الجمعة، 16 يونيو 2023

رحلة البحث عن الماء فى المريخ ( Mars )

 

رحلة البحث عن الماء فى المريخ ( Mars )

فى ( 1 / 2004 ) هبطت المركبة الآلية ( أوبورتيونتى ) وتؤامها العربة ( سبيريت ) على سطح كوكب المريخ أو الكوكب الأحمر بفارق بضعة أسابيع بينهما ومهمة المركبتين كان مقررا لها أن تستمر ( 90 ) يوم وهى البحث عن أى مؤشرات أو أدلة على جريان الماء فوق سطح المريخ وقد ظلت ( سبيريت ) تستكشف المنطقة الخاصة بها على المريخ حتى سنة ( 2010 ) بينما استمرت ( أوبورتيونتى ) تعمل وتتحرك على سطح المريخ حتى اجتاحتها عاصفة ترابية هائلة فى ( 6 / 2018 ) ولقد حاولت ناسا إعادة العربة ( أوبورتيونتى ) للعمل على مدى أكثر من ( 8 أشهر ) لكنها نشرت موتها رسميا 13 / 2 / 2019 حيث أعلنت عن انتهاء مهمة عربتى استكشاف المريخ ( سبيريت / أوبورتيونتى ) .

 

العوامل الجوية على المريخ :

يوجد مجموعة من العوامل جعلت من الممكن للعربتين ( سبيريت / أوبورتيونتى ) اللتان تعملان بالطاقة الشمسية أن تتجاوز النطاق الزمنى لمهمتها بصورة مذهلة .

أحد العوامل تتمثل فى جو المريخ الرقيق والذى يحتوى على غاز ثانى أكسيد الكربون وغاز أول أكسيد الكربون السام حيث أن العمر الافتراضى للمركبتين ( سبيريت / أوبورتيونتى ) ( 90 يوما ) حيث أن الغبار سيغطى الألواح الشمسية الخاصة بهما فيحجب ضوء الشمس وتتعطل الألواح الشمسية عن العمل لكن رياح المريخ القوية كانت تهب لتزيل الأتربة والغبار قبل أن تقلب العربتين ( سبيريت / أوبورتيونتى ) للأسفل فى مواجهة أول شتاء مريخى لهما وقد تكرر هبوب الرياح التى كانت تتولى مهمة النظافة .

إن الدورة الموسمية للرياح المريخية أصبحت وسيلة يعتمد عليها من أجل المساعدة على اجتياز أول شتاء للعربتين ( سبيريت / أوبورتيونتى ) على المريخ وباقى فصول الشتاء الأمر الذى ساعد على الاستمرار فى عمليات البحث والاستكشاف .

حيث كانت المركبتان ( سبيريت / أوبورتيونتى ) مزودتين بأفضل البطاريات الشمسية حيث إن البطارية الرئيسية للعربة ( أوبورتيونتى ) تحملت أكثر من ( 5000 دورة شحن وتفريغ ) وكانت لا تزال تحتفظ

ب ( 85 % ) من طاقتها عندما ضربت العاصفة الترابية المركبة ( أوبورتيونتى ) وتسببت فى إنهاء المهمة

حيث أن الرياح المريخية التى كانت تنظف الألواح الشمسية والبطاريات معا وفرت الطاقة اللازمة والضرورية التى كانوا يحتاجونها لاستمرار أعمال البحث والاستكشاف خلال أكثر الأوقات برودة وظلاما من الشتاء على سطح المريخ .

ولم تقتصر الجوانب الهندسية على البطاريات حيث كانت جميع الأجهزة والأجزاء الأخرى فى العربتين

( سبيريت / أوبورتيونتى ) بدءا من العقول الإلكترونية مرورا بالعجلات الرباعية ووصولا للأجهزة العلمية مصممة لتستمر فى العمل لمدة طويلة على سطح كوكب بارد وجاف ( المريخ ) تقصفه الأشعة الكونية ويبعد ملايين الأميال عن الأرض .

ولقد مرت المركبتين ( سبيريت / أوبورتيونتى ) بمواقف صعبة جدا شكلت ضغطا كبيرا على مسئولى ناسا وتطلبت قدرا كبيرا من الإبداع والاصرار وساعات طويلة من العمل لمعالجة المواقف ففى سنة ( 2005 ) انغرست عجلات ( أوبورتيونتى ) فى الرمال المريخية حيث قام العلماء بإجراء تجارب لحل المشكلة باستخدام نموذج محاكاة لصندوق رمال على المريخ فى مختبر الدفع النفاث حيث تم إنقاذ العربة أوبورتيونتى بعد عدة أسابيع من العمل المستمر حيث قام العلماء بجعل العربة ( أوبورتيونتى ) تتحرك للخلف لاطالة العمر الافتراضى لعمل العجلة الأمامية اليمنى التى كانت تستهلك الكهرباء أكثر مما هو مسموح لها .

الغرق فى الرمال المريخية :

فى ( 2009 ) غاصت عجلات ( سبيريت ) فى الرمال المريخية الناعمة وتعطلت عن الحركة وظلت تتحمل قسوة الشتاء دون أن تتمكن من إعادة توجيه نفسها لاستقبال أشعة الشمس حيث أن العربة ( سبيريت ) تجمدت وكان آخر اتصال بها قد تم فى سنة ( 2010 ) بينما أعلن خبر موتها فى سنة ( 2011 ) .

أما ( أوبورتيونتى ) فقد داهمتها عاصفة ترابية هائلة اجتاحت المريخ بأكمله وسبق للعربة ( أوبورتيونتى ) أن تعطلت عدة مرات بسبب العواصف الترابية والاضطرابات الجوية لكن عاصفة ( 2011 ) كانت الأقوى

إن ( أوبورتيونتى ) كان يمكنها اجتياز العاصفة بسلام فور الهبوط على الكوكب الأحمر / المريخ / Mars سنة ( 2004 ) حيث توقف جهاز تسخين العربة ( أوبورتيونتى ) على وضع التشغيل مما أدى لغلق جميع الأجهزة فى كل ليلة بما فى ذلك سخانات النجاة حتى لا يؤدى السخان لاستنزاف طاقة البطارية الأساسية .

إن المركبة ( أوبورتيونتى ) كان يمكن لها أن تبرد لكنها كانت تظل دافئة بما يكفى لتشغيلها بعد طلوع الشمس ولم يحدث أن انخفضت حرارة المركبة ( أوبورتيونتى ) إلى أقل من المسموح به فربما لم تكن تتمكن

( أوبورتيونتى ) من الاستمرار أكثر من ( 90 يوما ) .

 

 

ترجمة / أميرة عبد المنعم

تنقيح / أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

23 / 4 / 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق