الجمعة، 16 يونيو 2023

انسايت يدرس أعماق المريخ

 

انسايت يدرس أعماق المريخ

يهدف للتعرف على مراحل تطور كوكب المريخ ( Mars ) واكتشاف أوجه الشبه مع الأرض ففى فجر الخميس ( 5 / 5 / 2018 ) نجح إطلاق المسبار الفضائى ( انسايت ) لكوكب المريخ والذى يبعد عن الأرض ( 121 كم ) وكان الاطلاق من قاعدة فاندنبرج الجوية فى كاليفورنيا باستخدام صاروخ من طراز ( أطلس / 401 ) .

وكانت ( ناسا / NASA ) تطلق سفنها الفضائية فى دراسة الكواكب من قاعدة ( جون كندى ) فى ( فلوريدا ) الأمريكية فالإطلاق من الساحل الغربى اصبح ممكنا بفضل قوة مدى الصاروخ

( أطلس / 401 ) من أجل إجراء دراسات متعمقة على الكوكب الأحمر / المريخ / Mars حيث تلقت هوائيات المراقبة الأرضية أو الإشارات بعد عدة ساعات من إطلاقه من قمرين صناعيين تم إطلاقهما مع ( إنسايت ) .

وإن وصول المسبار ( انسايت ) للمريخ والمتوقع حدوثه فى ( 26 / 11 / 2018 ) وبعد نشر أجهزته المتطورة على سطح الكوكب الأحمر وبعد تحقيق الهدف فى إرسال معلومات دقيقة عن كوكب المريخ والذى يقدر عمره بأكثر من ( 4.5 مليار سنة ) وإن عبارة ( الاستكشاف الداخلى

باستخدام البحث الزلزالى والجيوديسى والانتقال الحرارى والمتوقع حدوثه فى 26 نوفمبر عام

( 2018 ) وبعد نشر أجهزته المتطوره والمتمثلة فى الكاميرا الإلكترونية فائقة الحساسية لتصوير سطح المريخ ورادار فائق للكشف عن أماكن المعادن والصخور فى التربة المريخية ومعمل إلكترونى لتحليل العينات وذراعان آليان لأخذ العينات من تربة المريخ السطحية وكمبيوتر فائق القوة والقدرة على التحكم بمهارة شديدة لتسيير العربة الفضائية ( إنسايت ) على سطح المريخ وأجهزة إلكترونية فائقة الحساسية للإرسال والإستقبال حرارية وراديوية وكهرومغناطيسية كما تعمل بالأشعة تحت الحمراء ( Ultrared ) والأشعة فوق البنفسجية

( Ultraviolet ) .

 

 

خريطة ثلاثية الأبعاد :

لقد أرسلت الجهات البحثية سفن فضاء للمريخ لدراسة الخصائص  السطحية للمريخ من حيث سطحه الترابى وغلافه الجوى المحدود الذى لا يزيد سمكه على ( 1 / 100 ) من سمك الغلاف الجوى الأرضى لكن المسبار المنطلق من ( ناسا ) يهدف للمرة الأولى فى تاريخ البحث العلمى لدراسة أعماق المريخ والذى يتوقع أن يكون شبيها بالأرض وسبق أن أرسلت ناسا أجهزة لقياس الزلازل المريخية باستخدام مسبارين من نوع ( فايكنج ) هبطا على المريخ عام 1976 فلقد فشل الجهاز الذى حمله المسبار ( فايكنج / 1 ) أما الجهاز الذى حمله المسبار فايكنج / 2  فتوقف بسبب الرياح القوية على سطح المريخ ولم يرسل أى منهما معلومة مهمة وعن طريق تطور أجهزة القياس وتلافت عيوب الأجهزة السابقة ويوجد أمل فى أن تعمل ناسا بكفاءة عند وصول الصاروخ ( أطلس / 401 ) للمريخ وإن المهام المقتصرة على دراسة محيط المريخ حيث وجدت بعض الأدلة المحتملة على وجود بحيرات وأنهار وبراكين فوق سطح المريخ مما يتحقق منه ( انسايت  ) باستخدام المسح الزلزالى ودراسة التركيب الكيميائى وآليات الحركة داخل المريخ بهدف رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للكوكب الأحمر / المريخ / Mars

من الداخل بدلا من الخرائط السطحية المرسومة اعتمادا على العوامل المرئية .

 

خط الاستواء المريخى :

إن هبوط  المسبار الفضائى ( انسايت ) ووزنه ( 358 كجم ) فى أحد السهول المريخية ويقع ملاصقا لخط الاستواء المريخى الخاص بالكوكب الأحمر ليبدأ مهمة علمية تستمر عامين وإن المريخ منذ مليارات السنين كان كوكبا شبيها بالأرض وكان يحوى بحيرات مائية ومحيطا ضحلا وكان له غلاف  جوى سميك على شبه الغلاف الجوى الأرضى كما أظهرت معلومات جمعتها العربة الفضائىية ( روفركيوريستى ) إمكانية أن تكون حياة ميكروبية قد وجدت لبعض الوقت فى بيئة المريخ .

وإن برد باطن المريخ وفقد المريخ معظم غلافه  الجوى وفى غياب الغلاف الجوى للمريخ أصبح سطح  المريخ هشا وترابيا وإن دور المعادن المنصهرة فى باطن الأرض أدى لخلق نوع من الجاذبية التى حافظت على الغلاف الجوى المحيط بها فإذا ثبت أن باطن المريخ يحوى معادن صلبة وإذا كانت المعادن مصهورة .

بحيث يقوم ( انسايت ) بنشر جهاز لقياس الزلازل المريخية وتغطيته بغطاء واق ليكون درعا واقية من الرياح والحرارة على سطح المريخ ولن يكتفى برصد الزلازل بل سيرصد سقوط الشهب والنيازك عن طريق الموجات الزلزالية بحيث تمر من خلال تربة  المريخ واستخراج عينات وتحليلها للتعرف على تركيب تربة المريخ وعن طريق نشر جهاز لقياس التدفق الحرارى وحتى تأتى نتائج القياس دقيقة بحيث يتم قياسها على عمق ( 16 قدم  ) لتحاشى تأثير أى تقلبات على سطح المريخ بحيث تعادل المسافة ( 15 ضعف ) من العمق الذى وصلت إليه أى مهمة سابقة قامت بها ناسا فى الكوكب الأحمر / المريخ بحيث يقوم بالمهمة باستخدام ذراع روبوتية يبلغ طولها ( 2.4 م ) كما يقوم ( انسايت ) بقياس مدى التغير فى موجات اللاسلكى بينه وبين الأرض لمعرفة مدى تذبذب القطب الشمالى للمريخ مع دوران المريخ حول الشمس بحيث يساعد ذلك على معرفة كثافة باطن المريخ وقطره مما يساعد على فهم مدى صحة تخمينات العلماء بشأن قلب المريخ .

وإن كل الكواكب الصخرية أو الأرضية فى المجموعة الشمسية خاصة ( الزهرة / Venus ) والأرض  ( Earth ) والمريخ ( Mars ) مكونة من نفس المواد وتكونت فى نفس بيئة المجموعة الشمسية ( Solar System  ) لكن يوجد اختلافات فى نواح عديدة كالحجم والتكوين والبعد عن الشمس مما يجعل الكوكب يظهر مختلفا عن الكواكب الأخرى .

 

إرسال واستقبال :

توجد هوائيات تابعة لناسا على الأرض تستقبل المعلومات التى سيبعث بها إنسايت من الكوكب الأحمر / المريخ وعن أى تغير يطرأ على موقعه بحيث  تكون الهوائيات فى إطار شبكة اتصالات ناسا ( شبكة الاتصالات الفضائية العميقة ) وهى عبارة عن مجموعة من الهوائيات القادرة على الاتصال بسفن الفضاء عبر المجموعة الشمسية بحيث تكون الهوائيات قادرة على التقاط الاشارات التى تحدد موقع انسايت بمعدل خطأ لا يزيد على عدة بوصات مما يساعد فى رصد التغيرات الطارئة على المريخ أثناء دورانه حول الشمس أما كيف يتم إرسال المعلومات من إنسايت إلى الأرض بحيث يقوم بالمهمة قمران صناعيان تم إطلاقهما مع المسبار ( انسايت ) للفضاء وفى إحدى التكنولوجيات الجديدة المستخدمة لأول مرة فى المهام الفضائية بين الكواكب وهما من الأقمار الصناعية الصغيرة

( Cubesats ) حيث أن القمرين الصناعيين الصغيرين فى حجمهما حيث لا يزيد حجم أى منهما عن حجم حقيبة جلدية والقمرين ( ماركوا A / B ) ولقد استخدمت ناسا أقمارا أخرى مشابهة فى الدوران حول الأرض وتم إطلاق القمرين بشكل منفصل عن الصاروخ ( أطلس / 401 ) الحامل لإنسايت باستخدام تكنولوجيا الغاز المبرد حيث يدور القمران حول المريخ فى نفس اليوم الذى سيهبط فيه ( إنسايت ) على سطح المريخ وسوف تكون أول المعلومات المهمة التى تسجل هبوط إنسايت على سطح  المريخ وهى عملية تستمر 7 دقائق .

هشام عبد الرؤوف

تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

14 / 6 / 2018

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق