الجمعة، 28 يناير 2022

 

تلسكوب الأشعة السينية يبقى علم الفضاء الروسى حى

إن برنامج علم الفضاء الروسى المتعثر فى تحقيق انتصار نادر حيث يهدف أحد علماء الفضاء الروس لوضع قمر صناعى يعمل بالأشعة السينية من المقرر إطلاقه فى ( 12 / 7 / 2019 ) حيث يؤدى إلى رسم خريطة تموضع جميع عناقيد المجرات التى يقدر عددها ب ( 100000 عنقود مجرى ) ويمكن رؤيتها فى جميع أنحاء الكون ونظرا لاحتوائها على ما يصل إلى ( 1000 مجرة ) وكتلة = مليون بليون شمس حيث تعتبر عناقيد المجرات أكبر الهيكليات المترابطة فيما بينها بفعل الجاذبية فى الكون ويتوقع أن يسلط مسحها الضوء على تطور الكون وطبيعة الطاقة المظلمة التى تعجل فى تمدده واتساعه .

ويعود تاريخ مشروع القمر الصناعى ( سبكتر آر جى ) إلى أكثر من ( 30 سنة ) عندما اقترح كجزء من خطة روسية لبناء سلسلة من المراصد الكبرى كتلسكوب هابل الفضائى التابع لناسا لكن القمر الصناعى سبكتر آر جى وقع ضحية خفض التكاليف فى روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى غير أن القمر الصناعى سيحمل تلسكوبين

( ألماتيا / روسيا ) يعملان بالأشعة السينية كتب له عمر جديد فى أوائل العقد الماضى مع تكليفه مهمة جديدة حيث كان هدفه الأصلى مسح السماء بحثا عن مصادر للأشعة السينية تثير اهتمام العلماء كالثقوب السوداء الفائقة الكتلة التى تلتهم المواد التى تسقط فيها ومن خلال رسم خرائط عناقيد المجرات سيرسل لاكتشاف ما الذى يحرك الكون ورسم الهدف الجديد عنى بمزيد من التأخير فى بدء المهمة حيث تم بالمرور بمراحل مختلفة من النجاح والفشل وكلما تم الاعتقاد أن البشرية توصلت إلى حل معضلة ما ظهرت أخرى .

وفى أواخر ( 80 / ق 20 ) ولد مشروع القمر الصناعى ( سبكتر آر جى ) عندما شجعت سياسة الانفتاح والشفافية التى أنتجتها القيادة الروسية حيث أظهرت دراسات السوبرنوفا ( المستعر الأعظم ) وهو الأقرب فى العصر الحديث فقوة الأشعة السينية فى تتبع هذه حداث العنيفة حيث اقترح أحد العلماء بإنشاء مرصد للأشعة السينية يوضع فى المدار فوق غلاف الأرض الجوى الذى يحجب الأشعة السينية فسرعان ما حظيت المهمة التى تزن ( 6 طن ) ب ( 5 تلسكوبات ) ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتى كافحت وكالة الفضاء الروسية لضمان استمرار محطة ( مير ) الفضائية والمساهمة فى محطة الفضاء الدولية المتطورة دائما .

فمحطة الفضاء الدولية حيث أن المركبة الفضائية تفوق قدرات روسيا وأنها طموحة جدا فلقد تم إعادة إحياء البرنامج بدأت فى عام ( 2003 ) مع خطط أعدت لبعثة أصغر من شأنها أن تحمل مرصدا للأشعة لكامل صفحة السماء من تصميم علماء من عدة دول حيث أن تلسكوب مسح الأشعة السينية ( روزيتا ) حيث كان مقررا وضعه على محطة الفضاء الدولية ولكن عدل من الأمر بعد كارثة مكوك الفضاء ( تشالنجر ) حيث كان علم الكونيات هو النافع الجديد حيث كشفت دراسات حول عدد من السوبرنوفا البعيدة فى ( 90 / ق 20 ) عن تعجيل توسع الكون فالعلماء أرادوا معرفة المزيد عن الطاقة المظلمة والقوة الغامضة المسببة لذلك وما إذا كانت تختلف فى المكان أو مع مرور الوقت حيث أن عناقيد المجرات تعد من بين أفضل المؤشرات فهى أكثر الأجسام كثافة فى الكون وهى ذروة تكوين المجرة كما أنها حساسة جدا للنماذج الكونية ويمكن رؤيتها بصورة أفضل باستخدام الأشعة السينية لأن الفجوات بين المجرات ممتلئة بالغاز الذى يسخن إلى ملايين الدرجات فى حين تتزاحم المجرات داخل التكوين العنقودى حيث أنه من خلال رسم خرائط عناقيد المجرات سيدرس القمر الصناعى ( سبكتر آر جى ) تطور بنية الكون حيث تمثل التحدى فى زيادة قدرات تلسكوب ( روزيتا ) الذى لم يكن بوسعه تخزين إلا نحو 10000 من عناقيد المجرات حيث أفضت المناقشات إلى الحصول على التمويل حيث خصص لمشروع ( إى روزيتا ) الموسع وهو مجموعة من ( 7 ) تلسكوبات متطابقة تفوق مساحة التخزين الفعالة لديها ( 5 أضعاف ) المشروع الأساسى لكن المهمة واجهت صعوبات إذ فشلت الآداة التى اقترحتها المملكة المتحدة فى الحصول على تمويل واستعيض عنها بتلسكوب روسى يكمل معدات ( إى – روزيتا ) عن طريق اكتشاف أشعة سينية صلبة أكثر ندرة وبغض النظر عن صعوبة جمع الفوتونات ذات الطاقة العالية فهى تعد مفيدة بشكل خاص لرؤية الثقوب السوداء الفائقة الكتلة فى مراكز المجرات لأنها تخترق سحب الغاز والغبار التى تغلفها وتحجبها وعن طريق صنع مرايا إى روزيتا تحديا آخر ونظرا لأن الأشعة السينية يمكنها اختراق مرآة التلسكوب المسطح فى حين يتطلب التركيز البؤرى صنع مرايا اسطوانية تجمع الفوتونات فى انعكاسات ذات زاوية سقوط متممة أو منخفضة عن الأسطح الداخلية بحيث يحتوى كل تلسكوب من تلسكوبات ( إى – روزيتا ) ال ( 7 ) على ( 54 مرآة اسطوانية ) مطلية بالذهب ومتداخلة ومصممة بدقة للسماح بتركيز الفوتونات فلقد كان صنع المرايا وتثبيتها أمرا بالغ الصعوبة لدرجة وضع التلسكوب فى نقطة مستقرة متوازنة الجاذبية أبعد من القمر وخارج المجال المغناطيسى للأرض ضرورة بحيث جعل الأجهزة الإلكترونية قادرة على مقاومة الإشعاع الشمسى وأدى التباين فى البرمجيات الإلكترونية الألمانية والروسية إلى تأخير الإطلاق بسبب مشكلات فى نظام الاتصالات المركبة الفضائية وتغيير صاروخ الإطلاق .

  وبعد أن صار القمر الصناعى ( سبكتر آر جى ) جاهزا أصبحت التوقعات المعلقة عليه عالية حيث إن المهمة ستحدث ثورة من حيث الأرقام لأنها ستأخذ دراسات الأشعة السينية إلى نظام البيانات الضخمة وقد يمثل علامة فارقة نادرة فى برنامج المراصد الروسية الكبرى التى لم يصل منها فى السابق سوى واحد إلى المدار هو القمر الصناعى ( سبكتر آر ) فى عام ( 2011 ) وهى مهمة لعلم الفلك الراديوى حيث كانت دون مستوى التوقعات ولم يتمكن العلماء من إعادة تشغيلها بعد تعطلها .

وقد يضطر علماء الفلك إلى الانتظار طويلا قبل رؤية حلفاء القمر الصناعى ( سبكتر آر جى ) ومنها التلسكوب العامل بالأشعة فوق البنفسجية ( سبكتر يو ) و ( سبكتر إم ) والتلسكوب الراديوى المليمترى وتحاشى سبكتر يو لإلغاءها مرارا وآخرها فى عام ( 2014 ) عندما تسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية فى انسحاب الشركاء الأوكرانيين الرئيسيين ومن المقرر إطلاق المهمة عام ( 2025 ) حيث أن بعض المتعاونين انسحبوا منها بمن فيهم فريق ألمانى يفترض أن يزودها مطيافا بصريا حيث أن القمر الصناعى ( سبكتر إم ) الذى يفترض أن يتبعه لم يحصل على التمويل اللازم وفى الوقت نفسه فإن التلسكوبات المتنافسة التى أطلقت عن طريق بلدان أخرى قد تسبق المهمات الروسية فى تحقيق الإنجاز العلمى وحيث أن مشروع القمر الصناعى سبكتر آر جى حيث أن روسيا تفعل قدر المستطاع ضمن الميزانية المتاحة حيث تبنى روسيا نظام الهبوط لعربة الاستكشاف الأوروبية ( إكزومارس ) المقرر إطلاقها عام ( 2022 ) وحيث تأمل روسيا بالعودة إلى القمر عبر إرسال مركبة الهبوط

( لونا / 25 ) عام ( 2021 ) .  أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف      22 / 5 / 2021

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق