الجمعة، 28 يناير 2022

 

الفضاء ساحة للقتال

توجد وسائل لتدمير الأقمار الصناعية بالصواريخ للدول المعادية حيث أن أشعة الليزر والميكروويف تعطل الدوائر الإلكترونية والحطام الفضائى وسيلة لتحطيم معدات العدو وفى حين ظل الفضاء الخارجى منتدى ممتازا للاستكشافات السلمية إلا أنه يعد أرضية ممتازة يمكن من خلالها الحصول على ميزة عسكرية ومع ذلك يجرى استخدام أقمار التجسس منذ عقود وما دام عصر الفضاء موجودا حيث يمكن استخدام كمنصة لإطلاق الصواريخ فمن المتوقع أن يعلن حلف شمال الأطلنطى

( الناتو ) الفضاء كساحة للقتال ويحدث ذلك نتيجة لما شهدته التكنولوجيا من تقدم حيث أن الفضاء أصبح ساحة للقتال فسوف يبدأ ( الناتو ) استخدام أسلحة فضائية جديدة يمكنها تدمير أقمار صناعية أو صواريخ معادية منطلقة نحو إحدى الدول الأعضاء فى حلف ( الناتو ) إذن ما هى هذه التكنولوجيا وكيف تمكن حلف

( الناتو ) من شن الحرب ؟

 

القوى الفضائية :

فى المرحلة الأولى من تكنولوجيا الفضاء أطلقت روسيا قمرا صناعيا تجاريا صمم خصيصا للوصول إلى أقمار صناعية أخرى والالتحام بها وكان الغرض من هذا القمر الصناعى السلمى هو القيام بمهام الصيانة لأقمار صناعية أخرى فى المدار .

والحقيقة أن الشركات التجارية لديها هذه القدرة بما يعنى أنها موجودة فعلا لدى القوى العسكرية العالمية وقد لفت هذا انتباه ( الناتو ) فإذا تمكنت دولة ما من القيام بإجراء مناورة لأقمارها الصناعية فيمكنها تطويع ذلك لأغراض عسكرية وربما دون  التمكن من اكتشافها حيث يوجد تطور آخر يتمثل فى إعلان فرنسا عن أنها ستقوم بتصنيع أقمار صناعية للقيام بمهام ( حراسة شخصية مسلحة ) إما بمدافع رشاشة أو بأسلحة تطلق أشعة الليزر ويأتى ذلك بعد إعلان أمريكا تدشين قوة فضائية عام ( 2018 ) .

 

حرب إلكترونية :

كيف يتم التخريب وكيف تدور رحى الحرب الإلكترونية ؟ حيث تتضمن إحدى الطرق إطلاق تيار كثيف من أشعة الميكروويف نحو الهدف لإصابته بالشلل وفى الواقع تم اختبار هذه الأفكار من قبل الشرطة كوسيلة لإيقاف سيارة مسرعة عن طريق تعطيل الأجهزة الكهربائية فى السيارة .

مثل هذا المفهوم الذى يتم نشره على الأقمار الصناعية حيث سيشكل سلاح طاقة موجهة مما يمكن الدول من تعطيل الأقمار الصناعية الخاصة بالدول الأخرى دون أن ينتج عن ذلك سحب كبيرة من الحطام فى المدار ومن المحتمل أن يبدو الهجوم وكأنه حادث عارض حيث ينكر المهاجم تورطه فى الواقعة .

ويعود استخدام التشويش اللاسلكى بهدف تعطيل الرادار والاتصالات فى الحرب العالمية الثانية فمن خلال غمر أجهزة إستقبال أشعة الراديو بشكل فعالى بضوضاء الراديو أو ( التشويش الراديوى ) بحيث يمكن أن يتم حجب إستقبال الإشارات الأصلية وتصبح الأجهزة غير فعالة .

ويتم اختبار الأقمار الصناعية بدقة بحثا عن الضوضاء الراديوية المولدة ذاتيا قبل الدخول إلى الفضاء ولكن إذا كان القمر الصناعى المعادى القريب يوجه عمدا عمليات بث لاسلكية عريضة النطاق إلى القمر الصناعى المستهدف فقد تتعطل الاتصالات ومن المرجح أن تصبح الحرب الإلكترونية الفضائية مصدر قلق متزايدا للمخططين العسكريين وفى الواقع فإن العديد من الخدمات العسكرية على الأرض يعتمد على تكنولوجيا الفضاء لآداء مهامه .

 

الليزر والتدمير الحركى :

إن الطريقة الواضحة للتدخل فى عمل القمر الصناعى هى توجيه قذيفة صلبة حيث أن الأقمار الصناعية المتحركة تتميز بطاقة حركية عالية جدا وزخم شديد فإذا أصبح بالإمكان وضع جسم يتحرك بسرعة أبطأ لفترة وجيزة فى مسار القمر الصناعى فإن التصادم الناتج سيكون مدمرا .

وإن ( التدمير الحركى ) سبق استخدامه لإخراج الأقمار الصناعية من الخدمة فى نهاية حياتها وقد أظهرت كل من أمريكا وروسيا والصين والهند قدرتها على القيام بذلك فهذا النوع من الإزالة يتم بإستخدام صاروخ أرضى موجه إلى القمر الصناعى فإذا كان هذا الصاروخ موجها إلى أحد الأقمار الصناعية المعادية فسيكون الصاروخ واضحا ويمكن اكتشافه وتعقبه دول أخرى تستخدم الرادار .

وتتمثل الطريقة الأكثر دقة لتحقيق هذا الهدف فى تدمير القمر الصناعى الذى تملكه الدولة التى تطلق الصاروخ وهذا يتسبب فى إنتاج أكبر قدر ممكن من الحطام الفضائى وبعد ذلك يستقر الحطام الفضائى فى المسار المدارى للقمر الصناعى المستهدف .

وبقدر ما يتعلق الأمر بالأسلحة الحركية الموجودة فى الفضاء تمثل المدافع الرشاشة مشكلة بسبب الارتداد الناتج عن إنطلاق القذيفة فإذا تم إطلاق السلاح من أى زاوية ليست فى الإتجاه الدقيق للمسار المدارى الذى يسلكه القمر الصناعى فسيؤثر عليه عزم الدوران مما يؤدى إلى تغيير اتجاهه بسرعة وفكرة الأسلحة الحركية تم تجربتها من قبل حيث كانت محطة الفضاء السوفيتية ( ساليوت / 3 ) مزودة بمدفع نارى سريع فى منتصف ( 70 / ق 20 ) .

كما يتم اعتبار الليزر أسلحة دفاعية فى ضوء فكرة مهاجمة الألواح الشمسية للأقمار الصناعية المعادية فعند مهاجمتها تتعطل عن العمل فتتوقف عن إنتاج الطاقة ومع انعدام وجود الطاقة لن يتمكن القمر الصناعى من التواصل مع المحطة الأرضية وسيتم فقدانه بشكل أساسى حيث أن عملية الارتداد الناجمة عن الليزر أصغر بكثير من المدافع وسيتيح عدم وجود الغلاف الجوى آداء أفضل من العمل على سطح الأرض .

ويمكن استخدام الليزر لتعمية الأجهزة الموجودة على أحد الأقمار الصناعية للعدو مما يقلل من فعالية التقاء الأقمار الصناعية المعادية مع بعضها البعض وكذلك يعطل برنامج السوفت وير الإلكترونية الخاصة بالتشغيل .

وستكون الأقمار الصناعية الأكثر احتمالا لاستهدافها هى المخصصة للاتصال أو الرصد وفى ظل وجود أحدث الأقمار الصناعية البحثية التى يمكنها التقاط الصور بدقة فمن المحتمل أن تكون الأقمار الصناعية العسكرية أفضل والدولة التى ليس لديها مرافق اتصال أو قدرة على مراقبة الآخرين لن تعرف أبدا من الذى شن هجوما ضدها .

ويوجد اعتقاد بأن أشعة الليزر فى الفضاء ستستخدم الضوء المرئى فإن الأطوال الموجية الأقصر تنتج فى الواقع طاقة أكبر ومن غير المرجح أن يرى أى مراقبين على سطح الأرض أى آثار مباشرة لحرب الفضاء إلا إذا تسببت عملية تدمير حركية فى تحطيم مركبة فضائية فعلا مع صدور توهج عن الحطام أثناء دخوله الغلاف الجوى ومع ذلك يمكن للهجمات أن تؤثر فى حياة البشرية على الأرض وتتسبب فى اضطراب أنظمة تحديد المواقع الأرضية ( جى بى اس ) وعمليات البث التلفزيونية وحتى عمليات السحب النقدى .

 

 

 

 

 

أسلحة نووية :

إن استخدام الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فى الفضاء محظور بموجب معاهدة الفضاء الخارجى ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية ولكن لم تصدق جميع الدول المسلحة نوويا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بما فى ذلك أمريكا وكوريا الشمالية .

وقد تم إجراء عدد صغير من التجارب النووية فى الفضاء فى ( 60 / ق 20 ) بما فى ذلك تجربة اجرتها امريكا فى ( 9 / 7 / 1962 ) ( ستار فيش بريم ) وقد نتج عن ذلك ظهور أحزمة إشعاعية صناعية حول الأرض حيث ظل من الممكن اكتشافها بعد عقود من وقوع الحادث الأمر الذى يشكل خطرا على رواد الفضاء .

هذه الأحزمة الإشعاعية تسببت فى تعطيل عدد من الأقمار الصناعية فى مدار أرضى منخفض وإذا كانت نتائج ( ستار فيش بريم ) لم تمر مرور الكرام فالواضح أن الأمر يحتاج سوى إلى حفنة من التفجيرات النووية لجعل الفضاء غير صالح لأى أقمار صناعية على مدى عقود قادمة .

حيث يبدو من المهم أن تدرك البشرية أنه بموجب معاهدة الفضاء الخارجى حيث يفترض أن يتم استخدام الفضاء الخارجى للأغراض السلمية وأن يظل الفضاء مجالا مفتوحا أمام البشرية جمعاء .

 

 

أميرة السلامونى

تنقيح / أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

10 / 12 / 2021

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق