبتكار الذى توصل إليه وهو ( صناعة كاميرا تعتمد على تكنولوجيا الليزر ذى الموجات شديدة القصر واستخدامها ببراعة فى تصوير الجزيئات والذرات وبيان المراحل التكوينية لها أثناء عملية التصوير مما نتج عنه علوم جديدة واكتشاف أصغر وحدة زمنية ( الفنتوثانية ) وهذه ( الفنتوثانية ) فتحت مجالات واسعة النطاق من أجل فهم أشمل للإنسان والكون حتى أصبح هناك علوم خاصة بالفنتوثانية تدرس فى أمريكا وأوروبا وجميع الدول المتقدمة .

وهذه الخطوة العلمية العملاقة أكد جميع العلماء أنها دخلت بالعلم لمرحلة جديدة لم تكن موجودة من قبل .

وإن رئيس لجنة جائزة نوبل أعلن يوم تسليم الجائزة ( لد / زويل ) فى ديسمبر ( 1999 ) أن العالم المصرى الفذ وصل بالفعل لطريق مفتوح فى تخصصه والعلم دائما فى تطور مستمر .

ويكفى العالم المصرى الكبير أنه استطاع اكتشاف أصغر وحدة زمنية ( الفنتوثانية ) وهو حفيد الفراعنة الذين كانوا أصحاب فضل تقسيم الزمن لأعوام وشهور وأيام .

وقد تحدث ( د / أحمد زويل ) عن الطريق الذى سلكه لجائزة نوبل فقال :

لقد تحقق هذا الإنجاز من خلال ( 3 تحديات أساسية ):

1 ) ما كان يتردد عن الذكاء الخارق لمن يحصلون على جائزة نوبل وكأنهم جاءوا من المريخ بينما حصلت عليها فى شبابى وكامل صحتى إننى لم أحصل على جائزة نوبل لأنى عبقرى ولكن بفضل العمل المتواصل والجهد الدؤوب .

ويضيف ( د / زويل ) بأنه ترك مصر فى الستينات من ( ق / 20 ) بعد تخرجه من جامعة الإسكندرية فى أعقاب نكسة يونيو ( 1967 ) ويتذكر المعاناة لحظة حصولة على تأشيرة السفر فقد كان يسافر يوميا ما بين القاهرة والإسكندرية لاستيفاء الأوراق وتعلم من هذه التجربة المثابرة والأدب والاعتماد على النفس لأنه لم يكن من عائلة ثرية وكان هو الوحيد المحظوظ بين زملائه المعيدين المرشح للحصول على منحة لأمريكا بينما حصل زملاؤه على منح لروسيا وأوروبا الشرقية .

2 ) عندما وجد ( د / زويل ) نفسه المصرى الوحيد بين العلماء الأمريكان والإنجليز فكان لا بد له من إثبات نفسه ووجوده بينهم وبفضل الله أثبت نفسه وحصل على العديد من الجوائز وتم انتخابه عضوا بالجامعة الأمريكية للفلسفة وكان هو المصرى والعربى بها .

3 ) هو عملية الاكتشاف فعندما ترك مصر لم يكن يعرف شيئا عن جائزة نوبل ولم يسمع عنها إلا بعد وصوله لأمريكا وأخيرا وفق فى الحصول عليها .

وقد أكد ( د / زويل ) أن مثله الأعلى أساتذته الذين علموه فى جامعة الإسكندرية وبعد أن تسلم

( د / زويل ) جائزة نوبل فى الكيمياء فى ( ديسمبر 1999 ) من الملك ( كارل جوستاف ) ملك

السويد ألقى كلمة قال فيها :

( أن لديه اعتبارا خاصا بشأن الجائزة وهو أنها لو كانت قد عرفت منذ ( 6000 عام ) حين بزغت شمس الحضارة المصرية القديمة لكانت مصر قد فازت بنسبة عالية من هذه الجوائز وأعرب ( د / زويل ) عن أمله فى أن تلهم جائزته الأجيال الجديدة فى الدول النامية وتؤكد لهم أن بوسعهم الإسهام فى تقدم العلم والتكنولوجيا على المستوى العالمى .

أما مصر فقد كانت صاحبة التكريم الأكبر لابنها ( د / أحمد زويل ) فقد استقبله الرئيس مبارك وأصدر قرارا بمنحه قلادة النيل وجاء تكريم ( د / زويل ) فى حفل أقيم بالقصر الجمهورى فى

( 16 / 12/ 1999) وقال ( د / زويل ) عن نفسه أنه قد تملكه مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا القرار من قيادة مصر الغالية التى يعتز بالانتماء إليها ويفخر بما تقدمه منذ فجر البشرية .

وهكذا فإن حصول أبناء مصر على ( 3 ) من جوائز نوبل فى السلام والأدب والكيمياء خلال الربع الأخير من ( ق / 20 ) يؤكد أن مصر اختارت الطريق الصحيح الذى لا بد وأن يصل بمصر لأرقى مراتب الرفعة والفخار .

 

أوائل العرب :

إذا كانت مصر قد تشرفت بأبنائها الثلاثة الذين فازوا بجائزة نوبل فى ثلاثة فروع مختلفة فإن كلا منهم كان الأول فى الفوز بالجائزة على المستوى العربى .

1 ) أنور السادات  : السلام

2 ) نجيب محفوظ  : الأدب

3 ) د / أحمد زويل : الكيمياء

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق