تصادم المرآة المسلسلة والدرب اللبنية
إن
علماء الفيزياء الفلكية فى غضون ( 4 مليارات سنة ) ستتصادم مجرتا المرآة المسلسلة
(
أندورميدا ) والدرب اللبنية ( الطريق اللبنى / درب اللبانة / درب التبانة ) بعنف
فى لعبة نارية كونية قبل اندماجهما .
إن
النظريات والفرضيات أصبح بالامكان وصف الحدث الكونى الأكبر بالنسبة للمجموعة
الشمسية
( Solar System ) حيث تدور إحداهما حول الأخرى فى البداية ببطء ثم تتمازج
غازاتهما وتتحد نجومهما إلى أن تتشكلا مرة أخرى فى مجرة واحدة خلال ( 7 مليارات
سنة ) مجرة واحدة عملاقة تهيمن على كل شىء فى مجموعتها المجرية .
إن
البقعة السديمية ( المرآة المسلسلة / أندورميدا ) مجرة تقترب من مجرة ( الطريق
اللبنى / درب التبانة / اللبانة / Milkey Way
) حيث يتم إزاحة ضوء نجومهما باتجاه اللون الأزرق فالمجرتان الحلزونيتان الأكبر
بين المجرات واللتان تضمان ( 100 مليارات ) النجوم ضمن محيط دائرى مساحته ملايين
السنوات الضوئية تنقضان إحداهما على الأخرى بسرعة ( 430000 كم / س ) فيمكن للمجرات
أن تتلامس وأن تدور إحداها حول الأخرى وأن تجتذب كل منهما الأخرى ثم تبعدها أو أن
تمتزجان فتتمخضان عن مجرة واحدة جديدة فيجب التأكد من أن مجرة ( أندورميدا ) تتجة
مباشرة نحو ( الطريق اللبنى ) وأنها لا تحيد جانبيا فقياس سرعتها الجانبية أدق
حركة ظاهرة للنجوم فى عمق السماء فإن النماذج النظرية بخصوص السرعة الجانبية
قيمتها تبقى ما دون
( 200
كم / ث ) .
ففيما
يتعلق بمسار مجرة ( أندورميدا ) أضعف من إمكان قياسه فإذا أخذ قياسين متباعدين جدا
زمنيا سنتمكن من معرفة الإزاحة الجانبية للنجوم وبالمقارنة عن طريق وضع نحو ( 10
نجوم ) فى صور كان قد التقطها التلسكوب الفضائى ( هابل ) عام ( 2002 ) وعام ( 2010
) فإن سرعة مجرة ( اندورميدا ) ( 17 كم / ث ) تتجه نحو الطريق اللبنى حيث ستندمج
المجرتان فى لعبة نارية كونية حيث تشتعل السماء والشمس قد فقدت طاقتها من
الهيدروجين والهليوم حيث تحولت لعملاق أحمر ثم قزم أبيض فثقب أسود .
وستبدو
( أندورميدا ) شاحبة الشكل فى جوار شريط ( الدرب اللبنية ) ذات البقعة الضوئية
البيضاء الصغيرة ثم يتحول السديم ( سحاب ما بين النجوم ) الضئيل لبقعة متلألئة
وإلى كرة ساطعة ثم تتخذ شكلا بيضويا أزرق اللون ومع انقضاء كل ساعة تكون السحابة
العملاقة التى تضم ( 400 مليار نجم ) قد اقتربت قليلا نحو ( 384.4 مليون م ) وسطيا
أى ما يساوى المسافة بين الأرض والقمر إلى أن تنبسط حلزوناتها المدومة فالأذرع
المجسية العامرة بالنجوم التى تحجب ضوء الأجرام البعيدة وخلال ( 3.7 مليار سنة )
تكون مجرة ( أندورميدا ) قد بدأت تطرق أبواب ( الدرب اللبنية )
على
مسافة بضعة ملايين من الكيلومترات من المجموعة الشمسية ( Solar System ) .
فجأة
تشتعل السماء خلال بضع عشرات من ملايين السنوات تبقى الأجرام التى لا تتغير تاركة
المجال للعبة النارية الكونية وتتمازج النجوم الحمراء والزرقاء والصفراء وتكشف سحب
الغاز ذات النور المعاكس عن تدرجات نحاسية الألوان ولن تمر ليلة دون أن تظهر
خلالها أشكال حلزونية جديدة وأخرى بالنجوم ويبدأ التحول حيث تأخذ ( أندورميدا ) و
( الطريق اللبنى ) بالدوران كل منهما حول الآخر ببطء .
فعن
طريق تأثير قوى جاذبية ضخمة تلتوى أذرعها وتنبسط وتتقلص للتقارب من جديد وتتلامس
الحلزونات ويلتف بعضها على البعض الآخر وتتشكل جسور من النجوم بين المجرتين
فتوحدهما وتتجمع السحب الغازية وتنضغط ثم تنهار على نفسها لتتولد أعداد ضخمة من
الأجرام وبظهور الأجرام ينفجر من بينها ما هو أكبر كتلة فيطلق أمواجا من الضوء
ويتعلق أصغرها كتلة بشكل نهائى فى القبة السماوية ذات لون ذهبى .
وينطفىء
الحريق الكونى تاركا فى المكان كرة ضوئية عملاقة وبعد ( 200 مليون سنة ) من بداية
الاصطدام وستكون السحب الغازية قد تلاشت بعد أن تستهلكها ولادة مليارات النجوم
الجديدة وتكون الأذرع الحلزونية قد تفتت وانضمت ( 100 مليارات ) النجوم ( الطريق
اللبنى / أندورميدا ) بعضها للبعض الآخر فإن كل من النجوم ينفصل عن الآخر بمسافات
هائلة حيث تتجمع ببطء ضمن كرة عملاقة وغير مرئية يسودها ثقب أسود هائل نتيجة اتحاد
الثقبين الأسودين اللذين كانا يتربعان فى قلب كل من المجرتين وتبدأ النجوم الأبعد
بالدوران ببطء مشكلة حشدا إهليلجيا أما الشمس التى تجذبها الحركة على نحو لا يقاوم
فتجد نفسها مبعدة باتجاه المحيط على مسافة ( 100000 سنة ضوئية ) من مركز المجرة
الجديدة فتصبح مجرتا ( أندورميدا / الطريق اللبنى ) مجرة واحدة وسيصبح كوكب الأرض
بلا ليل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق