الأحد، 10 سبتمبر 2023

النانو تتحدى الزمن وتخترق جدار الشعر الأبيض وتمسح تجاعيد البشرة

 

النانو تتحدى الزمن وتخترق جدار الشعر الأبيض وتمسح تجاعيد البشرة

تعتبر النانوتكنولوجى هى دراسة تصرف العناصر المختلفة فى حجمها المتناهى فى الصغر حيث يصل حجم المركب بين ( 1 : 100 نانومتر ) ووحدة النانومتر واحد على بليون ( ألف مليون ) من المتر وفى هذه الحالة يتم تعريف جديد لخواص المواد فى هذا الحجم الجزئى وإيمانا بالرؤية المستقبلية لعلم النانوتكنولوجى نجد أنه قادر على خلق مواد جديدة فى حجم النانو ذات تطبيقات واسعة المجال نتيجة للتعامل معها فى حجمها الجديد فى مجالات الطب / الصيدلة / الطاقة / الإلكترونيات / الهندسة حيث تؤثر فى مجالات الإنتاج وتؤثر فى اقتصاديات الشركات المنتجة والدول التابعة لها .

ولقد شرح عدد من العلماء كيفية استخدام الذرات أو الجزيئات المنفردة للعنصر أو الفلز حيث أنه فى هذا الحجم قد يختلف جزئيا أوكليا فى صفاته كعدم تأثر المادة فى هذا الحجم بالجاذبية وقوانينها وكذلك اختلاف معامل التوتر لها فنجد شكلا متحورا للمواد عند استخدامها فى شكلها الجزيئى أو الذرى ولقد ظهر الاهتمام بهذا العلم مع بداية العقد الثامن من القرن ال ( 20 ) من خلال علم

( Cluster science ) واختراع ( Scanning tunneling microscopes  ) حيث كان بداية الطريق لاكتشاف انبوبة النانو الكربونية وهى موصل كهربائى وحرارى مصنوعة من ألياف شديدة التحمل فى حجمها الصغير وتعتمد على كيمياء ذرة الكربون فى مرونتها وتفاعلها مع جزيئات الكربون الأخرى ثم تم اكتشاف ميكروسكوب القوى الذرية .

ولقد تم إنشاء معهد قومى للنانو بأمريكا بتمويل كبير وذلك لتنشيط دراسة وتطبيقات النانو والتعرف على جزيئات النانو من المعادن وأكاسيدها ومن خلال التعرف على هذا المقياس أصبح من الممكن معرفة قياسات متناهية فى الصغر كالرابطة بين ذرات الكربون والكربون حيث تصل طولها إلى جزء من النانو ( 0.12 : 0.15 نانومتر ) وكذلك أطوال بعض أنواع البكتريا والتى تصل إلى ( 200 نانومتر ) ولإدراك حجم مقياس النانومتر فهو بالنسبة للمتر كقطعة صغيرة من البلى لحجم الكرة الأرضية .

فالتغير الملاحظ على المواد عند استخدامها فى حجمها المتناهى فى الصغر فإن مساحة السطح لها تكون كبيرة جدا عما إذا تم استخدامها فى حجمها العادى وتتغير قدرتها على الذوبان والامتصاص وتتغير خواصها المختلفة كالميكانيكة والالكترونية وهى فى حجم النانو وأمكن الاستفادة من هذه الصفات فى استخدام المواد ذات الحجم المتناهى فى الصغر كعوامل مساعدة فى العديد من العمليات البيولوجية المختلفة فإن عنصر الذهب فى حجم النانو يزداد ذوبانه مما يؤهله للدخول كعامل مساعد فى العديد من العمليات البيولوجية وعنصر النحاس ذو اللون المعتم يزداد بريقه ولمعانه وهو فى حجم النانو .

واختلاف صفات الفلزات أمكنها من الدخول فى مجال الكيمياء التخليقية لتحضير مركبات متناهية فى الصغر لخلق مكونات جديدة والتى تستخدم فى مجالات مختلفة كالصناعات الصيدلية والبوليمرات واستخدام الجسيمات الصغيرة لفلز الفضة فى صناعة الجوارب والتى تقلل من رائحة القدم وفى مجال الطب أجريت دراسة فى أحد المعاهد العلمية على الفئران البيضاء والتى أوجدت أن ثانى أكسيد التيتانيوم فى حجم النانو يمكنه اختراق وتدمير الخلايا الزائدة النشاط بالجسم الحى ( الخلايا السرطانية ) ومن تطبيقاته دخول جسيمات بعض العناصر فى علاج الجروح الجلدية من خلال خواصها فى ازدياد مساحة السطح لها وزيادة قدرتها على اختراق طبقات الجلد فإنها تؤثر بفاعلية وبسرعة فى إلتام الجروح .

وتتنافس الشركات فى تطبيق علم النانوتكنولوجى فى تحسين جودة مستحضرات التجميل حيث تدخل فى تركيب الصبغات المختلفة لما لها من قدرة على اختراق الشعر الأبيض بالرأس وفى علاج سقوطه كما تدخل عناصر هذه الجزيئات فى صناعة الكثير من المنتجات الخاصة بالبشرة كالمستحضرات التى تستخدم ضد أشعة الشمس والتى تعالج تجاعيد الجلد لاحتوائها على مادة

( بروريتنال أ ) فى شكل جسيمات نانو متناهية فى الصغر .

ولقد وجهت العديد من المنظمات العالمية ( FDA ) والتى تهتم قدر المستطاع بوضع ضوابط لسلامة وأمان استخدام جزيئات النانو للمواد المختلفة للاهتمام بإجراء العديد من التجارب على أخطاء استخدام النانوتكنولوجى خاصة فى المستحضرات التى يستعملها الشخص العادى على صورة كريم أو مرهم كجزيئات أكسيد الزنك وثانى أكسيد التيتانيوم وهما مركبان هامان فى الكثير من المستحضرات الخاصة بالبشرة .

ولقد أظهرت العديد من الدراسات على حيوانات التجارب على تحديد سمية هذه المواد الجديدة حيث إن قدرتها على اختراق الخلايا والأنسجة حيث تسبب تلف بعض الأنسجة البشرية وهو درجة من السمية تظهر نتيجة عدم الترشيد فى استخدام المنتجات التى تحتوى عليها .

ما هو مصير هذه الجزيئات بعد امتصاصها وذوبانها ودخولها بالجسم لتسبح مع تيار الدم حيث إن وسائل تخلص الجسم منها ما زال لحد ما غير واضح وتتراكم بالجسم البشرى لاحداث ضرر آخر غير معمول حسابه نتيجة نجاحها الفائق فى اختراق خط الدفاع الأول بالجسم وهو الجلد وما هو مدى استجابة أعضاء الجسم لهذا الجزئىء أو الجسم الغريب فإن الجسم البشرى عبارة عن مجموعة من الأجهزة التى تعمل بالعديد من الأنظمة الميكانيكية المختلفة والتى قد ترسل إشارات هجوم ضد هذه الجزيئات الغريبة عنه فى أى وقت مما يحدث الكثير من الأضرار بالصحة .

وبالرغم من إجماع كافة العلماء على امعان النظر فى علم النانوتكنولوجى للبحث فى جوانبه الايجابية على أنه احدى ثورات العصر الحديث ( عصر النانو ) .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق