الجمعة، 28 يناير 2022

 

المشترى ألغاز لم تحل

إن كوكب المشترى هو عالم واسع جدا لدرجة أنه بوسعه ابتلاع كل كوكب وقمر فى النظام الشمسى ومع ذلك يستوعب المزيد فإذا تم تحريك الأرض فسيتم وضعها داخل البقعة الحمراء العظيمة التى هى أضخم عاصفة على المشترى وتوجد بقع أخرى بحجم الأرض لذا فكل شىء على المشترى كبير الحجم حيث يمكن وضع آلاف الكواكب داخل المشترى حيث أنه ضخم وخفيف الوزن وهو يتشكل من الهيدروجين والهليوم والميثان والإيثان والأمونيا والفوسفور فكوكب المشترى الغازى الضخم مكون من أوهن المواد فى الكون ولكنه يتحرك بخفة عالية بالرغم من كتلته الاسفنجية الضخمة حيث يدور المشترى بسرعة هائلة ويعد هذا سبب بروزه عند خط الاستواء فيدور بسرعة كبيرة جدا ويدوم اليوم عليه أقل من

( 10 ساعات ) وتعتبر هذه الفترة هى الأقصر بين كل كواكب المجموعة الشمسية حيث أن المشترى أضخم كوكب فى النظام الشمسى أو المجموعة الشمسية فللتعرف إلى قلب وروح كوكب المشترى يجب الغوص فى أعماقه فالغوص الانتحارى إلى أعماق مليئة غامضة حيث قامت بعثة ( جاليليو ) بالذهاب لكوكب المشترى لاستكشافه فلقد تم فصل المسبار عن مركبة ( جاليليو ) الفضائية فكانت بمثابة قذيفة صاروخية متجهة إلى كوكب ( المشترى ) فلقد دخل مسبار ( جاليليو ) إلى داخل غلاف كوكب ( المشترى ) بسرعة لا تصدق لأن جاذبية المشترى زادت سرعته فى طريقه إلى داخل الغلاف الجوى للمشترى فلقد تم رؤية صور لنيازك نارية فى الغلاف الجوى للأرض وهذا أسوأ ب ( 100 مرة ) من حيث الحرارة والصدمة حيث كان الأمر أشبه بالجلوس أمام انفجار نووى حيث استمر العنف دقائق معدودة ففى ( 7 / 12 / 1995 ) سقط المسبار عبر الفضاء الخارجى بسرعة ( 96 كم / س ) والنار تشتعل فى كل أجزائه فلا يختلف ذلك من حيث المظهر عن الغلاف الجوى العلوى للأرض حيث تهبط مع مسبار ( جاليليو ) وبالنظر فسيتم رؤية سحبا رقيقة تسير من حول مسبار ( جاليليو ) ومن ثم نرى سحبا أخرى غريبة الشكل بعض الشىء لكن الأمر سيكون أشبه بالهبوط فى مصنع كيماويات فلا تبدو السحب غريبة بل وكريهة الرائحة وتشكل أكثر من مادة السحب فى كوكب

( المشترى ) فيوجد ( الهيدروجين / الهليوم / الميثان / الايثان / الأمونيا / الفوسفور / غاز كبريتيد الهيدروجين ) حيث تعتبر الأمونيا سائل تنظيف وغاز كبريتيد الهيدروجين وأسفل ذلك يوجد ماء كالسحب الرعدية الضخمة فهذه السحب المائية العميقة هى مصدر صواعق كوكب المشترى الشديدة فتزداد الحرارة كما يزداد الضغط ومن ثم تنتهى السحب فعن طريق المضى عبر طبقات السحب فى كوكب ( المشترى ) والظهور من تحت قاعدة السحب المائية سيكون كالخروج إلى السماء الصافية أثناء هبوط طائرة ما على كوكب الأرض فقد يكون المشهد أكثر رعبا فى النظام الشمسى سماوات صافية فوق حفرة لا قعر لها سقوط جهنمى فى أعماق سماء كوكب ( المشترى ) اللانهائية وفد يوجد بعض قطرات المطر التى تتبخر نحو الفضاء الداخلى لكوكب ( المشترى ) فلا يوجد سوى فضاء شديد الحرارة حيث فقد الارسال على ارتفاع ( 160 كم ) أسفل السحب العليا بعد ساعات من فقدان الاتصال بالمسبار سقط إلى جزء من الغلاف حيث كانت فيه مواد المسبار نفسها ستبدأ بالتبخر حيث أصبح المسبار جزءا من الغلاف الذى كان يقوم بدراسته فلقد اخترق المسبار قشرة كوكب المشترى الخارجية حيث أصبح اللغز أعمق تحت الطبقات التى لم تتمكن مركبة ( جاليليو ) من وصولها حيث يتم الدخول إلى فضاء عملاق رهيب فكوكب ( المشترى ) هو أحد أروع الكواكب فى النظام الشمسى فستتمكن البشرية من بعد من رؤية أنماطه السحابية المعقدة والمتغيرة باستمرار والمتعددة الألوان والتى لا تشبه غيرها فى النظام الشمسى إنها تجربة كونية فعن طريق توجيه التلسكوب نحو المشترى حيث أن المشترى يعتبر مجسم مصغر للنظام الشمسى فلديه ( 79 قمرا ) ( 4 ) منها كبيرة وهى ( جانيميد / يوروبا / كاليستو / أيو ) وساطعة والأخرى صغيرة وباهتة ولكن جميع هذه الأقمار مختلفة عن بعضها البعض ففضاء هذه الكواكب مكتظ فحسب آخر الاحصاءات عثر على ( 79 قمرا ) جميعها تدور وفق جاذبية المشترى الضخمة ويتوج الكوكب ( 3 حلقات شفلفة ) حيث بعرف كوكب المشترى كيف يمارس نفوذه على النظام الشمسى ؟ حيث يمكن الطيران حول الأرض فى طائرة ضخمة فى أقل من يومين فالقيام بذلك حول كوكب ( المشترى ) الضخم فستبقى فى الهواء لمدة ( 3 أسابيع ) مع إعادة التزود بالوقود ( 50 مرة ) فلا يوجد مكان للهبوط عليه فلا يوجد سطح لكوكب المشترى فعن طريق توجيه موجات رادار ضخمة إلى المشترى ستصل ( 4 إشارات صغيرة ) فيمكن رؤية أقمار المشترى بوضوح فيمكن دراستها من خلال الرادار فكوكب المشترى ليس موجودا فكأنه كوكب متخف فما الذى تدور هذه الأقمار حوله ؟ فعن طريق النظر للمشترى لأول مرة قبل ( 400 سنة أرضية ) حيث وجه ( جاليليو ) تلسكوبه نحو كوكب المشترى فى ( 7 / 4 / 1610 ) حيث أصبح ابتكاره مميزا فالتلسكوب يعتبر إحدى أقوى الأجهزة العلمية حيث قلب العالم رأسا على عقب فلقد رأى للمشترى لأول مرة ( 4 أقمار ) هى

( جانيميد / يوروبا / كاليستو / أيو ) وأن هذه الأقمار تدور حول كوكب ( المشترى ) وهذا ما أوحى له لأول مرة بأن الأرض لا يمكن أن تكون هى المركز فقد كان يوجد أجسام تدور حول شىء ما غير الأرض فأفضل طريقة لاختبار رحلة نحو المشترى هى اختفاء أثر المركبة الفضائية الوحيدة القادرة على الدوران فى مدار المشترى فرحلت مركبة ( جاليليو ) الفضائية التى أطلقها مكوك الفضاء سنة ( 1989 ) فى رحلة استمرت 14 سنة حيث قضت المركبة فى أول ( 3 سنوات ) فى محاولة للرحيل عن المنطقة المجاورة للأرض بسرعة كافية لقطع المسافة فالطريق إلى المشترى طويل فهو على بعد ( 3 أضعاف ) من كوكب المريخ مسافة تقدر ب ( 800 مليون كم ) لوجود عقبات قليلة فى الطريق ( حزام الكويكبات ) ففى منتصف الطريق للمشترى تمر المركبة بحزام الكويكبات حيث أن الفضاء ضخم والكويكبات تبعد عن بعضها مسافات كبيرة لذا يمكن الطيران من خلالها بسرعة آمنة مع بقاء ( 400 كم ) من الرحلة تكون قد دخلت فى تأثير جاذبية كوكب المشترى فحال وجود المشترى على الأرجح دون تشكل وجود كوكب فى هذه المنطقة واستمر الكثير من مخلفات النظام الشمسى فلا يمكن تجنب شىء الذى سيصادف الإنسان حتى غلاف كوكب المشترى المغناطيسى إنه خفى ولكن الصوت واضح كعلامة طريق كأن الإنسان يصطدم بشىء ما فجأة فندرك أن الإنسان فى نظام كوكب المشترى فعند اقترابه من كوكب المشترى عام ( 1995 ) بعد ( 6 سنوات ) من الانطلاق بدأ ( جاليليو ) بإرسال صور تفتح أعين البشرية على عجائب نظام كوكب ( المشترى ) فحين الاقتراب فسيتم مشاهدة أقمار المشترى ال ( 4 ) الكبيرة ( جانيميد / كاليستو / يوروبا / أيو ) والتى من الواضح أنها مختلفة جدا عن بعضها البعض ( أيو ) لونه أصفر قاتم / كاليستو غامق جدا / يوروبا ساطع جدا فعليه علامات مميزة جدا فمن المستحيل الخطأ فى التمييز بينها ومن المستحيل الخطأ فى إيجاد الكوكب الأكثر بروزا وهو كوكب ( المشترى ) السحابى فى النظام الشمسى فاللغز الكبير هو الثبات فهى تدور بمعدل معين وحركتها تفوق آلاف الكيلومترات فالبقعة الحمراء العظيمة ضخمة يمكن وضع كوكبين أو ثلاثة كالأرض بداخلها فنتيجة للتدفق المضطرب حول المشترى فكيف يمكن أن يتجاوب غلاف كوكب ( المشترى ) السائل الرفيع مع الحرارة المنبعثة من عمق كوكب

( المشترى ) الغازى ؟ حيث تنبثق أنماط العواصف الدوامة بصورة تلقائية حيث الحصول على دوامات تنبثق بمفردها فهى تنشأ من لا شىء من الحركة المضطربة التى تحيط بها فالتيارات النفاثة العنيفة تكون بنطاق سحابة متناوبة باتجاهات متعاكسة وبسرعة تزيد على ( 480 كم / س ) برق أقوى ب ( 10 أضعاف ) من البرق الذى يحدث على الأرض حبات برد قد تصل حجمها إلى حجم كرة القدم فالمناخ عنبف على المشترى لكن المدهش أنه قابل للتنبؤ فيمكن التنبؤ بحالة الطقس على المشترى بشكل أنجح مما يتنبؤ به على الأرض فعن طريق التقاط صور للبقع الحمراء عن قرب فعلى الإنسان معرفة أين سيكون مكانها قبل ( 2 أو 3 أسابيع ) فلا يمكن فعل ذلك إطلاقا مع عاصفة على الأرض لكنه لم يكن صعبا على كوكب ( المشترى ) لأن البقع الحمراء لها نظام خاص فهى تتقدم ببطء فكانت البقعة الحمراء العظيمة للمشترى بمثابة أحجية منذ اكتشافها عام

( 1964 ) فهذه العاصفة أشبه بدوامة ضخمة عالقة بين أنهار من السحاب أكثر من كونها عالقة فى إعصار فإن كان الإنسان يطفو فى منطاد فى مركز البقعة الحمراء العظيمة فقد يكون الجو هادئا ولكن ستكون سرعة الإنسان أكبر من سرعة رياح الاعصار وقد تكون الجولة هادئة فهذه العاصفة هى مشهد عظيم ترتفع ( 8 كم ) نحو سماء المشترى ولكن ما سبب لونها ؟ إحدى أكثر الأسئلة المحرجة التى يمكنها أن يطرحها أى طالب مدرسى على عالم فلك فلماذا البقعة الحمراء العظيمة لونها أحمر ؟ فمركبات الكبريت وكميات قليلة من الفوسفور قد تفعل ذلك ولكن الحقيقة هى أن البشرية ما زالت لا تستطيع تفسير سبب ألوان كوكب المشترى بشكل مفصل فأحد أول الأمور التى لاحظها علماء الفلك قبل مئات السنين فبعد مرور ( 400 سنة ) على توجيه ( جاليليو ) تلسكوبه نحو كوكب المشترى لأول مرة يقوم أحد العلماء بالسير على خطاه ( سكوت ) هو قائد المركبة الفضائية التالية التى ستزور كوكب ( المشترى ) بعثة ( جونو ) التى انطلقت عام ( 2011 ) حيث ستخطو ( جونو ) الخطوة التالية إلى أبعد من مركبة ( جاليليو ) والتى هى عبارة عن تلسكوب لمشاهدة الجزء الخارجى فتم التوصل إلى طرق لرؤية ما يوجد داخل ( المشترى ) بهذه الطريقة ستتوصل إلى فهم كيفية تشكله ونشوءه فتشكلت الكواكب من قرص الغاز والغبار الكونى الذى يدور حول الشمس حديثة الولادة حيث اصطدمت مواد بمواد كان أشبه بصراع بقاء تجاذبى بين الكواكب الأكبر حجما سباق فاز به كوكب ( المشترى ) فالكواكب هى التى تبتلع ممبزا فالمشترى يبتلع معظم الغازات خفيفة الوزن الوفيرة قبل أن تبدأ المواد الصلبة بالتصادم من حول كوكب ( المشترى ) أم هل تشكل كسائر الكواكب الأخرى ولكنه أخذ أكثر من حصته المنصفة من الجليد والغاز فى الفضاء الكونى البارد فالجزيئات التى ابتلعها المشترى وهى الصخور والجليد والأبخرة أو الغبار لا تزال عالقة فى مكان ما بالداخل فحين قام مسبار ( جاليليو ) بقياس مستويات عالية من الغازات النادرة والثقيلة أكثر مما كان يتوقع أى أحد فتعقدت الأمور أكثر فلم يتوافق ذلك مع أى نظرية حول نشأة الكواكب فبسرعة كبيرة وفجأة أقفلت جميع النظريات حول نشأة الكواكب بما فى ذلك الأرض فستواصل مركبة ( جونو ) الفضائية العمل من حيث توقفت ( جاليليو ) فى محاولة حل لغز تشكل كوكب المشترى حين خلقت المواد الصلبة فعن طريق قياس المحتوى المائى يجب أن تظهر ( جونو ) كم كان مقدار سخونة النظام الشمسى حين تشكل كوكب المشترى ومكان تشكله فتقترح بعض النظريات أن كوكب ( المشترى ) اقترب ليصبح قريبا من الشمس حيث أعطى اكتشاف أجسام غازية ضخمة كالمشترى فى كافة أنحاء المجرة ( الطريق اللبنى / درب التبانة / درب اللبانة ) أهمية جديدة لحل لغز أصل كوكب ( المشترى ) فهل تم الوصول لكوكب ( المشترى ) ولنبحث عن مكان للهبوط عليه وربما اختير بتأن بين الأسطح ال ( 79 ) الصلبة المتاحة فبعض الوجهات شديدة السخونة بينما اختفى مسبار الغلاف الجوى بين السحب عام ( 1995 ) فسارت مركبة ( جاليليو ) بجانب القمر ( أيو ) فخففت من سرعتها ودخلت فى مدار حول كوكب ( المشترى ) حتى عند هذه المرحلة عرف الفريق أن القمر ( أيو ) الذى يساوى حجمه حجم قمر الأرض سيكون أبرز هذه الوجهات فهذا القمر الغريب فى ألوانه يدور فى مدار أقرب للمشترى بين الأقمار الكبيرة ال ( 4 ) ويمتاز بمركز بركانى حيث أن هذا هو المكان الأكثر بركانية فى النظام الشمسى فليس هناك مكان على السطح لن تجد فيه بركانا لمسافة ( 160 كم ) أو أقل والمواد التى تخرج من هذه البراكين تكفى لتغطية السطح لعمق ( 1 سم ) كل سنة حيث يغير ( أيو ) شكله الخارجى بين كل زيارة إليه وأخرى فلا يتفوق عليه أى جسم فضائى آخر فى إخفاء عمره فعن طريق التوجيه نحو بركان كان يمر فى ثوران ضخم حيث تم مشاهدة صفا من النوافير النارية حيث كانت ساطعة جدا فعن طريق تعريض الكاميرا للنور هو أن تجد دليلا مميزا على مدى قوة نشاط ( أيو ) البركانى فعن طريق التحليق ليلا فوق سطح ( أيو ) سيكون منظر الحمم البركانية المتأججة فى الأسفل لا ينسى فعن طريق الزيارة إلى سطح قمر كوكب ( المشترى ) ( أيو ) فعن طريق قيادة بعثة إلى ( أيو ) إلى أين سنأخذ الناس فالذهاب إلى حمم ( أيو ) الساخنة وعن طريق تسلق الجبال للنظر إلى المشترى فى الأفق .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

19 / 12 / 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق