الجمعة، 23 يونيو 2023

عجائب عن كوكب زحل

 

عجائب عن كوكب ( زحل )

زحل الكوكب ذو الحلقات تزيد كتلته عن كتلة الأرض بأكثر من ( 100 مرة ) وتقبع نواته المعدنية تحت ( 80000 كم ) من الهيدروجين السائل والهليوم ( العملاق الغازى ) حيث يدور حول زحل ( 82 قمر ) كل منها مختلف عن الآخر حيث يتميز بعضها بظروف معقدة ودينامية فلقد انتهت بعثة دراسة زحل المفصلة والوحيدة عام ( 2017 ) عندما اصطدم المسبار ( كاسينى ) عمدا بالغلاف الجوى الكثيف لكوكب زحل لمنع إمكانية تلوث الأقمار .

حيث يمكن رؤية كوكب زحل من الأرض والحلقات المحيطة به لكن ليس بتفاصيلها وكان يعتقد أنها صلبة حتى أثبت أنها عبارة عن جزيئات تدور حوله ولكن كيف وصلت الحلقات إلى زحل ؟ ولماذا زحل هو الكوكب الوحيد الذى يملك الحلقات ؟ ففى أولى بحوث الفضاء كان زحل بعيدا جدا فالصواريخ التقليدية كان بإمكانها الوصول للمريخ وفى عام ( 1964 ) أدركت ( ناسا ) أنه يمكن لمسبار فضائى أطلق عام ( 1977 ) الاستفادة من اصطفاف نادر للكواكب الخارجية للتحليق بمحاذاة كل العمالقة الغازية وقد أمكن الاستفادة من جاذبية الكواكب مع ابتكارات تكنولوجية متطورة وبدأت تتشكل معالم مهمة جديدة ( الجولة الكبرى ) حيث وجد مسباران متطوران جدا سيكونان جزءا من سلسلة ( مارينز ) فلم يسبق أن أرسلت مركبة فضائية لأبعد من المريخ لذا قام مخططوا المهمة أنه سيكون من الحكمة إرسال مسبارين أوليين إلى المشترى وزحل لرصد ظروف الفضاء السحيق ولم يعرف العلماء ما إذا كان اجتياز حزام الكويكبات بين المريخ والمشترى ممكنا وفى عام ( 1972 ) أطلقت ( بايونير / 10 ) نحو المشترى وفى ( 1973 ) أطلقت ( بايونير / 11 ) نحو زحل فمرت المركبتان الفضائيتان بمحاذاة المشترى واكتشفا أن قوة الإشعاع الإلكترونى تفوق الموجودة على الأرض ب ( 10000 مرة ) كان ذلك مفاجئا لمهندسى ناسا فكان عليهم التعديل على المركبة التى كانوا يعدونها من أجل الجولة الكبرى حيث كانت المسابر التى يتم باؤها فى مختبر الدفع النفاث فى ناسا جزءا من برنامج ( بايونير / المشترى / زحل ) ولكن تم تغييره إلى ( فويجر ) حيث أطلقت المركبتان الفضائيتان بفاصل زمنى بلغ ( 16 يوما ) أواخر عام ( 1977 ) عندما كانت ( بايونير / 10 ) تتجه نحو الفضاء بينما كانت ( بايونير / 11 ) لا تزال بعيدة عن زحل بعامين وفى عام ( 1979 ) عندما كانت ( بايونير / 11 ) تقترب من كوكب زحل ذى الحلقات بدأت بإرسال صورا أوضح بكثير من كل الصور السابقة وقد رصدت على إثرها للمرة الأولى حلقة جديدة من حلقات زحل الحلقة ( إف ) حيث حلقت المركبة بمحاذاة زحل مارة تحت الحلقات ولم يكن لدى مخططى المهمة أى تأكيد على مدى انتشار جزيئات الحلقات وإذا كان هناك خطر يتهدد المركبة فالعلماء مستعدون للتضحية ( بيايونير / 11 ) من أجل الحصول على صور أوضح حيث اجتاز المسبار ( بايونير / 11 ) الحلقات بسلامة وأكمل طريقه إلى ما بعد ( زحل ) فى الفضاء بين النجمى حيث تلقت ( ناسا ) آخر إشارة من المسبار ( بايونير / 11 ) فى

( 24 / 11 / 1995 ) حيث كانا مسبارا ( فويجر / 1 و2 ) قويين جدا وصمما للبقاء لفترة أطول بكثير مع تزويدهما بقدرات تكنولوجية أفضل بكثير من مسبارى ( بايونير / 10 و 11 ) وفى أواخر عام ( 1980 ) اقترب ( فويجر / 1 ) من زحل ورغم تعطل جهاز الاستقطاب عالى الدقة إلا أنه كان قادرا على رؤية حلقة جديدة هى الحلقة ( جى ) والتى تدور على مسافة ( 100000 كم ) فوق طبقة سحب زحل لأول مرة وتمكن العلماء من رؤية حركة الحلقات فكانت هناك سمات غير مستوية داخل الحلقات ( الأحزمة ) وهى جزيئات يعتقد أنها محمولة من خلال شحنة كهرواستاتيكية وبعد استعداد طويل بدأت المعلومات تنهمر على مختبر الدفع النفاث بوتيرة سريعة أدهش علماء الكواكب حيث كانت أقمار زحل مثيرة للاهتمام حيث اختير مسار ( فويجر / 1 ) بطريقة تمكنه من الاقتراب من قمر ( تيتان ) وهو ثانى أكبر أقمار النظام الشمسى الوحيد الذى يملك غلافا جويا إلا أن الصور كانت مخيبة للآمال لأن الغلاف الجوى الكثيف المكون من ( الميثان / النيتروجين ) كان منيعا حيث حلق

( فويجر / 1 ) فوق النظام الشمسى على مسار سيأخذه فى الفضاء بين النجمى وبينما شاهدت ( زحل ) مرة ثانية حيث التقطت صورة أخيرة من زاوية مميزة حيث انقضت ( 10 أشهر ) قبل أن يقترب ( فويجر / 2 ) من ( زحل ) حيث أن مساره المختلف كان يعنى المرور بمحاذاة كل من

( أورانوس ) ثم ( نبتون ) حيث كانت الكاميرا لا تزال تعمل حيث توقع باحثوا الفضاء الحصول على صور مفصلة للحلقات فلقد كانت مسألة تباين الكثافات والفراغات ما بين الحلقات أكثر تعقيدا مما توقع الجميع حيث سميت الحلقات بالأحرف الأبجدية وفق الترتيب التى اكتشفت فيه حيث كان من الواضح أن الحلقات قد تغيرت منذ رصد ( فويجر / 1 ) لها ورغم أنها تمتد على بعد ( 8700 كم ) فوق خط زحل الاستوائى إلا أن سمكها لا يتعدى ( 30 م ) حيث أرسلت المركبة الفضائية صورا لقمر ( انسلادوس ) وتبين أن سطحه المتشقق وغير المحفور تكون من الجليد ويقبع تحته محيط حيث غادرت ( فويجر / 2 ) الكوكب ( زحل ) مع عدم قدرتها على الدخول فى مدار حيث انطلقت ( فويجر / 2 ) نحو كوكب أورانوس وبعد مضى ( 23 سنة ) أتى مسبار آخر .

كانت المركبة الفضائية ( كاسينى ) التى أطلقت عام ( 1997 ) مشروعا مشتركا بين ( ناسا / وكالة الفضاء الأوروبية ( إيسا ) ووكالة الفضاء الايطالية ) حيث يستلزم الوصول إلى زحل ( 6 سنوات ) حيث أن المركبة الفضائية كاسينى كانت فى رحلة تبلغ سرعتها ( مليار و 609 ملايين و 344000 كم / س ) حيث كانت المركبة الفضائية ( كاسينى ) أكثر المركبات الفضائية الكوكبية تعقيدا وتطورا حيث كان على الأرض فريق متخصص من العلماء لكل من أجهزتها ال ( 12 جهاز ) مكرس لتحليل المعلومات حيث استخدم هوائى عالى الاستقطاب لآرسال المعلومات بسرعة عالية إلى الأرض إلا أنه استخدم فى ( مناورة رام ) كدرع لحماية المركبة الفضائية ( كاسينى ) من تأثير الحطام الفضائى وخاصة عند مرور المركبة الفضائية ( كاسينى ) بالقرب من حلقات زحل فى ( 1 / 7 / 2004 ) أشعلت ( كاسينى ) محركها للدخول فى مدار حول زحل حيث صممت المركبة بحيث لا تتعطل فقد زودت بمحرك بديل فى حالة تعطل المحرك الأساسى وكانت تحتوى على ( 16 دافعة ) تعمل بالوقود الدفعى الأحادى حيث يوجد ( 8 أساسية ) و ( 8 احتياطية ) ففى غرفة التحكم فى مختبر الدفع النفاث لم يكن المهندسون على علم بما يحدث حيث أن تأخر واختفاء ( كاسينى ) خلف زحل يعنى أنه تم تسجيل معلومات كثيرة سيتم ارسالها لاحقا إلى الأرض حيث استمر احتراق المحرك 106 د حيث كانت ( كاسينى ) أول مسبار لم يستخدم جهاز تسجيل يعمل بتكنولوجيا الجوامد على عكس المركبة ( فويجر ) التى كانت تسجل المعلومات على جهاز تسجيل حيث اتبعت كاسينى مسارا اهليليجيا حادا للمرور بمحاذاة القمر ( تيتان ) وكان هذا مهما لسببين :

1 ) جاذبية القمر ( تيتان ) تساعد فى تعديل مسار ( كاسينى ) مما يتيح رؤية زحل وأقماره الأخرى من جهات عدة .

2 ) إن قمر ( تيتان ) ذو الغلاف الجوى الكثيف قد أصبح مثار اهتمام متزايد لفريق ( كاسينى ) .

حيث صنعت وكالة الفضاء الأوروبية ( إيسا ) مركبة فضائية صغيرة ( هايجنز ) وارفقت على جانب ( كاسينى ) وعند اقترابها ( 2 ) من القمر

( تيتان ) أطلق المسبار ( هايجنز ) حيث كان مزودا بدرع حرارى ومظلة هبوط وبطارية تمده بالطاقة تكفيه على مدى أسابيع وبعد أكثر من

( 20 يوم ) انحرف ( هايجنز ) عن مساره ب ( 4 ملايين كم ) حين كان ينقل المعلومات إلى المركبة الفضائية ( كاسينى ) فى المدار لنقلها لاحقا إلى الأرض وبعد ( 3 أيام ) من الانفصال عدلت كاسينى مسارها لتجنب الاصطدام بالقمر ( تيتان ) وحين وصل المسبار ( هايجنز ) إلى الغلاف الجوى للقمر ( تيتان ) كانت كاسينى تتحرك للاقتراب ال ( 3 ) من القمر ( تيتان ) وكانت مستعدة لتلقى الإشارات من مركبة الهبوط ( هايجنز ) فحين هبط ( هايجنز ) على سطح ( تيتان ) جمع المسبار ( هايجنز ) عينات من الغلاف الجوى والتقط صورا لتضاريس القمر ( تيتان ) حيث أظهرت الصور الملتقطة تحت الغيوم هضابا منخفضة وقنوات محفورة بفعل سوائل جارية حيث كان يوجد عدد قليل من فوهات البراكين لكنها كانت كلها متآكلة بشدة حيث كان ذلك أول هبوط على جرم فى النظام الشمسى الخارجى حيث أظهرت صورا من السطح صخورا متآكلة بسبب التعرية الجوية مكونة من الماء المتجمد حيث أن القمر ( تيتان ) عالم نشط جيولوجيا حفرت معالمه مادتا ( الإيثان / الميثان )  وليس الماء وبينما تواصل ( كاسينى ) التحليق حول قمر ( تيتان ) استخدمت رادارا لإجراء مسح لسطح القمر ( تيتان ) حيث تأكد الانتشار الواسع للبحيرات الهيدروكربونية حيث اكتشف المسبار ( كاسينى ) هطول أمطار على سطح القمر ( تيتان ) التابع لكوكب ( زحل ) لكنها مزيج من ( الميثان ) و

( الإيثان ) السائلين حيث يتمتع القمر ( تيتان ) بطقس جوى قوى وعوامل تعرية أخرى مشابهة كالموجودة على الأرض إلا أن تركيبتها مختلفة

حيث لفت القمر الصغير ( انسلادوس ) الأنظار إليه باعتباره أشد أجسام النظام الشمسى بياضا وأكثرها قدرة على عكس الضوء حيث يظهر سطحه فوهات فى الشمال لكن فى الجنوب توجد شقوق عملاقة ( خطوط النمر ) وخلال دورة ( كاسينى ) الأولى حول ( انسلادوس ) لاحظ فريق مقياس المغناطيسية تغيرا غريبا فى حقل زحل المغناطيسى وكأن القمر الصغير ( انسلادوس ) يملك غلافا جويا فأثناء المرور الثانى بالقرب من

( انسلادوس ) لاحظ الفريق ظاهرة امتلاك ( انسلادوس ) غلافا جويا بعد ذلك طلب الفريق أن تمر ( كاسينى ) فى المرة المقبلة على مقربة أكبر من ( انسلادوس ) لذا تم تعديل مسار المركبة الفضائية ( كاسينى ) لتطير على ارتفاع ( 175 كم ) فوق القمر الجليدى ( انسلادوس ) حيث مر المسبار ( كاسينى ) عبر سحابة بخار ماء تتصاعد من خيوط النمر وكانت تحتوى على الملح وفى المجمل مرت ( كاسينى ) ( 24 مرة ) بمحاذاة القمر ( انسلادوس ) وكان أدنى اقتراب على ارتفاع ( 25 كم ) فوق سطح القمر ( انسلادوس ) ولقد جمع كل جهاز من الأجهزة الموجودة فى المسبار ( كاسينى ) معلومات مختلفة حول زخات الماء المندفعة من الشقوق جنوب القمر ( انسلادوس ) حيث كانت العربات الجوالة على المريخ تمشط السطح بحثا عن آثار للحياة إلا أن ( انسلادوس ) كان يضج بالعلامات المدهشة حيث أظهر تحليل حقل الجاذبية وجود محيط سائل تحت الجليد كما كشفت الأجهزة العاملة بالأشعة تحت الحمراء حرارة تخرج من الشقوق حيث اكتشف الفريق العلمى إلى جانب الملح آثار لمادة السيليكا التى تذوب فى الماء الساخن حيث عثر على الهيدروجين ومركبات عضوية حيث نعرف من ( كاسينى ) أن القمر ( انسلادوس ) ليس لديه محيطا عاديا لذا يوجد عليه الماء كما يوجد على ( انسلادوس ) مواد عضوية تخرج منه لأنه تمت معاينتها بشكل مباشر وكلاهما فى الحالة الغازية وكجزيئات كما يوجد مصدرا للطاقة حيث أن القمر الجنوبى ل ( أنسلادوس ) أكثر سخونة من باقى القمر ( انسلادوس ) حيث وجدت أدلة على وجود فوهات حرارية مائية فى قاع محيط القمر ( انسلادوس ) التابع لكوكب ( زحل ) لذا فقد تكون هذه الفوهات مصدر للحرارة ويعتبر

( انسلادوس ) البالغ قطره ( 500 كم ) صغيرا جدا حيث يحتوى على نواة ساخنة تعتمد على عملية التحلل الإشعاعى ويفسر ضغط الجاذبية من كوكب ( زحل ) شيئا من الحرارة إلا أن مصدر الحرارة المرتفعة المرصودة لا يزال لغزا فليس الماء السائل العنصر الوحيد الموجود تحت سطح القمر ( إنسلادوس ) فتوجد مواد عضوية ومصدر للحرارة وربما يوجد حياة فى مكان ما من النظام الشمسى وليتحقق ذلك يجب أن يتوفر ( 3 ) عناصر :  1 ) مصدر حرارة   2 ) مياه سائلة    3 ) مواد عضوية

ولا بد أن تستقر هذه العناصر لفترة من الزمن لكى تعطى إمكانية تكون الحياة فى القمر ( إنسلادوس ) التابع لكوكب ( زحل ) لتوفر ال ( 3 ) عناصر وليس العلماء متأكدون من مدى استقرارها حيث توفر الفوهات الحرارية المائية فى قاع محيطات الأرض الحرارة والغذاء اللازمين للحفاظ على الحياة ولعلها كانت مهمة فى نشأة الحياة حيث يفترض علماء الأحياء الفلكية أن بيئة محيطات ( إنسلادوس ) هى أكثر أماكن النظام الشمسى التى يحتمل أن تؤى حياة خارج الأرض فلكى تتخذ المركبة الفضائية أو المسبار ( كاسينى ) موقعا تسمح فيه الإضاءة الخلفية للشمس لفريق التصوير بالتقاط صور للانبعاثات العمودية وباستخدام التكنولوجيا ذاتها التقط فريق التصوير صورة لكوكب ( زحل ) بينما كان ( زحل ) يقع مباشرة بين المركبة الفضائية أو المسبار الفضائى ( كاسينى ) والشمس حيث أنها تظهر الحلقة ( إى ) من زحل وهى الحلقة الخافتة والأبعد والتى يصعب رؤيتها حيث نتجت الحلقة ( إى ) من الانبعاثات العمودية من القمر ( إنسلادوس ) وتمتلىء باستمرار من اندفاعات المياه المالحة حيث إن زحل يمتلك ( 82 قمر ) غير دقيق إذ يمكن اعتبار كل جزيئة ضمن نظام الحلقات قمرا فتوجد الأقمار الداخلية والخارجية الضخمة كما توجد الرعاة الذين يشكلون الحلقات كما توجد الأجسام ذو المدار المشترك الذى تتبادل مداراتها كما يوجد أقمار تدور حول أقمار أخرى وكل منها له ما يميزه فخلال بعثات ( فويجر ) جاء الاهتمام بالأقمار نتيجة إعادة تفكير لكن فى حالة ( كاسينى ) كان رصد الأقمار عن قرب مخططا منذ البداية .

يدور القمر ( ايباتوس ) حول كوكب ( زحل ) خلف القمر ( تيتان ) وقد لوحظ لأول مرة عام ( 1671 ) حيث تم رصده كنقطة مضيئة غرب كوكب ( زحل ) ولم يستطع رؤيته عند انتقاله إلى الشرق حيث يملك ( ايباتوس ) وجها مضيئا وآخر مظلما ولأن القمر ( ايباتوس ) محبوس بفعل المد الخاص لكوكب ( زحل ) فإن الجهة المظلمة هى التى تظهر حين يتحرك القمر فى مداره حيث أن تجمع الحطام الناتج عن القمر الأبعد ( فويجيه ) حيث يوجد شىء آخر فى قمر ( ايباتوس ) فتوجد مرتفعات على طول خط الاستواء وتمتد على مسافة أكثر من نصف القمر ( ايباتوس ) ويصل ارتفاعها إلى أكثر من ضعف ارتفاع أعلى جبل على الأرض ولذلك فإن السلسلة الجبلية تعطيه شكل الجوزة حيث سمح التوجيه الدقيق لدفعات الاشتعال لمحرك ( كاسينى ) الرئيسى لمهندسى المهمة بتعديل المدارات التى يتحرك ضمنها المسبار ( كاسينى ) لكى يتسنى للمتخصصين من التركيز على عدة أقمار وعلى عدة مناطق فى نظام الحلقات أو حتى على أجزاء مختلفة من كوكب ( زحل ) حيث استطاع المسؤولون عن المهمة توفير الوقود بالاستفادة من جاذبية الأقمار وخصوصا جاذبية القمر ( تيتان ) ولقد مددت مهمة ( كاسينى ) مرتين إلا أن الوقود لم يدم للأبد لذا فقد خطط للمسبار أن يخوض أخطر مهمة له فى آخر سنة له على كوكب ( زحل ) فى أواخر ( 2016 ) بدأت ( كاسينى ) بسلسلة مدارات قطبية ستقربها من الحافة الخارجية للحلقات ( التجول بين الحلقات ) حيث أخذ جهاز مطياف الكتلة وجهاز تحليل الغبار الكونى عينات من الجزيئات والغازات أثناء مروره على مستوى الحلقة فعلى المدار رقم ( 251 ) كان أول مرور للمركبة ( كاسينى ) فوق القطب الشمالى لزحل لتصوير عاصفة سداسية الشكل غير مألوفة حيث أشارت إليها مركبة ( فويجر ) وظلت العاصفة التى يزيد حجمها عن ضعف قطر الأرض محافظة على شكلها السداسى  لكن لونها تغير مع قدوم فصل الصيف على كوكب ( زحل ) وفى المنتصف منها إعصار يظهر بلون زائف بحيث يظهر اللون الأحمر الغيوم المنخفضة واللون الأخضر الغيوم المرتفعة وتبلغ سرعة الرياح فى أطرافها ( 540 كم / س ) حيث توقف جزء من جهاز مقياس المغناطيسية العامل بتكنولوجيتين فى وقت مبكر من المهمة ومن دونه يتعين على المركبة الفضائية أو المسبار الفضائى ( كاسينى ) أن تقوم بمناورات لولبية كل فترة لإعادة ضبط جهاز مقياس المغناطيسية حيث أنجزت المركبة الفضائية ( كاسينى ) ( 20 عملية تجول ) بين الحلقات ومن خلال أجهزتها تم إجراء رصد دقيق وحين كانت الشمس خلف الحلقات مباشرة كانت ( كاسينى ) تبحث عن غيوم الغبار فيوجد شىء ما يصغر جزيئات الحلقة إلى مسحوق ناعم حيث قامت ( كاسينى ) بعدة عمليات لقياس احتجاب الموجات اللاسلكية ومع تواجد الحلقات بين المركبة الفضائية ( كاسينى ) والأرض حيث تم ارسال ( 3 إشارات لاسلكية ) ذى طول موجات مختلف بشكل متزامن مما يسمح بتوثيق معلومات عن جزيئات الحلقات حيث أن الألوان الزائفة لحلقات زحل فالحلقه ( إيه ) تظهر الحلقات التى يبلغ حجمها أكثر من ( 5 سم ) باللون الأحمر أما الأخضر فيشير إلى الجزيئات التى يبلغ حجمها أقل من ( 5 سم ) واللون الأزرق للتى هى أصغر من ( 1 سم ) حيث أن التفاعل المعقد للجاذبية بين كوكب زحل وحلقاته وأقماره أدى لنشوء فجوات فى أماكن محددة قبل وصول ( كاسينى ) كان يوجد ( 18 قمر ) وقد ارتفع عدد أقمار كوكب زحل إلى ( 82 قمر ) :

1 ) بروميثيوس : يتصرف كقمر واعد فهو يحدد الطرف الداخلى للحلقة ( إف ) من زحل .

2 ) باندورا     : الذى يدور خارج الحلقة ( إف ) حيث يبقى القمران ( بروميثيوس / باندورا ) الحلقة ( إف ) محصورة فى حيز ضيق .

فى ( 4 / 2017 ) عدل مسبار ( كاسينى ) تحضيرا للمرحلة الأخيرة من المهمة حيث سيتحرك المسبار ( كاسينى ) وسط الحلقات ورغم أن ذلك سيعنى احتراقه داخل الغلاف الجوى لزحل إلا أن المعلومات المتحصلة من هذا الاقتراب إلى زحل وحلقاته وأقماره ستعطى صورة أوضح للعملاق الغازى حيث اتخذ قرار تحطيم ( كاسينى ) عمدا سيكون أفضل من جعلها تسبح فى الفضاء من دون وقود مما قد يتسبب فى تلوث أحد الأقمار التابعة لكوكب زحل حيث بدأت مجسات ( كاسينى ) فى التقاط تيار من الجسيمات الحلقية التى تمطر على زحل حيث تسحب زخات جزيئات الثلج والغبار المستمر فى اتجاه خط الاستواء لكوكب زحل بفعل الجاذبية أو على خطوط عرض أعلى تنزل الجزيئات الحلقية المشحونة بشكل حلزونى على امتداد خطوط الحقل المغناطيسى حيث يهطل فى كل ثانية ( 10000 كجم ) من الأمطار من الحلقة إلى السطح وبهذا المعدل ستختفى الحلقات كليا خلال ( 100 مليون سنة ) حيث تفاجأ العلماء حين اكتشفوا وجود تيار كهربائى بين الطرف الداخلى من الحلقة ( دى ) والغلاف الجوى العلوى لزحل ومع نهاية أدنى اقتراب ( لكاسينى ) من زحل بدأت المركبة فى الاقتراب من الطبقة العليا من الغلاف الجوى لزحل حيث تم استعادة كل المعلومات من أجهزة التسجيل وأرسلت المعلومات مباشرة إلى الأرض لكن كان الاعتماد على دافعة للمركبة الفضائية لمنعها من السقوط وابقاء الهوائى عالى الاستقطاب موجها بدقة حيث كانت مهمة المسبار الأخيرة هى أخذ عينات من الغلاف الجوى لزحل وقياس المحور المغناطيسى لزحل .

ففى غرفة التحكم لم يكن بالإمكان التحكم ولم يكن للمهندسين سوى مراقبة الإشارة المرسلة من زحل قبل ( 84 دقيقة ) حيث يستلزم معالجة المعلومات التى تم تلقيها من ( كاسينى ) سنوات .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

22 / 12 / 2021

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق