الجمعة، 28 يناير 2022

 

ماذا لو توقف الكون عن التوسع ؟

لقد كان الناس قديما يعتقدون أن الأرض هى مركز الكون والشمس تدور حولها ومع تقدم الزمن وتقدم العلم وتقدم وسائل العلم فى البحث والكشف حيث اكتشف العلماء أن الأرض ليست مركز الكون وأنها ليست إلا كوكبا لمجموعة من الكواكب تدور حول الشمس وظن العلماء لبرهة أن الكون هو ذات النظام الشمسى وأن الشمس هى مركز الكون وأنها ثابتة فى مكانها ثم اكتشف العلماء أن الشمس ما هى إلا نجم صغير فى مجموعة هائلة من النجوم مجرة ( درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى ) حيث تنتمى الشمس إليها وتعد نجومها بالمليارات من النجوم ومجرد فترة من الزمن اعتقد العلماء أن مجرة ( الطريق اللبنى ) هى الكون ثم ما لبثوا أن اكتشفوا أن مجرة ( الطريق اللبنى ) ما هى إلا واحدة من المجرات حيث أنها نقطة فى بحر الكون العظيم وأن مليارات المجرات تسبح فيه فحسب ما تقدم به لمراصد العلماء حتى يومنا هذا فهذه المجرات تتباعد باستمرار وأن التوسع الكونى تزداد سرعته بسرعة مدهشة مرتبطة ولا يمر بسرعة ثابتة غير أن تآخر هذه الاكتشافات قد أربك واحدا من أكبر علماء الفيزياء ( آينشتين ) حيث كان سابقا لعصره حيث توصل بعقبريته النادرة إلى وضع نظرية ( النسبية العامة ) والتى تقول إن الطاقة = الكتلة × مربع سرعة الضوء عام ( 1915 ) حينما كان العلماء يعتقدون أن مجرة ( الطريق اللبنى ) هى الكون كله إن لم تكن وسائلهم وإمكانياتهم تسمح لهم بأكثر من ذلك غير أن

( آينشتين ) واجه مشكلة عند وضع المعادلات النهائية لنظرية ( النسبية العامة ) والتى لم تكن لتصح إلا إذا افترض أن الكون قابل للتمدد أو الانكماش وهذا ما لم يكن العلم قد توصل إليه فى زمانه فاضطر أن يضيف لحساباته رقما ثابتا

( الثابت الكونى ) فأصبحت معادلاته صحيحة وأصبحت تعبر بكل دقة عن العلاقة بين الأجرام والضوء والفراغ والزمن لكن

( هابل ) اكتشف بعد فترة قصيرة من وضع النظرية النسبية أن الكون يحتوى على مليارات النجوم فى المجرات ومجرة

( الطريق اللبنى ) واحدة منها أما هذه المجرة تتباعد عن بعضها باستمرار أى أن الكون يتمدد وأن هذا التمدد هو ما أدلى للعلماء بنظرية ( الانفجار العظيم ) وأن نظرية النسبية العامة منضبطة دون حاجة لوضع الثابت الكونى فيها وهنا يتنصل بعضهم عن آينشتين حيث أنه وضع الثابت الكونى كان غلطة عمره فكان عليه أن يفترض أن الكون يتمدد فعلا .

فماذا لو توقف الكون عن التوسع ؟

منذ ( 13.8 مليار سنة ) مضت تمدد متفرد صغير جدا وشديد الكثافة والحرارة مشكلا ( التنوع فى التمدد ) ولم يتوقف عن التمدد منذ ذلك الحين لكن ماذا لو توقفت المجرات والنجوم والكواكب وأقمارها وكل شىء فى الكون عن التوسع .

فقد توصل العلماء بعد دراسات عميقة ومستفيضة إلى أن سرعة تمدد الكون تزداد بمقدار يعادل ( 74 كم / ث ) لكل

( 3 ملايين سنة ضوئية ) وهذا المقدار مضبوط لا بالزيادة ولا بالنقصان ولا بمقدار ( 1 / 10 اس 120 ) حيث أصبحت النتيجة مفاجأة لكل الفيزيائيين الفلكيين الذين اعتقدوا أن التوسع يتباطأ عمليا بفعل قوة الجاذبية وقد فسر اكتشاف توسع الكون بأنه يوجد قوة تصارع التمدد فى الكون ( الطاقة المظلمة ) فماذا لو توقفت المادة المظامة الافتراضية عن دفع أجزاء الكون بعيدا عن بعضها ولنفترض تباطؤ الطاقة المظلمة مع الزمن لكن مع بقائها كافية لتبطل مفعول الجاذبية فكيف سيبدو الأمر ؟ فلو كان الحال كذلك سيصبح الهجوم شبيها بالذى  تخيله ( آينشتين ) قبل أن يغير اكتشاف ( هابل ) قواعد اللعبة ووجهة نظر ( آينشتين ) بحيث سيكون كونا ساخنا فى المادة ولا يتقلص فستنزف النجوم فى نهاية المطاف كل الغاز المطلوب لتشكلها لكى تولد كونا أشد ظلاما فضلا عن الثقوب السوداء وحتى لذلك الحين ستكون الأرض قد اختفت منذ زمن طويل إذ سيبتعد نجم عملاق أحمر مرئى ( الشمس ) فعند نقطة ما ستصل درجة الحرارة إلى نهايته الصغرى المكتوبة فالصفر المطلق هو الدرجة ( -273 ) درجة سيليزيوس على مقاس سيليزيوس فعند هذه الدرجة من الحرارة ستتوقف الذرات نفسها عن الحركة وسيصبح الكون عديم الحياة بالمطلق لكن لنعد إلى الوراء ونفترض أن المادة المظلمة أصبحت ضعيفة جدا حيث لم يعد يمكنها أن تبطل مفعول الجاذبية فحين الاهتمام بالجاذبية ستسحب كل شىء مرة أخرى حيث سيبدأ  الكون فى التقلص وسوف تقترب المجرات من بعضها البعض لتنتج مجرة واحدة ضخمة جدا بحيث تصبح مجرة واحدة عملاقة جدا وباختلاط المجرات داخل بعضها البعض بحيث سيصبح الكون أشد حرارة من الشمس حيث سيكتظ بالثقوب السوداء متجها لنجوم مجرة ( الطريق اللبنى ) حيث ستختفى الثقوب السوداء وكل شىء حولها ( الكواكب / النجوم / المجرات بأكملها حتى لغيرها من الثقوب السوداء وفى النهاية سيشكلون ثقبا أسود متوحشا سيسحب الكون بأسره إلى نقطة وحيدة وحرارة وصغيرة وشديدة الكثافة حيث ينتهى الكون فى ( انكماش عظيم ) كما كان يبدو عليه منذ البداية فقد ينفجر المتفرد الشكل أى ( النجم المتشكل ) حديثا فى انفجار آخر إلى ما شاء الله منتجا كونا جديدا هى نجوم وكواكب ومجرات جديدة وحياة جديدة فخالق الكون وحده كيف سينتهى الكون ؟ ولا نعرف ماهية الطاقة المظلمة الذى تدفع اجزاء الكون بعيدا عن بعضها البعض ولهذا السبب لا توجد نظرية واحدة تشرح المصير النهائى للكون فقد تكون إحدى النظريات الجيدة قد تكون إحداها صحيحة لكن يمكن أن تكون خاطئة كلها .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

30 / 10 / 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق