الجمعة، 16 يونيو 2023

الابداع على سطح المريخ ( Mars )

 

الإبداع على سطح المريخ ( Mars )

عندما تدخل العربة المريخية ( الاستطلاع ) الغلاف الجوى لكوكب المريخ فى 6 / 8 / 2012 حيث ستقوم بإجراء عمليات ميكانيكية وتجتاز عقبات فيزيائية خلال الفترة ( دقائق الرعب 7 ) وبمجرد أن تبدأ العربة المريخية الهبوط والتجوال حيث يبدأ الفريق العلمى مرحلة القلق على مدى أسابيع أو شهور أو سنوات بحثا عن أى مواد تحتوى على جزيئات عضوية .

ويوجد إجماع بين علماء البيولوجيا الفلكية فيما يتعلق بالبحث عن المواد العضوية والكائنات الحية بالمريخ حيث توجد احتمالات قوية بوجود حياة نشطة وجزيئات حيوية يمكن التحقق منها تحت سطح التربة المريخية فإن سطح المريخ الحديث من الناحية الجيولوجية لا يمكن أن يوجد عليه حياة ميكروبية ولا قطرة مياه .

وتوجد التيارات الإشعاعية من الجسيمات عالية الطاقة التى تقصف سطح المريخ فتبدأ عملية تفاعل متسلسل يؤدى لتمزيق الخلايا وفصلها عن بعضها البعض وتوجد دراسة حديثة تسلط الضوء على أحد أشكال الإشعاع ( الأشعة الكونية ) لتحديد المدة التى يمكن أن تصمد خلالها الجزيئات الحيوية أمام هذا القصف .

وكان قد تم تجاهل تأثير الأشعة الكونية فى دراسة الإشعاعات التى يتعرض لها سطح المريخ حيث أن الإشعاعات الأخرى كالأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية تسهم بعشرة آلاف ضعف الأشعة الكونية فى الطاقة التى يتعرض لها كوكب المريخ لكن الجسيمات سرعان ما تتلاشى وفوتونات الأشعة فوق البنفسجية قد تكون وفيرة لكن طاقتها منخفضة نسبيا فتسمح للروابط الجزيئية البيولوجية بالبقاء سليمة .

س : إلى أى عمق ينبغى لعربة الاستطلاع أن تحفر لكى يصبح هناك أمل للكشف عن أى مواد عضوية ؟

ج : إن ذلك يتوقف على تركيب الصخور العليا وعلى كثافة الغلاف الجوى وعلى عمر الجزيئات المطلوبة حيث تبدأ العربة بفحص تركيب تربة سطح المريخ وتحديد نسبة أكاسيد الحديد النقية والثلج النقى والخليط الذى تتركب منه صخور المريخ مع التحديد الدقيق لنسب المعادن الموجودة فيها من الحديد والأكسجين والسليكون والألمنيوم والكالسيوم وغيرها من العناصر .

كان الفرق فى التعرض للإشعاع صغيرا نسبيا مسببا تغيرا لا يتجاوز ( 7 % ) على عمق

( 10 سم ) وعند دمج آثار الإشعاعات الكونية على مدى مليارات السنين حيث تظهر الدورات الكوكبية طويلة المدى وإن الغلاف الجوى الرقيق للمريخ خفيف الكتلة والذى يتأرجح مجيئا وذهابا عبر تاريخ المريخ ربما يكون له أثر كبير على تراكم الجرعات الإشعاعية وقد تم تقسيم التاريخ المريخى إلى نظامين من الغلاف الجوى : ( 10 % ) من تاريخ المريخ سادته حالة من الكتلة المنخفضة و ( 90 % ) للغلاف الجوى للكتلة الجوية الأعلى كثافة .

إن الجزيئات العضوية تعيش لمدة مئات الملايين من السنين فى الطبقة الرقيقة العليا من القشرة المريخية حيث أن تركيز عربة الاستطلاع الأساسى سيكون على البحث عن مواد عضوية عمرها

( 3.5 مليار ) سنة بينما ستحفر مسافة ( 5 سم ) فى الصخور السطحية لكوكب المريخ فالإشعاع قد يحل مشكلة بالنسبة للمركبات العضوية على المريخ حيث توجد قوى تدميرية على الأرض ليس لها وجود على الكوكب الأحمر ( المريخ ) وبسبب المعدلات البطيئة لعملية التعرية دورة مائية شبه منعدمة وغياب النشاط الجيولوجى أو الزلزالى فتوجد احتمالات كبيرة للحفاظ على المواد العضوية المريخية فإذا استطاعت عربة الاستطلاع الوصول إلى ما تحت منطقة الإشعاع القاتل فسوف تظهر المواد العضوية لكن مسافة الحفر التى لا تزيد عن ( 5 سم ) تجعل العربة غير مهيأة لإجراء عمليات بحث أكثر عمقا وإن القوى الجيولوجية تقوم بعمليات الحفر من أجل البحث عن الفوهات أو الحفر الصغيرة والقريبة التى دفعت الصخور العميقة إلى السطح والصخور التى تعرضت للتعرية يمكن أن تكون لا تزال تحتفظ جزئيا بمركبات عضوية متماسكة وفى متناول العربة المريخية ( الاستطلاع ) .

وإن العربة ذات العجلات الأربع حيث تستخدم العجلات للحفر فى الرواسب الرخوة أو الرطبة فيمكن الوصول لعمق ( 20 سم ) حيث تتسع نافذة البحث عن أى جزيئات عضوية يمكن اكتشافها بما يزيد على بضع عشرات من ملايين السنين .

 

عبد المنعم السلمونى

تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

3 / 12 / 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق