الأحد، 24 سبتمبر 2023

سماء المريخ تمطر ثلوجا

 

سماء المريخ تمطر ثلوجا

اكتشفت مركبة الفضاء ( فينيكس ) التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا ) تساقط الثلوج فوق موقع هبوطها على كوكب المريخ واستخدمت المركبة الأمريكية جهاز التقاط وتحليل الضوء الموجود على متنها للتعرف على تركيب السحب المريخية وكانت المفاجأة عندما شاهد الجهاز حبات ثلوج بللورية كبيرة تتساقط عبر الهواء المريخى ولم يتتبع الجهاز الذى يعمل بتسليط دفقات من أشعة ليزر على الجسيمات فى السماء الثلوج حتى هبوطها لكن البيانات تشير إلى أن الثلوج تبخرت قبل وصولها إلى السطح .

لكن ( فينيكس ) تراقب الوضع وكانت الثلوج تتساقط من سحب مريخية تراوح ارتفاعها عن سطح الكوكب الأحمر بين ( 2.5 و4 كم ) ويقول أحد العلماء نحن سنراقب عن كثب الأدلة التى يمكن أن تشير إلى أن هذه الثلوج ربما تحط على سطح المريخ وهذا عامل مهم جدا فى الدورة الهيدرولوجية على سطح المريخ مع تبادل المياه بين السطح والغلاف الجوى . وكانت ( فينيكس ) قد هبطت بنجاح على سطح المريخ فى

25 / 5 / 2008 وتحمل المركبة التى لا تتحرك مجموعة من الأجهزة لدراسة الكيمياء الجيولوجية والبيئة فى منطقة القطب الشمالى للمريخ ويتولى جهاز رصد المناخ مهمة المراقبة المتواصلة لدرجة الحرارة والضغط وحركة الرياح فى المنطقة المحيطة بالمركبة وقد راقب هذا الجهاز الارتفاع التدريجى لدرجة الحرارة مع اشتدادها فى فصل الصيف المريخى ورصد تراجع درجة الحرارة مع هبوط الشمس تحت خط الأفق لفترات متزايدة مع اقتراب فصل الشتاء وفى خلال الشهرين الأولين للمهمة كانت رطوبة الجو تتزايد مع تسامى المياه المتجمدة السطحية ومن القلنسوة الجليدية القطبية .

وفى النصف الثانى من المهمة بدأنا نشاهد الصقيع والضباب السطحى والسحب وهذا يحدث كل ليلة وأعلنت ( ناسا ) أن تحليل عينات التربة المريخية بأجهزة المركبة

( فينيكس ) قد كشف وجود مركب كربونات الكالسيوم وهو على الأرض أحد المكونات الرئيسية لصخور الحجر الجيرى كما اكتشف جزيئات من مادة طميية وهى مواد لا تتكون إلا فى وجود المياه السائلة وهو دليل على تفاعل بين معادن ومياه سائلة فى الماضى وهى عملية تحدث على كوكب الأرض .

وكانت المركبات الفضائية الأخرى التى أرسلت إلى المريخ قد اكتشفت معادن من هذا النوع فى أنحاء أخرى من المريخ لكن فقط فى أماكن كانت هناك أدلة دامغة فيها على تدفق للمياه فى عصور سابقة لكن وجه الاختلاف فى الاكتشاف الجديد أن موقع هبوط

( فينيكس ) هو سهل مفتوح ممتد لا توجد أى أدلة جيولوجية واضحة على أن المياه جرت فيه فى عصر من العصور وبافتراض أننا نحتاج إلى مياه سائلة لتكوين كربونات الكالسيوم فإن هذا يعنى أنه كانت هناك مياه ساكنة فى لحظة ما فى الماضى ومن الممكن أن يكون الجليد الموجود فى المنطقة ( تحت السطح مباشرة ) قد ذاب وظل سائلا لفترة طويلة مما سمح بحدوث التفاعل الذى كون كربونات الكالسيوم .

وكان علماء ( ناسا ) قد حددوا ( 90 يوما مريخيا ) لمهمة ( فينيكس ) الأصلية لكنهم مددوها إلى أجل غير معلوم حتى تنفد الطاقة تماما من أجهزة المركبة .

وتمضى الشمس القطبية ( 4 ساعات يوميا ) تحت خط الأفق وتحصل المركبة على طاقة أقل فى بطارياتها وعليها فى الوقت نفسه أن تنفق طاقة أكثر على تسخين أجهزتها وسيزداد ليل القطب المريخى طولا تدريجيا إلى أن تنزل الشمس تحت خط الأفق لمدة

( 3 أشهر متوالية ) حيث ستصل درجة الحرارة إلى ( 120 درجة مئوية تحت الصفر )

يقول علماء ( ناسا ) إن قدرة ( فينيكس ) على تخزين الطاقة الشمسية ستتأثر بشدة بسبب تراكم ثانى أكسيد الكربون المتجمد على ألواحها الشمسية .

ويثير موضوع وجود المياه على سطح المريخ جدلا فى أوساط العلماء حيث قدم بعضهم أدلة قوية على وجود مخزونات كبيرة منها عند قطبى الكوكب بينما قدمت ( فينيكس ) أدلة قطعية على وجود هذه المياه وقامت بتحليل عينات منها .

وصنعت المركبة ( فينيكس ) من مادتى التيتانيوم والألمنيوم .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق