الجمعة، 28 يناير 2022

 

هل يلغى المترجم الآلى الحواجز بين شعوب العالم ؟

لا تلغى الإنترنت المسافات البعيدة بين البشر بل تلغى حواجز اللغة التى تعوق تواصل البشر فيما بينهم فيمكن باستخدام المترجم الألى تسهيل التواصل وتجاوز المشكلات التى تفرض بسبب عدم معرفة اللغات الأجنبية فيمكن عن طريق استخدام المترجم الآلى ترجمة النصوص والرسائل الإلكترونية وحتى صفحات الإنترنت الكاملة بسرعة عالية ولكن بنوعية غير جيدة حيث كانت الترجمة ولا تزال واحدة من الحاجات الأساسية لأى شعب كى يتواصل مع الشعوب الأخرى إذ لا توجد دولة إلا وتحتاج إلى لغة أخرى غير لغتها الأصلية فى جانب أو أكثر للتبادل الثقافى أو الاقتصادى أو السياحى أو الأمنى ولا يوجد إنسان مثقف إلا ويحتاج إلى لغة أجنبية ولما كانت اللغة الانجليزية تسيطر على باقى اللغات الأخرى من حيث عدد المتكلمين الحقيقيين بها أو من حيث كونها اللغة الأساسية فى المجال العلمى بصورة عامة وفى المجال المعلوماتى بصورة خاصة فقد شجع ذلك على ظهور اتحادات وجمعيات للترجمة وعلى افتتاح أقسام للترجمة فى الجامعات العربية النظامية وحتى نظام التعليم المفتوح بهدف التخفيف من عشوائية الترجمة ومشكلاتها التى ظهرت منذ سنوات ظويلة نتيجة عوامل عدة .

 

استخدام الكمبيوتر :

ومع التطور الهائل فى معظم مجالات الحياة ولاسيما فى المجال التكنولوجى والمعلوماتى بصورة خاصة حيث ازدادت الحاجة إلى التواصل والتثقف السريع بين الشعوب واتسع دور الترجمة فى المنظمات الإقليمية والدولية نظرا لحاجة المنظمات إلى ترجمات سريعة لوثائق أو تقارير مهمة وقد أدى ذلك للاهتمام بالمترجمين والترجمة بصورة عامة وبخاصة بعد ظهور الكمبيوتر واستخدامه للترجمة إثر تخزين قواميس ثنائية اللغة فيه ثم استخدامه للترجمة الآنية بأعداد كثيرة وبمعظم اللغات ويقوم المشرفون على المواقع الموجودة على الإنترنت بتطويرها باستمرار وعلى الرغم من وجود بعض المترجمين الآليين بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية على شبكة الإنترنت العالمية فلا يزال العرب ينتظرون مترجمون آليون بين اللغات الأخرى واللغة العربية وهى إن وجدت فقليلة جدا وتحتاج لاهتمام أكبر .

 

مسافات قصيرة :

وعلى الرغم من أن المسافات بين البلدان أصبحت قصيرة فى عصر العولمة وبالرغم من أن الإنترنت تسهل التواصل المباشر واللحظى بين الأشخاص فإن حاجز اللغة سيبقى عائقا لا يمكن التخلص منه بسهولة فإذا لم يتم إتقان اللغات العالمية المهمة للتواصل الاجتماعى وهذا ليس سهلا على معظم سكان العالم لذلك فإن آداة معلوماتية كالمترجم الآلى ( كلمات أو نصوص  ) من لغة لأخرى تجعل تواصل شخص ما مع شخص آخر موجود فى أى جزء من العالم ممكنا دون أن يتخلى أى منهما عن لغته الأصلية ومن أجل جميع الذين لا يتقنون لغات أجنبية يتحول المترجم الآلى إلى عنصر من عناصر لائحة الإنقاذ لهم علما بأن أكثر المترجمين الآليين انتشارا على الشبكة ( الإنترنت ) فهى مواقع مجانية فقد يطلب من المستخدم فى بعض الأحيان التسجيل وقد يكون محصورا على المشتركين وما هو مؤكد أنه يسمح لمن يستخدم المترجم الآلى بأن يفتح بريده الإلكترونى أو البحث فى الانترنت عن معلومات أخرى أو التسلية فى الوقت الذى يقوم فيه المترجم الآلى بإنجاز عملية الترجمة الآلية .

 

سرعة فى الترجمة :

إن الترجمة الألية توفر وقتا وجهدا كبيرين إذ لا تستغرق عملية الترجمة سوى بضع ثوان وهذا شىء يسجل لمصلحة هذا النوع من الترجمة العادية ومن دون شك فإن مواقع الترجمة الآلية لا تقدم نجاحا كاملا وإنما تعطى فهما مقبولا للمعلومات الموجودة فى صفحة ( الإنترنت ) أو فى البريد الإلكترونى أو فى النص وبسبب وجود صعوبة لدى المترجمين الآليين على قدرة التحليل بصورة صحيحة فإنه يمكن الاطلاع عبرها على محتوى الصحف الإنجليزية وترجمتها إلى العربية بصورة مقبولة ولكن عندما يراد ترجمة مستندات رسمية أو نشرات مهمة فلا بد من مترجمين حقيقيين وهى خدمة موجودة فى بعض المواقع المهمة .

 

أخطاء مضاعفة :

إن الترجمة الآلية فلا بد من وجود لغة وسيطة ( الإنجليزية ) لأنه لا توجد ترجمة آلية بين العربية وجميع اللغات العالمية الأخرى حيث يقوم المستخدم العربى للإنترنت بترجمة موضوعة من إحدى اللغات إلى الإنجليزية ومن ثم يستخدم مترجما آليا آخر لترجمة الموضوع السابق إلى العربية وهذا يعنى أن الإنجليزية هى الأكثر استخداما عند التعامل مع الترجمة الألية بالرغم من أن كثيرا من الناس يتقنونها أو بتقنونها فى مجال اختصاصهم الأكاديمى وهذا لا يعنى عدم وجود مستخدمين للغات الأخرى كالاسبانية والفرنسية والألمانية فى مجال الترجمة لكونها لغات حية ومتداولة بكثرة ومن دون شك لما كان للترجمة العادية عبر لغة وسيطة مساوىء وأخطاء كثيرة مهما كان القائمون على عملية الترجمة أكفاء ولما كان للترجمة الآلية من لغة أجنبية إلى أخرى أخطاء أكبر فإنه سيكون للترجمة الآلية عن لغة وسيطة أخطاء مضاعفة .

 

الخلاصة :

يمكن الاستفادة من الترجمة الآلية للحصول على معلومات سريعة كأن نأخذ فكرة من موضوع ما من لغة معروفة أو مجهولة للعرب وذلك بالدخول إلى مواقع أجنبية والبحث عن الجانب المرغوب من قبل العرب وفى حال معرفة الشخص للغة الأجنبية المترجم عنها بصورة مقبولة يفضل مراجعة الترجمة الآلية قليلا وتصحيح بعض المعانى بإجراء مقارنة سريعة بين النص الأصلى والنص المترجم كما يفضل إجراء الترجمة الآلية عن طريق موقع متخصص إلى حد ما فى جانب معين أو الانتباه إلى خيارات المترجم الآلى المتعلقة بنوع الموضوع المترجم .

وإن عدم استخدام الترجمة  الآلية فى الترجمات المهمة التى يسبب الخطأ فيها مخاطر أمنية أو سياسية أو علمية أو تجارية ومحاولة البحث عن مترجمين آليين جدد على شبكة الإنترنت إذ يتم إطلاق مواقع للترجمة الآلية بين الحين والآخر ويتم تحديث مواقع الترجمة الآلية حيث أن التطور التكنولوجى يفرض نفسه فى مجالات الحياة ومع أنه لم يتم التمكن من استخدام الكمبيوتر فى إنجاز ترجمة صحيحة بين اللغات العالمية بالرغم من تزايد عدد النصوص والأبحاث والمقالات التى يحتاج الناس لترجمتها باستمرار إلا أن الحاجة للترجمة الآلية كبيرا لأن الترجمة عمل شاق وجهد مبدع يتضمن شيئا من الروتين فعندما يقوم الكمبيوتر بإنجاز الأعمال الروتينية من الترجمة ثم يتفرغ المترجم لوضع اللمسات الأخيرة للموضوع المترجم من حيث إعطاء الروح والمعنى المناسب لكل نص بحيث نكون قد حققنا تقدما بارزا فى مجال الترجمة الألية بين اللغات ويجب أن يحظى هذا المجال باهتمام أكبر بكثير مما هو عليه من قبل المعنيين والمهتمين لما لهذا العمل من أهمية بالغة فى نقل المعرفة فى مجالات الحياة كافة

 

 

د / غازى حاتم

تنقيح / أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

26 / 7 / 2021

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق