المجرة الفائقة والمادة المظلمة والعناقيد المجرية

أضخم مكونات الكون فما الذى يكمن وراء الأرض والنظام الشمسى والمجرة ( الطريق اللبنى ) حيث يمكن رؤية الكون على نطاق واسع فلقد حقق العلم قفزة كبيرة إلى الأمام ووسع آفاق البشرية فيمكن مراقبة الأجسام الفلكية على بعد ملايين السنين الضوئية من الأرض .

س : ما هو حجم أفق الكون ؟ إذا كان السؤال عن الأرض فلا يوجد شىء يصعب شرحه فماذا لو أرادت البشرية رؤية حدود أفق الكون ؟ فى هذه الحالة تصبح المشكلة أكثر تعقيدا فالكون الكامل الملحوظ الذى يحيط بالأرض كروى حيث أن الأرض موجودة على الجدار الداخلى لهذا المجال حيث توجد المجرات والسدم والتى يمكن مراقبتها فإن الأجرام السماوية التى تراها البشرية ليست حاضرة بل صورا من الماضى حيث يتحرك ضوء الشمس بسرعة كبيرة جدا ولكنه يستغرق وقتا طويلا للوصول إلى الأرض لذا فإن الصورة التى تراها أعين البشرية هى فى الواقع قبل ( 8 دقائق ) حيث أن التلسكوب ينقل ذكريات النجوم بداية كيف حدث هذا ؟ لأن هذا بسبب الطبيعة الفيزيائية للضوء فأبعد النجوم أطلقت ضؤوها قبل ( 14 مليار سنة ) وهذا حدود رؤية البشرية ولتبسيط الفكرة أكثر بدأ تاريخ كوكب الأرض منذ ( 14 مليار سنة ) لذا يمكن مراقبة الأجسام خلال ( 14 مليار سنة ضوئية ) من الأرض فى نفس الوقت يتمدد الكون فمنذ البداية فى الواقع الكون يتوسع ويتسارع فعندما يصل ضوء الجسم السماوى الذى يبعد عدة مئات من السنين الضوئية إلى الأرض فى ذلك الوقت يكون الجسم السماوى أبعد من ذلك بكثير لذا فإن نصف قطر الكون الذى يمكن ملاحظته يبلغ ( 46 مليار سنة ضوئية ) ولا ترى منه البشرية سوى ( 14 مليار سنة ضوئية ) فلو انتهى الكون وبقيت البشرية فلا ترى البشرية اختلافا فى تلسكوباتها وما هى النقطة التى لا تستطيع البشرية رؤيتها من الأرض .

 

النقطة الأبعد فى الكون :

فإذا وجد للبشر تكنولوجيا للسفر أسرع من الضوء فلربما ذهب البشر لإحدى المجرات حيث وجدها البشر أنها قد انتهت منذ أمد بعيد لأن ما يراه البشر فى صفحة الكون صور من الماضى .

 

الخيوط المجرية والفراغ المجرى :

إذا تم السفر عبر الفقاعة الكونية المنظورة ما الذى سوف يراه البشر هناك ؟

 

1 ) الخيوط المجرية ( العناقيد المجرية ) :

كل شىء فى الكون يشكل أسرابا حيث تدور الكواكب حول النجوم وتتجمع النجوم لتكوين المجرات وتشكل المجرات العناقيد المجرية حيث أن المجرة هى لبنة بناء الكون فليس من السهل العثور على مجرة تسبح وحيدة لا تنتمى إلى أى من هذه أو هذه حيث تتحد المجرات لتكوين مجموعة كبيرة من المجرات ( المجموعات المجرية ) حيث يوجد زوج إلى آلاف المجرات ككمية كبيرة من قطرات الأمطار وبينها فراغات مظلمة لكنها ليست الوحيدة بل تكون مجموعة المجرات فيه أكبر بكثير ( المجرة الفائقة ) فمجرة ( الطريق اللبنى ) جزء من ( 8000 مجرة ) تشكل

( لانياكيا سوبر جلاكسى ) فمجرة ( لانياكيا سوبر جلاكسى ) ليست أكبر المجرات الفائقة حيث تتشكل بعض المجرات الفائقة من مجموعتين وبعضها جدران مسطحة نسبيا حيث أن حجم الجدار مروع جدا فيبلغ طول جدار هرقل العظيم ( 10 مليارات سنة ضوئية ) ويعادل هذا أكثر بقليل من ( 10 % ) من الخط المباشر الذى يمكن ملاحظته فى الكون فإذا كانت التغييرات كاحتواء نظام فى نظام آخر ستستمر إلى ما لا نهاية أم لا فهل من الممكن أن ترى البشرية مجموعة معينة بحيث تصبح جزءا من مجموعة أكبر إذا تم اتساع حجم الكون أكثر فأكثر فلا يوجد جدار فوق مجرة ( الطريق اللبنى ) أو المجرة الفائقة التى تنتمى إليها مجرة ( الطريق اللبنى ) فخيوط المجرة عبارة عن هيكل شبيه بالسلسلة بطول مئات الملايين من السنوات الضوئية مملوءة عناقيد عليا وغاز عالى الضغط فتوجد مساحة فارغة ( الفراغ المجرى الكبير ) .

 

2 ) الفراغ المجرى الكبير :

إن الفراغات الكونية المحاطة بالمجرات الفائقة من كل اتجاه وهى لا يصدر منها ضوء خافت لفرسخ فلكى لأن سماء الكون بها طرق لا تحيد عنها المجرات وهذه الطرق الثابتة هى من تصنع الخيوط والفراغات المجرية وهذه الهياكل تشبه الشبكات أو خيوط العنكبوت أو الخلايا العصبية فى الدماغ حيث يعتبر حجم الأرض بالنسبة للكون الفسيح حبيبات رمل فى صحراء الكون .

 

المادة المظلمة والطاقة المظلمة :

إن الخيوط المجرية هى بنية ضخمة جدا لكن المكونات المرئية الوحيدة لها هى ( 5 % ) من المواد فى الكون والباقى مادة مظلمة وطاقة مظلمة ملفوفة بالغموض .

 

 

 

 

1 ) المادة المظلمة :

إن المادة المظلمة موزعة بشكل غير متساوى فى الكون ولكن فى المتوسط ( 5 أضعاف ) المادة العادية حيث أن المادة المظلمة لا تتفاعل مع المدى وبعبارة أخرى لا تعكس الضوء أو تمتصه لذلك فهى مظلمة ولماذا تعرف البشرية بوجودها على الرغم من كونها غير مرئية مطلقا فى الواقع توجد جاذبية فى المادة المظلمة فالمادة الظاهرة هى قصاصات معدنية مقتربة من مغناطيس يجذبها إلى المادة المظلمة .

 

2 ) الطاقة المظلمة :

ما المقصود بالطاقة المظلمة ؟ أو من أين عرفت البشرية بوجود الطاقة المظلمة ؟ تم معرفة الطاقة المظلمة لأن الكون يتوسع ويتسارع لذا من المفترض أن يوجد شىء ما فى الكون كالطاقة المظلمة التى تتسبب فى التسارع ولا يعرف سوى القليل عن هوية الطاقة المظلمة ويعتقد أن الطاقة المظلمة ثابت كونى وقد تكون منتجا خاصا يمتلكه فراغ الكون فلماذا لا يبدو الكون كذلك ؟

 

الكون على شكل نسيج شبكى :

المفتاح هو الجاذبية فبدون الجاذبية لكانت جميع المواد فى الكون موزعة بالتساوى وعندما بدأت الجاذبية فى العمل مباشرة بعد الانفجار العظيم تم تجاذب الجسيمات لتكوين سحابة كبيرة وتجاذبت لتكوين أجرام ثم تجاذبت لتكوين مجرات وتجمعت المجرات لتشكيل المجموعات المجرية فبدون الجاذبية لن تكون البشرية موجودة على سطح الأرض ولن يوجد كون كما تعرفه البشرية اليوم فكل شىء له نهاية فليس هناك نهاية فعن طريق التفكير فى نهاية الكون سوف تتغير نهاية الكون اعتمادا على خصائص الطاقة المظلمة غير المحددة فلن تتمكن البشرية من البقاء على قيد الحياة على سطح الأرض حتى ترى البشرية النتيجة فإن نهاية الكون لن تكون جيدة فإذا صحت الفرضية فقد يكون الكون جزءا من كون متعدد الأبعاد أى فرضية وجود عدد لا نهائى من الأكوان المتوازية التى تعيش فيها البشرية حتى وإن تم تدمير الكون فإن العديد من الأكوان المتوازية ستستمر فى الوجود فقد قدر العلماء نهاية الكون بعد ( 34 مليار سنة ) .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

31 / 12 / 2021