الجمعة، 28 يناير 2022

 

أسرع من الضوء

حقق العلماء اكتشافا مذهلا فيوجد كوكب يدور حول أقرب نقطة من الشمس درجة حرارته قد تسمح بتدفق المياه السائلة فما الذى يتطلبه الأمر للذهاب إلى هناك لاكتشافه ؟ الجواب هو السرعة فالمركبات الفضائية تعمل بأشعة الليزر ومحركات مضادة للمادة ومحرك اعوجاج من محض الخيال العلمى لأى مسافة وبأى سرعة يمكن أن تأخذ البشرية التكنولوجيا .

إنها رحلة استمرت لقرن مركبة فضائية تقترب من وجهتها وكوكب خارج النظام الشمسى ومستقبل يتعدى خيال العلماء حيث يوجد اصطدام بالأرض يسجل علامات بارزة فى السعى الأبدى لاكتشاف آفاق البشرية للاستكشاف والبقاء على قيد الحياة فليست هذه هى المرة الأولى التى تدخل فيها البشرية نحو الفراغ رغم كل الصعاب لحقبة طويلة من تاريخ البشرية كانت المحيطات هى المجهول الأعظم فقبل بضعة آلاف من السنين ظهرت حضارة الإبحار فى جنوب غرب المحيط الهادىء حيث أبحر ( البولونزيين ) شرقا وركبوا المحيطات وتيارات الرياح بمساعدة النجوم والقمر والشمس حيث كان يوجد تعاون على مر القرون بأن المحيط الهادىء هو جزيرة من جزيرة نائية حيث كانت واحدة من أكثر الهجرات امتدادا فى تاريخ البشرية حيث أن أبعد نقطة وصلوا إليها هى جزيرة ( استر ) التى كانت تبعد عن أقرب أرض لها أكثر من ( 2000 كم ) فاليوم بدأنا فى الوصول إلى ما وراء شواطىء كوكب الأرض عبر مسافات شاسعة نقيسها عن طريق السنوات الضوئية هذه هى المسافة التى يسافرها الضوء فى سنة ( 10 تريليونات كم ) ففى سماء الجنوب على بعد أكثر من ( 4 سنوات ضوئية ) نجد أقرب الجيران للشمس وهو نجم ( القزم الأحمر القاتم ) أو

( القنطور الأقرب ) أو ( بروكسيما سنتورى ) وزوجا من النجوم التى تشبه الشمس ( رجل القنطور ) أو

( ألفا سنتورى ) وبتجاوزهما حيث ستدخل البشرية فى الفقاعة المحلية وهى منطقة فراغ عملاقة خالية من الغازات بفعل نجم انفجر قبل فترة طويلة فى هذه الفقاعة التى تبعد ( 50 سنة ضوئية ) عن الأرض يوجد ( 150 ) نجما ساطعا يمكن رؤيتها بالعين المجردة يوجد بينها ( 2000 ) نجم أصغر يمكن رؤيتها باستخدام تلسكوب قوى كم منها تتبعها كواكب ؟ هل يمكن اعتبار أحدها محطة توقف فى الطريق لاكتشاف المجرة ؟ قد تكون المحطة الأولى فى كوكب تم اكتشافه فى مدار حول النجم الأقرب للأرض ( القزم الأحمر القاتم ) أو ( القنطور الأقرب ) أو / بروكسيما سنتورى أكبر من الأرض بحوالى الثلث وهو نوع مختلف جدا من الكواكب أحد جانبيه مظلم وبارد والجانب الآخر مشرق ودافىء وهو يواجه الشمس دائما فهل يمكن أن تزدهر الحياة هنا هل يمكن للبشر العيش هنا المهم هو توافر غلاف جوى ومياه على سطحه ربما تكون هذه علامات تشير لوجود مناخ ودرجات حرارة معتدلة بما يكفى لدعم الحياة فلو ثبت أن نجم ( القزم الأحمر القاتم ) أو ( القنطور الأقرب ) أو ( بروكسيما سنتورى ) أو أى كوكب آخر فى النظام الشمسى قابل للحياة فستكون هناك دعوة للقيام برحلة استكشافية عن قرب لكن الوصول إلى هناك خلال فترة قصيرة من عمر الإنسان سيتطلب أنواعا جديدة وكاملة من المركبات الفضائية التى لم يتم بناؤها بعد فعن طريق تصاميم جديدة بالكامل يمكن أن تدفع البشرية بأقصى السرعات حيث كان اكتشاف نجم ( القزم الأحمر القاتم ) أو ( القنطور الأقرب ) أو ( بروكسيما سنتورى ) جزءا من حملة مكثفة للعثور على عوالم ككوكب الأرض فى النظام الشمسى المجاور فعلى نحو متزايد يجرى البحث عن كواكب بين القوة الهائلة لجمع الضوء للجيل الجديد من التلسكوبات العملاقة الموجودة على الأرض وبين اسطول متنامى من التلسكوبات فى الفضاء فالقمر الصناعى للاستطلاع العابر للمجموعة الشمسية أو ( تيس ) تم تصميمه لمراقبة أكثر من ( 200000 نجم ) ساطع حيث يتوقع العلماء أنهم سيعثرون على ( 500 ) كوكب بحجم الأرض أو أكبر فى هذا الجزء من المجرة حيث سينضم قمر ( تيس ) الفضائى لتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى فعن طريق استخدام مرآة أساسية مجزأة أكبر ب ( 3 مرات ) من تلك الموجودة فى مرصد هابل الفضائى حيث سيتمكن العلماء من البحث فى ضوء النجوم القريبة عن الصور الظلية للكواكب حيث سيظهر مرصد تلسكوب

( دبليو فرست ) فى منتصف ( 20 / ق 21 ) مع دقة رصد تماثل هابل الفضائى حيث سيستقبل الضوء من منطقة أكبر ب ( 100 مرة ) فقد ينتج عن ذلك صورا أولى عن كواكب بحجم الأرض فمن خلال نشر جهاز ( الكرونوجراف ) الذى يحجب وجه النجم بحيث سيتمكن من التركيز على الضوء والذى تعكسه الكواكب فمع هذه الصور الموجودة لدى البشرية سيجرب علماء الفلك قياس درجات حرارة السطح والكشف عن الأجواء والبحث عن العلامات الكيميائية للحياة وفى غضون ذلك يقوم العلماء بإجراء اختبارات جديدة بالكامل لمعرفة قابليته للسكن وتوجد مجموعة استخدمت تلسكوب هابل الفضائى لاستكشاف سلسلة من ( 7 كواكب ) عثر عليها مؤخرا وهى تدور حول نجم قزم شديد البرودة على بعد ( 40 سنة ضوئبة ) عن الأرض ( ترابست / 1 ) فكل من هذه الكواكب هو بحجم الأرض فتوجد 3 مدارات داخل المنطقة الصالحة للسكن تقع على مسافة من النجم الأم ودرجة حرارته مناسبة لدعم المياه السائلة فما هى فرص احتمال وجود محيطات وانهار وبحيرات عليه ؟ فى الواقع النجوم القزمة الحمراء مثل ( ترابست / 1 ) معروفة بإنبعاث انفجارات كبيرة وعنيفة منها ومع مرور الوقت يعمل الإشعاع الشمسى على فصل جزيئات الماء فى الغلاف الجوى للأرض حيث تتحرر جزيئات الهيدروجين وتندفع للفضاء مخلقة الاكسجين ليتحد مع الصخور الموجودة على السطح فنفس العملية تم توفيقها على كوكب ( المريخ ) فى سنواته الأولى حيث كان به ما يكفى من المياه لنحت شبكات من الأنهار والبحيرات فمع مرور الوقت اختفت خزانات المياه على المريخ فمن أجل البحث عن فرص لازدهار الحياة على المريخ لمعرفة ما إذا كانت كواكب ( ترابست / 1 ) قد جردت من مياهها حيث قاس علماء الفلك كمية الأشعة الفوق بنفسجية التى تضربها فهذا مؤشر لتعرضها للتوهجات الشمسية حيث اكتشفوا أن أقرب كوكب من الشمس مغمور بالأشعة فوق البنفسجية وهى على الأرجح جافة فعلى النقيض فإن الكواكب الأبعد قد نجت من الإشعاع فمن المحتمل أنها قد احتفظت بخرانات المياه المتجمدة أو السائلة أثناء نشأتها استنادا لتحليل احصائى اكتشف مؤخرا عن الأنظمة الشمسية حيث تقدر إحدى الدراسات أنه يوجد على الأقل كوكبا واحدا كالأرض على بعد ( 20 سنة ضوئية ) فقد يكون علماء الفلك اكتشفوه بالفعل فكل ليلة فى غرفة السيطرة والتحكم فى مرصد ( بتشيلى ) حيث يجرى علماء الفلك أكبر عملية مكتشفة عن الكواكب القريبة من الشمس حيث يتم العمل باستخدام تلسكوب قديم يعود لعام ( 1977 ) حيث يوجد فيه مرآة صغيرة نسبيا بقطر ( 3.6 م ) لكنها مزودة بتكنولوجيا طيفية تمكن العلماء من تحليل ضوء النجوم القريبة بدقة ويتم هذا من خلال تسجيل تقلبات طيفية فى الضوء نتيجة عن قوة سحب الجاذبية لدى الكواكب ومن بين أهداف العلماء يقع أسفل كوكبة ( الأسد ) على بعد ( 11 سنة ضوئية ) عن الأرض حيث أنه نجم أحمر قزم كالقنطور الأقرب فحول هذا النجم وداخل المنطقة الصالحة للسكن وجد العلماء كوكبا أكبر بقليل من الأرض ولأن النجم ساكن نسبيا فقد لا يتحمل الكوكب انفجار الإشعاع الذى قد يوجد فى ظهره ففى السنوات القادمة سيكون ( روس 128 ) هدفا أساسيا للتلسكوب العملاق الضخم الجديد الذى يجرى إنشائه حاليا حيث سيستخدمه العلماء للبحث فى الغلاف الجوى للكوكب بحثا عن علامة بيولوجية كالاكسجين أو أى أدلة لوجود مناخات قابلة للعيش فيها فسيبحث علماء الفلك عن أدلة لتطور كوكب الأرض للإجابة على السؤال الأزلى هل البشرية وحدها فى الكون ؟ فعلينا أن نقرر ما إذا كان الذهاب إلى هناك لإلقاء نظرة عن قرب هو أمر يستحق العناء فقد يكون على البشرية الانتظار ( فروس 128 ) يتحرك باتجاه الأرض فى الحقيقة فى غمضة عين كونية على بعد ( 79 سنة ) حيث سيصبح أكبر جار للنجم ( الشمس ) فكان لا بد لاكتشاف الكواكب حول النجوم القريبة أن يثير جدلا حول حقيقة النبوءة الفلكية فعن طريق أحد علماء الفيزياء المهتمين بسحابة الشكوك المحيطة بمستقبل الأرض ( التلوث / الانفجار السكانى / الحروب / تغير المناخ / ارتفاع مستوى سطح البحر ) فلا يوجد خيار سوى تطوير التكنولوجيات الضرورية ليس للسفر للأنظمة الشمسية الأخرى بل للبقاء على قيد الحياة فى العوالم الغريبة فإن حلم الاستقرار فى عوالم غريبة قديم قدم عمر الصاروخ ففى العودة لأوائل ( ق / 20 ) كان مستكشف الفضاء الروسى يؤمن بأن البشر سيصعدون للنجوم يوما ما فقد يتطوروا لأنواعا جديدة ( الجنس الكونى ) فقد تم وضع أساسيات الفيزياء الصارمة فتصف معادلاته الصاروخية المبدأ الأساسى للتسارع إنها قوة الكتلة التى يتم طردها بسرعة عالية من أسفل الصاروخ مقابل الكتلة الإجمالية للصاروخ فبعد عقود فى

( 60 / ق 20 ) ومع تلاحق التطورات فى عصر الفضاء وصف عالم روسى آخر الحضارات التى ارتادت الفضاء بأنها نتاج تطور تكنولوجى طويل المدى فلقد عرف المستوى الأول فى الحضارة الكوكبية بأنها حضارة لديها القدرة على تسخير الطاقة المكافئة لطاقة الشمس التى تضرب كوكب الأرض فعند هذا المستوى الأساسى ستتجاوز الحضارة قدرة البشرية على توليد الطاقة ب ( 5 مرات ) من حيث الحجم فقد نحتاج قرونا للتقدم إلى هذا الحد قد يستغرق المر آلاف أو ملايين السنين للوصول إلى المستوى الثانى وهو القدرة على شحن الطاقة المكافئة للنجم أو المستوى الثالث وهو طاقة المجرة فمن الناحية النظرية فإن حضارة بذلك المستوى من التطور العلمى والتكنولوجى قد تعم المجرة وتقوم بتعديل المواد الخام من الأجسام الكوكبية بينما تولد الطاقة من تكنولوجيات لا يمكن تخيلها حيث إن التقدم لهذا المستوى لا يعنى أن البشرية تستطيع تحمل التخلى عن الأرض ووفقا لدراسة نقدية حديثة من نظريات أحد العلماء فإن الحفاظ على صحة محيط البشرية الحيوى سيكون ضروريا لتطور التكنولوجيات التى بين النجوم فحسب هذه الرؤية ستحصل رحلة ما بين النجوم بفضل الجهود الناجحة لحل احتياجات البشرية من الطاقة المتناهية بواسطة التكنولوجيات الأكثر فعالية وقوة وأمنا وبالفعل فإن أنواع الوقود الأكثر فعالية والمحركات يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة على البيئات التى تسمح لها بتطويرها واختبارها للتقدم نحو الحضارة الكوكبية سيتعين على البشرية إنتاج الطاقة بطرق تساعد البشرية على الحفاظ على قاعدة العمليات ( الأرض ) .

ما هى الطفرات العلمية والهندسية التى ستعتمد عليها التكنولوجيات فيما بين النجوم لأى مسافة وبأى سرعة يمكن أن تأخذ الإنسان حيث تعتمد السرعة التى تستطيع الوصول إليها البشرية على التكنولوجيات المستخدمة وعلى القوة التى نضعها فيها فعادة ما يتم قياس الطاقة بوحدة ( الجول ) وهى الكمية اللازمة لرفع جسم وزنه ( 100 جم ) ( 1 م ) عن جاذبية الأرض فأفضل عداء يركض بسرعة ( 40 كم / س ) يولد ( 1005 وات ) وباستخدام تكنولوجيا الدراجة الهوائية تستخدم نفس مستوى القوة بسرعات أعلى تصل إلى ( 66 كم / س ) هذه هى السرعة القصوى على الأرض حيث يمكن أن تصل سرعة سيارة السباق إلى ( 350 كم / س ) باستخدام محول يحول الطاقة الكامنة المعبأة فى البنزين وهى ( 40 مليون جول / كم ) إلى طاقة حركية يتم كبحها عن طريق الاحتكاك بين الطريق والهواء فيوجد طريقة واحدة لمقاومة الاحتكاك وهى التحليق فى الغلاف الجوى العلوى حيث تحلق طائرة ( اس ار 71 بلاك بيرد ) بسرعة ( 3500 كم / س ) وهى أسرع ب ( 10 مرات ) من سيارة السباق فهذه طاقة كبيرة تساوى الطاقة التى تجمعها الطائرة النفاثة فعن طريق خزان ملىء بالوقود يؤمن بضع ساعات من الطيران وتزداد المشكلة سوءا حينما يتعلق الأمر بإطلاق الصواريخ للفضاء للوصول إلى مدار الأرض فيجب أن يصل الصاروخ العملاق ( ساترن / 5 ) بسرعة ( 28000 كم / س ) أى أسرع ب ( 10 مرات ) من أى طائرة نفاثة لكنه كلما كان أسرع يحتاج لمزيد من الوقود والتربة لحمل المزيد منه من أجل إرسال علماء ( ابوللو / 11 ) إلى الفضاء فى طريقهم للقمر حيث كان على صاروخ ( ساترن / 5 ) حمل كمية وقود تفوق وزنه ب ( 16 مرة ) وبما أنه ليس بارتفاع الصواريخ الكيميائية فقد لبت الصواريخ الكيميائية الملحة لعصر الفضاء حيث تم استخدام الصواريخ الكيميائية لإطلاق ( 1000 ) من الأقمار الصناعية للاتصالات والأغراض العسكرية لدراسة الأرض ورؤية الفضاء حيث تم استخدام الصواريخ لارسال مجموعات متعاقبة من رجال الفضاء إلى مدار الأرض حيث أصبح مكوك الفضاء المتقاعد منصة للأبحاث لإطلاق وخدمة تلسكوب ( هابل الفضائى ) ولبناء محطة الفضاء الدولية التى خلفت محطتا ( مير ) الروسية و ( سكاى لاب ) الأمريكية فى العمل عام ( 1998 ) عبر ( 150 ) مهمة مأهولة وغير مأهولة أصبحت أكبر مشروع هندسى تعاونى فى التاريخ حيث يستضيف هذا البناء المترامى الأطراف تنظيما معقدا من الوحدات والعقد وشبكة من المختبرات ومناطق العيش فهنا يتعلم رواد الفضاء العيش لفترات طويلة بعيدا عن الأنظمة المناخية والموارد ووسائل الراحة الموجودة على الأرض فمن الأرض تقوم الصواريخ بإيصال بعثات إعادة الإمداد بمعدل يصل إلى ( 6 مرات ) فى السنة فهذه الكبسولة غير المأهولة من ( روسيا وأمريكا ) تحمل ( 100 ) من الوجبات والمعدات الجديدة والتجارب العلمية فلقد أصبحت محطة الفضاء الدولية مركزا لعلم انعدام الجاذبية ففى كل وقت يقوم الطاقم بإجراء بحث محدد لأنظمة دعم الحياة حيث يتم تجهيز البيانات لنشرها فى الصحف العلمية بحيث يرى المؤمنون بهذا العمل حيث أنه يضع حجر الساس لبعثات مأهولة أطول وأكثر طموحا فيوجد مجموعة من التحديات يجب التغلب عليها فضلا عن إعادة تدوير النفايات فى الجو الداخلى فيجب أن تشمل أنظمة دعم الحياة مقدم على زراعة الغذاء ففى المهمات البعيدة عن الأرض يجب أن تكون حجرات المعيشة محمية من الإشعاع الشمسى والأشعة الكونية فعندما تحل هذه المشاكل يتصور بعض المؤيدين إمكانية بناء أساسات فى مدار حول الشمس لتشييد أبنية أو مراكز إمداد لدعم شبكة من المستعمرات النائية سواء أرسلت البشرية أشخاصا لاستكشاف المريخ أو لاستخراج المعادن النادرة الموجودة على الكويكبات حيث سيتعين على البشرية التغلب على حدود السرعة والطاقة فى عصر الفضاء وبسبب كمية الوقود اللازمة لارسال صاروخ إلى الفضاء تستطيع معظم المركبات الفضائية الطويلة المدى الوصول إلى وجهتها حيث تجنبت مركبة الفضاء التوأم

( فويجر ) باستخدام تأثير جاذبية المشترى كمقلاع كوكبى بسرعة ( 62000 كم / س ) أى أكثر من ضعف سرعة صاروخ ( ساترن / 5 ) حيث أصبحت مركبة الفضاء ( فويجر / 2 ) أول مركبة فضاء تخرج من النظام الشمسى لكن بأقصى سرعة لها حيث ستحتاج إلى ( 73000 سنة ) أخرى للوصول إلى نجم ( القزم الأحمر القاتم ) أو القنطور الأقرب أو ( بروكسيما سنتورى ) من أجل جعل الرحلة الطويلة أكثر كفاءة سواء كان ركابها من البشر أم من الروبوتات بحيث سيكون على البشرية إعادة اختراع الصاروخ حيث بدأ البحث عن مركبة فضائية أسرع وأكثر تقدما فى ( 60 / ق 20 ) فى ظل سباق التسلح النووى حيث تطلق القنابل النووية الطاقة عن طريق انشطار الذرة فهل يمكن شحد هذه الطاقة الكامنة لتسيير مركبة فضائية حيث اختبر العلماء نوعا جديدا من الصواريخ عبارة عن مركبة فضائية تدفعها انفجارات نووية صغيرة فلقد تم وضع تصور لمحطة فضائية مدارية خاصة لإطلاق مركبة أوريون الفضائية حيث ستعمل سلسلة من الانفجارات النووية الخاضعة للسيطرة والتحكم والتى انطلقت خلف المركبة الفضائية لتسريعها بنسبة ( 10 % ) من سرعة الضوء حيث سيكون بإمكان ( أورايون ) الوصول إلى نجم ( القزم الحمر القاتم / القنطور الأقرب / بروكسيما سنتورى ) خلال ( 4 عقود ) لكن تنفيذ مخططات هذه المركبة الفضائية لم يبدأ أبدا فالتكنولوجيا لم تكن مثبتة وربما غير آمنة ففى ( 70 / ق 20 ) ومع رغبة العلماء فى التحليق بين النجوم قامت مجموعة من المهندسين البريطانيين بتصميم مركبة فضائية طولها ( 200 م ) ( تيتانوس ) حيث ستستخدم نوع آخر من الطاقة النووية ( الانصهار ) إنها الطاقة التى تشعل الشمس عن طريق ضغط الذرات معا تحت الحرارة الشديدة والضغط حيث أن ( 1 جم ) من الوقود المنصهر قد ينتج طاقة فى حدود ( 200 مليار جول ) حيث كانت الفكرة هى إنتاج غاز ساخن جدا سيعمل على دفع المركبة الفضائية عن طريق تفجيرها من الخلف فبعد التسارع عبر مرحلتين يمكن أن تنطلق المركبة الفضائية بسرعة ( 12 % ) من سرعة الضوء لكن هذا يتطلب أن تحمل ( تيتانوس ) أكثر من ( 40000 طن ) من الوقود ولم يبق هناك شىء لإبطائها وحين تتجاوز هدفها الذى يبلغ ( 129 مليون كم / س ) ستقوم بنشر اسطول من الروبوتات المستكشفة لإلقاء نظرة سريعة فلم تدخل ( تيتانوس ) حيز التنفيذ أبدا لكن اكتمال التصميم قد ألهم أجيالا جديدة من الحالمين فاليوم تعتقد مجموعة من العلماء أنها تملك حلا للوصول إلى نجم

( القزم الأحمر القاتم / القنطور الأقرب / بروكسيما سنتورى ) بشكل أكثر كفاءة حيث يبدأ المفهوم بمحطة توليد طاقة شمسية تدور حول الأرض تتألف من صفوف من أشعة الليزر يستهدف كل منها مركبة فضائية صغيرة إنها النسخة المستقبلية من المركب الشراعى فالقوة التى ينتجها كل شعاع ليزر صغيرة لكنها معا فى الفضاء الخالى من الاحتكاك تستطيع دفع مركبة فضائية بنجاح مذهل بنسبة ( 20 % ) من سرعة الضوء فخلال ( 20 سنة ) يقترب اسطول من الطائرات الورقية التى تعمل بالليزر من النجم ( القزم الأحمر القاتم / القنطور الأقرب / بروكسيما سنتورى ) حيث ترسل بياناتها وترتد من مركبة فضائية لأخرى فى رحلة العودة والتى تستمر ( 4 سنوات ) إلى الأرض فلو ثبت أن النجم ( القزم الأحمر القاتم / القنطور الأقرب / بروكسيما سنتورى ) هى وجهة تستحق فتوجد تكنولوجيات فى طور الإعداد تعد برحلة أسرع من الخيال العلمى ( المادة المضادة ) هذا نتاج إشعاع عالى الطاقة يخترق النظام الشمسى فعندما تصطدم الأشعة الكونية بالذرات الموجودة فى الغلاف الجوى العلوى للأرض فإنها تخلق رذاذا من الجزيئات ذات الشحنة المعاكسة فإذا لم تكن البشرية تستطيع التقاط الجسيمات المضادة فى المدار فقد نجد طريقة لإنتاجها على الأرض ففى المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية وهى أضخم مختبر للفيزياء تقع على الحدود / الفرنسية / السويسرية حيث يضع العلماء مادة مضادة كطريقة لدراسة طبيعة المادة وكيف ظهرت فى اللحظات الأولى من الزمن باستخدام المسرع النووى الكبير ؟ حيث يقوم بتسريع الذرات لما يقارب سرعة الضوء ويعملون على تفجيرها معا لإطلاق مكوناتها الأساسية لكن انفجار المادة المضادة ضئيل جدا فالمادة متقلبة جدا لدرجة أن تخزين أكثر من بضع ذرات فى المرة الواحدة يظل تحديا كبيرا حيث أن قدرة البشرية على إنتاج هذا الوقود كثيف الطاقة حيث تعيد طرح الأسئلة الأساسية حول متطلبات الطيران بين النجوم حيث أنه يذكر بالنقاشات الماضية للطاقة النووية فإذا كان بالإمكان الحصول على الطاقة النووية بأمان وتخزينها واستغلالها فهل تفوق المخاطر الفوائد ؟ فيوجد شىء واحد مؤكد وهو أن البدائل الصديقة للبيئة أكثر كالطاقة الحرارية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح لن تحولنا إلى حضارة كوكبية كما أنها لا تملك القوة التفجيرية لارسال البشرية إلى نجم ( القزم الأحمر القاتم / القنطور الأقرب / بروكسيما سنتورى ) فقوة المادة المضادة إنها أقوى أنواع الوقود المعروفة حيث تحتوى على طاقة أكثر من ( 200 مليار مرة ) من الوقود للصاروخ التقليدى ففى التصاميم الجديدة للمركبات الفضائية المعاصرة يتم عزل البروتونات والبروتونات المضادة فى حقول مغناطيسية يتم توجيهها بالتوازى مع حجرة الدفع حيث تبدد خيوط الأشعة بعضها البعض عندما تتصادم حيث ينتج الإنفجار شعاعا عالى الطاقة يضغط على مجال مغناطيسى داخل المركبة الفضائية ويدفعها للأمام بتسارع على الرغم من أنها لا تستغرق سوى ( 1000 جزء ) من الجسيم لتطير إلى زحل فقد تحتاج المركبات الفضائية إلى حمل المزيد من الأطنان للوصول إلى السرعة الضوئية والوصول إلى نجم ( القزم الأحمر القاتم / القنطور الأقرب / بروكسيما سنتورى ) خلال فترة الحياة البشرية حيث يخلق هذا الوقود القوى مخاطر كبيرة فدرجات الحرارة المرتفعة الناتجة عن المحرك المضاد قد تكون كافية لتدمير المركبة الفضائية فيجب أن تكون مصنوعة من مواد لم تكتشف بعد يمكنها أن تعكس إشعاع هذه الحرارة إلى الفضاء فيجب أن تعبر المركبة الفضائية فى رحلتها مسارا شائكا من الأجسام الواقعة بين النجوم فإذا صادفت نيزكا ستستخدم بطارية من الدروع لسحق النيزك وإبعاده وإذا اجتازت المركبة الفضائية سحابة من الغبار فسيتم عزلها فى حقل مغناطيسى واق ومع الاقتراب من هدفها أخيرا تطلق مسبارا هو المبعوث الكونى بدعم من المحرك المضاد وإطلاق النار فى الاتجاه المعاكس سيحتاج المسبار لسنوات وحتى عقود لتخف سرعته حتى على هذه السرعات ربما تكون مدة المهمة طويلة جدا بالنسبة لأى إنسان ففى المستقبل تكون النجوم فى يد الإنسان فعن طريق مركبة فضائية تناور فى محطة مدارية استعدادا للإنطلاق هذه شهادة على العلوم التى تم تصورها فى نظرية مذهلة بهندسة تتعدى ما نعرفه اليوم وهى مبنية على اكتشاف مذهل قام به أحد العلماء وهو أن الجاذبية تشوه الفضاء بأجسام هائلة فماذا لو أن مركبة فضائية تستطيع التلاعب بهذه السمة الكونية الغريبة لتصير بين ثنايا الزمان والمكان فمثل هذه المركبة الفضائية ستعمل على أنواع  جديدة من المادة لم يتم اكتشافها بعد وستعادل كل الطاقة الكهربية التى تولدها أمريكا فإن محرك الاعوجاج من الناحية النظرية بمكن أن تنطلق المركبة الفضائية بشكل أسرع من الضوء فهى تعبر المجرة فى فقاعة كونية فمبركبة فضائية كهذه سيتطلب  تقدما مذهلا فى العلوم والتكنولوجيا لكن من يستطيع معرفة التحديات التى ستواهجها براعة الإنسان ما هى الأفكار أو التكنولوجيات التى ستدفع البشرية للأمام يوما ما فعندما نصل أو إذا وصلنا للنجوم فسيكون الدافع نابعا ليس من الفراغ على البقاء بل بالحس الخيالى والثقة فى التنوع اللامحدود للكون الحى فعن طريق التخيل فبعد ( 100 ) أو ( 1000 ) السنين فى المستقبل حينما تصل المركبة الفضائية إلى نجم  ( القزم الأحمر القاتم / القنطور الأقرب / بروكسيما سنتورى ) أو أى وجهة أخرى سواء كانت مأهولة أم لا حيث سترس البشرية مسبارا غير مأهول ليساعد البشرية على إلقاء نظرة أولى عن قرب فقد تهبط بنفس التكنولوجيات التى أتقناها فى زماننا هذا مع بزوغ فجر استكشاف الكواكب حيث ستفحص  المجسات الأرض الغريبة وسيفسر الذكاء الصناعى كل ما تراه البشررية فتربة الكوكب ( المريخ ) وجوه وربما وجود الحياة عليه مما سيسلم العالم الجديد أسراره للبشرية بثبات ومع كل اكتشاف سنفكر بالرحلة التى أتت بالبشرية إلى الفضاء وكيف بدأت فى اكتشاف أحلام أجيال قضت ولم تسلم بعد .

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف     18 / 8 / 2021

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق