الجمعة، 28 يناير 2022

 

جوجل تدعى أنها بلغت التفوق الكمى

ربما تكون البشرية على عتبة فجر حقبة جديدة فى الحوسبة فقد زعمت جوجل أن كمبيوترها الكمى أجرى

عملية حسابية يستحيل عمليا حتى على أفضل كمبيوتر عملاق أن يجريها فلقد حقق التفوق الكمى للكمبيوترات الكمية إمكانات لتغيير الطريقة التى نصمم بها مواد جديدة وتطوير الخدمات اللوجستية وتطوير الذكاء الصناعى وفك التشفير وهذا هو السبب الذى يجعل شركات ( جوجل / إنتل / أى بى إم ) إلى جانب الكثير من الشركات الناشئة تتسابق لتحقيق الإنجاز البارز .

لكن هذا التطور الذى سجلته ( جوجل ) يعتريه الغموض فقد نشرت ورقة تحتوى على تفاصيل العمل على خادم

( ناسا ) قبل أن تسحب بسرعة وتناقل العديد من وسائل الإعلام الشائعات لكن ( جوجل ) لم تعلق عليها حيث تحوى نسخة من الورقة التى اطلعت عليها إحدى المجلات العلمية تفاصيل عن المعالج الكمى الذى يحوى 54 بتا كموميا أو ( كيوبت ) فائق التوصيل وتدعى أن المعالج حقق التفوق الكمى من أجل تركيب أجهزة الكمبيوتر الكمى حيث أن التسارع الدراماتيكى مقارنة بجميع الخوارزميات الكلاسيكية يوفر تحقيقا تجريبيا للتفوق الكمى فى مهمة حوسبية ويبشر بظهور نموذج الحوسبة حيث دخلت ( جوجل ) فى شراكة مع ( ناسا ) للمساعدة على اختبار الكمبيوتر الكمى فقد عالج معالج ( جوجل ) الكمى مشكلة أخذ عينات عشوائية أى التحقق من أن لمجموعة من الأعداد توزيعا عشوائيا حقيقيا فهذا صعب جدا بالنسبة لكمبيوتر تقليدى عندما يكون هناك عدد كبير من الأعداد

 

عشوائى بالكامل :

لكن المعالج يعمل بشكل مختلف فعلى الرغم من أن واحدة من ( كيوبتانه ) لم تعمل فإن ( 53 كيوبت ) الباقية تشابكت مع بعضها بعضا واستخدمت لتكوين مجموعة من الأرقام الثنائية من أجل أن يتحقق المعالج من توزيعها حيث كان التوزيع عشوائيا فعلا حيث أن الفترة التى سيستغرقها أفضل كمبيوتر فائق فى العالم لينجز العملية فى

( 10000 سنة ) لكن المعالج أجرى العملية فى ( 3 دقائق و 20 ث ) .

فهذه المهمة المرجعية ليست مفيدة بشكل خاص فيما عدا إنتاج أعداد عشوائية فقد كانت برهانا على صحة المفهوم غير أنه فى المستقبل قد تكون الشريحة الكمية مفيدة فى مجالات تعلم الآلة وعلوم المواد والكيمياء فعند محاولة نمذجة تفاعل كيميائى أو تصور الطرق التى قد يتصل بها جزىء جديد بالجزيئات الأخرى يمكن للكمبيوترات الكمية التعامل مع الكم الهائل من المتغيرات لإنشاء محاكاة دقيقة .

إن تحقيق التفوق الكمى علامة بارزة إذ تواصل تعزيز إمكانات الحوسبة الكمية فالبرهان على إمكانية تحقيق المفهوم غير أن المعالج لا يخلو من الأخطاء حيث ستستمر عملية صنع معالجات أفضل وأكبر واستخدامها لإجراء عمليات حوسبية مفيدة .

فمع تحقيق الحوسبة الكمية خطوات نحو التفوق حركت الحوسبة الكلاسيكية مواقع أهدافها قدما إذ أظهر العلماء أنها قادرة على محاكاة أنظمة أكثر تعقيدا وقد تستمر الحركة جيئة وذهابا .

فعن طريق الوصول إلى خفض تكاليف المحاكاة فمن المتوقع أن يتم تجاوزها باستمرار من خلال إدخال تحسينات على أجهزة المعالجات الكمية الأكبر .

 

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

25 / 5 / 2021

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق