الجمعة، 16 يونيو 2023

7 دقائق من الرعب على المريخ ( Mars )

 

( 7 دقائق ) من الرعب على المريخ ( Mars )

إن مراحل ( الدخول / النزول / الهبوط ) فى رحلة المريخ سنة ( 2020 ) وكيف سيقوم ( بيرسفرنس روفر ) بالهبوط الناجح على سطح المريخ وهل يوجد أى اختلاف فى هبوطها عن هبوط ( كيريوسيتى روفر ) قبل ( 8.5 سنة ) .

فبعد السفر لأكثر من ( 7 أشهر ) ولمسافة تتجاوز ( 470 مليون كم ) فى الفضاء الخارجى ( بيرسفرنس روفر ) التابع لناسا سيصل إلى المريخ حيث تبدأ مراحل ( الدخول / النزول / الهبوط ) من الرحلة والتى ستأخذ ( بيرسفرنس روفر ) من السرعة التى تتجاوز ( 20000 كم / س ) إلى أن يهبط بسلام على سطح المريخ ( Mars ) فهذه المرحلة تطلق عليها ( ناسا ) الدقائق ( 7 ) المرعبة لأنه من النقطة التى سيدخل فيها ( بيرسفرنس روفر ) الغلاف الجوى للمريخ إلى أن يهبط بسلام على سطح المريخ فإنها ستأخذ ما يقارب ( 410 ث ) أو ( 7 دقائق ) لهذا السبب هى ( 7 دقائق ) ولكن لماذا مرعبة ؟ السبب سرعة الضوء فناسا تتواصل مع المركبات الفضائية مستخدمة الموجات الراديوية والتى تتحرك بسرعة الضوء فلا يمكن عمليا التواصل بأسرع من سرعة الضوء وعند النقطة التى سيدخل منها ( بيرسفرنس روفر ) مجال المريخ فإن المريخ سيكون بعيد عن الأرض بمسافة ( 11 دقيقة ضوئية ) فلو افترض أنه تم إرسال رسالة إلى ( بيرسفرنس روفر ) عندما تكون فى مجال المريخ فلن تصل الرسالة إلا بعد هبوط ( بيرسفرنس روفر ) على سطح المريخ وخلال دقائق الهبوط ( 7 ) لا يمكن لناسا فعل أى شىء حيث يمكن لناسا أن تقوم بالجلوس والانتظار والاستماع ليرى العلماء هل ( بيرسفرنس روفر ) أدى هبوط ناجح على المريخ أم أنها تحطمت إلى مليون قطعة حيث أن ما يقارب العقد من الزمن فى العمل الشاق للوصول إلى المريخ ترتكز على لحظات بسيطة تقوم فيها ( بيرسفرنس روفر ) بالعمل بشكل مستقل عن تحكم البشر فى عملها .

 

أساسيات مراحل ( الدخول / النزول / الهبوط ) :

1 ) مرحلة الدخول :

عندما تدخل المركبة الفضائية المجال الجوى للمريخ وعلى الرغم من أن الغلاف الجوى للمريخ أصغر بكثير من الغلاف الجوى على الأرض فالمركبة الفضائية لا يزال لديها القدرة على تخفيض سرعة المركبة الفضائية بنسبة كبيرة حيث أن المركبة الفضائية ستدخل المجال الجوى للمريخ بسرعة ( 20000 كم / س ) ولأنها بهذه السرعة العالية فسطح المركبة الفضائية سترتفع درجة حرارته لدرجة عالية جدا تصل إلى ( 1300 درجة م ) فيجب على الدرع الواقى من الحرارة المصمم للمركبة الفضائية لحمايتها من الظروف الصعبة أثناء دخول المركبة الفضائية غلاف المريخ الجوى بل يجب على المركبة الفضائية تصحيح مسارها أثناء الدخول لغلاف المريخ الجوى باستخدام صواريخ دافعة لتعديل المسار لكى تهبط المركبة الفضائية فى المنطقة المراد وصول المركبة الفضائية إليها لدراستها فى مرحلة الدخول حيث تقوم بعمل رائع فى تخفيض سرعة المركبة الفضائية من ( 20000 كم / س ) إلى ( 1500 كم / س ) ولكن لا تزال السرعة عالية جدا لإنزال المركبة الفضائية بشكل آمن .

 

2 ) مرحلة النزول :

 بعد ( 3 دقائق ) من دخول المركبة الفضائية للغلاف الجوى المريخى أو ( 11 كم ) فوق سطح المريخ حيث تفتح المظلة الفوق صوتية حيث أن الغلاف الجوى للمريخ أصغر كثيرا من الغلاف الجوى الأرضى وهذا يعنى الاحتياج إلى مظلة ضخمة جدا فالمظلة قطرها ( 21 م ) حيث أن المظلة ضخمة جدا لتخفيض سرعة المركبة الفضائية قدر الإمكان بعد ( 20 ث ) من فتح المظلة فلن توجد حاجة للدرع الواقى من الحرارة حيث يسقط الدرع الواقى من الحرارة عن المركبة الفضائية ومن هذه اللحظة ستوجد كاميرات أسفل المركبة الفضائية تقوم بفحص سطح المريخ الأسفل منها فمن أجل تحديد أنسب وأمن مكان لهبوط المركبة الفضائية فإنزال المركبة الفضائية بواسطة المظلة عملى جدا لتخفيض سرعتها ولكنه غير مناسب للهبوط أبدا لأن الغلاف الجوى المريخى خفيف ورقيق جدا حيث أن المظلة لم تستطع تخفيض سرعة النزول لأقل من ( 320 كم / س )

أى من ( 1500 كم / س ) إلى ( 320 كم / س ) وهى سرعة غير مناسبة أبدا لهبوط المركبة الفضائية فعندما تكون المركبة الفضائية على ارتفاع ( 2 كم ) عن سطح المريخ ستبدأ مرحلة الهبوط الآلى حيث تنفصل المظلة عن المركبة الفضائية ومن ثم المركبة الفضائية ذاتها ستطلق الدفع الصاروخى الرجعى والذى ستقوم بنقل ( بيرسفرنس روفر ) بأمان بعيدا عن مكان هبوط الدرع الحرارى والمظلة وسيستمر فى البحث عن أفضل مكان آمن ومناسب لهبوط ( بيرسفرنس روفر ) .

 

3 ) مرحلة الهبوط :

إن مرحلة الهبوط ستبطىء سرعة هبوط المركبة الفضائية إلى الصفر من على بعد ( 20 م ) فوق سطح المريخ وعندها سيبدأ تشغيل الرافعة الطائرة فى غضون ( 10 ث ) ليتم إنزال ( بيرسفرنس روفر ) حيث سيتدلى بسلك طوله ( 6.4 م ) ومن ثم مرحلة الهبوط ستستمر ببطء حتى تلتقط عجلات ( بيرسفرنس روفر ) أنها لامست سطح المريخ عندها سيتم فصل السلك مباشرة وستطير الرافعة الطائرة إلى منطقة بعيدة عن ( بيرسفرنس روفر ) لتتحطم بعيدا عن منطقة الهبوط فما الفرق بين هبوط ( بيرسفرنس روفر ) عن سابقاتها من المركبات الفضائية ( ككريوسيتى ) وبإلقاء نظرة على صورة معينة سيتبين للإنسان كم التقدم التى توصلت إليه البشرية فيمكن رؤية كيف أن دقة موقع الإنزال تحسنت بشكل كبير عن الإنزالات السابقة على المريخ .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

14 / 3 / 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق