الجمعة، 14 أكتوبر 2016

الحركة

الحركة
إن العالم فى حركة دائمة فى كل زمان ومكان ولكن كيف تطورت الأفكار عن الحركة منذ أرسطو مرورا ببيكون وابن سينا وجاليليو وصولا لمبادىء نيوتن وتعديلات النسبية العامة عليها لآينشتين والتى ظهرت عام ( 1915 ) ؟
والعالم فى حركة دائمة ومستمرة لا يتوقف حيث تبدو الغيوم مسرعة فى الفضاء فيما تشق الشمس والقمر والكواكب والنجوم مساراتها العادية فى الفضاء فكل شىء يتحرك فى الكون .
حين كان الأقدمون من الناس يستخدمون الرماح أو يرمون السهام من الأقواس لم تكن الحركة تتطلب تحليلا لقد علمتهم الممارسة كيف يصوبون على الهدف وكذلك بالنسبة للمقلاع ثم المنجنيق فلم تكن هناك حاجة لدراسة مسارات المقذوف بالتفصيل غير أنه كان لا بد من وجود الحركة فى كل زمان ومكان من ظهور بعض الأفكار البديهة حولها قبل انقضاء زمن طويل أما إذا كانت الأقكار بالضبط ؟ فلا نستطيع التثبت منه لكنها كانت من المرجح ذات أساس علمى ضعيف وقد بينت الأبحاث العلمية الحديثة فى الولايات المتحدة الأمريكية أن بعض الناس لا يزالون يحملون معتقدات خاطئة عن الحركة  مغايرة كليا للقوانين العلمية .
ولقد كانت أول مجموعة مترابطة منطقيا من قوانين الحركة التى وضعها ( أرسطو ) حيث أن مبدأ ( أرسطو ) القائم على ثبات طبيعة السماوات والتى تشمل كل شىء موجود وراء أقرب الأجسام السماوية ( القمر ) فقد آمن ( أرسطو ) بأن حركة الأجسام السماوية فريدة من نوعها وإن الأجسام تتحرك فى دوائر حول الأرض فقد حدد طبيعتها على أساس حركتها فى دوائر فإنها خاضعة لقوانين مختلفة عن القوانين التى تسير الأجسام الواقعة دون مجال القمر ولكن كل الأجسام تشترك فى أمر واحد وهو إما أن تكون موجودة فى موقعها الطبيعى أو أنها فى طريقها للوصول إليه .
والموقع الطبيعى للأجسام السماوية أحد المجالات الفضائية أما المكان الطبيعى للأجسام الأرضية فكان مركز الكون الذى هو مركز الأرض فى كون ( أرسطو ) .
وللأجسام الأرضية أو المادية أن تقوم ب ( 3 أنواع ) من الحركات :

1 ) الحركة الطبيعية :
أو الحركة التى يقوم بها الجسم وهو يسعى لمكانه الطبيعى فى مركز الأرض فإن جميع الأجسام الساقطة هى فى حركة طبيعية وإذا ما ألقى جسم ما فإن حركته الطبيعية تتجه به فى اتجاه مركز الأرض ويكون سقوطه رأسيا وتتوقف سرعة سقوطه على ثقله بحيث أن الأجسام الأثقل وزنا تسقط بسرعة أكبر لأن حافزها نحو مكانها الطبيعى يكون أكبر .




2 ) الحركة القسرية :
أما نوع الحركة الثانى المحدد من قبل ( أرسطو ) ( الحركة القسرية أو الاضطرارية ) وهى تحدث عندما تعمل قوى خارجية على الجسم متداخلة مع الحركة الطبيعية فإذا التقط شيئا من الأرض فإن حركته لأعلى قسرية فمثلا الحركة التى تعطى للسهم عند إطلاقه من القوس وإن الحركة غير طبيعية للجسم فلا بد من استخدام القوة بانتظام لاحداث الحركة لكى يتحرك الجسم وتتوقف سرعة تحرك الجسم فى حال الحركة القسرية على مقدار القوة المستخدمة .

3 ) الحركة الارادية ( الاختيارية ) :
الحركة التى تفرضها الارادة وهى نوع من الحركة لا يملكه إلا المخلوقات الحية فلا بد من استخدام القوة بصورة متواصلة لحدوث الحركة وفى هذه الحال تكون القوة نتيجة لإرادة استخدامها كما تكون سرعة الحركة الناتجة عنها متوقفة على مقدار القوة المستخدمة .
لقد كان تحليل أرسطو منطقيا وبدا وكأنه يفسر الخبرة فى اتفاق تام مع تفسيره للكون ومع تقسيم الكون لمجالات أو مناطق إلى ( 4 عناصر ) أساسية وإلى جوهر هو ال ( 5 )
وإن التفسير كان قوى المفعول نافذا حتى أنه كان مقبولا فى العالم الاسلامى وفى الغرب ولو أن التساؤلات بدأت تحوم حوله منذ ( ق / 13 ) .
دار عدم الاقتناع الأساسى حول تفسير أرسطو لحركة السهم عند بدء حركته القسرية من القوس حيث يكون السهم مدفوعا للأمام بفعل وتر القوس ولكن ماذا يحدث بعد ذلك ؟
فالرد غير مقنع فلقد زعم أرسطو أن الهواء يهب فور إنفلات السهم من القوس لملء الفراغ الذى كان السهم يحتله ثم يعمل الهواء نفسه كقوة تدفع السهم للأمام محققا استمرار الحركة القسرية وما إن تنفذ القوة أو تتلاشى حتى يسعى السهم إلى موقعه الطبيعى ويسقط إلى الأرض إلا إذا بلغ هدفه ولكن القول بأن الهواء هو الذى يدفع السهم بدا كأن فيه شيئا من اللامنطق فالهواء يشكل عائقا لحركة الأجسام وكان أحد الأسباب فى رفض أرسطو وجود الفراغ أو الخواء فكيف يمكن للمادة المعيقة أن تعمل كقوة حث أو دفع ؟
ولقد أخذ العلماء يشكون بتفسير أرسطو تدريجيا ( بيكون ) حيث أن أبحاثه تركزت فى ميدان البصريات وعن طريق اكتشاف تفسير بديل دائم فتم وضع تحليلات رياضية معينة لتفسيرات أرسطو وقد تبين أن التفسيرات خاطئة ثم حقق أحد العلماء الفرنسيين فعن طريق اعتماد مفهوم الزخم ( الفكرة التى تخبر بأن الجسم ما إن يدفع حتى يثار فى داخله شىء أصيل فيه ملازم له يجعله يواصل حركته وقد يكون أحد خواص الجسم المتحرك نفسه .
وإن الزخم ليس شيئا أصيلا ملازما للجسم بل شىء يفرض عليه بواسطة قوة تستنفذ تدريجيا مع تحرك الجسم فى وسيط معيق كالهواء أو الماء وهو سبب سقوط السهم أو الحجر أو المنجنيق أو قذيفة المدفع إلى الأرض بعد وقت ما .
وقد جاء قانون الزخم خطوة هامة نحو فهم الحركة ولقد دلت الأبحاث أن فكرة الزخم لا تزال قائمة بصورة واسعة حيث أن الأبحاث أثبتت أن مفهوم مسار القذيفة لا يزال غامضا حيث كان يعتقد أن قذيفة كقذيفة المدفع تتجه فى البداية بخط مستقيم ثم تسقط فجأة بصورة عمودية وقد افترض أحد العلماء أن الأجسام تتجه أولا فى خط مستقيم ثم بعد أن يضعف الزخم وتسيطر الجاذبية ينحنى فيها المسار قبل أن يسقط الجسم إلى الأرض بصورة عمودية وإن الأجسام تستطيع أن تتحرك تحركا طبيعيا فى المسارات المنحنية حيث أن الجسم المربوط بخيط والذى يحوم بسرعة بالغة ثم يفلت ويواصل تحركه وكأنه يتبع مسارا دائريا .

جاليليو فوق البرج :
جاءت الخطوات الأولى فى التوصل لتفسير جديد من قبل ( جاليليو ) الذى كان مؤيدا
لأرخميدس بقوة وناقدا متشددا لأرسطو ولقد رفض جاليليو أنواع الحركة الثلاثة المحددة  من قبل أرسطو ( الحركة الطبيعية والقسرية والارادية ) أى أن جميع الأجسام التى تسقط للأرض من موقع معين تستغرق الوقت ذاته بصرف النظر عن وزنها ولا يمكن الجزم بأن
( جاليليو ) قد قام فعلا بتجربة القاء أجسام مختلفة الأوزان من فوق أحد الأبراج وقام
( جاليليو ) بتجارب دحرج فيها كرات فى أخاديد منحدرة لدراسة الحركة وفى كتابه المهم
( مباحث حول علمين جديدين ) اقترب ( جاليليو ) من قانون ( نيوتن ) الأول عن الحركة وزودنا بوصف مضبوط لمسار القذيفة .
ثم قام ( ديكارت ) بمتابعة أفكار ( جاليليو ) وزعم أن الجسم يواصل حركته بسرعة ثابتة فى الاتجاه نفسه إلى ما لا نهاية ما لم يتلق صدمة ما تغير من سرعته واتجاهه ( قانون القصور الذاتى ) أو ( قوة الاستمرار ) وفى كتاب ( ديكارت ) ( مبادىء الفلسفة ) وقد قرأه ( نيوتن ) غير أن التوليف العظيم والبديل الكامل لنظرية ( أرسطو ) بشأن الحركة ولمبدأ ( الزخم ) ظهر عام ( 1687 ) مع نشر ( المبادىء الرياضية للفلسفة الطبيعية )
والتى ألفها ( نيوتن ) فقد تم عرض قوانين نيوتن ال ( 3 ) عن الحركة وهى :
1 ) إن الجسم يبقى على حاله من السكون أو الحركة المنتظمة فى خط مستقيم ما لم تؤثر فيه قوى خارجية .
2 ) إن التغيرات التى تطرأ على الحركة تتناسب مع القوة الخارجية وفى اتجاهها .
3 ) لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه .
وفى بقية الكتاب عمد نيوتن لتطبيق قوانينه على حركة الأجسام على الأرض وعلى حركة الأجسام السماوية وأتت حركة الأجسام السماوية غير مطابقة لأفكار ( جاليليو ) ويعتقد
( نيوتن ) بأن الأجسام تستطيع أن تتحرك بصورة طبيعية فى دوائر وهى حركة الأجسام السماوية .
أما ( ديكارت ) فكان له رأى آخر مختلف لأن أفكاره عن الحركة كانت منطبقة على الكون كله وجاء تطبيق نيوتن الرياضى للقوانين الجديدة يحل جميع مشاكل حركة الأجسام السماوية ومشاكل الحركة على الأرض على حد سواء وقد حلت المشكلة الأساسية لعلم الفلك لأن قوانين نيوتن أدت بصورة آلية لمدارات إهليليجية للكواكب فى حال افتراض قوة من نوع معين تعمل من الشمس هى نفسها القوة التى تمارسها الأرض على القمر .
إن الفيزياء القديمة لدى الاغريق وتعديلاتها فى القرون الوسطى خاطئة فالجسم لا يتطلب قوة منتظمة لتحركه باستمرار .
غير أن قوانين نيوتن دلت على استحالة توصل الآلة للحركة الأبدية وأثبتت صحة الأسلوب الرياضى فى مواجهة المشاكل الفيزيائية وهو الاسلوب الذى دعا إليه جاليليو وأرخميدس من قبله وإن النسبية العامة لآينشتين أدخلت تعديلا على القانون الأول لنيوتن عن الحركة فعن طريق تحديد حالة السكون بالنسبة لإطار محلى كالأرض أو الشمس غير أن المبادىء الأساسية لا تحتمل أى شك وإن عمل نيوتن لا يزال ينظر إليه على أنه يتمتع بأهمية أساسية .

أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
10 / 10 / 2016



النظام الشمسى المجهول


النظام الشمسى المجهول
ما هى حقيقة الكواكب المجاورة  لكوكب الأرض حتى كان عقد استكشاف النظام الشمسى فما الذى تم اكتشافه ؟
فى مطلع عام ( 1979 ) كان قمر كوكب ( المشترى / Jupiter ) ( إيو ) عبارة عن لغز مكنون غير معروف أكثر من كونه نقطة بريق غير مميزة تظهر فى التلسكوبات الموجودة على سطح الأرض ولكن الأمر تغير عندما اقتربت مركبة الفضاء ( فويجر / 1 ) التى كانت قد أطلقت من أجل الوصول لكوكب المشترى الغازى الضخم حيث وجهت أجهزة التصوير الموجودة على متنها باتجاه سرب الأقمار الذى تدور حول المشترى ومن بعد يزيد ( 580 مليون كم ) صورا متلاحقة على شاشات التليفزيون فى المحطات الأرضية .
وما إن ظهرت إحدى صور ( إيو ) حتى لاحظ علماء الفلك شيئا غريبا فقد كان هناك نتوء صغير يخرج من خاصرة القمر ولو كان النتوء جبلا لكان له أن يكون جبلا عملاقا ارتفاعه أعلى من قمة إيفرست بحوالى ( 30 مرة ) حيث أثبتت الدراسات الطيفية أن النتوء عبارة عن بركان ناتج من اندفاع ثانى  أكسيد الكبريت لارتفاع يزيد على ( 250 كم ) فى الفضاء ولم يكن قد اكتشف أى بركان حى إلا على الأرض .
وكان أهم اكتشاف فى أهم رحلة فضائية حيث ظهرت آلاف الصور الملتقطة عن طريق فويجر / 1
حيث أبعد كاميراته عن نظام المشترى وانطلق فى رحلة مداها أكثر من ( 600 مليون كم ) متجها إلى كوكب ( زحل / Saturn ) .
إن علماء الفلك المهتمين بدراسة الكواكب حيث كان النظام الشمسى غير واضح حتى أواخر 
( 70 / ق 20 ) غير واضح المعالم لحد كبير .
وإن ( بيونير 10 و 11 ) قد ألقيا نظرة سريعة على المشترى وزحل وكانت مسابير ( مارينر ) قد مرت بالقرب من ( عطارد / Mercury ) و ( الزهرة / Venus ) وكان ( المريخ / Mars ) وحده قد حظى بتفتيش دقيق عبر رحلات ( مارينر ) وهبوط ( فايكنج ) على سطحه .
ولقد تمكن الانسان من معرفة حقائق النظام اشمسى ومن رؤية وجوه الكواكب التى كانت تلفها الأسرار واكتشف الفلكيون أن الأقمار التى كان يظن أنها ميتة وباردة إنما هى حية وعنيفة وظهر أن المشترى وأقماره ( إيو / جانيميد / يوروبا / كاليستو ) و ( أورانوس )  حيث توجد حلقات تحيط بكل منهما وحولهما أقمار جديدة فأورانوس قمريه صغيرين هما ( كورديليا / أوفيليا ) كما ظهر أن العمليات الجيولوجية والجوية التى تتميز بها الأرض تعم أرجاء الكون ووصل الأمر إلى حد اكتشاف وجود بعض نذر الحياة الأرضية فى أماكن خارج الأرض وبعيدا عنها .
وشكلت ( 4 ) مركبات فضائية ( بيونير / فويجر / 1 ) للوصول لكوكب الزهرة ( Venus ) الوسائل التى أوصلت للكثير من المعرفة الجديدة حيث طافا مسافة إجمالية طولها ( 10 مليار كم ) ومسح ( 5 ) كواكب ولا أقل من ( 56 قمرا ) .
ومن بين المركبات الفضائية ال ( 4 ) كانت المهمات المسنودة لمركبات ( بيونير ) هى المهمات المباشرة حيث تم إطلاقهما فى عام ( 1978 ) باتجاه كوكب الزهرة وحده لتحاولا حل أسرار بعض الألغاز الخاصة بكوكب الزهرة ولقد اعتقد الفلكيون أن كوكب الزهرة كوكب ميت جيولوجيا بالرغم من أن الزلازل والبراكين والنشاطات الجيولوجية كانت قد عمت كوكب الزهرة فى أزمنة سابقة .
ولكن الحقائق المكتشفة من قبل مسابر ( فينيرا ) الفضائية حيث كانت المركبة ( فينيرا ) قد رسمت أثناء دورانها حول الزهرة خرائط لمساحات من سطح الزهرة ثم هبطت عليه وأجرت تحاليل لصخوره وأن تربة الزهرة تحتوى على مستويات ملحوظة من البازلت وهو عبارة عن صخور نارية غنية بالكالسيوم تقذفها البراكين وأثبت الاكتشاف أنه يوجد نشاط بركانى فى الزهرة فى فترة زمنية ما .
ولقد بدأت الدراسات العلمية فى مجال الفضاء وعلم الكونيات حيث كشفت إجراءات المسح المجراه من قبل المراصد الأرضية وبعثات ( بيونير ) معلومات مهمة عن سطح الزهرة تشير لوجود أشكال تشبه البراكين العريضة الحواف الخفيفة الانحدار والتى تتشكل عند اندفاع حمم منخفضة اللزوجة تتدفق لمسافات بعيدة قبل أن تبرد وتتصلب ولقد رصدت ( بيونير ) وجود بخار الماء وثانى اكسيد الكربون وغاز ( الأرجون  ) فى جو الزهرة وكلها غازات قد تكون أطلقتها البراكين .
إن المسابر الموجودة على سطح الأرض رصدت ارتفاعا وانخفاضا فى مستويات ثانى أكسيد الكبريت فى الزهرة وفى ظاهرة تنجم عن وجود بركان ناشط يطلق غاز ثانى أكسيد الكبريت وتوجد عدة مراقبات تخبر باحتمال وجود صخور تكتونية صفائحية فى الزهرة أما ترسيم ( بيونير ) الرادارى فأظهر وجود تشققات وسلاسل جبلية من الأمور المميزة للصفائح التكتونية على الزهرة 
وإن مركبات ( بيونير ) فقد كانت رحلاتها بسيطة بالمقارنة مع ما قامت به رحلات فويجر 1 / 2 
الاستكشافية وكانت المركبتان الفضائيتان ( فويجر 1 /2 ) قد أطلقتا فى عام ( 1977 ) فى جولة طويلة شملت كل من المشترى وزحل وأورانوس ونبتون حيث أنها مجموعة من الكواكب الغازية العملاقة .

أقمار جديدة وحية :
وتحققت الاكتشافات المثيرة عندما  رأت المركبة ( فويجر ) الأقمار الدائرة فى العوالم البعيدة حيث كان الفلكيون يعتقدون أن للمشترى ( 13 قمرا ) فوجدوا أنها ( 16 قمرا ) وارتفع عدد أقمار زحل من ( 11 : 17 قمرا ) وعدد أقمار أورانوس من ( 5 : 15 قمرا ) أهمها ( كورديليا / أوفيليا )  وعدد أقمار نبتون من ( 2 : 8 أقمار ) .
وإن الأقمار الكوكبية ميتة جيولوجيا وكشفت ( فويجر ) أن بعض الأقمار الكوكبية لم تكن ناشطة يوما ما بل ما زال ناشطا ولقد توقع الفلكيون أن يكون قمر المشترى ( أيو ) شبيها بقمر الأرض الممتلىء بالنيازك والكويكبات التى تسقط على سطحه وإن الأقماع فى ( أيو ) ضحلة ويظهر أن مليارات السنوات التى مرت على ( أيو ) غطت سطحه بدفقات من ثانى أكسيد الكبريت وعن طريق المراقبة المستمرة من فويجر إلى ( أيو ) سجلت فيه وجود ( 9 ) براكين .
وأظهر قمرا زحل ( أنسيلادوس / تيتان ) وقمر نبتون ( تريتون ) مؤشرات مشابهة مع وجود بعض الأقماع القليلة القديمة وكثير من السهول الناعمة السطح على قمر ( إنسيلادوس ) خصوصا والتابع لكوكب (  زحل ) وتوجد منطقة كثيفة فى حلقات زحل بالقرب من ( إنسيلادوس ) مما يوحى بأن القمر ( إنسيلادوس ) ينفث سائلا يتجمع فى الحلقة .
وتوجد بعض الأقمار تتراوح بين المتوسطة والكبيرة ( 4 للمشترى ) ( أيو / جانيميد / يوروبا /
كاليستو ) و ( 6 لزحل ) أهمها ( إنسيلادوس / تيتان ) و ( 5 لأورانوس ) أهمها ( كورديليا / أوفيليا ) تشققات سطحية تشبه الموجودة فى الزهرة فتوجد حركة قشرية محلية وربما بوجود براكين باطنية ثائرة أو خامدة وأنه ربما كانت للأقمار صفائح تكتونية متحركة .
ويحتمل أن يكون النشاط الجيولوجى ناجما عن شد جاذبى تمارسه الكواكب وحتى لو كانت للأقمار قلوب منصهرة فى وقت ما فلا بد أن تكون قد بردت وإن المد والجزر اللذين تمارسها الكواكب العملاقة الغازية يخض أحشاء الأقمار مؤديا لزيادة الحرارة فيها .
وكشفت المركبة ( فويجر 1 / 2 ) أن لبعض الأقمار الخارجية ملامح أرضية أبرزها المحيطات والأجواء وكان القمر ( أوروبا ) أكبر أقمار المشترى يبدو كعالم جليدى مقفر لا شىء يميزه سوى شبكة من تشققات السطح ولكن المعطيات الراديوية التى حصلت عليها المراصد تشير إلى أن جليد أوروبا قد يكون مجرد قشرة متجمدة لا يزيد عمقها عن بضعة كيلومترات وربما يكون تحتها محيط مائى يغطى القمر ( أوروبا ) ويحفظ سيولته وضغط الجليد من ناحية وحرارة القمر الداخلية من ناحية أخرى .
وقد يكون لقمر ( زحل ) ( تيتان ) محيط ولكنه ليس محيط مائى بل محيط من الإيثان السائل الممزوج بقليل من الميثان ويبدو قمر زحل ( إنسيلادوس ) وأقمار أورانوس ( كورديليا / أوفيليا / آرييل ) ولكن المركبة ( فويجر ) لاحظت وجود ندوب على سطحيهما تشبه آثار المجالد مما يوحى أن الأقمار لم يكونوا قحلاء .
ويتميز ( تيتان ) بكونه واحد من قمرين خارجيين فيه كمية ملحوظة من الجو والتقطت المراقبات الأرضية دلائل تؤكد وجود غاز الميثان حول قمر ( تيتان ) أما ( فويجر ) فقد اكتشفت عند وصولها للمكون الرئيسى لجو ( تيتان ) ( الأزوت أو النيتروجين ) ولكن ضغط جو ( تيتان ) يزيد بنسبة
( 60 % ) عن ضغط جو الأرض .
وإن قمر ( نبتون ) ( تريتون ) له جو يتألف فى معظمه من الميثان والآزوت ( النيتروجين ) وسطح تريتون مغطى بجليد الميثان الذى يعكس الضوء عبر طبقة الجو الرقيقة مغطيا القمر تريتون لونا ورديا خفيفا وإن حرارات نبتون الانجمادية فإن من المحتمل وجود الآزوت تحت الجو على شكل سائل أو جليد لينتشر فى الجو على شكل غاز .

بدايات الحياة :
من الطبيعى أن يفكر الإنسان بظهور أشكال من الحياة مشابهة للموجودة على الأرض حيث توجد المظاهرات المشابهة لمظاهر الأرض ويتجه اهتمام الفلكيين بشكل خاص لقمر المشترى أوروبا حيث تشبه بيئته المائية بيئة القارة القطبية الجنوبية فى الأرض ففى كل من قمر المشترى أوروبا و
البيئة المائية الشبيهة بيبيئة القارة القطبية الجنوبية فى الأرض يمكن لاجتماع الماء السائل وانتشار أشعة الشمس أن يوفر للطحالب بيئة تنمو فيها .
ويوجد عامل آخر موجود فى الأرض يمكنه أن يلعب دوره فى جعل المياه الباردة مضيافة للحياة ألا وهو وجود منافذ ساخنة فى قاع المحيطات عبارة عن تشققات عميقة تقود الحرارة البركانية مما تحت البحر إليه وتسمح له بأن يدفىء مساحات واسعة من المياه القطبية فى حين أن علماء الفلك لا يملكون أى دليل على وجود أمثال المنافذ فى ( أوروبا ) والاعتقاد بأنه من الممكن أن يكون داخل القمر بفعل جذب المد والجزر من جانب المشترى فلا بد للحرارة من أن تنفذ بشكل ما وسيكون الماء المكان  الوحيد الذى  يمكن الذهاب إليه .
فلم يخبر أحد بوجود الطحالب أو أية عضويات أخرى وبنموها فى القمر ( أوروبا ) وربما كانت أشعة الشمس المتسربة عبر الشقوق فى الجليد أضعف بكثير من أن تسبب التفاعلات الكيميائية اللازمة لبدء الحياة فإن بيئة القمر ( يوروبا ) مضيافة لحد أنه لو أدخلنا العضويات بطريقة ما إلى مياهه فربما سيكون بالمستطاع الاستمرار فى الحياة .
أما فى قمر ( زحل ) ( تيتان ) فإن الجو هو الذى يمكنه أن يقوم بدور حاضن للحياة ويوجد فى الضباب الذى يغطى القمر ( تيتان ) آثار حمض ( هيدرو السيانيك ) و ( الإيثان ) وغازات كربونية أخرى كلها لازمة لبدء الحياة وتتعرض المواد لطاقة الشمس بشكل دائم ولو عن بعد يمكنها أن تشكل سلاسل من الهيدروكربونات العضوية التى قد تبذر سطح القمر ( تيتان ) أما إذا كانت الاحرارات الاندماجية لتيتان تسمح أو لا تسمح بنمو وبقاء أى شىء حى فى حين أنه يوجد جوا مماثلا موجودا فى حرارة الأرض المعتدلة له أن يؤدى لنشوء الأشكال الأولى للحياة .

أسرار حلقات الكواكب :
لم تكن أقمار الكواكب الخارجية من بين اكتشافات ( فويجر ) فقد كانت الاكتشافات المتعلقة بالحلقات المحيطة بالعمالقة الغازية ( المشترى / زحل / أورانوس / نبتون ) وبالاعتقاد القديم حيث أن لزحل ( 5 حلقات ) ولكن ( فويجر ) اكتشفت وجود حلقتين رئيسيتين آخريين ليصبح عدد الحلقات حول زحل ( 7 ) بدلا من ( 5 ) حلقات بالإضافة لعدد من الحلقات الصغيرة المتقلبة وأنه ليس للمشترى أية حلقات على الإطلاق حيث أنه اكتشف أن للمشترى حلقة رئيسية واحدة عبارة عن حلقة رقيقة من ( لعاب الشمس ) فى خارجها وهالة غبارية فى الداخل الأقرب لكوكب المشترى ولعاب الشمس غشاء كنسيج العنكبوت يطفو فى الهواء حين يصفو الجو .
وإن كوكب ( أورانوس ) له ( 9 ) حلقات ثم اكتشفت ( فويجر ) حلقة أخرى كبيرة وثانية صغيرة ليصبح عدد حلقات ( أورانوس ) ( 11 ) بدلا من ( 9 ) وبعض أشرطة الغبار والجسيمات دون الذرية أما المظهر غير العادى فى حلقات ( أورانوس ) فإنها تبدو وكأنها تدور حوله من الشمال للجنوب بحيث تصعد وتنزل على امتداد خطوط الطول القطبية لكوكب ( أورانوس ) وإن الحلقات موجودة حيث يجب أن تكون وكل ما هنالك أن ( أورانوس ) كله مقلوب على جانبه نتيجة لاصطدامه بكويكب كبير أو بمذنب ضخم .
وأن من بين اكتشافات ( فويجر ) ليس عدد الحلقات بل تعقيدها فقبل ( فويجر ) كان الاعتقاد بأن الحلقات عبارة عن أشرطة مسطحة غير مهمة ولكن بتفحصها عن قرب أظهر تفاصيل رائعة إذ ظهر أن بعض الحلقات مشعع كدواليب الدراجات الهوائية فى حين أن البعض الآخر فراغات رفيعة تقسم الحلقة الواحدة لحلقتين موحدتى المركز وبدت حلقة واحدة وكأنها مجدولة .
وربما تكون الفراغات فى الحلقات قد نجمت عن الشد الجاذبى ( الجاذبية ) للأقمار المجاورة الذى يزيح عن الأشرطة وربما كانت الشعاعات الشبيهة بأسياخ دولاب الدراجة الهوائية ناجمة عن صدمات شهابية ونيزكية أما الجدائل فيعتقد أنها تنجم عن حلقات صغيرة عديدة تدور فى سطوح مختلفة وتماثل نمط الجديلة عندما يتم النظر إليها من زاوية ملائمة ويمكن لقمرين أن يعملا معا للتأثير على حلقة واحدة ففى زحل وأقماره ( إنسيلادوس / تيتان / باندورا / بروميتيوس ) وخصوصا ( باندورا / بروميتيوس ) يجاوران الحلقة ( F ) كل منهما من جانب ويوجد ترتيب مماثل فى الكوكب ( أورانوس ) حيث يجاور القمران ( كورديليا / أوفيليا ) الحلقة ( إبسيلون E )
كل من جانب منها وتضغط جاذبية الأقمار مادة الحلقات الموجودة بين كل إثنين منها مكثفة فى شريط ضيق .
وقد يكون هناك أقمار فى نبتون وكانت المراقبات الأرضية حيث أن ليس لكوكب ( نبتون ) حلقات ولكن له أقواسا جزئية من ( 45 درجة ) فقد كشفت المركبة الفضائية ( فويجر ) أن الأقواس الجزئية تمتد حول ( نبتون ) لتشكل حلقات رقيقة وأن حركة الأقمار المجاورة تساعد فى توجيه حركة الحلقات .

تباطؤ الاستكشاف :
بعد ( 12 سنة ) من التجوال الفضائى داخل النظام الشمسى حيث تم التقاط ( 115000 ) صورة ملتقطة أشرفت بعثة فويجر على نهايتها ولكن بتسلل ( فويجر / 2 ) لخارج النظام الشمسى فإن علماء الفلك سيستمرون فى التفحص والتمحيص للمعطيات المرسلة من قبل سفينتا الفضاء فويجر
( 1 / 2 ) ومن بين الظواهر التى سيستمر العلماء فى دراستها ظاهرة الرياح العنيفة فى الكواكب الخارجية للنظام الشمسى ( المشترى / زحل / أورانوس / نبتون ) ( الكواكب الغازية ) وهى عواصف تصل سرعتها لأكثر من ( 570 كم / س ) فى المشترى وإلى أكثر من ( 1650 كم / س )
فى زحل ونظرا لعدم وجود تضاريس تخفف من سرعة الرياح فإن بالإمكان هبوبها باستمرار لسنوات وما زالت بقعة المشترى الناتجة عن اصطدام أحد النيازك الكبيرة به موجودة والتى طولها
( 27000 كم ) ( كلفة المشترى الحمراء الكبيرة ) تدور حول نفسها بدون توقف منذ 300 سنة
ولقد وجدت كلفة زرقاء مشابهة على الكوكب نبتون .
وإن المسبار ( ماجلان ) المتجه نحو كوكب الزهرة والمسبار ( جاليليو ) المتجه نحو المشترى أما بلوتو الكويكب الوحيد الذى ما زال غامضا .
وعندما اقترب المذنب ( هالى ) من الأرض عام ( 1986 ) ولقد توقفت المحاولات الأمريكية للوصول إلى المريخ منذ عام ( 1975 ) ثم استأنفت بعد ذلك أما عطارد فقد تم نسيانه منذ عام
( 1973 ) .


أقمار الكواكب فى النظام الشمسى :
1 ) عطارد : ليس له أقمار    2 ) الزهرة : ليست لها أقمار
3 ) الأرض : القمر     4 ) المريخ : ( فوبوس / ديموس ) .
5 )  المشترى : له ( 16 قمر ) أهمها وأكبرها حجما ( 4 ) ( يوروبا / جانيميد / إيو / كاليستو ) .
6 ) زحل : له ( 17 قمر ) أهمها ( 4 ) ( باندورا / بروميتيوس / تيتان / إنسيلادوس ) حيث  توجد على إنسيلادوس براكين .
7 ) أورانوس : له ( 15 قمر) أهمها ( 3 ) ( كورديليا / أوفيليا / آرييل ) .
8 ) نبتون : له قمر واحد ( تريتون ) .
9 ) الكويكب بلوتو له قمر واحد ( شارون ) .


د / عبد الرحيم بدر
تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

6 / 10 / 2016 

أين حدود الكون ؟

أين حدود الكون ؟
إلى أين يسير الكون ؟ وهل ينتهى الأمر لنقض النظرية النسبية العامة لآينشتاين ؟ وما كتلة الكون غير المنظور وهل يوجد أصلا ؟ وهل ينجح الانسان فى تصور حدود الكون ؟
إن الكون واسع جدا فعن طريق الاكتشافات وجمع الحقائق المستجدة وترتيبها حتى تعطى صورة متماسكة منسجمة للكون أو لمظهر من مظاهره حتى نجد اكتشافات وحقائق جديدة باستمرار واكتشافات غريبة فى محاولة لفهمها .
وقد تجمعت خلال ( ق / 20 ) حقائق علمية رسمت للكون صورة منسجمة متناسقة متماسكة حتى كاد العلماء أن يصلوا للتفسير النهائى الكامل لا فى إعطاء الصورة الحالية بل تفسير نشوء الكون من أصوله عندما بدأ الخلق .
ففى عام ( 1929 ) قام ( إدوين هابل ) عندما وجد أن طيوف ضوء المجرات تنزاح نحو الأحمر بعد أن تدخل المحلل الطيفى حيث أدى الاكتشاف نقلة مهمة فى المفاهيم العلمية فعن طريق رؤية الكون متمددا والمجرات فيه تتباعد عن بعضها البعض ويوجد تناسقا فى عملية التمدد فالمجرات القريبة تبتعد بسرعات أقل مما تتباعد المجرات الأبعد وهكذا أى أن المجرة كلما كانت أبعد عن الأرض كلما ازدادت سرعة تباعدها ونشأ عن العلاقة ( قانون هبل ) .
ويوجد بعض الأخطاء البسيطة فى قانون هبل ولكن العلماء يفسرونها ببساطة فقانون هبل لا ينطبق حرفيا على المجرات المجاورة لمجرة الطريق اللبنى كمجرة ( أندورميدا ) وكان طيف بعضها يميل نحو الأزرق وأنها تقترب من الأرض وتخالف قانون هبل .
فقد كانت المفاهيم عن الكون ثابتة مستقرة حتى عام ( 1975 ) وإن تمدد الكون يسيطر عليه قانون هبل وحده وإذا وجدت حركات خاصة فى مجرات ما فإنه أمر نادر والدليل أن المجرات التى تعطى انزياحا فى الطيف نحو الأزرق نادرة والحركات الخاصة نادرة كذلك .
لكن اتضح من الأبحاث الحديثة أن الحركات الخاصة فى المجرات هى الشىء الروتينى على الرغم من أن الانزياح نحو الأزرق فى الطيف أمر نادر فالمجرات منتشرة فى الفضاء فى حجوم ضخمة متسعة وليس من الضرورى أن تكون كل حركاتها نحو الأرض حتى نرى الطيف الأزرق فى المطياف فهناك منها ما يتحرك عكس تمدد هبل لكن فى اتجاهات أخرى غير اتجاه الأرض .
ويبدو أن الجاذبية تلعب دورا فعالا فى الحركات الخاصة بالمجرات حيث أن أقرب كثافة ضخمة قريبة للأرض ( العنقود المحلى الضخم ) التابع ( لكوكبة العذراء ) ويوجد العنقود الذى يليه فى القرب ( عنقود الشجاع ) فى كوكبة ( قنطورس ) ويبدو أن العنقودين يؤثران على جزء من الحركات الخاصة بالمجرات ويوجد جاذبا أعظم أبعد من ذلك وفى الجانب الأعظم كتلة ضخمة جدا من المادة بلغت من الضخامة حد لا يمكن تصوره وما دام الأثر الملحوظ للحركات الخاصة بالمجرات هو فى اتجاه ( عنقود الشجاع ) فمن المرجح أن يكون الجاذب الأعظم خلف عنقود الشجاع وعلى ضعفى المسافة .
فإن الجاذب الأعظم يجب أن يحتوى على عدة عشرات من ألوف المجرات نحو ( 20 مرة ) عدد المجرات الموجودة فى العنقود المحلى الضخم .
وعن طريق اكتشاف الناحية التى يكون فيها تركيز شديد فى المجرات عن طريق قياس طيف زهاء
( 500 مجرة ) فى اتجاه الجاذب الأعظم بهدف التوصل لأقدار تقريبية لأبعادها والدلائل تشير إلى أن هناك تركيزا بالفعل على بعد يقترب من ضعفى المسافة إلى ( عنقود الشجاع ) .
وعن طريق مسح الكون فى أغوار سحيقة فيه بحثا عن إطار أولى من المجرات أى إطار تكون فيه المجرات ساكنة بالنسبة للخلفية الميكروية الموجة .
ولقد قامت مجموعة ( أرنسون ) بخطوات فأخذت تبحث عن حركات خاصة فى مجرات لولبية فى
( 10 عناقيد ) تبعد ضعفى المسافة من المجرات الاهليليجية حيث أن العينات اللولبية تبدو ساكنة بالنسبة للخلفية الميكروية الموجة غير أن العناقيد المجرية تشغل شريطا ضيقا فى السماء فلا بد من إجراء مسح لمناطق أوسع من السماء .
إن موضوع الكون شكله وحدوده إن كان له شكل وكانت له حدود وتركيبة وانتشار النجوم فيه على شكل أسراب من مجرات وتم توزيع المجرات فى عناقيد وعناقيد ضخمة وعناقيد عملاقة .
فكل حيزا ضخما من الفضاء كل ضلع من أضلاعه قد يكون عشرات الملايين من السنين الضوئية وإذا تم العثور على ضلع ما يكون ساكنا بالنسبة للخلفية الميكروية الموجة نكون فى الحقيقة قد توصلت البشرية لمرجع هائل من المعلومات يمكن الاعتماد عليه فى القياسات والاختبارات والأرصاد ولكن إذا تم ذلك فسنقع فى ورطة فيزيائية صعبة لا حل لها حيث تم العثور على مكان ثابت فى الكون ( المكان المطلق ) مما تنفى النظرية النسبية وجوده فيكون الاكتشاف الجديد تقويضا للنظرية النسبية التى أصبحت دعامة أساسية فى الفيزياء الحديثة .
ويوجد موضوع آخر ذو أهمية فى البحث ألا وهو توزع المادة فى الكون فعن طريق القياسات والتحليلات الطيفية معرفة الأماكن التى توجد بها المجرات والعناقيد الضخمة والعناقيد العملاقة فنجد آثار جاذبية آتية من أمكنة أبعد مما نرصد من مجرات بل إنها خلف المجرات الموجودة فى الأبعاد السحيقة من الكون فالآثار آتية من أرجاء الكون الغير مرئية فهل نتغاضى عما فيها من كتلة
وكيف سيكون حسابها ؟
فالتعامل مع الكون المنظور مستمر أما الكون غير المنظور ما هى كتلته وإلى أين يمتد ؟ فهل يوجد كون غير منظور حقا ؟ 
وإذا كانت المادة كمادة تفتقر إلى التوزيع المتساوى فى الفضاء الكونى لأنه متكدس بالمجرات والعناقيد الضخمة والعملاقة وفى نواح أخرى فراغ ويوجد توزيع متساوى فى أشعة الموجة الميكروية المنتشرة فى الخلفية الكونية وهى تضفى نوعا من التجانس على النسيج الكونى لكنه افتراض نظرى غير قائم على أساس .
فوجود المادة المظلمة تملأ النواحى الفارغة من الكون وإن المادة المظلمة تؤلف ما بين 90 %
إلى ( 99 % ) من مادة الكون ومن المفروض نظريا أن المادة المظلمة الغير مرئية  تتكون من جسيمات كالنيوترينو وجسيمات افتراضية أخرى والتى تحمل المادة المفقودة فى الكون إلا أن الافتراضات تبقى نظرية ولا تؤخذ بجدية .



توسع الانفجار الأعظم ما زال أقوى :
إن القياسات الدقيقة لسرعة مجموعة من المجرات وكأنها تشير إلى أن الكون يحتوى على كتلة لا تكفى للتغلب على قوة الانفجار الأعظم الذى بدأ به توسع الكون وعن طريق تحديد سرعة مجموعة من المجرات الموجودة على سطح فقاعة ضخمة داخل ( الجدار العظيم ) وهو عبارة عن شريط من المجرات اكتشف حديثا طوله ( 500 مليون سنة ضوئية ) وعرضه ( 200 مليون سنة ضوئية ) وسماكته ( 15 مليون سنة ضوئية ) وتوجد الفقاعة التى بداخلها عدد قليل جدا من المجرات بجوار تمركز مهم من المجرات ( حشد كوما أو قنوان الدؤابة ) .
وتشير القياسات إلى أن قوة الجاذبية التى يمارسها ( حشد كوما ) تشد المجرات الموجودة على سطح الفقاعة إلى خارج مسار اتجاه توسع الكون وتعتمد قوة الشد على كمية الشد الذى تمارسه بقية الكتلة فى الكون لإبعاد فقاعة المجرات عن الحشد وبحساب مدى مساهمة ( حشد كوما ) حيث تم التوصل إلى أن متوسط كثافة كتلة الكون أقل من ثلث متوسط الكثافة اللازم لعكس عملية تمدد الكون نحو الخارج .

د / عبد الرحيم بدر
تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
2 / 10 / 2016


الأبواب الخلفية فى الكون

الأبواب الخلفية فى الكون
فى أعماق الثقب الأسود توجد منطقة ( التفرد الجذبى ) حيث ينحنى الزمكان نحو اللانهاية ولا يمكن لأى مادة تمر خلالها أن تفلت منها .
وفى دراسة جديدة فربما يوجد طريق للخروج عبر النفق الفضائى عند مركز الثقب الأسود والطريق يعمل بمثابة باب خلفى لمناطق أخرى من الكون .
فأى شىء يسافر عبر الثقب الأسود سيتمدد لكنه يعود لحجمه الطبيعى بعد ظهوره فى منطقة أخرى مختلفة من الكون .
إن التفرد يعتبر نقصا فى كمال البنية الهندسية للزمكان ولاختبار مدى صحة الفكرة فباستخدام بنى هندسية شبيهة بالموجودة فى طبقة من الجرافين والتى تماثل النشاط داخل الثقب الأسود .
فعن طريق الجاذبية الكمية والكلاسيكية ركز العلماء على نوع من الثقوب السوداء غير المتحركة ولكنها مشحونة كهربيا .
إن الثقوب السوداء مختبرات نظرية لتجربة أفكار جديدة حول الجاذبية فإن البللورات بها نقص فى كمال بنيتها المجهرية فإن المنطقة المركزية من الثقب الأسود يمكن اعتبارها شاذة فى الزمكان فبوجود مكونات هندسية جديدة حتى يمكن وصفها بشكل أكثر دقة .
وبتحليل العناصر الهندسية الجديدة وجد العلماء نقطة مركزية ذات سطح كروى صغير تمثل نفقا فضائيا فى قلب الثقب الأسود .
إن مشكلة التفرد حيث يوجد باب فى مركز الثقب الأسود وهو النفق الفضائى يمكن من خلاله أن يستمر الزمكان .
وكشفت المعادلات عن أن النفق الفضائى فى المركز ينبغى أن يكون أصغر من نواة الذرة لكنه يزيد فى الحجم وفقا للشحنة المختزنة داخل الثقب الأسود .
وعند مرور أى مادة من خلاله فإنها تتمدد لأقصى حد بما يسمح لها دخول النفق الفضائى بعد ذلك ستندمج لدى خروجها من الجانب الآخر من الثقب الأسود فى هيئة ثقب أبيض .
إن المادة الموجودة داخل الثقب الأسود لن تضيع للأبد وإنما ستنفذ لمنطقة أخرى من الكون عبر الثقب الأبيض .
فوجود الطاقة الغريبة لإحداث نفق فضائى أو باب خلفى فى الكون حسب نظرية النسبية العامة التى وضعها آينشتاين .
إن النفق الفضائى ينشأ عن المادة والطاقة كما ينشأ المجال المغناطيسى فالوقوع فى أسر جاذبية الثقب الأسود فسوف تتمدد المادة نتيجة للتدرج الجذبى عبر الجسد .
ما هو النفق الفضائى ؟
يمكن للزمكان أن يتشوه وهو يستهلك الكثير من المادة أو الطاقة ليصل لحالة التشوه حيث نجد أن التشوهات ممكنة الحدوث وفى حالة النفق الفضائى فإن التفاف الزمكان ويوجد خط واصل بين النقطتين يمثل المسافة بينهما فى الزمكان الطبيعى .
وإن الاستعانة بالأنفاق الفضائية للسفر فى الزمان أو المكان فهى غير مستقرة بطبيعتها وعندما يدخل جسيم فى النفق الفضائى تنتج عنه تقلبات تتسبب فى انهيار البنية عليه .


عبد المنعم السلمونى  تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف  11 / 9 / 2016 

اكتشاف أكبر مجرة فى الكون

اكتشاف أكبر مجرة فى الكون
تم اكتشاف أكبر مجرة حلزونية فى الكون ( NGC 6872 ) وتقع على بعد ( 212 مليون سنة ضوئية من كوكبة ( PAVO ) ويوجد بالقرب منها المجرة المحدبة ( IC 4970 ) وحجمها يعادل ( 5 مرات ) من حجم مجرة الطريق اللبنى ( Milky Way ) وقد تم اكتشافها بالصدفة خلال الدراسة لبيانات من مستكشف تطور المجرات ( Galaxies ) للبحث عن مناطق تكون النجوم حول المجرة المكتشفة .
ويوجد بالمجرة المكتشفة كمية كبيرة من الضوء البنفسجى تنبع من نجوم صغيرة فتم اكتشاف أكبر مجرة فى الكون .

أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
مجلة العلم المصرية
1 / 4 / 2016




اكتشاف أبعد  مجرة فى الكون
رصد علماء يابانيون أبعد مجرة فى الكون إذ تبعد المجرة عن الأرض بنحو ( 12.91 مليار سنة ضوئية ) ولقد تم رصد المجرة بواسطة تليسكوب ( كى ) فى ( هاواى ) وهى تعود لأواخر العصر المظلم عندما كان الكون لا يزال ناشئا وذلك فى أعقاب الانفجار الأعظم ( Big Bang ) فبل حوالى
( 13.7 مليار سنة ) ولقد امتلأ الكون فيه بسحابة هيدروجينية غير شفافة ولم تختفى السحابة إلا بفعل ضوء النجوم والمجرات الأولى والتى تعد بداية حقبة ( فجر الكون ) وهى الفترة التى تنتمى إليها المجرة .

أسامة ممدوح عبد الرازق  مصطفى شرف
مجلة العلم المصرية
4 / 9 / 2016 


الثقوب البيضاء متدفقات كونية

الثقوب البيضاء متدفقات كونية
امتدادا لنظرية الثقوب السوداء وضع العلماء تصورات نظرية ونماذج رياضية لتفسير بعض الظواهر الكونية الغامضة وإن وجود تدفقات كونية ( Cosmic Gushers ) تأتى إلى الكون المرئى من كون آخر مجهول .

النفق الكونى والثقب الأبيض :
توجد نظرية حديثة مفادها أن المادة التى تختفى فى داخل الثقب الأسود تنتقل لكون آخر عن طريق النفق الكونى ( Wormhole ) وتنبثق فى شكل متدفق كونى ( الثقب الأبيض )
( White Hole ) والثقب الأبيض عكس الثقب الأسود فبينما تختفى المادة وتختفى كل خصائصها داخل مركزه فالتفرد ( Singularity ) فإنها تندفع خلال النفق الكونى لتنبثق من جديد بشكل مختلف فى الكون الآخر بهيئة ثقب أبيض .
وإن علماء الفلك يحاولون أن يجدوا صلة ما بين مجرات معينة نشطة وبين بعض أشباه النجوم ( الكوازرات ) ويعتقدون أنها ربما تكون كوازرات منطلقة منها ويوجد ثقب أسود مروع يمدها بالطاقة وإن بعض أشباه النجوم تبدو أشد خفوتا من رفيقاتها حتى إن تألقها يبلغ حوالى ( 1 : 100 ) من تألق المجرة المصاحبة لها فإن الكوازرات الباهتة تصدر طاقة مروعة ويوجد نوعين من الكوازرات يمكن أن يتطورا إلى مجرات فالأكثر ضياء تتحول لمجرات هائلة والأقل ضياء تتحول لمجرات قزمة ( Dwarf Galaxies ) .

الكوازرات ثقوب بيضاء :
إن الكوازرات متدفقات كونية أو ثقوب بيضاء فالمادة المنتجة تكون شديدة النشاط وتنطلق بقوة هائلة وربما يكون تفسيرا معقولا لمشكلة الطاقة الغامضة التى تمد أشباه النجوم
( الكوازرات ) بالنشاط الجبار الذى يصل للأرض وهى على بعد بلايين السنوات الضوئية إذ أنها تربض عند حافة الكون .
إن الكوازرات مقدمات لولادة مجرات جديدة وبافتراض أنه كلما تقدم العمر بالمجرات فإن الكثير من النجوم فيها قد تتطور وتشيخ ثم تلقى حتفها كنجوم نيترونية أو ثقوب سوداء صغيرة نسبيا وإن نواة المجرة عندما تتقدم فى العمر قد تصبح ثقب أسود كبير ينمو كلما التهم المزيد من المادة التى حوله .
وإن الثقب الأسود الهائل قد يبتلع المادة المتبقية فى المجرة وينتج مقدارا عظيما من الإشعاع وعندما تنطلق الطاقة كنتيجة لاصطدام الجسيمات دون الذرية ببعضها البعض وهى تندفع بسرعة رهيبة على شكل دوامة عبر أفق الحدث للثقب الأسود الهائل بل لقد اكتشف ثقب أسود هائل ينمو فى مركز مجرة الطريق اللبنى ( Milky Way ) .
وبعد أن يصل الثقب الأسود لحد معين تنبثق المادة فى شكل جديد فى الكون الآخر المجهول كثيف أبيض وتتم عملية ولادة جديدة لا يعلم أمرها إلا الله عز وجل .

اندماج الزمان والمكان ( الزمكان ) :
إن الشعور بمرور الزمن ليس له معنى إلا إذا كانت هناك أحداث متتالية تميزه وأن الحدث قد وقع فى الماضى وسوف يحدث الآن وربما يحدث فى المستقبل ومجرد تصور ماضى وحاضر ومستقبل هو الذى يوحى بمرور الزمن وكأنما هو ترتيب من أحداث متتابعة كما فى الكون ترتيبا من أجرام سماوية تنتظم فى الفضاء الرحب .
ويعتمد الزمن على حركة الكون المستمرة وكل ما فى الكون يتحرك وإن بدا ثابتا فالحركة دليل الوجود .
فالإنسان يتحرك والجزيئات والذرات والجسيمات دون الذرية والإشعاعات والأرض والغلاف الجوى والكواكب والأقمار والشمس والنجوم والمجرات فكل شىء يتحرك بالنسبة لغيره .
وما دام كل شىء يتحرك فلا بد أن يحمل معه زمنه أى كلما تحرك وأسرع كان عمره أطول بمعنى أن زمنه الذى يسرى معه يبطىء بالنسبة لما حوله من حركات أخرى أو أزمنة أخرى متباينة .
إن النظرية النسبية العامة لآينشتاين لا تقتصر على الأحداث الأرضية والزمن الأرضى المعتمد على سرعة الشىء وانطلاقه .
إن التحليل لظواهر الثقب الأسود والأبيض ( اندماج الزمان والمكان ) فى ( الزمكان ) فالتعامل بالأبعاد الأربعة ( الطول / العرض / الارتفاع / الزمن ) فإن نظرية الأوتار الفائقة وأبعادها
ال ( 10 ) وإن الفضاء ينحنى بجوار الكتل الكبيرة من المادة وإحدى نتائج التحدب انحراف ضوء النجم المار على حافة الجرم السماوى وقد تم قياسه أثناء الكسوف الكلى للشمس .


رءوف وصفى
تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

20 / 4 / 2016 

الكوكب الأزرق نبتون

الكوكب الأزرق ( نبتون )
نبتون ( Neptune ) الكوكب الأزرق أحد كواكب النظام الشمسى أو المجموعة الشمسية
( Solar System ) كما أنه رابع أكبر الكواكب ال ( 8 ) وهو ثامن أبعد كوكب عن الشمس فى النظام الشمسى ورابع أكبر نسبة إلى قطره وثالث أكبر كوكب نسبة إلى كتلته .
وقد تم اكتشاف الكوكب الأزرق ( نبتون ) فى ( 23 / 9 / 1946 ) وكان ( نبتون ) أول كوكب يتم اكتشافه عبر المعادلات والتوقع الرياضى بدلا من الرصد المنتظم فالتغيرات غير المتوقعة فى مدار كوكب ( أورانوس / Uranus ) حيث تم استنتاج أن الاضطراب الجذبى ناتج عن كوكب مجهول يقع خلفه واكتشف الكوكب ( نبتون ) على بعد ( 1 درجة ) من الموقع المتوقع عبر المعادلات الرياضية واكتشف ( نبتون ) من قبل عالم الفلك ( ويهان غال ) يوم ( 23 / 9 / 1946 ) .
ولو كان وزن الإنسان فوق الأرض ( 70 كجم ) يصبح وزنه فوق ( نبتون ) ( 84 كجم ) وتجتاح نبتون عاصفة هوجاء أشبه بالعاصفة التى تجتاح كوكب ( المشترى / Jupiter ) وعاصفة نبتون
( البقعة المظلمة العظمى ) .
إن نبتون هو أبعد الكواكب والأقل معرفة بالنسبة للبشرية وأقماره ( 13 قمرا ) وتوجد ( 6 ) حلقات تدور حول نبتون له أقمار أهمها ( ترايتون ) الذى يبلغ قطره ( 2730 كم ) وتنبعث فوقه غازات وأنه يوجد تحت سحب محيط من الماء أشبه بمحيط ( أورانوس ) وجوه مكون من الهيدروجين والهليوم والميثان وتمت زيارة نبتون مرة واحدة بواسطة السفينة الفضائية فويجر 2
والتى طارت لنبتون فى ( 25 / 8 / 1989 ) .
نبتون مماثل فى التركيب لكوكب أورانوس وكلاهما لهما تراكيب مختلفة من أكبر العمالقة الغازية كوكب المشترى وزحل وآثار الميثان فى نبتون تفسر سبب ظهوره باللون الأزرق ومحور كوكب نبتون مائل بزاوية ( 50 درجة ) عن محور دورانه الذى يبعد عن مركزه بحوالى ( 10000 كم ) ومن المغناطيسية القوية يوجد شفق قطبى فى نبتون وقمره ترايتون .
وله عدة أقمار أحدها ( ترايتون ) الذى يعد أكبر أقمار نبتون وأبرد جسم فى المجموعة الشمسية بحيث تبلغ حرارته ( 230 درجة مئوية ) .
والمسافة بين نبتون والشمس ( 30 ضعف ) المسافة بين الأرض والشمس ويتحرك كويكب بلوتو داخل مدار نبتون لمدة ( 20 عام ) مرة كل ( 248 سنة ) مما يجعل بلوتو أقرب للشمس من نبتون فى ذلك الوقت وقد كان عبور بلوتو فى ( 23 / 1 / 1979 ) وبقى داخل المدار حتى
( 11 / 2 / 1999 ) .
ويدور نبتون حول الشمس بمدار اهليليجى ويبلغ متوسط بعده عن الشمس 4495.06 مليون كم ويدور حولها مرة كل ( 165 سنة ) وعندما يدور حول الشمس فإنه يدور حول محوره ويتم دورة كل ( 16.1 ساعة ) ويميل محور دوران نبتون بزاوية ( 30 درجة ) وهذا بناء على ميله عن مداره حول الشمس حيث إن محوره يميل ( 30 درجة ) عن الوضع العمودى له مع المدار .

هيام حمدى

تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف   

حلقات من نار من إشعاع الثقوب االسوداء

حلقات من نار من إشعاع الثقوب االسوداء
لن يكون السقوط إلى داخل الثقوب السوداء أمر مسلى فبمجرد أن تأكد الفيزيائيون من وجود ثقوب سوداء فى الفضاء الأسود المعتم بسبب وجود المادة المظلمة السوداء بكثافة عالية فإن الاقتراب الشديد من الثقوب السوداء وخصوصا لعدم معرفة أماكنها بدقة فى  الفضاء الخارجى
( Outer Space ) يؤدى إلى موت محتم فإذا كان رائد الفضاء يسقط متجاوزا نقطة اللاعودة
( أفق الحدث / حافة الثقب الأسود / Event Horizon ) فوفق نظرية النسبية  العامة لآينشتاين  عام  ( 1915 ) فلن تكون هناك أعمدة إشارات تحدد النقطة التى ينخفض احتمال الهروب عندها إلى الصفر فأى واحد ينتقل مجتازا أفق الحدث للثقب الأسود سوف يشعر بأنه يسقط نحو الأسفل باستمرار نحو حفرة سوداء عميقة .
فإن إعادة صياغة الصورة فى ضوء بعض المعلومات الجديدة بخصوص آثار ميكانيكا الكم فى الثقوب السوداء إذ يبدو أن رائد الفضاء سيعانى معاناة تختلف عن تنبؤ ( ألبرت آينشتاين ) فى نظرية النسبية العامة ( 1915 ) اختلافا تاما فهو معرض للسقوط فى الثقب الأسود من دون عواقب نحو الداخل فإنه سيواجه جدار من نار من جسيمات عالية  الطاقة عند افق الحدث تميته فى الحال ويمكن للجدار أن يعلم نهاية المكان نفسها .
إن استعمال أفكار من نظرية الأوتار الفائقة ( String Theory ) من أجل النظر لفيزياء الثقوب السودء فيوجد تضارب عميق بين تنبؤات النظرية  الكمومية وتنبؤات النسبية العامة عام ( 1915 ) فى هذه المعلومات المتطرفة فوفق تعليلاته يظهر عيب إما فى ميكانيكا الكم أو تتأرجح بينهما بخصوص أيهما الصحيح .
فإن الحديث بوجود جدار نار الشىءء نفسه ولم يظهر بديل مقنع فإذا تم الوثوق بميكانيكا الكم يكون وجود جدران ناررمن نتائجه مع أن وجودها يثير  محيرات نظرية ميكنيكا الكم ويبدو على أن الفبزيائيين التخلى عن أحد التوافق على ماهية التخلى عنه ومن المتوقع الخروج من الارتباك فهم أفضل لميكانيكا الكم وللنسبية العامة والحفاظ على الحالة المثالية لتحل فى النهية التضاربات الظاهرية بين نظريتى ( ميكانيكا الكم / النسبية العامة ) اللتين تسودان الفيزياء

المتفردة :
وتستخلص النسبية العامة التى ولدت مفهوم الثقوب السوداء صورتها عن الكيانات الغريبة وآفاق أحداثها من فهم لأثر ( الثقالة / الجاذبية / Gravity ) فى الزمان والمكان المندمجان معا فى ( الزمكان ) فوفق نظرية الجاذبية إذا اجتمعت كتلة كافية معا فسوف يسبب جر الجاذبية الناجم البدء بانهيارها ولا يوجد شىء يمكنه وقف هذه العملية حتى تنضغط الكتلة كلها لتشكل نقطة واحدة حيث يكون الزمكان ذا كثافة لا نهائية ومنحنيا انحناء لا نهائيا وهو ما دعى ( النقطة المتفردة / the singularity ) وبكلام مكافىء ثقبا أسود ( Black Hole )
ولن يستطيع أى مسافر فضائى يجتاز حدود أفق حدث الثقب الأسود الهروب من الجر الثقالى التجاذبى حيث سيسحب باتجاه النقطة المتفردة وحتى الضوء فبمجرد اجتيازه لأفق الحدث لن يستطيع الهرب والمتفردة مكان درامى جدا غير أن الأفق نفسه من المفترض أن يكون غير معلم وفق مبدأ التكافؤ للنسبية العامة فيقول المبدأ إن الأفراد الذين يسقطون سقوطا حرا فى ثقب أسود سيرون قوانين الفيزياء نفسها بمجرد عبورهم لأفق الحدث وإن المجموعة الشمسية كلها قد تكون فى حالة سقوط نحو ثقب أسود صخم .

إشعاع الثقب الأسود :
 إن الصورة التقليدية للثقوب السوداء عام ( 1974 ) حين تم النظر فى تنبؤ غريب لميكانيكا الكم فإن أزواجا من الجسيمات ومقابلاتها من المادة المضادة تظهر فجأة بصورة مستمرة ثم تختفى فإذا حدثت التأرجحات والتراوحات على حدود أفق ثقب أسود من الخارج فيمكن انفصال عنصرى الزوج وأحدهما يسقط فى المتفردة أما الثانى فسيهرب من الثقب الأسود حاملا معه جزءا من كتلته ومن ثم ستنفذ كتلة الثقب الأسود كلها فى النهاية وفق عملية ( تبخر هوكنج )
وإن عملية تبخر الثقوب السوداء الموجودة فى الطبيعة ليست مهمة إذ أن الثقوب السوداء تضيف كتلة من الغاز والغبار الساقطين بمعدل أكبر بكثير مما تخسره بالإشعاع فيمكن تقصى ما يحدث لو أمكن عزل ثقب أسود عزلا تاما ولوجود وقت كاف لمراقبة عملية تبخر الثقوب السوداء بكاملها فقد كشف ( هوكنج ) عند متابعة التجربة الذهنية عن تناقضين ظاهريين بين النسبية العامة وميكانيكا الكم .
مسألة الإنتروبية : عند إمعان النظر فى ثقب أسود معزول أن طيف الضوء لإشعاعه المنبثق منه مبتعدا عنه سيبدو شبيها بطيف جسم حار مشع مما يعنى امتلاك الثقب الأسود درجة حرارة وتنشأ درجة الحرارة فى الحالة العامة عن حركة الذرات داخل الأجسام وعندئذ تشير الطبيعة الحرارية لإشعاع هوكنج لوجوب امتلاك الثقب الأسود بنية مجهرية مكونة من نوع ما من لبنات بناء متقطعة أو قسيماتد أو بتات فعن طريق إلقاء أشياء داخل الثقوب السوداء ليعطى صيغة لعدد القسيمات الذى يعبر عن قياس ( إنتروبية الثقب الأسود ) والإنتروبية معيار لعدم الترتيب تصبح أعظم مع زيادة عدد الحالات المتاحة للجسم وكلما كبر عدد القسيمات فى ثقب أسود زادت التراتيب الممكنة للجسم وعظمت ( الإنتروبية ) .
وعلى العكس تصف النسبية العامة الثقب الأسود عبر امتلاكه هندسة ملساء تشير لوجوب أن يبدو أى ثقب أسود ذى قيم مفروضة للكتلة والسبين والشحنة بالمظهر نفسه فليس للثقوب السوداء شعر فيوجد تناقض إذ تقول النسبية العامة بعدم وجود شعر فى حين يقول ميكانيكا الكم إن للثقوب السوداء كمية كبيرة من الإنتروبية مما يعنى امتلاكها بنية مجهرية ما أو شعرا
مفارقة المعلومات : يؤدى تبخر الثقوب السوداء لظهور تحد للنظرية الكمومية فوفق حسابات هوكنج لا تعتمد الجسيمات الهاربة من ثقب أسود على خواص المادة التى دخلت الثقب الأسود والتى تكون ناجمة عن انهيار نجم ضخم الكتلة فيمكن إرسال ورقة مع رسالة إلى داخل الثقب الأسود ولن توجد أى طريقة لإعادة تركيب الرسالة من الجسيمات النهائية الصادرة فبمجرد عبور الورقة أفق الحدث للثقب الأسود لا تستطيع التأثير فى أى شىء يخرج من الثقب الأسود
لأنه لا يمكن لمعلومات أن تهرب من داخل الثقب الأسود وتوصف كل منظومة فى ميكانيكا الكم بصيغة ( الدالة الموجية ) التى ترمز ( encode ) فرص وجود المنظومة فى حالة معينة .
وفى تجربة ( هوكنج ) الذهنية يعنى ضياع المعلومات عدم وجود طريقة للتنبؤ بالدالة الموجية لإشعاع ( هوكنج ) ( إشعاع الثقوب السوداء ) اعتمادا على خواص الكتلة التى دخلت الثقب الأسود وإن ضياع المعلومات غير ممكن فى ميكانيكا الكم مما يؤدى لاستخلاص وجوب تعديل قوانين فيزياء الكم كى تسمح بفقدان المعلومات فى الثقوب السوداء .
إن الثقوب السوداء تدمر المعلومات فهى تدمر كل شىء يدخلها فلو تم حرق الورقة فالرسالة ستتلاشى متمازجة ولن يكون من الممكن عمليا إعادة بنائها من الدخان غير أن عملية الاحتراق موصوفة بميكانيكا الكم العادى مطبقا على ذرات الورقة ومن ثم سيعطى توصيف ميكانيكا الكم للدخان دالة موجية معينة تعتمد على الرسالة الأصلية فيمكن نظريا إعادة بناء الرسالة عبر الدالة الموجية غير أنه فى حالة الثقب الأسود لن تكون هناك دالة موجية محددة للإشعاع الناتج من الثقوب السوداء .
وبالاستنتاج استنادا للتشابه أن هوكنج كان مخطئا عندما اعتبر امتزاج المعلومات ضياعا واقعيا لها فإذا كان من الممكن ضياع المعلومات فعندئذ لن يحدث فى الحالة الغريبة وهى تبخر ثقب أسود بل سيحدث فى كل مكان وفى جميع الأزمنة ففى فيزياء ميكانيكا الكم سيحدث أى شىء يمكن أن يحدث وإذا كان هوكنج على صواب فسوف يتم رؤية إشارات فى الفيزياء ربما يشمل انتهاكات صريحة لقانون حفظ الطاقة .
فإن حجة هوكنج صمدت أمام الاعتراضات فإن للثقوب السوداء أفاقا لا تستطيع المعلومات الموجودة ورائها الهروب فيبدو أن الإنسانية تواجه مفارقة حادة فإما أن يتم تعديل ميكانيكا الكم كى نسمح بفقد المعلومات أو أن نعدل نظرية النسبية العامة لتسمح بهروب المعلومات من داخل الثقوب السوداء .
إن الثقب الأسود لا يتبخر تبخرا كاملا بل ينتهى إلى بقية مجهرية تحوى جميع معلومات النجم الأصلى الذى أنشأه الثقب الأسود غير أن لهذا الحل صعوباته الخاصة به فإن الجسم الصغير الحاوى على الكمية الضخمة من المعلومات سيخرق وينتهك فكرة إنتروبية هوكنج .

ثقوب سوداء وبرينات :
إن نظرية الأوتار الفائقة هى إحدى المحاولات لتصحيح بعض المشكلات التى تبزغ عندما تصطدم نظرية النسبية العامة بميكانيكا الكم كما فى حالة الثقوب السوداء وتستبدل نظرية الأوتار الفائقة عرى دقيقة وصغيرة أو قطعة من وتر بالجسيمات دون الذرية الشبيهة بالنقطة الواردة فى نظريات سبقتها فيمكن للأوتار الفائقة أن تقضى على بعض الصعوبات الرياضية الناشئة عند ضم ميكانيكا الكم إلى نظرية النسبية العامة غير أن استعمال الأوتار مكان النقاط لا يغير مباشرة قصة الثقوب السوداء .
لقد حدث الاختراق عام ( 1995 ) عند البحث فى نوع آخر من التجارب الذهنية التى تتناول دراسة الأوتار فى فضاءات صغيرة حيث تبين أن نظرية الأوتار ليست كاملة بل تتطلب وجود أشياء ذات أبعاد أكثر من الأبعاد الأربعة ( الطول / العرض / الارتفاع / الزمن ) ففى الثقوب السوداء تكون الأشياء ذات الأبعاد العليا ( البرينات / D ) بالغة الصغر وملتفة فى أبعاد مخفية صغيرة جدا بحيث لا يمكن كشفها وإن الأوتار والبرينات / D ) تزود بالعدد الدقيق من القسيمات اللازمة لتفسير إنتروبية الثقوب السوداء من أجل ثقوب سوداء معينة ذات تناظرات عالية جدا فإن أحجية الإنتروبية قد حلت جزئيا .
س : ماذا عن فقد المعلومات ؟
ج  : فى عام ( 1997 ) بطريقة تتجاوز مسألة فقد المعلومات ( مثنوية مالداسينا ) والمثنوية تكافؤ مدهش بين شيئين يبدوان لأول وهلة مختلفين جدا وتبين ( مثنوية مالدسينا ) أن الرياضيات اللازمة لضم ميكانيكا الكم والثقالة / الجاذبية معا نظرية كمومية للجاذبية اعتمادا على نظرية الأوتار مكافئة لرياضيات نظرية الكم العادية ضمن مجموعة شروط خاصة حيث تتكافأ فيزياء الكم لثقب أسود مع فيزياء غاز عادى حار من جسيمات نووية مما يعنى أن الزمكان يختلف اختلافا أساسيا فهو أقرب شبها بهولوجرام ثلاثى الأبعاد ناجم بالإسقاط عن سطح أكثر أساسية لكرة ثنائية البعد .
لقد حصل علماء الفيزياء مع صفقة استعمال مثنوية مالدسينا على طريقة لوصف ميكانيكا الكم للثقوب السوداء فإذا كانت فرضيات ( مالدسينا ) صحيحة أمكن تطبيق قوانين ميكانيكا الكم العادية على الجاذبية ولن يكون هناك فقد بالمعلومات فبإمكان ترك الثقوب السوداء المتبخرة لذا يتعين خروج المعلومات مع إشعاع هوكنج .
إن مثنوية مالدسينا صالحة لتوحيد نظرية النسبية العامة مع ميكانيكا الكم وقد اكتشفت عند متابعة لأحجيتى إنتروبية الثقب الأسود وفقد المعلومات فهى لم تثبت صحتها لكنها مدعومة بأدلة كثيرة فإن حاجة الثقوب السوداء إلى فقد المعلومات لا تفسر تفسيرا واضحا لكيفية خروج المعلومات من داخل ثقب أسود إلى خارجه .
ويوجد حلا لمسألة المعلومات الأصلية يتضمن نوعا من مبدأ النسبية ( تكاملية الثقب الأسود ) فإن المراقب الذى يقفز إلى داخل ثقب أسود يرى المعلومات فى الداخل بينما الآخر الذى بقى فى خارجه يرى المعلومات من الخارج فليس هناك تناقض لأن المراقبين لا يستطيعان التواصل

جدار النار :
إن مثنوية مالداسينا وتكاملية الثقب الأسود كافيتين للتخلص من جميع المفارقات لكنه ما زال الكثير من التفصيلات الجزئية فى حاجة إلى الاستكمال فصناعة نموذج لكيفية عمل الصورة المركبة اعتمادا على أفكار علماء الفيزياء وبعد الفشل فى بضع محاولات فى التوصل لنموذج ناجح فإن المسألة أكثر عمقا مما يستعمل من رياضيات قاصرة وإن وجد التناقض القائم .
وقد انبثق التناقض عند دراسة لظاهرة التشابك الكمومى أكثر الأجزاء غير الفطرية من نظرية ميكانيكا الكم ( النظرية الكمومية ) فإن كانت الجسيمات دون الذرية تشبه أحجار الزهر فالجسيمات المتشابكة ستكون كحجرى زهر مجموعهما ( 7 ) دائما وعندما يقيس العلماء خواص جسيم متشابك فإن القياس سيعين خواص الجسيم المتشابك الآخر وتوجد نتيجة إضافية للنظرية الكمومية فبإمكان تشابك جسيم مع جسيم آخر واحد تشابكا تاما فإذا تشابك جسيم ( B ) مع جسيم ( A ) فلا يمكن له أن يتشابك مع جسيم ثالث ( C ) فالتشابك كالزواج أحادى الزوجة .
وفى حالة الثقب الأسود يؤخذ فوتون هوكنج جسيم ( B ) صدر عن ثقب أسود كان نصف متبخر وتتضمن صيرورة هوكنج أن ( B ) أحد عنصرى زوج والذى يسقط فى الثقب الأسود
( A ) أى أن ( A ) و ( B ) متشابكان وإن المعلومات الأصلية التى وقعت فى الثقب الأسود قد تم ترميزها بواسطة جسيمات إشعاع هوكنج جميعها وإذا لم تفقد المعلومات ووصل فوتون
( هوكنج ) الخارج ( B ) فى حالة كمومية معينة تعين أن يكون ( B ) متشابكا مع تركيبة ما
( C ) لجسيمات هوكنج الأخرى التى أفلتت من قبل مما سيؤدى لتناقض تعدد الزوجات .
ولإنقاذ ميكانيكا الكم محافظين على التشابك بين ( B ) و ( C ) مع عدم امتلاك أى شىء آخر غير معتاد خارج الثقب الأسود ففقدان التشابك بين ( A ) و ( B ) وحيث أن فوتونى هوكنج
( A ) و ( B ) قد ابتدأ داخل أفق الحدث للثقب الأسود ( Black Hole ) وخارجه حيث نشأ على صورة زوج عابر من جسيم وجسيم مضاد فإن فك التشابك وفق النظرية الكمومية تكون طاقة فإن فك رابطة كيميائية فإن فك التشابك لجميع أزواج ( هوكنج ) يتضمن أن أفق الحدث للثقب الأسود جدار من جسيمات عالية الطاقة ( جدار النار ) وإن رائد الفضاء عندما يسقط فى ثقب أسود سيواجه عند عبوره أفق الحدث شيئا دراميا عوضا أنه سوف يسقط بحرية .
لقد كان إيجاد الابتعاد الكبير عن النسبية العامة أى وجود جدار من الطاقة فى مكان حيث من المفترض عدم حدوث أى شىء غير اعتيادى لكن الحجة كانت بسيطة فحجة هوكنج الأصلية فى الاتجاه العكسى مفترضين أن المعلومات لم تفقد مع متابعة إلى ماذا يؤدى الافتراض فبالاستنتاج أنه خلافا لآثار التكاملية الدقيقة يوجد انهيار درامى للنسبية العامة وبوصف الحجة كانت ردة الفعل العامة متشككة فى البدء .
فإما أن توجد جدران النار الغريبة بحيث تكون حقيقية أو يجب التخلى عن بعض الأسس الراسخة للنظرية الكمومية وقد لا تدمر وتضيع المعلومات لكن ربما توجد ضرورة لإعادة كتابة بعض مفاهيم ميكانيك الكم فإن مشاهدة ثقوب سوداء حقيقية إذ إن أى إشعاع من جدران النار ستضعفه قوة الجر الثقالية / التجاذبية من الثقب الأسود جاعلة رؤية جدار النار صعبة جدا .

نهاية المكان ( الفضاء ) :
س : إذا كان جدار النار موجودا فما هو ؟
ج  : إن جدار النار نهاية المكان ( الفضاء ) فربما شروط تكون الزمكان غير محققة داخل الثقب الأسود ويمكن ألا يقدر داخل الثقب الأسود على التكون لأن الذاكرة الكمومية للثقوب السوداء ممتلئة وإذا كان متعذرا حدوث الزمكان فى داخل الثقب الأسود فإن المكان سينتهى عند أفق الحدث للثقب الأسود وإن رائد الفضاء الساقط نحوه ليصطدم به سوف يتحلل لقسيمات كمومية تقبع عند حدود الثقب الأسود ( أفق الحدث ) .
لقد حاول علماء الفيزياء تجاوز نتيجة ظهور جدار النار فطالما أنه يجب على جسيم إشعاع هوكنج ( B ) أن يتشابك مع ( A ) و ( C ) كليهما إذ لا بد أن يكون ( A ) جزءا من ( C )
أى أن الفوتون الواقع خلف أفق الحدث للثقب الأسود هو القسيم الذى تم ترميزه ضمن إشعاع هوكنج مع كونهما فى مكانين مختلفين جدا وإن الفكرة الأصلية لتكاملية الثقب الأسود حيث إن صناعة نموذج واقعى ومتماسك يبدو أنها ستوصل لضرورة تعديل ميكانيكا الكم ثانية وإن عنصرى كل زوج من الجسيمات دون الذرية المتشابكة مرتبطان بثقب دودى زمكانى مجهرى فإن منطقة ضخمة من الزمكان كالمنطقة الداخلية لثقب أسود يمكن بناؤها من مقادير كبيرة من التشابكات .
وإن نظرية النسبية العامة تكون صالحة لوصف الثقوب السوداء بينما ميكانيكا الكم غير صالحة لوصف الثقوب السوداء وإن عدم تعديل ميكانيكا الكم لكن الزمكان هولوجرافى مثل الهولوجرام الثنائى البعد يحتفظ بصورة لأجسام ثلاثية البعد وقد تكون الحقيقة فى مكان ما فى الوسط .
س : ما هى مقتضيات جدران النار بالنسبة للثقوب السوداء فى الحياة الواقعية كالثقب الأسود الموجود فى مركز مجرة درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way .
إن نظريتى النسبية العامة وميكانيكا الكم من النظريات المركزية فى الفيزياء وإن عدم التأكد بوجود جدار نار أم لا يظهر حدودا على الصياغات الحالية للثقالة / الجاذبية الكمومية حيث يعيد علماء الفيزياء النظريون التفكير فى الفرضيات الأساسية حول عمل الكون مما يؤدى لفهم أعمق لطبيعة المكان والزمان وللمبادىء التى تحكم جميع قوانين الفيزياء فإن كشف التضاربات الحادثة فى قلب جدران النار لثقب أسود قد يؤدى لتوحيد ميكانيكا الكم ونظرية النسبية العامة فى نظرية عاملة واحدة .

مجلة العلوم الأمريكية
تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
5 / 5 / 2016