الجمعة، 28 يناير 2022

 

مجرة ( أندروميدا / المرأة المسلسلة )

لسنين طويلة نظر الفلكيون لسماء الليل وتحديدا لمجرة ( المرأة المسلسلة / أندروميدا ) باعتبارها أفرب المجرات لمجرة الطريق اللبنى فعلى مدار سنوات طويلة تمكن  العلماء من مراقبة ودراسة هذه المجرة الحلزونية العملاقة وبحلول ق / 20 أدرك الفلكيون أن مجرة ( أندروميدا ) كانت المجرة الشقيقة لمجرة الطريق اللبنى وأنها تتحرك بإتجاه درب اللبانة حيث أن أندروميدا تسير من الشرق للغرب بينما مجرة الطريق اللبنى تسير من الغرب للشرق وفى غضون ( 5 مليارات سنة ) ستندمج مجرة ( أندروميدا ) مع مجرة ( الطريق اللبنى ) لتكون مجرة فائقة جدا .

وتقع مجرة ( أندروميدا ) فى شمال كوكبة ( اندروميدا ) وتظهر كبقعة ضبابية طويلة فى السماء حتى مع التلوث الضوئى الموجود فالتلسكوب سيكشف مجرة ( أندروميدا ) بوضوح وتعتبر مجرة ( أندروميدا ) أقرب مجرة للطريق اللبنى حيث أنها أبعد جسم يمكن رؤيته بالعين المجردة لكن فى ليلة صافية ومن موقع بسماء شديد السواد حيث أن مجرة أندروميدا فى طريقها للاصطدام مع مجرة الطريق اللبنى حيث تسير أندروميدا من الشرق للغرب بينما الطريق اللبنى تسير من الغرب للشرق لكن الأرض فى آمان منها لعدة مليارات من السنين وسميت أندروميدا بالمرأة المسلسلة نسبة للمرأة المسلسلة فى الأساطير اليونانية القديمة كما تعرف بمجرة ( إم / 31 ) وهى أقرب مجرة لدرب اللبانة ويزداد قربها للأرض كل يوم وتمتد بقعة الضبابية فى المجرة على مساحة شاسعة طولها عرض القمر كاملا وعرضها نصف عرض القمر ومع التكبير الشديد نستطيع القول بأنها تمتد إلى ( 6 أضعاف ) هذا الطول ومجرة أندروميدا مجرة حلزونية الشكل كمجرة الطريق اللبنى فهى تحتوى على انتفاخ كثيف من المادة فى الوسط محاط بقرص من الغاز والغبار والنجوم بطول ( 260000 سنة ضوئية ) وهكذا تصبح أطول بمرتين ونصف من مجرة الطريق اللبنى ورغم احتواء مجرة أندروميدا على ما يقارب من تريليون نجم إلا أن مجرة الطريق اللبنى تحتوى من ربع إلى نصف مليار نجم لكن كتلة الطريق اللبنى أكبر من كتلة أندروميدا حيث أنها تحتوى على كمية أكبر من المادة المظلمة حيث إن التقارب مع اندروميدا سوف يكون مميت لمجرة الطريق اللبنى لأن المجرتان يتسارعوا باتجاه بعضهم بسرعة ( 70 ميل / ث ) يعادل ( 112 كم / ث ) ويقدر الفلكيون أنها ستصطدم مع مجرة الطريق اللبنى خلال ( 5 مليارات سنة ) وفى الحقيقة يعتبر التصادم المجرى طبيعى من عملية تشكل الكون فتم ملاحظته حيث أن المجرتين يحملوا علامات تدل على اصطدامهم بمجرات أخرى ففى حلقة الغبار الكبيرة والتى تتوسط مجرة أندروميدا والتى تعطيها شكل مثير للاهتمام ويعتقد الفلكيون أن الغبار تشكل لما مجرة أندروميدا ابتلعت مجرة أخرى أصغر منها ففى عام ( 964 ) قام أحد علماء الفرس بوصف مجرة أندروميدا بالسحابة الصغيرة فى كتابه ( النجوم الثابتة ) ولقد قام أحد علماء الفلك الألمان بتقديم أول مشاهدة تلسكوبية للمجرة ( السديم ) وفى عام ( 1764 ) أطلق على المجرة ( إم / 31 ) ويرجع الفضل فى استكشاف مجرة أندروميدا فى الوقت الذى كان الفلكيون يعتقدون أن الكون بأكمله يتكون من مجرة درب التبانة والبقع الغريبة ( السدم ) حيث ثبت أن مجرة أندروميدا مجرة منفصلة عن مجرة الطريق اللبنى فمجرة أندروميدا لديها عشق خاص عند علماء الفلك .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق