الجمعة، 23 يونيو 2023

اكتشافات غير متوقعة على كوكب زحل

 

اكتشافات غير متوقعة على كوكب زحل ( Saturn )

لأى مكان تذهب إليه البشرية فى الكون ستقابل ظواهر غريبة تجعلها ممتنة للحماية التى يوفرها كوكب الأرض لها بفضل الأجهزة العلمية الحديثة حيث اكتشف العلماء حقائق مرعبة للفضاء السحيق فأحد هذه الأماكن فى الكون هو كوكب زحل حيث يوجد اكتشافات جديدة ومدهشة عن زحل .

فزحل هو أحد أكثر الكواكب تميزا فى النظام الشمسى أو المجموعة الشمسية ( Solar System ) من بين جميع الكواكب التى تملك حلقات حولها فإن زحل مميزا جدا بينها وهذا هو السبب بتسمية زحل ( الكوكب ذى الحلقات ) فزحل هو سادس كوكب بعدا عن الشمس وأبعد كوكب عن الأرض يمكن رؤيته بالعين المجردة على الرغم من أنه يمكن رؤيته بشكل أفضل من خلال التلسكوب وهو ثانى أكبر كوكب فى المجموعة الشمسية من حيث الحجم بعد كوكب المشترى / Jupiter حيث أن حجم كوكب المشترى ( 140000 كم ) فزحل الذى حجمه ( 120000 كم ) هو عملاق ضعيف يحتوى على الهيدروجين والهليوم ويمكن أن يستوعب زحل أكثر من ( 760 ) كوكبا بحجم الأرض ومع ذلك من حيث الكتلة فإن زحل أثقل ب ( 95 مرة ) من الأرض لكنه لا يزال ثانى أكبر كوكب فى النظام الشمسى من حيث الحجم فالكوكب ذى الحلقات هو الأقل كثافة بين جميع الكواكب وهو الكوكب الوحيد الأقل كثافة من الماء حيث أن زحل يطفو على الماء فالأطواق الصفراء والذهبية الموجودة فى الغلاف الجوى لزحل هى نتيجة للرياح فائقة السرعة فى الغلاف الجوى العلوى بحيث يمكن أن تصل الرياح إلى ( 1800 كم / س ) حول خط الاستواء الزحلى فهذه العوامل مجتمعة مع ارتفاع الحرارة من باطن زحل ينتج عنها لون مميز وغريب فاليوم على زحل قصيرا جدا لأن زحل يدور مرة واحدة فى ( 10.5 س ) وهو ثانى أقصر وقت فى النظام الشمسى وهذا الدوران عالى السرعة لكوكب زحل يتسبب فى انتفاخه من خط الاستواء الزحلى وتسويته إلى حد ما عند القطبين فمن حيث الحجم يبلغ حجم زحل

( 120000 كم ) عبر خط الاستواء الزحلى وأقصر ب ( 1000 كم ) من القطب الشمالى إلى القطب الجنوبى لزحل فمتوسط مدار زحل يبلغ ( 1.4 مليار كم ) من الشمس فالسنة على زحل تعادل ( 29.4 سنة أرضية ) فى الواقع يصل ضوء الشمس لزحل بعد ( 18 دقيقة ) من مغادرته للشمس فماذا عن الحلقات الملونة على زحل ؟ حيث تم رصدها لأول مرة من قبل جاليليو فى ( ق / 16 ) لكن بسبب التلسكوب الذى كان يملكه ظهرت حلقات زحل وكأنها أذرع لكن بعد ( 40 سنة ) فلقد جاء عالم فلك آخر كان لديه تلسكوب أفضل حيث تمكن من رؤية الحلقات الرقيقة المسطحة التى كانت على زحل فلدى زحل الكثير من الحلقات وهى ليست صلبة حيث إنها مكونة من مليارات من جزيئات الجليد والصخور الأصغر منها أصغرها بحجم حبة بينما أكبرها بحجم منزل .

من أين جاءت هذه الجسيمات ؟ فهذا فى الواقع أحد ألغاز زحل ولكن يوجد نظريات مفادها أنها حطام متبقى من الكويكبات والمذنبات أو الأقمار المحطمة حتى أن بعض العلماء اقترحوا أنها قد تكون جثثا للكواكب القزمة حيث تمتد أكبر الحلقات

( 7000 ضعف ) قطر زحل لكنها ليست سميكة جدا فتتكون الحلقات الرئيسية بسمك ( 30 قدم ) أى ( 9 م ) على الرغم من أنها قد تكون طويلة جدا يصل ارتفاع بعضها إلى ( 2 ميل ) أو ( 3 كم ) ويملك زحل ما لا يقل عن ( 82 ) قمرا أكبرها تيتان وهو أكبر من كوكب ( عطارد / Mercury ) بأكمله فأقمار زحل عبارة عن مجموعة انتقائية ومتنوعة بشكل كبير وهى

( تلستو / تاسيس / ديون / ايمبيسيوس / جوناش شادو / برومنتيوس / انسلادوس / كاليبسو / جانس / باندورا ) ولديه أقمار أخرى أصغر يتم إنشاؤها وتدويرها باستمرار فالعلماء مفتونون بكوكب زحل الفريد ويواصلون دراسته وبفضل أجهزتهم تتضح المزيد من الحقائق المرعبة والصادمة عن زحل فزحل اعتاد أن يكون متنمرا بدلا من استخدام حجمه الكبير لكى يساعد بقية الكواكب فعندما تكون الميزة فى الحجم فإنه يساعد فى جذب الكويكبات وتبعدها عن أخواتها الأصغر لكن زحل لا يفعل ذلك بل يقوم بمضايقة بقية الكواكب ويدفعها إلى مدارات أبعد كما فعل مع أخيه الأكبر ( المشترى / Jupiter ) وقد ساعدت السحب جاذبية زحل فى تشكيل مصير النظام الشمسى بأكمله حيث أن ( أورانوس / نبتون ) ( Uranus – Neptune ) قد دفعوا بعنف إلى الخارج بسبب جاذبية زحل وربما يكون قد ألقى وابلا من الحطام باتجاه الكواكب الداخلية فى المجموعة الشمسية ( Solar System ) والتى تحتوى على ( 4 كواكب ) هى ( عطارد / الزهرة / الأرض / المريخ ) ( Mercury – Venus – Earth – Mars ) فى وقت مبكر من تاريخ النظام الشمسى ويبدو أن زحل قد تغير مع تقدم العمر لأن دراسة حديثة تدعى أن زحل يواجه الكويكبات الخطيرة بعيدا عن الأرض حتى أكثر من المشترى فيوجد احتمال ضعيف لوجود الحياة على زحل فقد يحالف البشرية الحظ فى أحد أقماره حيث أن القمر ( انسلادوس ) لديه غلاف جليدى فلماذا يشك العلماء فى وجود حياة عليه ؟ فيوجد مياه سائلة يمكن رؤيتها تتصاعد على شكل نوافير بسرعة ( 800 ميل / س ) فيوجد تلميح آخر وهو غاز الميثان الذى رصدته المركبة الفضائية ( كاسينى ) قادما من الكسور بالقرب من القطب الجنوبى لزحل فالميثان علامة محتملة للكائنات الحية حيث أن العلماء مفتونون بالقمر ( انسلادوس ) الذى يبلغ عرضه ( 313 ميل ) فيفترض بعض علماء الأحياء الفلكية أن محيط ( انسلادوس ) كان موجودا لفترة كافية ربما ( مليار سنة ) لتذوب المواد الكيميائية وتبدأ العمليات التى تغذى الحياة فربما يوجد مخلوقات تسبح تحت قشرة ( انسلادوس ) المتجمدة فعندما نفذ وقود ( كاسينى ) قرر العلماء تحطيم المركبة الفضائية ( كاسينى ) بطريقة متعمدة بحيث كان من الممكن أن يصبح قطعة من الخردة التى لا يمكن السيطرة عليها ويمكن أن يصطدم بأحد القمرين حول زحل ولكن يعتقد أنها من المحتمل أن تحتوى على حياة لمنع أى تلوث من قبل أى ميكروبات قد تكون كامنة فى ( كاسينى ) حيث قررت ناسا تحطيم ( كاسينى ) بطريقة درامية .

حيث يتميز زحل بكونه أول مكان خارج الأرض تم اكتشاف إعصار عليه حيث صدم العلماء لاكتشاف أسرار القطب الشمالى لزحل لأنه كان غير متوقع لكن الموقع لم يكن الشىء الوحيد الصادم بشأن إعصار زحل إنه ضخم لدرجة أنه أكبر من الأرض ب ( 50 مرة ) وعين الإعصار وحدها بحجم ( 1250 ميل ) فى المتوسط ولكن الأمر المحير أن الإعصار كان ثابتا لأنه لا يوجد ما يكفى من بخار الماء لتكوين مثل هذا الإعصار الضخم جدا فالصوت يبدو كالبرق إنه برق حيث أن البرق لم يحدث على الأرض ولكن على زحل ولتسجيل البرق بواسطة المركبة الفضائية ( كاسينى ) وهى موجات الراديو تم تحويلها إلى ملف صوتى وفى الوقت نفسه توجد صاعقة البرق بحيث تستمر لأكثر من ( 8 شهور ) حيث تنتج تصريفات البرق فى الغلاف الجوى لكوكب زحل موجات راديو قوية جدا وقد تم قياسها بواسطة الهوائيات وأجهزة الاستقبال فى ( كاسينى ) فموجات الراديو أقوى ب ( 10000 مرة ) من نظيراتها الأرضية وهى تنشأ من عواصف رعدية ضخمة فى الغلاف الجوى لزحل فعن طريق الانتقال إلى أحد أقمار زحل وهو قمر ( تيتان / Titan ) وهو القمر الوحيد فى النظام الشمسى حيث يوجد له غلاف جوى كثيف عليه فتيتان يشبه الأرض فإن تيتان لديه نوع من الدورة الهيدرولوجية تشبه إلى حد كبير الموجودة على الأرض حيث تسقط من السماء وتتدفق عبر سطح القمر ( تيتان ) قبل أن تتبخر مرة أخرى لتكون السحب فهذا يذكر بدورة المياه على الأرض حيث تشمل بعض الظواهر الجوية على تيتان ( العاصفة الترابية / الأمطار الموسمية ) فمناخ تيتان مدفوع بالتغير الموسمى فيقع تيتان فى مكان بعيد جدا لدرجة أنه يحصل على طاقة شمسية أقل ب ( 100 مرة ) من الأرض فإن زراعة الطعام على تيتان باستخدام التمثيل الضوئى قد يكون مشكلة إلى جانب أن الإنسان سوف يضطر إلى التعامل مع الموسم الواحد الذى يدوم لأكثر من ( 7 سنوات أرضية ) حيث أن الصيف يستمر إلى ( 7 سنوات ) أو حتى الشتاء القارس فتكون غيوم تيتان من ( الميثان / الإيثان / الهيدروكربونات ) وهى تشبه البحيرات عليه حيث يعتقد العلماء أن البراكين المتجمدة أو الجليدية تنفجر وينبعث منها غاز الميثان فى الغلاف الجوى لتيتان ثم تتساقط الأمطار على السطح مكونة البحيرات فى الوقت نفسه لدى تيتان أقوى قوس قزح كالأرض فى الواقع أقواس قزح على تيتان أكبر مما اعتادت البشرية رؤيته ويرجع ذلك إلى قطرات المطر المتكونة من الميثان الذى يختلف انكساره عن الماء .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

31 / 7 / 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق