الجمعة، 28 يناير 2022

 

بصمة المخ تكشف الارهابيين والمجرمين

إن بصمة المخ شاهد لا يخطىء فى الإثبات الجنائى ويعتبر الإثبات الجنائى من أكبر التحديات التى تواجه سلطات مكافحة الجريمة ( الشرطة ) والتى تعمل على الاستفادة من الأدلة العلمية لما تلعبه من دور مهم فى التعرف على الارهابيين والمجرمين والضحايا فى القضايا وتعتبر بصمة المخ من البصمات المستحدثة من أهم الوسائل العلمية فى مجال الاثبات الجنائى وأصبحت تؤسس عليها أحكام الإدانة والبراءة نظرا لما تتميز به من دقة وفاعلية وتستخدم بصمة المخ فى التعرف على الجناة فى الجرائم كإثبات حيث ظهرت الأدلة العصبية وعلاقتها بالجريمة فبصمة المخ عبارة عن موجات وإشارات مخية تصدر من شخص لديه علاقة بالجريمة من خلال إشارات بوجود معلومات أو هى خريطة لقراءة الإشارات الكهربية الصادرة من المخ استجابة لرؤية بعض الصور أو المعلومات المتعلقة بجريمة ما وهو إجراء يتم بواسطة النظم المعلوماتية المتمثلة فى الكمبيوتر الذى يقوم بتحليل الإشارات الكهربية من رأس الارهابيين والمجرمين وانتزاع المعلومات رغما عنهم عن طريق وضعهم على أجهزة كشف الكذب ومن ثم يتم معرفة المعلومات المطلوبة بخصوص أى جريمة قد حدثت كما يمكن استخدامه فى منع وقوع الجريمة قبل أن تحدث ويمكن أن تعطى عملية التحليل نتيجة ( 100 % ) .

 

موجة فى المخ :

إن اكتشاف بصمة المخ فى الدماغ فعن طريق الاستجابة لموجة المخ فى الدماغ تنبعث من الجانى بتفاصبل الجريمة التى ارتكبها والتى تم تخزينها فى المخ مما تساعد هذه التكنولوجيا فى مكافحة الارهاب ليتسنى التعرف على مرتكبى ومخططى الأعمال الارهابية والإجرامية وصانعى القنابل والمتفجرات وأعضاء الخلايا الارهابية النائمة حتى قبل التنفيذ مما يؤكد وجود فاعدة معلومات عن الارهابيين ليمكن التفريق بين الأبرياء وبين المشتبه بهم مع الحفاظ على خصوصية الأشخاص كما يمكن استخدام هذه التكنولوجيا فى المجالات الطبية كاختبارات الزهايمر لتشخيص وقياس فعالية العلاج أو تحديد مدى مدى عمل المخ أو نسبة التحسن لدى المريض حيث أن بصمات المخ لا علاقة لها بالمشاعر ولا إفرازات العرق بل تحدد بشكل علمى إذا كانت المعلومات موجودة فى المخ أم لا كما لا تعتمد على التأويل غير الموضوعى للشخص الذى يجرى الاختبار على شكل آخر فالكمبيوتر يراقب المعلومات ويفيد بالمعلومات الموجودة وغير الموجودة وتعتمد هذه التكنولوجيا على حدوث تغييرات فى رسم المخ الكهربى بعرض معلومات أو صور تتعلق بالجريمة عن طريق الكمبيوتر ويشترط أن تكون كل المعلومات والصور غير معلومة للناس فيتم تسجيلها وتحليلها عند استرجاع المعلومات عن طريق الكمبيوتر ويمكن التعرف على المعلومات عندما يتم وضع المشتبه فيه أمام شاشة كمبيوتر تعرض أمامه حدثا ما كالكلمة أو الجملة أو آداة الجريمة كالسكين أو المسدس أو البندقية أو المدفع الرشاش المستخدمة فى القتل فتومض أمامه على شاشة الكمبيوتر ويكون النشاط العصبى فى مخ المتهم أو المشتبه به متزامنا وبصدر موجة كهربائية يمكن قياسها بوضع مجسات أو أجهزة إحساس على الرأس وتكبير الأجهزة ويطلق على الموجة ( بى 300 ) والتكنولوجيا ليست مصممة للاستخدام أثناء الاستجواب إذ لا تتطلب أى أسئلة أو إجابات حيث تكشف بموضوعية ما إذا كانت معلومات معينة موجودة فى مخ المتهم أم لا بغض النظر عن صدق أو كذب الأقوال فالمخ هو الذى يتحدث فهى بمثابة الشاهد الوحيد الذى لا يخطىء وأثبتت التجارب أنه من الممكن الحصول على أدلة من المخ أو العقل باسلوب دقيق والاعتماد عليها فى الاجراءات الجنائية .

 

المخ والكذب :

إن الفرق بين بصمة المخ وجهاز كشف الكذب فطريقة عمل الجهاز فى مجال الجريمة تكون على أساس توجيه أسئلة للمتهم يتم الاجابة عليها بنعم أم بلا بعضها أسئلة عادية والأخرى تتعلق بالجريمة وكلما كانت الانفعالات واضحة أثناء الاجابة عن السؤال المتعلق بالجريمة حيث أشار إلى علاقة المتهم بالجريمة وقد اختلف الفقه والقضاء بين مؤيد ومعارض لاستخدام جهاز كشف الكذب فى مجال الاثبات الجنائى حيث أنه لا يحرم المتهم من ارادته ولا يؤثر فيها ومن ثم لا يوجد ما يمنع من الاستعانة به فى التحقيق الابتدائى للاسترشاد من دون أن تقدم نتائجه إلى القضاء فهو يفيد فى حالات جمع الاستدلالات للشرطة كوسيلة لتضييق البحث وحصر الاتهام فى عدد قليل باستخدام الكمبيوتر كوسيلة لجمع الدلائل فى التحقيق المسموح به للكشف عن صحة الشهادة .

أما مصل الحقيقة فهو عبارة عن مجموعة من المواد المخدرة تؤدى عند إعطائها للشخص إلى حالة من النوم والاسترخاء تسلب فيها إرادة الشخص بدون أن يتأثر ادراكه أو ذاكرته وتضعف مقاومته للاخفاء وتتولد فيه رغبة فى المصارحة بمشاعره الداخلية فيجعل الشخص يعترف بالجريمة التى ارتكبها دون توافر إرادة الاعتراف ولقد رفض هذا الاجراء بالاجماع لكونه اعتداء على إرادة المتهم وفيه حرمان من اختيار وسئل دفاعه بكامل حريته بينما بصمة المخ تعطى إشارات لا إرادية لوجود علاقة بين الشخص والجريمة .

ومن مميزات هذه التكنولوجيا أنها قليلة التكاليف مقارنة مع البصمة الوراثية ولا تحتاج لوقت لإجرائها والحصول على نتائج فورية وتعد وسيلة فعالة ودقيقة فى إثبات الجرائم والكشف عن مرتكبيها كما تتميز بأن معلومات الجريمة تبقى فى عقل الجانى فلا يستطيع محوها أو العبث بها وتغنى هذه الوسيلة عن اللجوء للوسائل العدوانية فى استخراج المعلومات من المشتبه فيه .

كما يمكن تطبيقها على جميع الأشخاص مهما كانت حالنهم النفسية أو الجسمانية والفاعلية فى جميع أنواع الجرائم حيث لا تحتاج لوجود أدلة مادية كما تساهم فى تقليل الجهد المبذول فى البحث الجنائى .

أما عيوب هذه التكنولوجيا فتتمثل فى ضرورة وجود خبراء ذوى كفاءة عالية فى هذا المجال ومن الضرورى وجود الشخص محل الفحص فلا يمكن تنفيذها بدونه وترتبط بضرورة وجود معلومات كافية عن الجريمة حتى سمكن مواجهة الشخص بها .

 

 

د / محمد عبد الرحمن سلامة

تنقيح / أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

15 / 1 / 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق