الجمعة، 28 يناير 2022

 

الانفجار العظيم ( 2 ) الثوانى الأولى من عمر الكون

إن الكون عندما انفجر لم ينفجر من أجل تكون النجوم والكواكب والمجرات أو المادة التى انفجر الكون عندها وكون معهم الزمان والمكان فقبل الانفجار العظيم فالزمان والمكان كانت أشياء بلا معنى لكن بعد الانفجار العظيم مباشرة الزمان والمكان تكونوا وكانت المادة نفسها ليست لها أى معنى .

حيث أن أهم درجة حرارة ممكن أن يتكون عندها ( البروتون ) =  4.5 تريليون درجة والكون لا بد أن تكون درجة حرارته كانت أكبر من ذلك لكن أكبر كلمة مطاطية جدا أكبر يعنى قد إيه ؟ ( 4.5 تريليون ونصف ) درجة ولا بأى حاجة بالضبط فى حين أن الكون كان شديد الحرارة فبافتراض أن الكون بكامل المادة من الطاقة ولماذا لم نفترض أن المادة والطاقة كانوا موجودين فى نفس التوقيت ؟ ولماذا لم نقل أن الكون كان شديد الحرارة وأن المادة كانت مضغوطة وكانت موجودة بداخل الكون فالتوسع يصاحبه انخفاض فى درجة الحرارة فالكون عندما انفجر انفجر وكون معه المكان الذى ستوجد به المادة فالمكان شىء غير منفصل عن الزمان فهما معا شىء واحد وبالتالى انفجر الكون وبدأ معه المكان والزمان فأول جزء من المكان وأول جزء من الزمان تكونوا بعد انفجار الكون مباشرة وأصغر قطعة مكان وأصغر قطعة زمان ممكنيين والممكن اعتبارهم أنهم وحدة بناء الزمان والمكان فأى شىء فى الكون مكون من أجزاء والأجزاء لا يمكن تقسيمها فالذرة مكونة من إلكترونات سالبة الشحنة تدور حول نواة الذرة بسرعات فائقة ونواة الذرة مكونة من بروتونات موجبة الشحنة ونيوترونات متعادلة الشحنة وبوزيترونات موجبة الشحنة وهى عكس الإلكترونات فى الشحنة وكواركات حيث أن الكواركات تنقسم إلى كواركات أعلى وأسفل ويمين وشمال وفوق وتحت وجسيمات دون ذرية أخرى لا تقسم والطاقة تتكون من كمات أو كوانتم لا يقسم فالزمان والمكان مكونيين من أجزاء صغيرة لا تقسم وهى زمن بلانك / طول بلانك فمع الزمن وطول بلانك وبما أن أول قطعة زمان وأول قطعة مكان تكونوا كانوا زمن وطول بلانك فأول عصر من عصور الكون / عصر بلانك

لماذا عصر بلانك ؟ فزمن بلانك كم قيمته ؟ فعصر بلانك استمر مدة زمنية = زمن بلانك حيث كان عرض الكون وقتها = طول بلانك  فطول بلانك ما قيمته بالنسبة للمتر أصغر بآلاف المرات من عرض واحدة من البكتيريا بالنسبة لعرض الكون المرئى كله أما زمن بلانك بالنسبة للثانية فهو أصغر من الثانية ب 300 مليون مرة وبعد انفجار الكون حيث كانت أبعاد الكون فى عصر بلانك فلا نستطيع القول بأن المادة كانت موجودة قبلها فقطر الإلكترون أكبر بتريليون تريليون مرة من عرض الكون وقتها فمادة ماذا الذى ستكون موجودة فالكون كان عبارة عن طاقة فقط ففى اللحظة التى انطبق فيها الكون فالجزء المتناهى فى الصغر كانت فيها طاقة فى الكون الحالى بالكامل وليست طاقة الكون الحالى فقط بل يجب الأخذ فى الاعتبار أن الكتل الموجودة فى الكون الحالى كانت عبارة عن طاقة فلا يوجد مادة بل يجب تحويل المادة إلى طاقة أولا وإضافتها للطاقة الموجودة فى الكون الحالى فكم الطاقة الهائل الموجود فى هذه البقعة المتناهية فى الصغر ذات العشوائية المنعدمة تجعل التوقع بأن درجة حرارة الكون وقتها كانت رهيبة / 4.5 تريليون درجة التى يتكون عندها البروتون بالنسبة إليها لا شىء فنستطيع معرفة درجة حرارة الكون فى بداياته كانت ماذا بالضبط ؟ فيوجد طريقين :

1 ) قانون بقاء الطاقة : بما أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم حيث أن الطاقة التى كانت موجودة وقتها هى نفس الطاقة الموجودة حاليا فنأتى بالطاقة الموجودة حاليا ونحولها للطول الموجى ومن الطول الموجى يتم حساب درجة الحرارة من قانون ويلز .

2 ) عن طريق الطول الموجى ونحسب منه درجة الحرارة مباشرة فطول بلانك غير قابل للتقسيم فهل يوجد شىء أصغر منه لا فلنفترض أن الكون وقتها كان موجود فيه موجة واحدة تحمل طاقة الكون كله وطولها الموجى هو طول بلانك ومن طولها الموجى نقدر نحسب درجة الحرارة من قانون ويلز مباشرة فقانون ويلز = حاصل ضرب الطول الموجى × درجة الحرارة والطول الموجى هو طول بلانك حيث أن درجة الحرارة أكبر درجة حرارة ممكن الوصول إليها فى الكون كله فلا يوجد شىء أكبر منها فما هى طاقة الكون بالضبط ؟ فنعرف درجة الحرارة ولكن أين الطاقة حيث أن طاقة الكون فى عصر بلانك كانت ( 10 اس 19 ) ميجا الكترون فولت وهذه أكبر طاقة ممكنة لا يوجد شىء أكبر منها ( طاقة بلانك ) فكمية الطاقة الهائلة فى الحيز الصغير جدا عن طريق معادلة ( شفارلز شيلد ) لنستطيع عمل ثقب أسود فى الزمكان فكيف يوجد ثقب أسود لا نهائى فى مكان صغير ومنتهى فكيف جسم ليس له كتلة كموجة الضوء تستطيع أن تحمى الزمكان  فالطاقة والكتلة وجهان لعملة واحدة فالكتلة تستطيع حماية نسيج الزمكان والطاقة تستطيع حماية نسيج الزمكان كذلك فالكون فى عصر بلانك كانت مواصفاته متقاربة فحجمه متناهى فى الصغر ودرجة حرارته أقصى ما يمكن وطاقته أقصى ما يمكن ولا يوجد بداخله المادة المعروفة فهى عبارة عن موجة واحدة حاملة طاقة الكون كله بجانب أن كل القوى التى فى الكون فيوجد ( 4 ) قوى رئيسية تتحكم فى الكون كله هى ( الجاذبية / الكهرومغناطيسية / القوة النووية القوية / القوة النووية الضعيفة ) ومعنى أنها قوى رئيسية أنها أساس كل القوى الموجودة فى الكون فكل القوى الموجودة فى الكون ( السحب / الجر / الاحتكاك / الحرارة / الكهرباء ) فالجاذبية هى القوة التى تربط الأجسام فى الكون ببعضها ومداها الكون كله وهى تظهر لو توافرت كتل أو طاقات فى مكانيين مختلفين بحيث يقوموا بحماية نسيج الزمكان ويحصل بينهم قوى تجاذب .

الكهرومغناطيسية : خاصة بالشحنات المختلفة تتجاذب والشحنات المتشابهة تتنافر وهذه هى التى تربط الإلكترونات داخل الذرة لأن النواة موجبة الشحنة والإلكترون سالب الشحنة وبالتالى يحدث بينهم تجاذب كهربى ومداها الكون كله وتظهر عند وجود شحنات متشابهة أو مختلفة فى أماكن متشابهة وهذه الشحنات لا تسير فى الكون لوحدها بل مرتبط ظهورها بظهور المادة يعنى الجسيمات المشحونة .

القوة النووية القوية : وهى مثل اللزق الذى يربط مكونات النواة مما يعنى أن البروتونات الموجبة الموجودة داخل النواة كانت قد تنافرت مع بعضها بسبب القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية القوية ومداها حدود النواة فقط .

القوة النووية الضعيفة : وهى القوة المسئولة عن إشعاع العناصر المشعة لما تكون القوة النووية القوية لا تقدر على سيطرة نواة العنصر المشع لأنها تكون مليئة بالبروتونات حيث أن عددها كبير جدا فالبروتونات والنيوترونات الموجودة بداخل النواة تتحلل لمكونات أصغر بفعل القوة النووية الضعيفة حيث أن القوة النووية الضعيفة تظهر فى حدود قطر البروتون أو النيوترون فى مكانين أو كتلتين أو طاقتين مرتبطة بالجاذبية فى مكانين وشحنتين ومادة تظهر الكهرومغناطيسية نواة الذرة وبداخلها البروتونات والنيوترونات تظهر القوة النووية القوية .

فبروتون أو نيوترون تظهر القوة النووية الضعيفة فالكون عندما بدأ فى التكون كان طبيعى وتكون معه هذه القوى فلو كان الكون فى طول بلانك لا يوجد به مادة ولا إلكترون ولا بروتون ولا شحنات ولا حتى أكثر من مكان تتوزع بينهم الكتل مع الطاقات فكان هو مكان واحد هو طول بلانك ولا يقسم وبالتالى لا يوجد أى معنى لوجود ( 4 قوى ) ففى هذه الفترة كانت القوى عبارة عن قوة واحدة تتحكم فى كل الكون فالكون يتوسع وتظهر فيه مادة تظهر معها قوى جديدة تناسب الحالة التى أصبح عليها الكون والموضوع مرتبط بالطاقة أكثر مما هو مرتبط بحجم الكون فعن طريق تسخين الذرة فالإلكترونات ستتحول لبلازما فعن طريق زيادة درجة الحرارة النواة نفسها ستتفكك أكثر وأكثر وبزيادة درجة الحرارة البروتونات والنيوترونات سيتفككوا ويتحولوا إلى طاقات وبالتسخين أكثر وأكثر فلا يمكن معرفة طبيعة المادة فكلما زادت درجة الحرارة الذرات نفسها تتفكك لكن القوى تتوحد حيث تنقل درجة الحرارة المادة نفسها وترجع تتكون من جديد لكن القوى تنفصل فالأربعة قوى الأساسية موجودين ( الجاذبية / الكهرومغناطيسية / القوة النووية القوية / القوة النووية الضعيفة ) فيوجد ( 100 ميجا إلكترون فولت ) فالكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة يتوحدوا ويكونوا قوة جديدة هى القوة الكهروضعيفة فعند ( 10 اس 15 ميجا إلكترون فولت ) تندمج معهم القوة النووية القوية وتبقى الجاذبية هى المنفصلة فعند ( 10 اس 19 جيجا إلكترون فولت ) طاقة بلانك الجاذبية تضم عليهم والأربع قوى يتوحدوا فى قوة واحدة غير معروف طبيعتها ففى عصر بلانك فما هى طبيعة هذه القوة ؟ فلا يمكن وجود نسبية خاصة وعامة وميكانيكا الكم وكل النظريات الموجودة فى الكون كانت ستبقى نظرية واحدة ( نظرية كل شىء / الأوتار الفائقة ) وبعد عصر بلانك دخل الكون فى عصر جديد ( النظرية الموحدة العظمى ) والذى استمر من ( 10 اس 43 : 10 اس – 32 ) سمى بعصر النظرية الموحدة لأن الكون توسع وبرد والمكان أصبح أكبر من طول بلانك فالعشوائية زادت والطاقة قلت عن

( 10 اس 15 جيجا إلكترون فولت ) وأصبحت موزعة فى أكثر من مكان لأن الطول حاليا أكبر من طول بلانك وبالتالى انفصلت قوى الجاذبية لكن تبقى 3 قوى متحدين ( الكهرومغناطيسية / النووية القوية / النووية الضعيفة ) فحتى هذه اللحظة فالكون ليس به مادة فلماذا سمى هذا العصر بعصر النظرية الموحدة العظمى لأنه يوجد مشكلة بين علماء ميكانيكا الكم وآينشتين فآينشتين يعتبر أن الجاذبية عبارة عن مسرح متصل تتم عليه كل الأحداث أما علماء ميكانيكا الكم فلا يوجد شىء متصل فكل حاجة مصممة ومكونة من أجزاء فالقوى ( 3 ) استطاعوا إثبات أن كل شىء مكون من أجزاء فالكهرومغناطيسية مكونة من فوتونات والنووية القوية مكونة من الجالونات والنووية الضعيفة مكونة من بوزونات لكن الجاذبية لم تستطع إثبات الأجزاء المكونة منها فنفترض وجود هذه الأجزاء حتى نتأكد من وجودها ( الجرافيتون ) و آينشتين كان معترض على ذلك فما دام أنك لم تستطع إثبات وجود ( الجرافيتون ) حيث أن الجاذبية تتكون من أجزاء فعن طريق إخراج الجاذبية من نظرية كل شىء ( الأوتار الفائقة ) حيث أن الكهرومغناطيسية / النووية القوية / النووية الضعيفة حيث أصبحت النظرية الموحدة العظمى فبدلا من دراسة توحد ( 4 قوى ) سيتم دراسة توحد ( 3 قوى ) فقط ففى هذا العصر كانت ( الكهرومغناطيسية / القوة النووية القوية / القوة النووية الضعيفة ) كانوا فعلا متوحدين كنظرية الموحدة العظمى ( النظرية الموحدة العظمى ) .

لكن يوجد حل آخر بين ( آينشتين ) وعلماء ميكانيكا الكم فقد قاموا بعمل نظرية

( الأوتار الفائقة ) ففى عصر نظرية الأوتار الفائقة فإن الكون درجة حرارته قلت من ( 10 اس 32 : 10 اس 27 درجة ) والجاذبية انفصلت لأن الطاقة قلت عن

( 10 اس 19 جيجا إلكترون فولت ) وأصبح وجود أكثر من مكان تتوزع بينهم الطاقة حيث انتهت عصور الطاقة .

ولقد تم البدء فى أول عصور تكوين المادة عصر ( القوة الكهربية الضعيفة ) والعصر استمر من ( 10 اس – 31 : 10 اس – 12 ) حيث كان أطول نسبيا من ( القوة الكهربية الضعيفة ) فعصره بفترة زمنية قصيرة جدا وتوقيتها يكون غير مدرك فى هذا العصر حيث أن درجة الحرارة قلت عن ( 10 اس 12 ) والطاقة قلت حتى ( 10 اس 15 جيجا إلكترون فولت ) وبالتالى انفصلت القوة النووية القوية لكن ما زالوا متوحدين هما ( الكهرومغناطيسية / القوة النووية الضعيفة ) أو ( القوة الكهربية الضعيفة ) فالعصر سمى بعصر القوة الكهربية الضعيفة وما دامت القوة النووية القوية التى تحكم نواة الذرة انفصلت فهذا معناه أن ذلك أول عصر سيشهد ظهور المادة فلا بد من تكوين شروط معينة من أجل تكوين المادة .

1 ) درجة الحرارة : لا بد أن تكون درجة الحرارة أكبر من ( 4.5 تريليون ) درجة لأن هذه درجة الحرارة التى لا بد أن تكون فى ( الفوتون ) والذى سيكون البروتون .

2 ) لا بد من حصول بعض الأخطاء فى التقلبات الكمية فلا يكون تكون المادة العادية مساو للمادة المظلمة بالضبط لأن فى النهاية سيبدأوا مع بعض والمادة نفسها تصبح ليس لها وجود .

3 ) التجانس : فلا بد أن يكون الكون متجانس بالكامل فيوجد فروق بين درجات الحرارة والكثافات لأن لو يوجد فروق ولو بسيطة جدا فمع تمدد الكون خلال

( 12.8 مليار سنة ) فالفروق تصبح كبيرة جدا فأشعة الخلفية الكونية الميكروية فالفروق بينها وبين درجة الحرارة لا تتجاوز ( 1 / 10000 درجة كلفن ) .

4 ) فأثناء تكون المادة لا بد أن يكون حجم الكون صغير جدا ليكون متجانس بهذا الشكل الرهيب فلا بد أن يكون حجم الكون ليس صغيرا جدا ليسمح بتكون المادة التى حجمها كبير نسبيا بداخله ولا يكون كبير جدا بحيث أن الكون قد تمدد وبرد بحيث لا توجد به الطاقة اللازمة لتكون المادة وكل هذه الشروط تنطبق على عصر ( القوة الكهربية الضعيفة ) فدرجة الحرارة فى هذا العصر قلت من 10 اس 21 : 10 اس 15 ) لكنها ما زالت أعلى بكثير جدا من درجة الحرارة اللازمة لتكون البروتون والطاقة قلت فيه عن ( 10 اس 15 جيجا إلكترون فولت ) وبالتالى انفصلت فيه القوة النووية القوية اللازمة لربط مكونات النواة فالكون فى هذا العصر كان متجانس جدا لأن حجمه لا يفرق كثيرا عن طول بلانك فالكون يتوسع بمعدل ( 73 كم / ث ) لكل مليون فرسخ فلكى فالطول طول بلانك فهذا يعنى أن الكون توسع بمقدار بسيط جدا يكاد يكون لا يذكر فتوجد مشكلتين :

1 ) أن الكون الموجود أصبح صغيرا جدا والمادة أكبر منه بكثير .

2 ) فلا بد من حصول أخطاء فى التقلبات الكمية أو أثناء التحول بين الطاقة والمادة فظهرت نظرية ( تضخم الكون ) فلا بد أن الكون قد تضخم بسرعة وفى فترة صغيرة جدا فعن طريق تحول الطاقة من بين مادة ومادة مضادة وقبل المادة والمادة المضادة أن يتحولوا إلى طاقة من جديد فهذه الفترة كم تحديدا فمبدأ

( هايزنبرج ) أنه لا يمكن تحديد مكان وسرعة الإلكترون بدقة فى نفس الوقت ورياضيا = حاصل ضرب معدل تغير السرعة × معدل تغير المسافة أكبر من أو يساوى ثابت بلانك فلو كان معدل التغير فى السرعة كبير أو يوجد كمية كبيرة فى السرعة فلا نعرف قيمتها فمعنى ذلك أن التغير فى المسافة يكون قليلا وتستطيع تحديد الإلكترون بدقة كبيرة والعكس صحيح وهذا المبدأ له صيغة أخرى مشتقة بشكل رياضى من الصيغة الأولى تحصل فى التقلبات الكمية فلا يمكن تحديد كتلة  المادة وزمن تكون هذه الكتلة فى نفس الوقت فالتقلبات الكمية تحدث بشكل مستمر طول الوقت فالطاقة تتحول إلى مادة والمادة تتحول إلى طاقة وهكذا فى عملية لانهائية فعن طريق تحويل الزمن إلى طاقة فلا نستطيع أخذ الكتلة نفسها ولو تم أخذ الكتلة لا نستطيع أن نأخذ الزمن الذى حصل فيه التحويل وهذه هى الصيغة الثانية لمبدأ ( هايزنبرج ) فعند وجود الفوتون والذى يكون البروتون وبروتون مضاد فالبروتون والبروتون المضاد تكونوا فى زمن قد إيه ؟ كما نستطيع معرفة كم كتلهم تحديدا ولا نستطيع معرفتهم مع بعض وبشكل رياضى ففى حاصل ضرب الكتلة × حاصل ضرب الزمن أكبر من أو يساوى ثابت بلانك مقسوم على 2 باى فأمر الكتلة هنا سيصبح من الصغر إلى كتلة البروتون والبروتون المضاد وبالتالى فالزمن سيكون فى حدود ( 10 اس 35 × 10 اس – 25 ) فالتضخم يجب أن يكون قد حصل فى هذه الفترة فلو أن عصر ( القوة الكهروضعيفة ) بدأ عند

( 10 اس 35 ) فلا بد أن التضخم قد حصل قبل ( 10 اس – 12 ) فمتى حصل تحديدا فعن طريق خروج الأشعة الكونية بالتجانس لا بد أن يكون التضخم حصل ما بين ( 10 اس 36 : 10 اس 34 ) حيث أن الكون حجمه تضاعف أى أن

( 10 اس 34 م / ث × 10 اس 26 م / ث ) أكبر ب ( 100 مرة ) من

( 10 اس – 39 ) فهذا معناه أن الكون فى هذه الفترة تضاعف ( 100 مرة ) بمعنى أن حجم الكون زاد بمعدل ( 2 اس 100 ) فالكون قد تضاعف قد إيه ؟ فعند وجود عملة قطرها بنفس المعدل فقطرها النهائى سيصبح ( 10 مرات ) من قطر الكون كله ففى الكون فى هذه الفترة كان صغيرا جدا فحجمه النهائى أصبح بحجم اللمونة فهذا معناه أن الكون كان متناه فى الصغر والتضخم حصل والمادة انفصلت عن المادة المضادة وفى هذه الحالة لن يجدوا بعضهم بشكل مباشر وظهر مناطق مختلفة عن بعضها بشكل نسبى فى الكثافة ودرجات الحرارة وبشكل نسبى لأن الفروق فى درجات الحرارة من أجل الأشعة الخلفية الكونية الميكروية بعد تمدد

( 12.8 مليار سنة ) فهى بسيطة جدا بشكل لا يذكر ( جزء من 10000 جزء ) وبالرغم من أن الفرق البسيط فالمجرات لا يمكن أن تتكون ولو أن الكون لم يتضخم بسرعة فكل منطقة فى الكون سوف تبرد مع نفسها وبالتالى سيظهر فرق كبير جدا فى درجات الحرارة الخاصة بإشعاع الخلفية الكونية الميكروية حيث أن التضخم قام بعمل مجموعة من الأخطاء ولن يكون مادة كالمادة المظلمة بالضبط فدائما تكون المادة أكبر ففى هذا العصر الكون تضخم وبدأ يتكون فى صورة

إلكترونات وبروتونات ونيوترونات وكواركات والجاذبية حيث أن الكهرومغناطيسية والقوة النووية القوية انفصلوا ولم يبق سوى الجاذبية والقوة النووية الضعيفة ما زالوا متحدين فالكون أكمل توسعه وانخفضت درجة حرارته لأن الكون عندما بدأ فى عصر بلانك كان يتوسع بمعدل بطىء ومعدل ثابت بلانك وأكمل بنفس المعدل فى ( القوة الكهربية الضعيفة ) وبعد ذلك أكمل بنفس المعدل البطىء الخاص بثابت هابل حيث أن الكون توسع وتضخم بالبطىء فعصر القوة النووية الضعيفة قد انتهى ودخلنا بعدها فى عصر جديد ( عصر الكواركات ) والذى استمر من ( 10 اس -12 ث : 10 اس – 6 ث ) فلا بد من ادراك شىء مهم وهو أنه لم يتجاوز ثانية واحدة من عمر الكون فكل الفيزياء حصلت فى أقل من ( 1 ميكروثانية ) ففى عصر الكواركات درجة الحرارة قلت والقوة النووية الضعيفة انفصلت لقوتين القوة المغناطيسية ثم القوة النووية الضعيفة وبعدها أصبح وجود مكونات المادة الرئيسية وكل القوى التى تربط المكونات ولكن درجة حرارة الكون ما زالت عالية جدا وتقدر على أن الكون يستمر بشكل كبير فى إنتاج المادة وبعد ( 10 اس – 6 ث ) أصبحت الكواركات تضم على بعضها وتكون بروتونات ونيوترونات والتى اندرجت تحت عائلة كبيرة ( الهادرونات ) حيث سمى بعصر الهادرونات واستمر من ( 1 ميكروثانية حتى أول ثانية من عمر الكون ودرجة الحرارة قلت فيه من ( 10 اس 12 كلفن : 10 اس 10 كلفن ) و

10 مليار كلفن وبالتالى درجة الحرارة قلت عن ( 4.5 تريليون درجة ) اللازمين لتكون البروتون وبالتالى هذا العصر كان آخر فرصة لتكون البروتون بمعنى آخر أن كل البروتونات الموجودة حاليا تكونت فى الثانية الأولى من عمر الكون ولم يوجد بروتون واحد ممكن تكوينه بعد ذلك فالبروتون ما زال يتم إنتاجه لأن الإلكترون محتاج درجة حرارة تقارب ( 2 مليار درجة كلفن ) ودرجة الحرارة وقتها كانت أكبر من ذلك فالإلكترونات تندرج تحت عائلة كبيرة ( الليبتونات ) أو عصر الليبتونات حيث استمر من ثانية حتى 3 دقائق ودرجة الحرارة نزلت فيه من ( 10 مليار كلفن : مليار كلفن ) وبالتالى درجة الحرارة فيه أقل من درجة الحرارة اللازمة لتكون الإلكترون وبالتالى عصر الليبتونات كان آخر فرصة لتكون الإلكترونات فيمكن تكون إلكترون واحد فى خلال ( 3 دقائق ) فالثلاث دقائق الأولى من عمر الكون أصبح موجود فكل مكونات المادة وكل القوى اللازمة لربط هذه المكونات التى تتحكم فى الكون كله حتى نعرف كيف أن النواة والذرة والكواكب والنجوم تكونت .

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

18 / 6 / 2021

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق