الاثنين، 12 يونيو 2023

 

( 5 ) حقائق عجيبة عن الفضاء

1 ) مكونات الكون :

لنبدأ بحقيقة أن الكون بأسره ليس مكونا مما كنا نعتقد فلو اعتقدنا أن ما نراه فى الفضاء من كواكب ونجوم وكويكبات ومجرات وشهب ونيازك وسدم وأقمار الكواكب من مكونات الكون لكن بمرور الوقت وتطور الأجهزة الفلكية ثبت أن الأمر أكبر من ذلك فالمادة المعروفة العادية أوالصناعية ضمن الكون وهى مكونة من ( بروتونات / نيوترونات / الكترونات / بوزيترونات ) وتشكل كل شىء من البشر والحيوانات والنباتات والنجوم والكواكب لكن المادة العادية لا تشكل سوى ( 5 % ) من الكون فى حين أن المادة المظلمة من الكون تمثل ( 95 % ) أو المادة السوداء الخفية العجيبة فالمادة السوداء ( Dark Matter ) ونوع غامض من الطاقة يدعى

( الطاقة السوداء / Dark Energy ) والمشكلة أن المادة السوداء لا يمكن رصدها بشكل مباشر حيث أنها لا تصدر ضوء ولا طاقة ولا تتضمن ( بروتونات / نيوترونات / الكترونات / بوزيترونات ) فالحقيقة أن الكون ليس مكونا من مجرات ونجوم وكواكب وكويكبات وشهب ونيازك وأقمار الكواكب والسدم حيث أن الجانب الخارجى من الكون مكون من فراغ أسود يحدد كل ما نعرفه عن العلم والفضاء .

 

2 ) حجم الكون :

الكون واسع جدا ويستمر دائما فى التوسع إلى ما لا نهاية وطوال السنين كانت البشرية تسعى لمعرفة مدى اتساعه ويبدو أنه غير محدود فالكون المنظور يتألف من المجرات والنجوم والكواكب وأقمارها والكويكبات والشهب والنيازك والسدم والغاز أو التراب الكونى وجميع أنواع الإشعاع من أشعة ( التحت الحمراء / الفوق بنفسجية / ألفا / بيتا / جاما ) وجميع أنواع الموجات من ( الراديوية / الكهرومغناطيسية / موجات الضوء المتمثلة فى الفوتونات / موجات الصوت ) فالمادة العادية والمادة السوداء والطاقة السوداء التى يمكننا رؤيتها من الأرض فى الوقت الحاضر حيث أن الضوء الصادر من المجرات والنجوم والسدم لأن الضوء الصادر من قبيل النجوم والمجرات والسدم والسوبرنوفا لها وقت معين تصل فيه للأرض ويقدر حجم الكون المنظور ب ( 93 مليار ) سنة ضوئية فالسنة الضوئية هى وحدة قياس الطول فى الفضاء حوالى ( 9.5 تريليون كم ) وهى طول سنة ضوئية واحدة مضروب فى ( 93 مليار ) وهو الحجم المقدر للكون المنظور = رقما خرافيا ويمثل طول الكون المنظور بالكيلومترات وهذا ليس إلا ما يمكن رصده حاليا فالكون بأكمله فيعتقد أنه أكبر ب ( 250 مرة ) من الكون المنظور حيث يوجد نوع آخر من الكون ( الكون اللامنظور ) حيث أنه حاليا خارج حدود الكون المنظور الذى يريد العلماء استكشافه فالسواد الواسع المفتوح يتضمن كواكب ومواد ونباتات وحيوانات وبشر لذلك من شأنه تغيير كل ما نعرفه عن الحياة وعن الوجود .

3 ) الشمس :

إن الطاقة التى تصل للأرض من الشمس فى كل ساعة تفوق الطاقة التى يستهاكها كوكب الأرض بأكمله خلال سنة فالشمس كبيرة وهى أكبر من الأرض بأكثر من ( 100 مرة ) فمقدار الطاقة التى تبثها الشمس هائل جدا فلو تم تخزينها كلها سيكون بالامكان تلبية حاجة كوكب الأرض من الطاقة إلى نصف مليون سنة تقريبا لكن معظم الطاقة التى تتدفق خارج النظام الشمسى ( المجموعة الشمسية / Solar System ) فى الفضاء دون الاصطدام بأى شىء ومقدار ضئيل منها يصيب الكواكب بما فيها كوكب الأرض المتواضع لذلك فإن المقدار الضئيل من الطاقة الشمسية والمتمثلة فى ضوء وحرارة والتى تتلقاه الأرض يكفى لتدفئة كوكب الأرض وتسييل النظام المناخى الأرضى فمقدار الطاقة التى تتلقاها الأرض فى اليوم الواحد من الشمس يعتبر ضئيلا نسبيا إلا أنه يفوق ما تستخدمه الأرض طوال عام كامل من الطاقة الشمسية حيث يتم استخدام ألواح الطاقة الشمسية بالاستفادة من طاقة الشمس .

 

معلومة سريعة عن الشمس :

إن الشمس ستسهلك الأرض فبعد احتراق كل كميات الهيدروجين ستواصل الشمس بحرق الهليوم لمدة ( 130 مليون سنة ) وخلال تلك الفترة ستتسع لدرجة أنها تبتلع الكواكب الصخرية ( عطارد / الزهرة / الأرض / المريخ ) ( Mercury – Venus – Earth – Mars ) بعد ملايين ملايين ملايين السنين فى مرحلة ( العملاق الأحمر ) .

 

4 ) الكواكب الماسية :

قد تكون هناك كواكب مصنوعة من الألماس فالألماس هو مادة طبيعية موجودة على الأرض والماسة عبارة عن بللورات من كربون صاف مركز تأخذ شكلها تحت ظروف ساحقة والمتمثلة فى الضغط العالى والحرارة الشديدة ومنذ بضعة سنوات أكد علماء بأن نجما يدعى

( 55 كونكرى ايه ) يقع على بعد ( 40 سنة ضوئية ) من الأرض فنسبة الكربون فيه إلى الأكسجين أعلى من واحد لذلك دفع بالكثير من العلماء باعتقاد أنه مكون من الألماس فالعلماء يعتقدون بوجود نجوم وكواكب ماسية من الداخل ويعتبر كونه فرضيه خرافية ولقد اعتقد علماء الفلك أن الكواكب الصخرية بما فيها الأرض مكونة من ( حديد / اكسجين / مغنسيوم / سليكون / نيتروجين / كوبالت / رخام / بترول / بنزين / سولار / غاز طبيعى / يورانيوم / بلوتونيوم / راديوم ...الخ ) مع مقدار ضئيل من الكربون لذلك يفسر ندرة الألماس على الأرض فإن الكواكب الغنية بالكربون قد تكون ثلاثة أرباع كتلتها مكونة من الكربون ولذلك يعنى أن غالبية مكوناتها هو الماس الصلب وإن الكواكب الماسية قد تكون أقرب مما نظن .

 

5 ) الثقوب السوداء :

إن الثقوب السوداء حقيقية ومحيرة حيث يوجد نبأ بوجود الثقوب السوداء فى نظرية آينشتاين

( النسبية العامة ) والتى بينت أنه حينما يخفت نجم ضخم فى انفجار نجمى أعظم / السوبرنوفا فإنه يخلف فجوات صغيرة فى الجزء اللامركزى وإن كانت الكتلة الكلية فى نجم كبيرة بما يكفى فيمكن التثبت نظريا من أنه لا توجد قوة يمكنها منع النجم من السقوط تحت تأثير الجاذبية فى الثقب الأسود فعند سقوط النجم فى الثقبالأسود يحدث شىء غريب فحينما يقترب سطح النجم من سطح خيالى يدعى أفق الأحداث فيتباطأ الوقت بالتناسب مع الوقت الذى يدفعه المراقبون بعيدا وحين يصل السطح إلى أفق الأحداث يتوقف الزمن ولا يستمر النجم فى السقوط بحيث يكون جسما هاوى الجانب فنحن نعرف كيف تتشكل الثقوب السوداء ولا نظن اننا نفهم ماهيتها فما الذى يحدث لو أن شخصا وقع داخل الثقب الأسود ؟ إلى أين سيذهب ؟

بعد سنوات من التحليل صار بمقدور العلماء تفصيل ما يحدث إذا وقع شخص داخل ثقب أسود فعن طريق التخيل بأن شخصا يقف داخل ثقب أسود بالنظر إليه نرى دائرة سوداء تماما أما حوله فنرى نجوم سماء الليل لكن بسبب جذب الثقب الأسود الناتج عن الجاذبية فإنها تبدو بشكل منحنى إذ أن الضوء الناتج عن النجوم البعيدة ينحنى بفعل جاذبية الثقب الأسود حينما تنجذب باتجاه الثقب الأسود تزداد سرعة الدخول تدريجيا حيث أن الإنسان يشعر بأن قدمه تنجذب أكثر من رأسه أو بالعكس فالغوص فى الثقب الأسود بداية من رأس الإنسان حيث سيتمدد جسم الإنسان حتى ينفصل عن بعضه .

بالنسبة للثقوب السوداء الصغيرة يكون التمدد قويا جدا لأنه يكون مركزا أكثر بحيث يتمزق جسم الإنسان تماما حتى قبل أن تصل إلى أفق الأحداث .

لنفترض أن الإنسان بقى سالما بطريقة ما ما الذى سيراه الإنسان عندئذ ؟ ربما سيذهب إلى كون آخر ذو عالم وزمان آخريين عن طريق الثقوب البيضاء ويوجد طرق فى الفضاء المتمثلة فى ( الثقوب الدودية ) والتى هى عبارة عن حلقة وصل بين الثقوب السوداء والبيضاء وقد تكون أشكال المجرات والنجوم والكواكب والسدم والكويكبات والنيازك والشهب والغاز أو التراب الكونى مختلفة تماما عن أشكال مكونات الكون المنظور حيث يمكن أن يكون شكلها عبارة عن أشكال هندسية مختلفة من الدوائر والمكعبات والمستطيلات والمثلثات بأنواعها الثلاثة ( القائم الزاوية / الحادة / متساوية الساقين والمربعات ) فإلى أين سنذهب ؟ سنذهب لنقطة أخرى فى الفضاء أو إلى بعد آخر يشبه أى شىء يمكن لعقول البشرادراكه ولقد درس البشر النجوم لآلاف السنين ورغم ذلك لا يزال كون معرفة البشرية بالكون الذى نعيشه ضئيلا جدا ومع ازدياد المعرفة تزداد الدهشة والحياة بما نكتشف حين النظر إلى السماء ؟ فالبشر يعيشون على صخرة عائمة يحيط بها كم هائل من الأسرار المجهولة .

 

أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

18 / 9 / 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق