الجمعة، 28 يناير 2022

 

ماذا لو تصادمت جميع الثقوب السوداء فى الكون ؟

إن الثقوب السوداء هى الوحوش القابعة فى ظلام الفضاء والتى يبدو أنها قادرة على امتصاص أى شىء يقترب منها سواء كان ترابا فضائيا أو كواكب أو حتى نجوم بأكملها وأقرب الثقوب السوداء للأرض على بعد ( 1600 سنة ضوئية ) وفى منطقة مرئية من الكون ربما يوجد مليار مجرة كل منها يحتوى على ما يقارب ( 100 مليون ) كتلة دمار من الثقوب السوداء على أهبة الاستعداد لافتراس أى شىء يقترب بقدر كاف من أفق حدثها لكن ما الذى سيحدث لو اصطدمت كل الثقوب السوداء فى الكون ببعضها البعض فربما لا تستطيع البشرية رؤية الثقوب السوداء لأنه ربما يعتقد البعض أنه ربما لم يكونوا موجودين أساسا لكن لا نعلم أنه بوجد شىء ما فى الخارج بسبب سلوك النجوم فالثقوب السوداء تكون فى مركز كل مجرة معروفة بعض منها نشط ويفترس المجرات المحيطة به والبعض الأخر خامد فالثقوب التى تقوم بالامتصاص تطلق كميات هائلة من المواد المتحولة للأيونات بسرعة قريبة من سرعة الضوء فهى أكثر الأجسام لمعانا فى الكون وهى الأضخم فبعض الثقوب السوداء ضخمة لدرجة أنه من المستحيل إدراك حجمها وأضخم الثقوب السوداء المكتشفة بحجم ( 17 بليون مرة ) ضعف حجم الشمس وكل شىء موجود فى مجرة ( الطريق اللبنى ) فى مدار أضخم ثقب أسود خامد ( سيجمد فارس إيه ) أو

( الرامى إيه ) وحجم كتلة هذا العملاق هو ( 4.1 مليون مرة ) ضعف حجم الشمس وهو على بعد ( 26000 سنة ضوئية ) من الأرض حيث أن الثقب الأسود يقوم بتمزيق جزء من النظام النجمى الخاص بالأرض وهو يلتهم كمية بحجم ( 4 مرات ) ضعف حجم القمر سنويا وهذا لا يبدو كثيرا وكذلك لأن الثقب الأسود ( الرامى إيه ) فى حالة سكون آمن والذى يمكنه ايقاظه هو اصطدام ثقب أسود آخر به ودائما نتعلم أشياء جديدة عن هذه الظاهرة فبعض الناس يعتقدون أن الثقوب السوداء موجودة فى مكان ثابت ولا تتحرك وربما ينصدمون حينما يعلموا أن هذا غير صحيح فمؤخرا رصد تلسكوب ( هابل ) الفضائى ثقبا أسود عبارة عن حلقة لامعة ضخمة من الغاز تلمع فى ظلام الفضاء والأكثر غرابة أنها تتحرك ولسبب ما هذا الثقب الأسود تم طرده من مجرته وحاليا يسافر فى الفضاء بسرعة ( 1300 ميل / ث ) = ( 2000 كم / ث ) وهذا يعنى أنه يوجد ثقب أسود يطير حاليا فى الفضاء والذى استنتج حجمه بمليار مرة ضعف حجم الشمس وهذا يتطلب شيئا ما ضخما بدرجة كبيرة لطرد الثقب الأسود المتشرد من مركز مجرته إلى الفضاء بهذه السرعة فالبشرية تكسب ثقبا أسود آخر والثقوب السوداء فى الفضاء لا تسافر فى الفضاء باحثة عن شىء ما تلتهمه فى مكان ما لكن البشرية أصبحت تعلم انه فى مكان ما فى الفضاء ربما يوجد ثقب أسود مشرد فى طريقه لمجرة ( درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى )  وتصادمه سيكون ملحميا مع هيكل الفضاء فتوجد العديد من الثقوب السوداء فى الكون لدرجة أنه من المستحيل احصاؤها بالإضافة لوجود مزيد غير المكتشف

وإذا اصطدمت جميع الثقوب السوداء المكتشفة والمعروفة مما سيجعل نهاية الكون أمرا حتميا وحتى أن بعض الثقوب السوداء الضخمة لدرجة أنه سيكون من السهل عليها ابتلاع ثقوب سوداء أصغر منها وتصبح أضخم أكثر كما أن الثقوب السوداء كما هو معروف للبشرية هو الثقب الأسود الضخم الموجود فى مجرة ( أندروميدا / المرأة المسلسلة / إم 37 ) فحينما يمكن تخيل الكارثة الفضائية التى ستحدث عندما إذا اندمجت جميعها فى واحد فربما ينتج عن  ذلك ثقب أسود ضخم جدا لدرجة أنه يستطيع ابتلاع الكون بأكمله ونجوم بأكملها سوف تتمزق وتسقط بسبب جاذبية الثقب الأسود العملاق فالكواكب ستتمزق إلى أشلاء مصطدمة بالكواكب الخرى والنجوم والتى ستبدو بضؤها فى التمدد فسوف تكون سلسلة من ممزقات الفضاء والبشسرية الأن على مشارف حدود مجرة ( أندروميدا ) والتى يوجد بها ( 35 ثقبا أسود ) معروفا وخلال

( 3.75 مليار سنة ) إذا ظل البشر موجودون على الأرض فلا تستطيع البشرية للنظر فى السماء بالليل ورؤية مجرة

( أندروميدا ) ونجومها والتى يبلغ عددها ( تريليون نجم ) كما لو كانت على المنهج الخاص لمجرة ( الطريق اللبنى ) ومجرة

( أندروميدا ) سوف تصطدم بمجرة ( الطريق اللبنى ) حيث أن مجرة ( أندروميدا ) تسير باتجاه مجرة ( الطريق اللبنى ) من الشرق للغرب بينما مجرة ( الطريق اللبنى ) تتجه نحو مجرة ( أندروميدا ) من الغرب للشرق وهذا الاصطدام الملحمى ربما ينتج عنه ثقب أسود ضخم جدا أضخم من أى شىء تم رؤيته أبدا لكن لا يوجد سبب للقلق لأن امتصاص كوكب الأرض بواسطة ثقب أسود أو حتى القلق من أن تكون الثقوب السوداء تتعقب بعضها وتتمدد معا والثقوب السوداء هى مفترسات كسالى ولا تمتص كل شىء حولها ما لم يتحركوا فى الفضاء ويجب الاقتراب جدا من أحدها حتى تمتصه وحتى مع كل هذه الأشياء المذهلة فى الكون فيبدو أن كل شىء موجود ببساطة حتى ربما الجنس البشرى والمخلوقات الحية لكى نشاهدها ونختبرها وبعد مليارات السنين من الآن كل شىء سوف سوف يتحلل من خلال أفق الحدث ومن خلال إشعاعات الخلفية الكونية حيث تبدو كل الثقوب السوداء والتى يمكن أن تكون لغزا غامضا لم ولن نعرفه أبدا فالثقب الأسود داخلها مجرة البلج على بعد ( 10000 سنة ضوئية ) من الأرض فيكون منزل الراحة الأبدى للكون بأكمله .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

18 / 9 / 2021

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق