الأحد، 17 سبتمبر 2023

الإسلوب العلمى لاستعادة أرض سيناء ( نصر اكتوبر 1973 )

 

الإسلوب العلمى لاستعادة أرض سيناء( نصر اكتوبر 1973 )

العناصر :

1)   الإيمان بالله والعمل المخلص للوطن أساس الانتصار .

2)   التخطيط واتباع المنهج العلمى الجيد يؤدى للانتصار .

3)   الإسلوب المصرى المبتكر لتحطيم خط بارليف المنيع .

4)   الدروس المستفادة من حرب اكتوبر 1973 .

5)   تاريخ مصر حافل بالانتصارات عبر العصور المختلفة .

 

 

1 ) إن الإيمان بالله من أهم مقومات النصر حيث يجعل الإنسان قويا لا يهاب الأعداء معتقدا أن النصر من عند الله وحده ويجعل الإنسان يعمل باخلاص فى كل نواحى الحياة كل إنسان حسب اختصاصه ويجب وضع الإنسان المناسب فى المكان المناسب لكى ينتج ويعمل بكل جهده من أجل رفع مستوى معيشة مجتمعه ونهضته والعمل لا بد أن يكون باخلاص لله أولا وللوطن ثانيا وهما معا متكاملان لا يستغنى أحدهما عن الآخر من أجل رفعة الوطن ( مصر ) ولموقعها الجغرافى المتميز حيث تتحكم فى أهم مصدر ملاحى عالمى  ( قناة السويس ) والتى حفرها شباب مصر بدمائهم وأرواحهم ولأنها تطل على بحرين هما البحر المتوسط شمالا والبحر الأحمر غربا وخليج السويس وهذا الموقع المتميز جعلها مطمعا لكثير من الدول الاستعمارية من أيام الفراعنة حتى عصرنا المعاصر .

 

2 ) إن للتخطيط واتباع المنهج العلمى المعاصر واستخدام العلوم المعاصرة من الفيزياء النووية والكيمياء وعلوم الفلك والاكتشافات العلمية الحديثة فى كل فروع العلم المختلفة واتباع إسلوب المقارنة العلمية والأخذ بما يفيد المجتمع فى كل نواحيه من العلوم العسكرية مثل علوم الاتصالات والتحكم والسيطرة وعلوم الحاسب الآلى ( الكمبيوتر ) وكيفية استخدامه ومحاولة تصنيع الحاسب الآلى التكنولوجى الفائق القدرة فى المجالات العسكرية من اكتشاف الصواريخ العابرة للقارات والصواريخ بأنواعها الحربية المختلفة وإصدار الأوامر بشكل آلى للطائرات والصواريخ الدفاعية لاسقاط الطائرات والصواريخ المهاجمة لأرض الوطن والعمل على تدميرها قبل وصولها لأهدافها لأن فى ذلك ضربة قوية للعدو فى قدراته العسكرية وزعزعة الثقة فى جيشه وقيادته مما يؤدى به للإنهيار وعدم القدرة على استكمال الحرب مما يجبره على الاستسلام والرضوخ للأمر الواقع .

ولابد من تزويد الجيش بأحدث الرادارات على مستوى العالم من حيث القدرة التكنولوجية الفائقة على اكتشاف الأهداف بعيدة المدى جدا منذ انطلاقها من أراضى الأعداء والعمل على استخدام أجهزة التشويش فائق القدرة للعمل على التشويش على أجهزة الحرب الالكترونية لدى العدو ويجب وجود ما يسمى بالنظام الالكترونى المعتمد على الأقمار الصناعية حتى لا يتأثر بنظم التشويش الأرضية مما يجعله يكتشف رغم ذلك الأهداف ويقوم بإصدار الأوامر آليا للطائرات بدون طيار والصواريخ ذاتية الإطلاق فور وصول إشارة الإطلاق من المحطة المركزية الرئيسية للقوات المسلحة عن طريق أجهزة الكمبيوتر الفائقة القدرة .

 

3 ) أما عن الإسلوب العلمى المصرى المبتكر لتحطيم خط بارليف المنيع وتحطيم الاسطورة الاسرائيلية بأن جيشها لا يقهر فقد عمل الرئيس السادات على اتباع عدة خطوات من أهمها :

1 ) الاتفاق سرا مع الملوك والرؤساء العرب على استخدام سلاح النفط ( البترول ) ضد الدول المساندة لاسرائيل ولاسرائيل ذاتها وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية .

2 ) العمل على بناء الجيش المصرى من جديد وفق أحدث التكنولوجيات العسكرية على مستوى العالم والقيام بتسليحه من أمريكا وفق تأكيد السادات لأمريكا بأن مصر ستكون معها دائما فى كل القضايا المطروحة على مستوى العالم فقامت أمريكا بتزويد الجيش المصرى بأحدث التكنولوجيات العسكرية وبأحدث الأسلحة من طائرات ( اف  16 ) ( اف  15 ) ( اف 14 ) وصواريخ ( باتريوت ) الأمريكية وصواريخ ( كروز ) وفرقاطات بحرية وسفن حربية حديثة وغواصات حربية محملة بالطوربيدات البحرية وزوارق حربية مسلحة بأحدث الصواريخ على مستوى العالم والدبابات والمدرعات مما جعل مصر تبنى حائطا منيعا من الصواريخ يصعب اختراقه ومهما حاولت الطائرات الحربية الاسرائيلية اختراقه كانت الصواريخ المصرية تلتهم الطائرات الاسرائيلية وتدمرها تدميرا .

وكان الجندى المصرى بطلا لا يقهر حيث أثبت للعالم كله أن مصر قوية وتستطيع رد الاعتداء عنها وعن أمتها العربية والاسلامية .

وكان الجندى المصرى أثناء حروب الاستنزاف قبل حرب اكتوبر المجيدة ( 1973 ) يحارب الجنود الاسرائليين ويقوم بالاغارة عليهم ليلا ونهارا بشكل متواصل ويقتلهم ويفاجئهم ويرعبهم ويقتل منهم الكثير مما مهد لنصر اكتوبر وفى كثير من العمليات أثناء حرب الاستنزاف المعركة التى دمر فيها الضفادع البشرية المصرية ميناء إيلات الاسرائيلى بما يحمله من سفن حربية حديثة وصلت لاسرائيل لاستخدامها فى الحرب ضد مصر وقد دمرت هذه السفن بالكامل بالاضافة للرصيف الحربى الاسرائيلى بميناء إيلات الحربى ( بيت شيفع / بات يم ) كما تم تدمير المدمرة الاسرائيلية إيلات .

وكان الجندى المصرى فى تدريب دائم على إطلاق النار والتدريبات العسكرية الشاقة وعمليات وتدريبات بالليل والنهار لتأمين المواقع العسكرية وعندما حانت ساعة الصفر الساعة (2 ) ظهرا يوم ( 6 / 10 / 1973 ) انطلقت المدافع والرشاشات والطائرات على رءوس الاسرائيليين فى سيناء تحصدهم حصدا وكان ذلك يوم عيد للاسرائيليين حيث لا يعملون فى ذلك اليوم وألجمت المفاجأة المصرية اسرائيل رغم قيام مصر قبل المعركة بيوم واحد بإصدار أوامر لجنود مصر بعمل يوم حفل غنائى على ضفاف القناة لكى يخدعوا الاسرائيليين ويوهموهم بعدم وجود نية لدى مصر للحرب وفى يوم السبت ( 6 / 10 / 1973 ) وفى تمام الساعة ( 2 ) ظهرا انطلقت مفاتيح النصر بالطائرات الحربية المصرية فجأة على رءوس الاسرائيليين تمطرهم بوابل من القنابل والصواريخ ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم وتساندهم المدفعية المصرية والجنود المصريين يعبرون قناة السويس ويستخدمون مدافع المياة لعمل حفر فى خط بارليف وقيام الضباط فى الجيش المصرى بتنفيذ عملية شلل تام للألغام الموجودة فى خط بارليف والعمل على ايقاف مفعول اللغم بدون أن يؤذى نفسه أو يصاب الجنود بأذى .

كما انطلق الحائط المصرى المنيع من الصواريخ الأمريكية ( باتريوت ) لتحصد الطائرات الاسرائيلية ويصبح الجيش الذى لا يقهر كالحمامة الغريقة فى بئر الخوف والرعب .

كما قام جنود الصاعقة بعمليات إنزال من الطائرات الهليكوبتر فوق خطوط العدو الاسرائيلى وقيامهم بقتل كل جندى اسرائيلى تقع عليه أعينهم كما قاموا بتدمير الدبابات الاسرائيلية بالقنابل اليدوية ومدافع

ال ( أر بى جى ) واستخدام جميع الأسلحة والمعدات بكفاءة قتالية عالية وكان كل فريق من الفرق يقوم بتغطية الفرق المهاجمة الأخرى عن طريق حماية الظهر من العدو كما كانوا يقومون بالالتفاف حول مجموعة كبيرة من العدو ويطوقونهم من كل جانب بعدد محدود من الجنود المصريين .

وقامت الدبابات المصرية بإطلاق نيرانها بشكل متواصل على الأهداف الاسرائيلية فى سيناء تساعدها الصواريخ والطائرات المصرية مما شل قدرة العدو على المقاومة .

 

4) الدروس المستفادة من حرب اكتوبر ( 1973 )

1 ) يجب على الأمة العربية والاسلامية أن تكون يدا واحدة فى كل أمورها السياسية والاقتصادية والعسكرية والتجارية بحيث يكون لها دولة أم وتعتبر الدولة الأم كلمتها هى المأخوذ بها فى جميع شئون الدولة بالشورى وتسير وفق قانون متبع متفق عليه بين زعماء الأمة الاسلامية جمعاء ويسير القانون على الكل دون تمييز بين رئيس أو مرؤوس على حد سواء .

2 ) العمل على نشر الوعى الدينى الاسلامى بين أفراد الأمة الاسلامية والعربية بحيث يتم العمل على مبادىء الاسلام الصحيحة وفهم الاسلام فهما صحيحا بعيدا عن اللغو والتطرف والارهاب فى كل شئون الحياة المختلفة .

3 ) العمل على نشر العلم والتعليم بين أفراد المسلمين وما للعلم من فضل على تقدم الأمم وعلينا فى العصر الحاضر التعلم من العلوم النافعة الموجودة لدى العدو بما فى ذلك العلوم العسكرية وعلوم الفلك والعلوم الحديثة والمتطورة بأنواعها المختلفة ونأخذ ذلك من العدو الصهيونى الأمريكى لكى نستطيع هزيمته وليس لدينا طريق لهزيمة العدو الأمريكى إلا بالتسلح بالعلم الموجود لديه والعمل على تطويره والتى لا بد أن تكون سرا للمسلمين حتى يمكن الانتصار على العدو الصهيونى الأمريكى .

4 ) يجب على المسلمين نبذ الخلافات فيما بينهم والعمل على قول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) لأن فى نبذ الخلافات يعطى للمسلمين قوة .

5 ) على رؤساء الدول العربية والاسلامية ضرورة التوقف عن التعاون مع العدو الصهيونى الأمريكى لأن فى ذلك كل الشر لبلادهم ولأنفسهم وليس فيه الخير لبلادهم .

 

5 ) إن مصر على مر التاريخ كان لها الفضل فى القضاء على الحروب الصليبية فى عهد صلاح الدين الأيوبى والحروب التترية فى عهد قطز والى مصر كما كان لها الكثير من الحروب التى خاضتها فى عهد الفراعنة كما كان لها الفضل فى الانتصار على كل من يعتدى على أراضيها على مر التاريخ وقول الرسول فى حق شعب مصر ( إنكم ستفتحون بلدا فشعبها هو خير جنود الأرض ) والمقصود بها مصر كما أن لمصر ذكر فى القرآن الكريم مما يدل على فضلها وفضل شعبها والدليل أنها بلد العلم والعلماء على مر العصور حتى فى العصور المعاصرة نجد خروج الكثير من أدباء وعلماء مصر مثل نجيب محفوظ فى الأدب والسادات فى السلام و د / أحمد زويل فى الكيمياء وكثير من العلماء والأدباء المصريين الذين ذكرهم التاريخ مثل طه حسين والعقاد وأنيس منصور وابراهيم نافع ومحمد حسنين هيكل وغيرهم والذين لم يذكرهم التاريخ ورغم ذلك قدموا الكثير من الأبحاث العلمية فى كافة التخصصات المفيدة للمجتمع المسلم ونحن نذكرهم بالأخص لأنهم عملوا فى صمت طالبين بعملهم وجه الله تعالى .

إن مصر وشعبها من أفضل شعوب الأرض وجنودها هم خير جنود الأرض وهى أرض سلام وتدعوللسلام ولكن فى ذات الوقت لا تسمح للأعداء بالتعدى على أراضيها والتحكم فيها وإن ظهر ذلك بسبب الظروف الراهنة ولكن الخروج من ذلك بالعودة لتعاليم الاسلام والعمل على نشر العلم والتعليم والعمل بأمانة حتى نتصدى للعدو الذى لا يقهر ( اسرائيل ) .

 

 

 

إعداد الموظفة / مى عبد الفتاح محمد

الوظيفة / باحثة اجتماعية

المصدر / مقال عن حرب اكتوبر ( 1973 )

10 / 10 / 2002 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق