بيئة المريخ والحياة البكتيرية
إن احتمالات
وجود حياة على المريخ حيث توجد أنواع من البكتيريا شديدة التحمل مشابهة الموجودة فى أكثر الأماكن قسوة على الأرض وقد
تكون مزدهرة على الكوكب الأحمر / المريخ /
Mars حيث كشفت تجارب لمحاكاة الظروف على المريخ على الكمبيوترعن وجود
أملاح غير عادية فى المياه السائلة تحت السطح المتجمد لكوكب المريخ والأملاح تحول
دون تجمد الماء السائل .
ويمكن
لميكروبات شبيهة بالموجودة فى طبقات الجليد وفى قاع أعمق المحيطات وحتى تحت
البراكين أن تزدهر فى بيئة المريخ .
فعن طريق
تحليل مياه المريخ لتحقيق فهم أفضل للحالة التى يمكن أن توجد عليها المياه فوق سطح
المريخ ويمكن لحرارة سطح المريخ أن تصل إلى ( 20 درجة مئوية ) عند خط الاستواء
المريخى وإلى ( 1563 درجة تحت الصفر ) عند القطبين .
وفى ظل
متوسط درجة حرارة يبلغ ( 55 تحت الصفر ) لا يمكن أن يوجد ماء سائل على المريخ حيث
كشفت عينات التربة المريخية التى جمعتها السفينة الفضائية المريخية ( فونيكس ) فى
عام 2009 عن وجود عنصر الكالسيوم وعوامل أكسدة قوية من بينها ( بيركلورات
المغنسيوم ) والتى يمكن أن توجد فى درجات الحرارة المنخفضة .
كما توجد
على المريخ أنهارا شديدة الملوحة يمكن أن تكون السبب فى وجود قنوات شبيهة بالأنهار
وغيرها من عوامل التعرية التى شوهدت على كوكب المريخ .
وعن طريق
دراسة بنية الماء فى محلول بيركلورات المغنسيوم تبين أن الأملاح لها تأثير يعادل
ضغط المياه النقية بمقدار مليارى باسكال مما
يحول دون تجمد الماء .
وإن اكتشاف كميات كبيرة ومختلفة من أملاح البيركلورات
المغنسيوم فى تربة المريخ حيث أن بنية مياه المريخ مضغوطة جدا ومن المتوقع وجود
كائنات حية متكيفة مع الضغوط العالية كالبكتيريا التى تعيش فى أعماق البحار وغيرها
من الكائنات التى تزدهر فى ظل الضغوط العالية .
ويبرز أهمية
دراسة الحياة فى البيئات المتطرفة سواء فى البيئات الأرضية أو غير الأرضية كبيئة
المريخ حتى يمكن فهم الحدود الطبيعية للحياة .
وقد تم
اكتشاف وجود البكتيريا فى أماكن لم يكن أحد يتصور وجود حياة بها على الأرض تحت
أميال من سطح المحيط وفى أعماق الكتل الجليدية بالقطبين .
كما اكتشفت
البكتيريا فى حفرة صناعية بعمق يزيد على ( 4000 قدم ) فى الصخور البركانية على
جزيرة هاواى فى بيئة يعتقد أنها تشبه الظروف الموجودة على المريخ وغيره من الكواكب
وإن الماء
السائل يعتبر عنصرا أساسيا للحياة كما أن هناك على الأرض يمكنها العيش فى بيئات
شبيهة بالمكتشفة على المريخ .
وتشير
القياسات المجراة من قبل االعربة المريخية
( مارس كوريوسيتى ) فى فوهة جيل إلا أنه خلال ليالى الشتاء وحتى شروق الشمس تكون
متوسطات الرطوبة ودرجات الحرارة مناسبة لتكون أملاح مركزة فى صورة سائلة .
وعند امتزاج
الأملاح بالماء يمكن للملح أن يوجد فى درجة حرارة ( 70 درجة مئوية ) ويمتص الملح
بخار الماء من الغلاف الجوى .
ومن المحتمل
أن يكون هذا هو السبب فيمنع المياه من التجمد وإن مادة بيركلورات المغنسيوم تمثل
أحد العوامل الكبرى التى تسهم فى تحديد نقطة التجمد للمحلول وتمهد الطريق لفهم
كيفية وجود أحد الموائع فى ظروف ما تحت درجات التجمد على المريخ .
عبد المنعم السلمونى
تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
11 / 11 / 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق