الخميس، 15 يونيو 2023

المياه شكلت تضاريس المريخ

 

المياه شكلت تضاريس المريخ

يقول علماء الفلك إن كل سطح المريخ شكلته المياه السائلة قبل نحو ( 4 مليارات سنة ) وكانت دلائل وجود المياه قد اكتشفت جنوبى المريخ لكن الاكتشافات الأخيرة أماطت اللثام عن العديد من الدلائل المماثلة فى فوهات بركانية فى شمالى الكوكب الأحمر ( المريخ ) .

وكشفت الترسبات المعدنية فى الفوهات البركانية فى شمالى المريخ التى رصدها مسباران فضائيان أن هناك فترة فى حياة الكوكب الأحمر ( المريخ ) كانت مواتية لظهور حياة على سطحه على مستوى الكوكب الأحمر ( المريخ ) بأسره وليس فقط  فى النصف الجنوبى منه .

ويختلف النصف الشمالى للمريخ عن نصفه الجنوبى فى نواح عدة لذا فإن مدى تقاسمهما لبيئة مشتركة قديما يطرح العديد من التساؤلات .

ونجح فريق علماء الفلك فى التوصل إلى هذا الاكتشاف بعد دراسة بيانات حصلوا عليها من أجهزة على متن مسبار الفضاء ( مارس اكسبريس ) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية ( إيسا ) والمسبار

( مارس ريكونيسنس أوربيتر ) التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا ) .

يقول د / كارتر : لم يكن لدينا أدنى فكرة عن تركيب نصف كوكب المريخ فيما يتعلق بتكويناته المعدنية وبفضل مسبارى ( إيسا / ناسا ) تمكنا من الحصول على مزيج من الصور ومعلومات طيفية حول تركيب الصخور .

وأن الأجهزة كشفت عن نوع من الترسبات المعدنية الصلصالية ( الفيلوسيليكات ) توجد فى الطمى وقيعان الأنهار .

وليس المهم نوع الترسبات المعدنية ذاتها لكن الأهم هو حقيقة أن هذه الترسبات تحتوى على الماء وهو ما يعزز صورة وجود المياه السائلة على المريخ .

 

صخور سائلة :

اكتشف المسباران الترسبات المعدنية الصلصالية التى تعد دليلا على وجود المياه فى آلاف المواقع فى مرتفعات جنوبى المريخ حيث يقدر عمر الصخور القريبة من السطح بنحو ( 4 بلايين سنة ) وحتى تحقق الاكتشاف الجديد وجود أى مواقع تحتوى على هذه الترسبات المعدنية فى الأراضى المنخفضة فى نصف الكوكب الشمالى حيث دفنت النشاطات البركانية الأحدث التضاريس القديمة على أعماق أكبر .

لكن فريق العلماء اكتشف فى النصف الشمالى للمريخ بعض الفوهات الكبيرة التى اخترقت فيها الترسبات المعدنية القديمة طبقة الصخور الأحدث لتثبت تزامن وجود المياه فى مختلف أنحاء الكوكب الأحمر ( المريخ ) .

والنظرية التى تفسر هذا الحدث تذهب إلى أن جرما سماويا ضخما ضرب النصف الشمالى من الكوكب الأحمر ( المريخ ) محولا ما يقرب من نصف الكوكب إلى أكبر فوهة صدمية فى المجموعة الشمسية .

وأدى ذلك إلى تكون قشرة سميكة من الصخور الأصغر غطت الجيولوجيا الأقدم وإن الفوهات هى السبيل الوحيد للوصول إلى التركيبات الصخرية الأقدم .

لكن الفوهات تبقى أصغر نسبيا ويصعب على المسابير التى تدور حول المريخ أخذ قياسات لها وهناك الجليد والغبار اللذان يغطيان شمالى الكوكب الأحمر ( المريخ ) الأمر الذى يصعب معه التقاط الاشارات الصادرة عن هذه الفوهات .

وقد استخدم فريق علماء الفلك ( مطياف تصوير المريخ المدمج ) على متن المسبار ( مارس ريكونيسنس أوربيتر ) لفحص ( 91 فوهة ) فى سهول النصف الشمالى للمريخ واختار الفريق هذه الفوهات لصغر مساحتها نسبيا نظرا لأن النيازك التى سقطت عليها دفعت القشرة المريخية إلى أسفل بضعة كيلومترات لتكشف مواد القشرة القديمة .

وقد عثروا فى ( 9 فوهات ) منها على صلصال وترسبات الفيلوسيليكات المعدنية الشبيهة بالصلصال وأنواع أخرى من سيليكات الهيدرات التى تتكون فى بيئة رطبة على السطح أو فى باطن أرض المريخ .

إن مجموعة معادن السيليكات تشكل ما يقارب من ( 90 % ) من قشرة كوكب الأرض وفى هذه المعادن ترتبط العناصر بوحدة بنائية أساسية ( تتراهيدرا السيليكا ) .

وكانت اكتشافات أبكر بواسطة المطياف ( أوميجا ) الموجود على متن مسبار الفضاء مارس اكسبريس قد رصدت وجود الفيلوسيليكات فى بضع فوهات فى سهول النصف الشمالى للمريخ لكن الترسبات كانت صغيرة وكان بوسع المطياف ( كريزم ) القيام بفحوصات مركزة لمساحات أصغر على نحو أفضل من المطياف ( أوميجا ) .

تفترض الاكتشافات الجديدة أن فترة على الأقل من الحقبة التى غطت فيها المياه سطح المريخ كانت مواتية لظهور حياة على الكوكب الأحمر ( المريخ ) وامتدت هذه الفترة من لحظة الاصطدام الهائل مع الجرم السماوى حتى تكون القلنسوة الترابية التى غطت الكوكب الأحمر ( المريخ ) بفعل تدفق الصخور البركانية والترسبات الأخرى .

وأنه منذ ( 4.2 مليار سنة ) تشكلت تضاريس الكوكب الأحمر ( المريخ ) بفعل جريان المياه على سطحه فى كل مكان .

ويتفق معظم العلماء على أن المريخ الذى تكون فى الوقت نفسه مع الأرض قبل ( 4.6 مليار سنة ) كان رطبا فى مرحلة ما من تاريخه وإن هذا الاكتشاف يؤكد النظريات التى كانت تقول بوجود كميات كبيرة من المياه على المريخ فى مرحلة سابقة والمستقاة من صور التكونات الجيولوجية على سطح الكوكب الأحمر ( المريخ ) .

إن وجود الفيلوسيليكات على الهضاب القديمة يشير إلى توافر ظروف مشابهة لتلك التى كانت موجودة على كوكب الأرض قبل ( 3.5 مليار سنة ) على كوكب المريخ .

ويبدو أن سطح الكوكب الأحمر ( المريخ ) أصبح أكثر حموضة مما حال دون تشكل مزيد من رقائق السيليكات وتشكلت فى المقابل رقائق من معدنى الكبريت والحديد وفق الصور التى نقلتها العربة الروبوتية ( أوبورتيونيتى ) من مناطق أخرى .

ويشير تكون رقائق الكبريت إلى مناخ لطيف وأكثر جفافا حيث كانت بيئة المريخ أكثر حموضة بسبب الغازات المنبعثة من البراكين .

إن هذه الاكتشافات لا ترسم صورة لمحيطات مريخية ضخمة وكان الكوكب الأحمر ( المريخ ) مكانا شديد الجفاف لكننا نشاهد علامات على ما كان ذات يوم قيعانا لأنهار وبحيرات وبحارا صغيرة .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق