الجمعة، 23 يونيو 2023

زحل وظاهرة العواصف الكونية

 

زحل ( Saturn ) وظاهرة العواصف الكونية

إن مركبة الفضاء ( كاسينى هيجنز ) التى انتهى عملها خلال صيف عام ( 2008 ) ولا تزال تعمل بكفاءة عالية وسوف تواصل عملها وتقوم بعمليات الاستكشاف حتى ( 9 / 2017 ) وسوف تمكن العلماء من دراسة التغيرات الموسمية الم التى تحدث على المدى الطويل على زحل ( Saturn )  وأقماره ( Moons ) التى تنعكس بشكل مباشر وغيرها من التغيرات التى تحدث على المدى الطويل على زحل وأقماره التى تنعكس مباشرة على الأرض فيتأثر بها مناخه ولقد سجلت ( كاسينى ) حدوث عاصفة ضخمة على زحل مخلفة ومضة ضخمة من الطاقة وأثارت الظاهرة حيرة العلماء .

إن زحل من أجمل كواكب المجموعة الشمسية ( Solar System ) وتدور حوله حلقات فى تناغم عجيب حيث تبدو حلقاته بمناظر خلابة بألوانها الأحمر والبنفسجى والأزرق ( Red – Purple – Blue  )  وتتكون الحلقات من أجسام شبه جلدية تدور حول زحل بسرعة

( 1722 كم / س )  ويدور حوله ( 18 قمرا ) أكبرها قمر ( تيتان ) فتيتان يشبه الأرض إذ يحتوى على أنهار وبحيرات وسهول شبيهة بالأرض إلا أن السوائل ليست الماء بل الميثان والايثان ويدل غاز الميثان على وجود مواد عضوية .

وزحل أثقل من الأرض بأكثر من ( 95 مرة ) لكنه أقل كثافة من الماء فلو وجد حوض من الماء يتسع لزحل فسيطفو زحل على سطح الماء وأكبر من الأرض ب ( 835 مرة ) حيث إن قطره ( 120000 كم ) ويلى المشترى ( Jupiter ) من حيث البعد عن الشمس وسنته

( 29.5 سنة أرضية ) ويومه ( 10 ساعات ) وزحل أجمل المواقع فى النظام الشمسى وإن أقماره عوالم مذهلة لكن ( تيتان ) ثانى أكبر قمر فى النظام الشمسى .

فى ( 1 / 2005 ) هبطت ( كاسينى هيجنز ) على ( تيتان ) .

 

العاصفة الوحشية :

لقد اجتاحت عاصفة كبيرة زحل حيث اخترقت زحل فى ( 12 / 2012 ) ولقد كانت ثورة عاصفة مفاجئة منفصلة وقوية استمرت على مدى شهرين تنمو وتنتشر لتصبح غلافا يطوق زحل وكانت عاصفة متلونة واسعة النطاق من الموجات الاشعاعية الممزوجة بالدوامات التى لا تهدأ وتدور فى حركة مستمرة حيث كانت الدوامات كبيرة ممتدة متماوجة تشيع الفوضى والاضطراب فى الغلاف الجوى لزحل فإن الغلاف الجوى لزحل غنى بالنيتروجين والميثان وجزيئات عضوية ووجود جزيئات رملية بيضاء بلورية وتتكون البحيرات على ( تيتان ) من غاز الميثان والقليل من الايثان وهما مصدر الغمام القاتم حول زحل .

كانت ( ناسا / NASA ) قد أعلنت فى ( 10 / 2012 ) عن تسجيل ( كاسينى ) لعاصفة ضخمة على زحل مخلفة ومضة ضخمة من الطاقة فإن مصدر العواصف الكونية على زحل الذى أدى لتغير سريع فى درجات الحرارة على زحل سببه غاز ( الأنسيلين ) غاز عديم الرائحة واللون وإن التغير السريع فى درجات الحرارة كثير الحدوث .

 

 

هيجنز لن تترك الخدمة :

إنها واحدة من أضخم وأطول العواصف الكونية فى النظام الشمسى وقد بدأت على امتداد مساحة أكبر من الأرض ثم انتشرت لتطوق زحل كله وإن ( كاسينى ) الموجودة فى مدار فضائى حول زحل وقد التقطت صورة العاصفة التى ضربت زحل بأطوال موجية  إشعاعية  تحت الحمراء وتكون ملونة بألوان غير حقيقية يمثل فيها اللون البرتقالى غيوما عميقة فى الغلاف الجوى لزحل أما الألوان الفاتحة فتبرز الغيوم على مستويات أعلى وتظهر حلقات بمنظر جانبى كامل كخط أفقى أزرق أما الشرائط الداكنة الملتوية فتكون ظلال الحلقات الساقطة على الطبقة العلوية للغيوم نتيجة ضوء الشمس فإن العاصفة الهوجاء مصدر ضجيج موجى إشعاعى صادر من البرق قد تكون مرتبطة بالتغيرات الفصلية والبداية البطيئة لفصل الربيع فى شمال زحل .

إن تفجر العواصف ليس جديدا على زحل فإن سلوك العواصف الكبيرة أنها عرضية فلا تحدث إلا كل من ( 20 : 30 سنة ) وبالتحديد فى نصف زحل الشمالى لكنها بدأت تنتشر فى جميع أنحاء زحل .

فإن العاصفة أقوى ( 200 مرة ) مما سبقها وبها من الطاقة ما يجعلها تحمل الرقم القياسى فى درجة حرارتها وضخامتها وتعد الأطول أمدا على زحل وإن ( كاسينى ) لا تزال تدور فى الفضاء بين الكواكب مما يعطى فرصة لدراسة التغيرات الطفيفة على الأرض التى تسبق تشكيل العواصف والأجهزة الالكترونية التى تشارك فى تطويرها .

إن ( ناسا / NASA ) تخبر بأن أول نظرة للعاصفة الكونية حيث بدأ فريق التصوير فى تسجيل التغيرات الصاخبة فى المظهر على سطح الأرض وضمت معلومات ووقائع قابلة للتحليل لمعرفة كيف تنمى نفسها وتطورها من خلال الحصول على الصور فى مجموعة متنوعة من المرشحات الطيفية بحيث يمكن فصل التغيرات التى تحدث فى أى مكان من النشاطات المناخية الموسمية على زحل وتنعكس على الأرض فإن التمييز المفرد فى تصوير ما يجرى فى مدار زحل وبقدرة متناهية فى الدقة التصويرية .

 

 

سناء الصادق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق