الأحد، 10 سبتمبر 2023

الهرولة نحو الذكاء ( الحلقة الأحدث فى عالم التكنولوجيا )

 

الهرولة نحو الذكاء ( الحلقة الأحدث فى عالم التكنولوجيا )

إن فترة نشأة وانتشار الكمبيوترات الشخصية واشتداد تأثيرها على البشرية ويوجد فترة شهدت انفتاح الإنترنت وتحولها لمرفق عالمى للمعرفة والبحث العلمى والتجارة والإنتاج والخدمات والعقد الأول من ( ق 21 ) ليسجل لنفسه فضل إنجاز وإتضاح الأسس اللازمة لتحقيق التلاحم والاندماج أو التمازج بين صناعات الاتصالات والرمجيات والالكترونيات وشبكات المعلومات على الإنترنت ووضعها فى إطار يسمح لها بالعمل المشترك الذى يكمل بعضه بعضا ويدخل عالم التكنولوجيا لحلقة أحدث فى رحلة تطوير أبرز ما يميزها أنه يهرول فيها بسرعة نحو الذكاء فى خطوات تسحب معها المجتمعات المختلفة نحو نمط جديد للحياة يقوم على فكرة العمل المتواصل بذكاء بدلا من النمط السائد لفكرة العمل المحدود بكفاءة .

والذكاء المقصود ليس هو الذكاء المعروف عند البشر والكائنات العاقلة والمقصود به أن يمتلك شىء ما عاقل كالإنسان أو غير عاقل كالحيوان والنبات أو جماد كالأجهزة والمعدات والسلع والقدرة على التقاط وتجميع ومعالجة بيانات ومعلومات عن نفسه أو غيره ثم التواصل مع غيره عبر إرسالها أو استقبال بيانات أخرى بشأنها ويكون الشىء قد امتلك نظاما متكاملا يمنحه قدرا من الوعى والإدراك والمعرفة بما يدور حوله بشأن وظائف وأغراض محددة وما يتعين عليه عمله أو القيام به فى أوقات معينة أو تحت ظروف معينة ( الذكاء ) .

فإن الذكاء من هذا النوع يمكن تصنيعه وتوليده وإضفاؤه على أى شىء من الحجر إلى الشجر فالحيوانات فالبشر فالكيانات فالمؤسسات عبر مدها بالأشياء بالأدوات الأساسية التى تكفل بناء نظام لالتقاط البيانات وجمعها ثم معالجتها ثم القدرة على التواصل مع أنظمة أخرى بغية تحقيق وظيفة أو هدف معين .

وعن طريق التجسيد العملى فى ظواهر شتى منها الكمبيوترات اللوحية المحمولة التى تعد ( خلطة ذكاء ) شديدة التركيز حيث تندمج فيها قدرات الكمبيوترات المحمولة مع التليفونات المحمولة على نحو يقدم أرضية واسعة للعمل والإنتاج والترفيه بروح إبداعية تستمد طاقتها من قوة التكنولوجيا المتاحة فى آداة خفيفة سهلة الاستخدام وقوة العمل أثناء الحركة اعتمادا على تواصل لاسلكى عبر شبكات المحمول حيث تؤسس أجهزة جديدة ( تيل موب كومب / الكمبيوتر المتلقن المحمول ) .

إن التليفونات الذكية أصبحت النجم المكافىء لما فعله الكمبيوتر المكتبى والكمبيوتر المحمول لكنها ستتميز عنهما بأنها أحد ملامح عقد الذكاء بما تحتويه من ذكاء فى نظم التشغيل والتطبيقات والخدمات وطرق الاتصال بالإنترنت ومواقع المحتوى فضلا عن ذكاء فى الجمع بين باقة مميزات أخرى منها :

1 ) أشكال نحيفة جذابة ومعالجات سريعة وشاشات تعمل باللمس وملفات موسيقى وصوت حاد وكاميرات ثابتة ومتحركة وخاصية تحديد المواقع والتوافق مع معايير الجيل ال ( 4 ) للاتصالات المحمولة .

وإذا وجهنا النظر نحو الأجهزة الالكترونية الاستهلاكية وفى قلبها ( التلفزيونات / الكاميرات الرقمية

أجهزة الألعاب ) فسنجد أن المستقبل منجذب للعمل بمفهوم ( الأبعاد الثلاثية ) سواء فى التقاط

إنتاج المحتوى من صور وأفلام وألعاب أو فى عرضه على الشاشات أمام المشاهدين ويرى مصنعو

الأجهزة أن مفهوم الأبعاد الثلاثية هو الذى سيمنح الأجهزة قدرا أعلى من الذكاء فى العمل

ويمنح المستخدمين قدرا أكبر من الإبداع فى الاستخدام فالعمل بالأبعاد الثلاثية فى إنتاج المحتوى

أو تقديمه يقتضى أن تكون المنتجات على قدر أعلى من الذكاء فى العمل بمعنى أنها تستطيع العمل على مسارين متزامنين بدلا من مسار واحد أو تتطور لديها قدرات التعامل مع البيانات ليس على مستوى السعة ولكن على مستوى طريقة المعالجة واستنباط ملامح جديدة للصورة المعروضة أو الملتقطة أما بالنسبة للمستخدمين فإن الأمر يتجاوز مجرد المشاهدجة لضرورة الإبداع فى التطبيق والتعامل مع ما تحتويه الأجهزة من ذكاء .

 

تقادم الوثائق الرقمية ( ثقب أسود فى ذاكرة العالم عام 2050 ) :

إن عالم صناعة تكنولوجيا المعلومات ( مشكلة تقادم الوثائق الرقمية ) أو احتمال فقدان القدرة على التعامل مع الوثائق الرقمية القديمة مستقبلا كنتيجة للتطورات والتغيرات المتلاحقة فى طرق التخزين ونظم تشغيل الكمبيوترات وبرامج إنتاج وفتح ومطالعة الوثائق .

وإن الوثائق والبيانات والمعلومات المنتجة فى النصف الثانى من ( ق 20 ) والعقدين الأول والثانى من ( ق 21 ) حيث ستتحول إلى ثقب أسود فى ذاكرة العالم والأمم والمجتمعات المختلفة نتيجة خلو الساحة من برامج وتطبيقات ونظم تشغيل قادرة على قراءة واسترجاع ما تحتويه الوثائق من بيانات ومعلومات .

وعن طريق بناء البرامج والتطبيقات ووضع أنماط وطرق تخزين الوثائق الرقمية بما يسمح فى أى وقت باسترجاع الوثائق الرقمية القديمة المخزنة حتى ولم تكن البرامج التى استخدمت فى إنشائها موجودة .

والأسلوب المتبع لتفادى عدم القدرة على قراءة الوثائق الرقمية القديمة هو تحديث للوثائق باستمرار وتحويلها من نسخها التخزينية الأصلية المعدة ببرامج وتطبيقات قديمة لنسخ أو إصدارات حديثة تتناسب مع التغيرات المتوالية التى تطرأ على نظم التشغيل والتطبيقات المختلفة مع الاحتفاظ بالنسخ القديمة وهذه الطريقة فى التعامل مع المشكلة بأنها ( البديل الناقص ) لأنها طريقة كثيفة العمالة وفى كثير من الحالات تقود لوثائق خاطئة غير صالحة للاستخدام لأنه فى كل مرة يتم فيها تحديث الملفات يتم فى جزء من المعلومات المخزنة ويتم حفظ الوثائق الرقمية القديمة كما هى على أمل أنه سيظهر فى المستقبل بعض البرمجيات القادرة على حل شفرتها .

 

جهود للحل :

يعتقد كثير من علماء تخزين الوثائق الرقمية أنه مطلوب إيجاد نظم وأنماط تخزين جديدة يمكنها قراءة وعرض الوثائق المخزنة بأنماط ووسائل التخزين التقليدية والألاف من أنماط ووسائل التخزين التى ستظهر مستقبلا بطريقة بسيطة ومعيارية يمكن معرفتها على أى كمبيوتر فى أى زمان وعن طريق التوصل لنظام جديد للتخزين ( طريقة كونية فى عملية التخزين ( الكمبيوتر التخيلى العالمى ) وهو نظام ببنية معمارية ولغة صممت لتكون غاية فى المنطقية وسهولة الوصول للمعلومات والبيانات المخزنة بها مما يجعل مطورى البرامج والكمبيوترات فى المستقبل قادرين على أن يكتبوا بعض التعليمات التى يمكن مضاهاتها وتشغيلها على كمبيوتراتهم عند استرجاع وعرض الوثائق الرقمية القديمة وإن فكرة نظام نظام التخزين الجديد تعتمد فى جوهرها على اسلوب المضاهاة بين أشياء وأكواد معينة يتم الالتزام بها عند تخزين البيانات لتكون هى اللغة المشتركة بين التطبيقات ونظم التشغيل والكمبيوترات السائدة والتى ستظهر فى المستقبل القريب أو البعيد .

وعن طريق اختبار الأجزاء الأساسية فى نظام ( الكمبيوتر التخيلى العالمى ) وعن طريق استخدام برنامج بلغة الكمبيوتر التخيلى العالمى ليستطيع قراءة وعرض محتويات ملفات ( بى دى إف ) مع الكمبيوترات التى صممت ببنية معمارية مختلفة .

إن مشكلة التخزين على المدى الطويل للوثائق الرقمية فى عدد مجلة العلوم الأمريكية عام

( 1995 ) له مدخل مختلف فى تناول المشكلة فهو يطالب إخصائيى التخزين بالاحتفاظ بالبرامج الأصلية التى أنشئت من خلالها الملفات الحاوية للبيانات والمعلومات أو الوثائق والبرامج التى أنتجتها والمطلوبة للاطلاع عليها ومراجعتها والبرنامج الأصلى التى يمكن أن يعمل تحت بيئة مضاهاة أو محاكاة وهذه الطريقة المعقولة الوحيدة لإعادة تكوين الوظائف الأصلية للوثائق الرقمية أما استخلاص البيانات فيمكن أن يعيد استرجاع المحتوى أو المحور ذى المعنى داخل المحتوى فى بعض الوثائق فى المستقبل ولكنه لا يسترجع الوثيقة الأصلية بكاملها .

 

خطوة مهمة نحو الإنترنت الناطقة :

لا يزال التعامل مع شبكة الإنترنت يتم فى الغالبية الساحقة من الأحيان من خلال الكتابة على لوحة المفاتيح ولم تغير أدوات الاتصال الصوتى والمرئى من الحقيقة لأن إجراء مكالمة صوتية أو مرئية بين شخصين أو أكثر عبر شبكة الإنترنت يحول شبكة الإنترنت لقناة اتصال من دون أن يغير طبيعة التفاعل مع الشبكة نفسها فى التعامل مع المحتوى قراءة ومطالعة وبحثا وأن لغة البرمجة الحديثة نسبيا تحمل ( فويس إكس إم إل ) ( Voice XML ) حيث تقود البشرية لشبكة إنترنت ناطقة يمكن التعامل معها صوتيا فى البحث والتنقيب والقراءة والحصول على المعلومات والخدمات .

( Voice XML ) لغة برمجة قياسية هدفها الوصول لمحتويات ومعلومات وخدمات شبكة الإنترنت وأى شبكة معلومات أخرى صوتيا من خلال الميكرفون او التلفون الثابت أو المحمول وهى ليست سوى إضافة جديدة للغة ( XML ) التى تعتبر اللغة الأكثر شهرة فى كتابة برامج وتطبيقات الإنترنت ويعتبرها البعض المعادل الصوتى للغة ( HTML ) المستخدمة فى برمجة وبناء المواقع المختلفة على الإنترنت وسبقت ( XML ) فى الظهور وتم تبرير ذلك بالقول أن لغة

( HTML ) تعتبر لغة بناء توجد بداخلها مصطلحات ومعاجم محددة سلفا وكذلك الحال مع

( Voice XML ) فهى تحتوى على معاجم ومصطلحات صوتية محددة سلفا مثل

( HTML ) .

جاءت ( Voice XML ) استجابة للتلاحم السريع الذى حدث بين طرفين أساسيين :

1 ) الخدمات التلفونية الآلية التى تسمح للمستخدم بالحصول على معلومات عن ميزانيات البنوك وجداول رحلات الطيران والنشرات الجوية أو حتى مواعيد عرض الأفلام من أى تلفون سواء الثابت أو المحمول .

2 ) التطورات الاستثنائية لشبكة الإنترنت والتى جعلت مقدمى الخدمات التلفونية العادية يركزون أنظارهم نحو مجموعة جديدة من العملاء يمكنهم أن يصلوا للمعلومات والخدمات التى تقدمها شبكة الإنترنت صوتيا .

ومن هنا جاء دور اللغة الجديدة فى دمج عالم الإنترنت مع عالم الخدمات الصوتية التقليدية من خلال توفير بيئة برمجة عالية المستوى يحصل من خلالها المستخدم صوتيا على خدمات لها نفس قدرات عرض المعلومات على الشاشات مع سهولة ويسر الحصول على الخدمات الصوتية التقليدية

 

التطبيقات المحتملة :

يفتح الدمج المجال للعديد من التطبيقات والخدمات فى شتى المجالات ففى التطبيقات الأولية التى جرى بناؤها بلغة ( Voice XML ) داخل بعض الشركات الأمريكية واليابانية حيث يستطيع مستخدمو الكمبيوترات المحمولة الاعتماد على الأوامر الصوتية فى شراء تذكرة سينما والاستماع للأخبار والمعلومات الخاصة بحالة الطقس والمرور وشركات أخرى تقوم ببناء خدمات أخرى اعتمادا على هذه اللغة كشركات تلفونات الإنترنت التى ستقدم خدمة تسمح للناس بإجراء مكالمات

 تلفونية عبر الإنترنت بمجرد ذكر اسم الشخص المراد الاتصال به فى التلفون وستتضمن الخدمة صوتا مولدا بواسطة الكمبيوتر حيث يقوم بقراءة البريد الالكترونى وجداول المواعيد وتخطط الشركات التى تعمل فى تطوير خدمات الإنترنت الصوتية لتقديم خدمة الحجز صوتيا لتذاكر الطائرات أو المتاجرة فى الأسهم وإذا انتعشت سوق برمجيات ( Voice XML ) فسيكون نعمة كبيرة بالنسبة لشركات الاتصالات التى قامت ببناء شبكات صوتية مبنية على الإنترنت فالشركات ستجد شسبكاتها غنية بحمل متعاظم من الخدمات الصوتية فإن الوصول إلى ( الويب ) من خلال التلفونات المحمولة أو الثابتة يمكن أن يصبح شائعا خاصة بالنسبة للناس الذين يحتاجون إلى معلومات قليلة بطريقة صحيحة أو يحتاجون لإجراء معاملات سريعة ولكنهم بعيدون عن كمبيوتراتهم الشخصية ويمكن أن تصبح الخدمة بديلة للبحث فى ( الويب ) بطريقة النصوص من خلال التلفونات والأجهزة ذات الشاشات الصغيرة .

 

جمال غيطانى

 

   

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق