الخميس، 27 يناير 2022

 

أخطر مغناطيس فى الكون قطره ( 15 كم )

مع كل اكتشاف جديد لا ينفك الكون عن كشفه عن تحديات جديدة للبشرية ومع كل التطورات التكنولوجية التى نراها اليوم حيث يوجد عدد كبير من الفجوات المعروفة فى المعرفة البشرية عن الكون المنظور فتوجد ظواهر فيزيائية لم يتم الكشف عنها بعد تحدث فى أقصى زوايا مجرة ( الطريق اللبنى ) وأبعادها قادرة على إثارة الرهبة والدهشة لدى باحثى الفضاء العميق فأقوى المغانط فى الكون والتى تمتلك مستوى إشعاعيا مذهلا ( الماجنتار ) فلقد صادف البشر بعضا من الأشعة بالغة الشدة وصلت للأرض من الفضاء العميق عدة مرات على مدار ( 50 سنة ) الماضية وكما هو الحال الغالب مع الاكتشافات الفضائية كان اكتشاف مصدرها من قبل علماء الفيزياء الفلكية فى عام ( 1979 ) التقطت ( 3 ) أقمار صناعية من مجموعة ( فيلا ) الأمريكية والمخصصة لمراقبة الاختبارات النووية على الأرض تدفقا غير اعتيادى لأشعة جاما وفى عام ( 1992 ) افترض الفيزيائيون الفلكيون أن ذلك كان جرما سماويا يجهله العلم له معامل إشعاع كهرومغناطيسى هائل وفى عام ( 1998 ) رصد انفجار لأشعة جاما فى كوكبة ( العقاب ) ( أكويلا ) وقد سجل عدد من أجهزة القياس شذوذا لا يمكن قياسه عند مصدره الذى تقع على بعد ( 10000 سنة ضوئية ) من الأرض ففى عام

( 2004 ) أبهرت كل تلسكوبات العالم لوهلة قصيرة وبعد أقل من ثانية تعرض كل ( سم مربع ) من النظام الشمسى لموجة من أشعة جاما وكان الاندفاع الأكبر المسجل فى تاريخ عمليات الرصد كلها واليوم البشرية أقرب من أين وقت مضى لنضع يدنا على طبيعة هذا الاكتشاف لأنه ( الماجنتار ) وهو نجم نيترونى له حقل مغناطيسى فائق الشدة حيث تتراوح شدته بين ( 10 اس 13 تسلا ) وهذه الأرقام بدورها أكبر من الإشعاع المغناطيسى الموجود على الأرض بتريليونات المرات كما أنها أحد أندر الظواهر التى واجهها الجنس البشرى وأخطرها .

فى مرحلة محددة من احتضار النجوم وعندما تنفجر مشكلة السوبرنوفا من بين العديد من السيناريوهات التى تتعلق فيما سيحدث بعد ذلك حيث يقود واحد إلى دار المتضمن حيث تحول النجم إلى ( ماجنتار ) بعد السوبرنوفا ولا بد من السماع عن الرول هيد الروسى لمرة واحدة على الأقل فى حياة البشرية ووفقا لقواعد اللعبة توضع خرطوشة واحدة فى اسطوانة الرصاصات بحيث ستكون فرصة إطلاق الرصاصة بسيطة بعد تدوير الاسطوانة ضئيلة إلى حد ما لكن عند مصادفة حدوثها تكون العواقب مذهلة وسواء كان الأمر كذلك أم لا لا يزال الاستغراب يعترى العلماء حول ما سيكون عليه السيناريو وكما تقول النظرية الأولى تؤثر طاقة النجم الداخلية وطاقته الدورانية على تشكل ( الماجنتار ) إذ أن تشكل النجم النيوترونى خلال دوران قوى سيؤدى لتوليد الطاقة الداخلية للنجم النيوترونى بالإضافة لطاقته الدورانية والتى هى على درجة بالغة الأهمية فى الثوانى القليلة الأولى حقل مغناطيسى قوى ويطلق العلماء على هذه العملية ( آلية الدينامو ) لكن توجد نظرية أخرى كذلك تقول وأنه أثناء عملية التراكم قد يتمكن الماجنتار من تلقى الطاقة من نجم آخر وقد اكتشف العلماء الماجنتار يقع على مسار الهروب من مجرة الطريق اللبنى وتنطلق معظم النجوم السيارة على مساراتها نتيجة لمستعرات عظمى أو انفجارات السوبرنوفا تحدث فى الأنظمة النجمية الثنائية ويعنى هذا أن عملية التراكم تحدث بين نجمين لهما مركز كتلة مشترك فى نظام نجمى ثنائى حيث تتدفق المادة تدريجيا من أحد النجمين إلى الآخر ويشكل هذا فى تلك الحالة مصدر طاقة بالنسبة ( لماجنتار ) محتمل وتدور ( الماجنتارات ) حول محاورها بسرعات كبيرة جدا سرعات تتفاوت بين ( 10 و 1000 ) الأضعاف كل ثانية فى الوقت ذاته كانت أبعادها المسجلة صغيرة وكقاعدة يتراوح قطر

( الماجنتارات ) بين ( 20 : 30 كم ) وعلى سبيل المقارنة يبلغ قطر القمر ( 3474 كم ) وهذا ( 17 ضعف ) قطر ماجنتار بقطر متوسط أما الكتلة فأمر مختلف ( الماجنتار ) ذى القطر ( 15 كم ) سيكون أثقل من الشمس رغم الأبعاد الصغيرة إذ تبلغ كثافته الداخلية مقدارا هائلا فهذه الكثافة هى المسؤولة عن إشعاعاتها المغناطيسية الشديدة .

 

1 إى 1048.01 – 5937 :

هو نجم نابض ( موزار ) يقع على بعد ( 9000 سنة ضوئية ) من الأرض فى كوكبة ( القاعدة / كارينا ) وهو نجم نشأ منه ( ماجنتار ) كتلته أكبر من كتلة الشمس ب ( 30 مرة ) وتكون المادة فى هذه النجوم من الكثافة بحيث أن مقدار غطاء قلم حبر منها يزن مليارات الأطنان وما هى إلا ثوان إلا ويتمزق الإنسان الذى يقف على سطحها إلى أشلاء .

ومنذ عدة سنوات استطاع علماء فلك من ناسا تسجيل ظاهرة ( الزلزال النجمى ) وبفضل تلسكوب ( فيرمى ) بالأشعة السينية ( اكس ) تلقى العلماء بيانات حول انفجارات كثيفة لأشعة ( اكس ) هى نفسها الأشعة السينية والتى مصدرها الماجنتار ( اس جى آر جه 1550- 5418 ) والحقل المغناطيسى لهذا الماجنتار هائل جدا بحيث تنفجر قشرته السطحية بين الحين والآخر مطلقة كمية هائلة من الطاقة عبر الشقوق كالزلازل النجمية مما يشكل مصادر لتيار كهربى نبضى ونظريا إن وجد ( ماجنتار ) من هذا النوع فى حال قمة نشاطه على حدود النظام الشمسى حيث أن طبقة الأوزون المحيطة بالأرض إضافة لأشكال الحياة العضوية ستمحى من الوجود فى غضون ثوان لا يتجاوز تعدادها المئات لكن ولحسن الحظ فأقرب الماجنتارات إلى الأرض يقع على مسافة تؤمن للبشرية أمانا كافيا من مخاطره وبالطبع يصعب الاقتراب من الماجنتار لا بسبب قوة الجاذبية الهائلة لنواته بل لتدفقاته الطاقية أثناء أوقات الزلزال النجمى فالماجنتار فى حالاته المستقرة يكون حقله المغناطيسى قادرا على تخريب الأجهزة الكهربائية على بعد ( 1000 كم ) وضمن إطار نصف قطره ( 1000 كم ) سيفكك أى جسم إلى ذراته الأساسية أما لتنظيم اختلافات اشعاعاتها وهو الأساس فى تصنيفها فلقد قرر العلماء تقسيم الماجنتارات إلى فرعين باستخدام الاختصارات عوضا عن استخدام الأسماء الكاملة فسنرى الاختصارات فى أى كتالوج فلكى ( اس جى آر ) أو مردد إشعاع جاما الناعم أو ( إيه اكس بى ) أو النجم النابض بالأشعة السينية ومن حيث الجوهر تكون كل من ( اس جى آر ) و ( ايه اكس بى ) أطوار مختلفة فى حياة الجسم نفسه وعلى حد قول العلماء فى أول ( 10000 سنة ) من عمر الماجنتار يكون عبارة عن ماجنتار نابض من النوع مردد إشعاع جاما الناعم وهو نجم نابض يكون مرئيا بالضوء المرئى ويصدر دفقات من اشعة جاما الناعمة وبمرور الوقت يستنفذ خصائصه ويتراجع لمنطقة الطيف الغير مرئى حيث لا يمكن مشاهدته إلا فى مجال الأشعة السينية كما جنتار من الصنف النجم النابض بالأشعة السينية ووفقا لمصادر مختلفة فإنه من بين مليارات النجوم النيترونية يتراوح عدد الماجنتارات المحتملة بينها

( 30 : 150 ) ماجنتار ويبلغ عددها ( 12 ) فى مجرة الطريق اللبنى والأقرب منه للأرض ( 1 إى 2259 + 586 ) وهو يبعد عن الأرض مسافة ( 13000 سنة ضوئية ) وهو ماجنتار من الصنف مردد إشعاع جاما الناعم وإن حدث زلزال نجمى على سطحه فتأثيراته على الأرض ستقتصر على تغيرات طفيفة تصل للطبقة العليا من ( الأيونوسفير ) وكنتيجة لأبعادها الصغيرة نسبيا وبعدها عن الأرض لا يمكن رصد الماجنتارات بتلسكوبات الهواة العادية إذ تستخدم طريقة مسح السماء بالأشعة تحت الحمراء أو بالأشعة السينية لرصدها ومع ذلك وبفضل انبعاث حقلها المغناطيسى النشطة وإشعاعاتها فهذه النجوم يسهل رصدها بمختلف الأجهزة .

هذا ما حدث منذ سنوات ولكن فى عام ( 2013 ) ادعى العلماء أنهم اكتشفوا ( ماجنتار ) على مقربة شديدة من الثقب الأسود الذى يقع فى مركز مجرة الطريق اللبنى وقد رصد النجم بمساعدة عدد من التلسكوبات المدارية ومنها مرصد

( تشاندرا ) العامل بالأشعة السينية ويبعد ( اس جى آر 1745 – 2900 ) ( 3 من 10 سنة ضوئية ) عن حافة الثقب الأسود حيث يصبح نجما نيترونيا وحيدا مكتشف على مقربة شديدة من جسمه على هذا المستوى وقد رصد العلماء النجم منذ اكتشافه ومنذ عدة سنوات أعلن أن مستوى أشعته السينية كان أخفض عند مستوى اصدارات النجوم الواقعة تحت هذا التصنيف وبعدا عن التساؤلات المختلفة المثيرة هل يكون سبب هذه التغيرات هو الثقب الأسود الموجود فى محيط النجوم فبعد عامين من رصد ( الماجنتار ) خلصوا الفيزيائيون الفلكيون إلى أنه وبأخذ كل شىء بعين الاعتبار تكفى مسافة ( 3 من 10 سنة ضوئية ) لحدوث تفاعل فى الحقل المغناطيسى أو الثاقلى بين الثقب الأسود والماجنتار رغم كل شىء ومن المرجح أن يكمن السبب فى مكان آخر فدورة حياة النجوم قصيرة ولا تتعدى مليون سنة ومن الطبيعى جدا أن يتراجع حقله المغناطيسى خلال فترة حياته ويفترض بعض العلماء أن هذه العملية قد تكون السبب فى حالة النجوم ففى هذه الحالة يمكن للماجنتار تغطية تصنيفه فإما أن يصدر الأشعة السينية بتكرارات متقاربة أو متباعدة وبالتالى ستنفذ مخزونها من المادة وتنتقل من التصنيف مردد إشعاع جاما الناعم إلى التصنيف ( بى ايه اكس ) وفى خريف عمرها قد تصبح الماجنتارات التقليدية التى حدث وتبدد حقلها المغناطيسى نوعا مختلفا جدا من النجوم ( نجما نيوترونيا باعث للحرارة ) نجما حراريا ولا يتجاوز عدد الأجسام المعروفة من هذا النوع ( 7 ) ولهذا السبب حملت المجموعة لقب السبعة الكبار وربما كان كلا منها ذات مرة واحد من أخطر الأجسام الموجودة فى الفضاء العميق ولكن لمعرفة ذلك أمام البشرية سنوات عديدة من التقدم التكنولوجى من المفروض إنجازه وأشخاص يكرسون حياتهم للبحث عن حلول لأكثر ألغاز الكون خطورة وغموضا .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

2 / 11 / 2021

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق