الأحد، 10 سبتمبر 2023

المذنبات

 

المذنبات

إن ظهور المذنبات ارتبط بكوارث وأحداث عظيمة فعندما ظهر مذنب ( هالى ) فى ربيع صيف عام ( 1066 ) وكان تفسير ذلك على أنه نذير بوفاة الملك ( هاورلد ) ملك انجلترا فى موقعة

( هاستنجز) التى جرت فى شهر تشرين الأول من نفس العام كما أن عودة ( هالى ) فى عام

( 1301 ) ألهمت الفنان الإيطالى ( جيوتو ) والذى خلد مرور المذنب بريشته على حائط  كنيسة ( سكروفينا ) بمدينة ( بادو ) حيث جعل كرة نارية ذات ذيل طويل ممتد فى السماء محل الملائكة فى لوحة ( الفريسك ) لميلاد المسيح التى تمثل قدوم المجوس اهتداء بالمذنب ليباركوا الطفل القديس كما ساد اعتقاد حتى وقت قريب بعلاقة ما بين البطولات النيزكية وهى جزيئات صغيرة الحجم خلفتها المذنبات التى دارت حول الشمس حيث تخترق الغلاف الجوى الأرضى على شكل وميض ينتج عن احتراق الجزيئات وبين الأوبئة التى أصابت البشر بتزامن مع تعرض الأرض للدفقات النيزكية حيث كان يعتقد أنها تنتشر على كوكب الأرض كائنات حية دقيقة تسبب الأمراض وإن المذنبات تحتوى على المواد العضوية الأساسية كالأحماض الأمينية إلا أن إمكانية نشوء جراثيم حية على المذنبات أمر بعيد التصور بسبب الصقيع الكونى الذى تبقى فيه المذنبات .

وإن الكوارث قد تنجم باصطدام المذنبات على الأرض فلو أن مذنب ( شوماخر ليفى ) فى عام

( 1994 ) ضرب الأرض عن المشترى / Jupiter لتتبعثر الأرض قطعا صغيرة .

لذلك تقوم المراصد الأرضية والفضائية بدراسة الأجرام الكونية التائهة فى الفضاء وحساب مداراتها وإمكانية اصطدامها بالأرض والسبل الممكن اتباعها لتلافى ذلك الأمر فهناك صعوبات كثيرة تعترض مراقبة الأجرام الكونية لأن مداراتها مجهولة تقريبا بسبب عدم استقرار حركتها ولسهولة حرفها عن مسارها كما أن الحجم الصغير نسبيا للمذنبات والكويكبات السيارة يجعل ملاحظتها عن بعد صعبة جدا حيث أنها تبقى مختفية فى الظلام الكونى ولا تصبح مرئية إلا عندما تكون محاطة بنواتج تبخرها والذى تسببه الأشعة الشمسية .

كان ( ادمون هالى ) أول من أشار إلى أن للمذنبات مدارات حول الشمس تعبرها دوريا فعند ظهور مذنب عام ( 1682 ) قام هالى بمراجعة الوثائق القديمة فلاحظ أن قدوم مذنب حدث فى الأعوام ( 1456 / 1531 / 1607 ) أى كل ( 76 سنة ) فاستنتج أن المذنبات تدور حول الشمس كالكواكب لكن مداراتها أكثر تطاولا مما يحول دون رؤيتها إلا فى حال اقترابها من الشمس وتحققت نبوءة ( هالى ) بعودة مذنب عام ( 1682 ) والذى سمى باسمه  مذنب هالى

فى عام ( 1758 ) .

فى عام ( 1950 ) افترض العالم الهولندى ( أورت ) وجود سحابة من الأجسام الجليدية على تخوم المجموعة الشمسية ( عش المذنبات ) حيث يتجمع أكثر من ( 100000 مليون ) جسم صغير لا يتجاوز أكبرها حجم صخرة متوسطة وهى عبارة عن بقايا الغاز والغبار الكونيين والذى كون المجموعة الشمسية وقد يحدث اصطدام الأجسام ببعضها البعض أو تتعرض لفعل الجذب  الثقالى لكوكب ( المشترى / Jupiter ) أو أحد الكواكب فتخرج من مداراتها إما لتحرر من جذب الشمس لتبحر حينها خارج النظام الشمسى أو لتتخذ لنفسها مدارا متطاولا حول الشمس مارة بين الكواكب وعندها يبدأ المذنب بفقدان أجزاء من كتلته بفعل التبخر .

 

أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

4 / 8 / 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق