الجمعة، 23 يونيو 2023

جيمس ويب يكشف سر شبح النور لكوكب نبتون

 

تلسكوب ( جيمس ويب ) يكشف سر شبح النور لكوكب ( نبتون / Neptune )

إن الصورة عبارة عن أجمل صور تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى لكواكب المجموعة الشمسية ( Solar System ) حيث استطاع تصوير مشهد لكوكب ( نبتون ) لأول مرة منذ أكثر من ( 30 سنة ) من وقت تصوير المركبة الفضائية / فويجر / 2

لكوكب ( نبتون / Neptune ) أثناء مرورها به لاكتساب سرعة أكبر خلال رحلتها الكونية والتى ما زالت مستمرة فى أعماق الفضاء الكونى السحيق فالمشهد يمثل تفاصيل غريبة يتم رصدها لأول مرة على مستوى كوكب ( نبتون ) بالكامل بالإضافة لرصد أجمل ( 7 أقمار ) يدوروا حول كوكب ( نبتون ) ( ترايتون / جالاتيا / نياد / فلاسا / ديسينيا / بروتيوس / لاريزا ) يتخلله حلقات كوكب ( نبتون ) التى يتم رصدها بمنتهى الدقة بل إن الصورة كشفت عن لؤلؤة خضراء كونية عملاقه تمثل القمر ( ترايتون / Triton ) الغامض بالإضافة لمئات المجرات التى تزين خلفية المشهد الكونى فالصورة مليئة بأسرار ومفاجئات لا يمكن تخيل أن البشرية تستطيع رصدها .

فى ( 21 / 9 / 2022 ) أعلن الفريق العلمى المسئول عن تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى عن رصد وتصوير كوكب نبتون كأبعد كوكب من كواكب المجموعة الشمسية أثناء وجوده على مسافة ( 4.3 مليار كم ) عن مرايات تلسكوب جيمس ويب الفضائى فظهر فى المشهد الكونى لكوكب ( نبتون ) حلقات واضحة جدا لدرجة أن البشرية استطاعت تحديد تركيبها الكيميائى بمنتهى السهولة حيث أن حلقات كوكب ( نبتون ) مكونة بالكامل من الصخور والتراب الكونى والثلج المتجمد فظهور الحلقات حول كوكب ( نبتون ) فى صور تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى يعتبر معجزة علمية حيث أن رصدها يحتاج إلى ثبات وتركيز تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى فى مداره حول نقطة ( لاجرانش / 2 ) وتتبعه لحركة كوكب نبتون بمنتهى الدقة ويرجع الفضل لجهاز التوجيه ( FGS ) حيث أنه استطاع التركيز على كوكب ( نبتون ) بالرغم من حركته السريعة نسبيا فى أعماق المجموعة الشمسية فى مداره حول الشمس وبرصد حلقات كوكب ( نبتون ) بتفاصيلها تم التأكد وبنسبة كبيرة أنها عبارة عن حطام لقمر يعتقد وجوده حول كوكب ( نبتون ) فكوكب ( نبتون ) يبعد عن الشمس / 30 ضعف

المسافة بين الشمس والأرض فلو تم الافتراض أن البشرية وبشكل ما قادرة على التواجد فى مكان ما على كوكب ( نبتون ) فيتم رؤية الشمس فى سماء كوكب ( نبتون ) وكأنها بعد وقت الغروب على الأرض بنصف ساعة كاملة ويعتبر الوقت على كوكب ( نبتون ) هو ألمع ضوء للشمس يصل لكوكب ( نبتون ) ( فنبتون ) وبالرغم من أنه موجود فى المجموعة الشمسية فى منطقة تواجد العمالقة الغازية ( المشترى / زحل / أورانوس ) ( Jupiter – Saturn – Uranus ) إلا أنه يتم تصنيف كوكب ( نبتون ) على أنه من نوع الكواكب ( العمالقة الثلجية ) فعن طريق دراسة مدار كوكب ( نبتون ) حول الشمس وتأثيره على حركة الأقمار التى تدور حوله بالإضافة لمعلومات المركبة الفضائية ( فويجر / 2 ) وقت مرورها بالقرب من ( نبتون ) سنة ( 1989 ) حيث تم اكتشاف أن تركيبه الكيميائى والجيولوجى الداخلى مختلف عن العمالقة الغازية التى يكون تركيبها الأساسى من ( الهيدروجين / الهليوم ) حيث تم اكتشاف أن كوكب ( نبتون ) مكون من قلب عبارة عن خليط من الصخور والثلج مغلف بطبقة مكونة بنسبة كبيرة من الماء والأمونيا والميثان وكل ذلك مغلف بغطاء غازى من الميثان وسحب ثلجية منتشرة على مستوى كوكب ( نبتون ) بالكامل ونتيجة للتركيب العجيب لكوكب ( نبتون ) يظهر كوكب ( نبتون ) باللون الأزرق وقت رصده بالتلسكوبات المعتمدة على الطيف الضوئى المرئى كتلسكوب ( هابل الفضائى ) لكن المفاجأة ظهرت عندما بدأت البشرية فى رصد كوكب ( نبتون ) بضوء جديد غير مرئى للعين البشرية فبتوجيه تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى لكوكب ( نبتون ) حيث تم رصد شبح يمثل شكل جديد لكوكب ( نبتون ) وكأنه جوهرة متلألئة من أنقى أنواع الماس فى أعماق المجموعة الشمسية حيث تم توجيه الكاميرا ( نيركام ) لكوكب ( نبتون ) وتصويره بطول موجى من ( 0.6 : 5 ميكرون ) فى نطاق الأشعة تحت الحمراء القريبة .

س : لماذا كوكب ( نبتون ) لا يظهر باللون الأزرق المعتاد ؟

ج  : الحقيقة أن المفاجأة أن المفروض أن يكون كوكب ( نبتون ) بالكامل عبارة عن قرص أسود من غير أى نور أو ألوان وذلك لأنه يتم الرصد فى نطاق الأشعة تحت الحمراء خاصة القريبة منها حيث أن غاز الميثان يعتبر من أقوى المركبات التى تستطيع امتصاص اللون الأحمر والأشعة تحت الحمراء حيث أنه من المفترض أن أى أشعة تحت حمراء المنعكسة على كوكب

( نبتون ) نتيجة لسقوط ضوء الشمس عليه حيث يتم امتصاصها بالكامل ولا يصل أى شعاع لتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى بحيث يكون غير قادر على رصد كوكب ( نبتون ) من الأساس بسبب أن الطبقات الخارجية من الغلاف الجوى من الغلاف الجوى لكوكب ( نبتون ) مكونة من خليط من ( الهيدروجين / الهليوم ) ونسبة كبيرة جدا من الميثان فتكون بعض الأشعة تحت الحمراء قادرة على أن تنعكس بمجرد سقوطها على الغلاف الخارجى لكوكب ( نبتون ) ويتكون اللون الغامق نسبيا لكوكب ( نبتون ) بدرجات توحى باختلاف تركيز الميثان وتوزيعه فى الغلاف الجوى لكوكب ( نبتون ) بالكامل فعن طريق التركيز أكثر فى الصورة سنكتشف خطوط وباتشات مضيئة بشدة على عكس المعتاد وخاصة باللونين الأبيض والأصفر فبعد تحديد المعلومات واستخدام محلل الأطياف الضوئية ( الاسبكتروجراف ) على متن تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى تمكن الفريق العلمى من اكتشاف اللمعان المبهر فى بعض المناطق يكون نتيجة وجود سحب عملاقة ممتدة لمئات الكيلومترات مكونة بالكامل من الميثان المختلط بالثلج فالثلج يعتبر عاكس قوى جدا للأشعة تحت الحمراء ويكون قادر على عكسها بمجرد سقوطها عليه قبل ما يستطيع الميثان امتصاصها فى الطبقات الداخلية للسحب أو حتى الغلاف الجوى لكوكب ( نبتون ) بل إنها ظاهرة تم رصدها أكثر من مرة بتلسكوب ( هابل الفضائى ) والتلسكوبات الأرضية العملاقة فالسحب غريبة تتغير فى أحجامها على مستوى كوكب ( نبتون ) بالكامل بمرور السنين بل إن الفريق العلمى المسئول عن الاكتشاف الجديد تمكن من حل لغز من وقت رصد ( فويجر / 2 ) لكوكب ( نبتون ) متمثل فى حزام من النور محيط بالمنطقة الاستوائية لكوكب نبتون بالكامل فبالرغم من محاولات العلماء على مدار أكثر من ( 30 سنة ) بتفسير ظاهرة حزام النور حول كوكب ( نبتون ) إلا أن الصورة الجديدة استطاعت توفير تفسير علمى للظاهرة الجديدة وأوضح الفريق العلمى أن خط النور يكون ناتج عن نشاط الرياح والأعاصير بسرعات تصل إلى ( 1100 كم / س ) منطلقة من المناطق القطبية الباردة لكوكب ( نبتون ) للمناطق الاستوائية لكوكب ( نبتون ) حيث يسخن الهواء ويهبط لأعماق كوكب ( نبتون ) ويكون مصدر مشع وبقوة للأشعة تحت الحمراء وتتكرر نفس العملية من جديد لعدد لا نهائى من المرات على مستوى السنة ويكون رصدها ممكن بالكاميرا ( نيركام ) وبما أن القطب الشمالى لكوكب ( نبتون ) يكون أجمل مشهد فى الكواكب الغازية العملاقة كالعاصفة السداسية الشكل على كوكب ( زحل / Saturn ) أو ظاهرة ( الشفق القطبى ) على كوكب ( المشترى / Jupiter ) الأقوى فى المجموعة الشمسية فتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى وباستخدام الكاميرا ( نيركام ) استطاع اكتشاف لمعان غريب مصدره القطب الشمالى لكوكب ( نبتون ) بالرغم من أن القطب الشمالى لكوكب ( نبتون ) غير ظاهر فى الصورة نتيجة لميل محور كوكب ( نبتون ) فى مداره حول الشمس ( Sun ) التى يستغرق ( 164 سنة ) كاملة فى حين لو تم التركيز فى القطب الجنوبى لكوكب نبتون سيتم اكتشاف عاصفة عملاقة تكون سبب تكون سحب ممتدة لعشرات الكيلومترات بعرض كوكب ( نبتون ) بالكامل لكن الحقيقة أن جمال الصورة لا يقتصر على كوكب ( نبتون ) بل أقماره ( 7 ) ( ترايتون / ديسينيا / بروتيوس / لاريسا / جالاتيا / نياد / ثاليسا ) أن يصورها وهى تدور حول كوكب ( نبتون ) فى تناسق كونى رهيب حيث أن النقطة المضيئة والتى تمثل القمر ( ترايتون ) كواحد من أكثر الأقمار النبتونية غموض وجمال وبمجرد رؤيتها ستعتقد البشرية للوهلة الأولى أنه نجم وليس مجرد قمر نتيجة لخطوط ( Defraction ) والتى تعتبر علامه مميزة لصور تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى فاللمعان يكون ناتج عن تكوين السطح الخارجى للقمر ( ترايتون ) حيث أنه مغطى بالكامل من النيتروجين المتجمد والذى يتميز بقدرته على عكس ( 70 % ) للأشعة تحت الحمراء وضوء الشمس الذى يسقط عليه من على مسافة تصل إلى

( 4.5 مليار كم ) فالنظام الكوكبى ( نبتون / ترايتون ) سيتم التركيز عليهم من أكثر من فريق علمى فباستخدام تلسكوب

( جيمس ويب ) الفضائى لأن مدار القمر ( ترايتون ) يعتبر أغرب المدارات نتيجة لدورانه حول نبتون فى مدار تراجعى ومستوى مداره يكون مائل على مستوى مدار كوكب ( نبتون ) ب ( 157 درجة ) كاملة مما جعل فرق علمية على مستوى العالم تفترض أنه كان عبارة عن كوكب قزم وجزء من حزام كايبر ( Kuiper Belt ) وبمرور مليارات السنين استطاع كوكب

( نبتون ) جذب القمر ( ترايتون ) فى مدار حوله وتكون النظام الكوكبى العجيب لأن من الطبيعى أن الأقمار تدور حول العمالقة الغازية فى نفس مدارها حول نفسها فى اتجاه معاكس لاتجاه دوران عقارب الساعة مما يؤكد بنسبة كبيرة على أن القمر ( ترايتون ) لم يتكون فى نفس الظروف التى نشأ فيها كوكب ( نبتون ) حيث تمثل مئات المجرات يتم رصد معظمهم لأول مرة خاصة المجرات باللون البرتقالى والأحمر واللذان كانا مختفين فى كل الصور فى الماضى قبل استخدام تلسكوب

( جيمس ويب ) الفضائى بل إن أجمل المجرات هى مجرة ( Barred Spiral Galaxy ) فعن طريق تحليل طيفها الضوئى أنها تبعد عن مرايا تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى ( مليار سنة ضوئية ) وتحوى ملايين النجوم الصغيرة فى السن والذى يتم رصدها لأول مرة فالحقيقة أنه تم الوصول لمرحلة مرعبة جدا فى مهمة تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى لأن البشرية غير قادرة على توقع شكل الصور للأجرام الفضائية التى يمكن تصويرها ورصدها بالتلسكوب وكأن البشرية ترصد الكون من أفلام الخيال العلمى ليس مجرد كون تعيش فيه البشرية على كوكب الأرض أكثر من ( 200000 سنة ) فى حضارة بشرية بدائية .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

5 / 10 / 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق