الخميس، 15 يونيو 2023

زلزال يضري المريخ بقوة ( 5 ريختر )

 

زلزال يضرب المريخ بقوة ( 5 ريختر )

بعد مرور أكثر من ( 4 سنوات ) على هبوط المركبة الفضائية ( انسايت ) على سطح الكوكب الأحمر / المريخ / Mars استطاعت رصد أقوى زلزال مكتشف خارج كوكب الأرض فى المجموعة الشمسية بالكامل بل إن الزلزال يمثل لغز كبير جدا لأن كوكب المريخ كانت معظم الدراسات الجيولوجية على سطحه تؤكد أنه كوكب ميت جيولوجيا بل إن العلماء اكتشفوا سبب غريب للزلزال المرعب الذى حصل وليس من المتوقع وجوده على كوكب المريخ من الأساس حيث أن المركبة الفضائية

( انسايت ) مكتشفة الزلزال على وشك الدخول فى سبات أبدى فى ( 12 / 2022 ) ففى ( 26 / 11 / 2018 ) لمعت المركبة الفضائية ( انسايت ) فى سماء كوكب المريخ المرئية وبدأت مراحل هبوطها والتى استمرت ( 7 دقائق ) لتستقر فى منطقة ( اليشن نيوليشن ) على كوكب المريخ للأبد لأن ( انسايت ) عبارة عن ( لاندر ) وليست ( روفر ) حيث ان ليس لانسايت عجلات تتجعلها تتحرك من مكانها طوال فترة مهمتها على الكوكب الأحمر وهى المهمة الأولى من نوعها فى دراسة كوكب المريخ لأن المرة الأولى كان الهدف الأساسى من مهمة ( انسايت ) ليس له علاقة بالبحث عن المياه أو الحياة على الكوكب الأحمر حيث كان  الهدف الأساسى هو دراسة كوكب المريخ من الجانب الجيولوجى ودراسة طبقاته الداخلية حيث أن

( انسايت ) معناه ( دراسة التركيب الداخلى للمريخ باستخدام الموجات الزلزالية والنقل الحرارى بين طبقات المريخ حيث أن عرض ( انسايت ) ( 6 م ) وارتفاع ( 1 م ) حيث أنها أول مركبة فضائية ( انسايت ) فى مهمات كوكب المريخ مزودة بذراع لنقل الأجهزة العلمية المزودة بها لدراسة طبقات المريخ وتكوينه الداخلى فبمجرد هبوط المركبة الفضائية ( انسايت ) على الكوكب الأحمر تم تصميم البرنامج المتحكم فى فرد الألواح الشمسية لهبوطها بعد ( 14 دقيقة ) وهذا الوقت الكافى للتراب والغبار المريخى الناتج من عملية الهبوط ليستقر على سطح المريخ ولا يتراكم على الألواح الشمسية وبذلك تستطيع الألواح الشمسية بعد فردها بطريقة معينة أن توفر ( 1000 وات ) فى الأيام الطبيعية التى تكون فيها السحب المريخية المنتشرة على كوكب المريخ حيث أن الطاقة التى تم توفيرها من الألواح الشمسية تكون لتجهيز عمل ( 3 أجهزة علمية ) ( سايس / رايس / اتش بى كيو ) بالإضافة لسخانات هدفها الأساسى أنها تحافظ على درجة حرارة مناسبة من الأجهزة العلمية فى ظل بيئة المريخ التى تصل فيها درجات الحرارة ل ( - 80 درجة م ) تحت الصفر ليلا والتى هى كفيلة جدا بتدمير المهمة قبل بدايتها حيث أن الجهاز الذى استطاع رصد أول زلزال مكتشف على المريخ ( سايس ) والذى يكون هدفه هو قياس الاهتزازات الناتجة عن الزلازل المريخية والزلازل الأرضية بالإضافة للموجات الناتجة عن اصطدام ( 5 نيازك ) بسطح المريخ والقادر على رصدها بمنتهى الدقة لدرجة أن حساسية الجهاز ( سايس ) تصل إلى الاحساس بالترددات الاهتزازية بحجم قطر ذرة الهيدروجين فبعد وضع الجهاز ( سايس ) على سطح المريخ حيث قررت ناسا تغطيته بدرع يحميه من الرياح المريخية والذى يكون قادرا على عزل موجات الاهتزاز الناتجة عن الرياح المريخية بالجهاز فكل الموجات الاهتزازية التى تصل للجهاز ( سايس ) مصدرها الزلازل بدون ما يتم التشويش عليها بسبب الرياح المريخية أو العواصف المريخية وخلال

( 4 سنوات ) سابقة كان قادرا على رصد أكثر من ( 1300 زلزال مريخى ) وهو الذى تعدى ( 3.7 درجة ريختر ) حيث تم رصد آخر زلزال بقوة ( 5 ريختر ) فى ( 4 / 5 / 2022 ) ليكون أقوى زلزال مرصود خارج حدود كوكب الأرض .

س : لماذا يتم دراسة الزلازل المريخية بالرغم من أنها ليست مؤثرة على كوكب الأرض ؟

ج  : إن الزلازل هى موجات اهتزازية تختلف سرعتها من خلال مرورها فى الأوساط المختلفة لطبقات المريخ الداخلية وبقياس السرعات والفرق فى زمن وصولها من مصدرها نستطيع تحديد التكوين الداخلى لكوكب المريخ وطبقاته والتى استطاعت التأكيد لأول مرة فى استكشاف الكوكب الأحمر أن المريخ ما زال ناشطا جيولوجيا وبركانيا على عكس كل الاعتقادات التى استمرت لفترة من الزمن والحقيقة أنه تم اكتشاف سر غريب جدا يؤكد سبب اختلاف نشأة الزلازل على الكوكب الأحمر حيث أن على كوكب الأرض تتكون الزلازل نتيجة لانجرافات الصفائح التكتونية وانزلاقها فوق بعضها فى حين أن الزلازل المريخية يكون سببها هو انطلاق الحمم البركانية للاصطدام بطبقات المريخ العليا والتى تكون نتيجة لنشاط بركانى غريب جدا بالرغم من البرودة النسبية لطبقات المريخ على مر مليارات السنين بل إن الزلازل على كوكب المريخ تكون مختلفة عن الأرض لأن الزلازل فى الطبيعى أن تكون موجاتها مكونة من ( 3 أجزاء ) منهم جزءين يستطيعوا اختراق طبقات ( الماونت ) لكوكب المريخ ويكونوا الموجات الأساسية والثانوية بالإضافة لموجات يكون مكان سريانها هو سطح كوكب المريخ بتحليل موجات الزلازل على المريخ حيث أن العلماء اكتشفوا أن موجات الزلازل ( السرفيس ) غير موجودة  بالمرة وهذا يؤكد الطبقات العليا من المريخ / Mars  / الكوكب الأحمر / Red Planet  ) مليئة يالأخايد والتشققات الداخلبة للكوكب الأحمر التى تستطيع أن تحيد الموجات وقت وصولها من الطبقات الداخلية لسطح المريخ وبمجرد الدراسة للنشاط الجيولوجى للمريخ فالزلازل على كوكب المريخ تبدأ التمهيد للمستعمرات البشرية المريخية التى من المفروض أنها تبدأ فى الهبوط على الكوكب الأحمر سنة ( 2030 ) حيث يمكن اختيار الأماكن المناسبة للمستعمرات البشرية المريخية والتى تكون فيها قوة الزلزال قليلة نسبيا .

2 ( رايت ) والتى تكون مهمته الأساسية هى ارسال موجات الراديو بترددات تصل لكوكب الأرض وباستخدام ( تأثير دوبلر ) يمكن تحديد التغيرات التى فى درجة ميل محور كوكب المريخ والتى من الممكن تحديد الرتم الذى يدور به كوكب المريخ حول نفسه وبدراسة رصد المعلومات نستطيع تحديد طريقة تركيب المريخ داخليا  وإن كان المريخ فعلا ما زال مركزة فى الظاهر أم لا .

3 ) ( اتش بى كيو ) : حيث نصل لأكثر جهازسبب ازعاج المهمة العمية لانسايت وهذه نتيجة للتحدياات التى تسبب فيها الجهاز ( اتش بى كيو ) والتى تكون مهمته الأساسية هى قياس درجات الحرارة على أعماق مختلفة من سطح كوكب المريخ حيث أن تصميمه كحفار للمرة الأولى على مستوى المهمات الفضائية لأنه ولا بد وأن يكون التصميم خفيفا وفى نفس الوقت المحافظة على مركز ثقله ثم الحفر بمنتهى الدقة وبنفس الاتجاه لحين الوصول للعمق المطلوب فى القشرة الخارجية المريخية لكن المفاجأة حصلت فى بداية الحفر بعد ما تم وضع الحفار فى المنطقة المحددة عن طريق ذراع المركبة الفضائية

( انسايت ) فتفاجىء الفريق العلمى أن الحفار عندما يبدأ فى النزول فى التربة المرعبة وجد تكوين صخرى قوى جدا يجمع حفرة لمنطقة العمق من ذلك ليفاجىء العلماء بنوع جديد من صخور ( الجيولوجى كراست ) عن سطح المريخ النائم فى النقطة التى تم اختيارها للحفر منطقة ( اليسن بلانيشن ) حيث يتكون من تبخر المياه من الصخور مع مرور الزمن فتكون أقوى وأكثر صلابة وهذا النوع المعدنى استطاع اكتشاف طريقة جديدة فى الحفر أو العمود المعدنى نفسه الذى كان يستخدم لأول مرة على الكوكب الأحمر حيث تحصل مفاجأة جديدة لاستمرار مهمة الجهاز ( اتش بى كيو ) بالكامل وهى أن بسبب المقاومة التى تحصل للحفر نتيجة لهذا النوع من الصخور حيث أن الاحتكاك الذى يحدث على العمود المعدنى أصبح غير كافى لدخوله لمسافة أكبر فى التربة المريخية فبدأ الفريق العلمى يعمل بيئة محاكاة للمريخ لنصل كل عن طريق مقارنة الحالتين مع بعض وفعلا تم التوصل لفكرة استعمال الجاروف المثبت على ذراع المركبة الفضائية ( انسايت ) لتوفير احتكاك كافى لدخول الحفار لعمق أعمق فى التربة المريخية لكن فشلت جميع المحاولات فلماذا لا نضغط على الحفار بالجاروف وبذلك سيصل لعمق اكبر ويمكن دفنه بالكامل تحت سطح المريخ حيث أن الكبل الموجود ليس كبلا عاديا بل إنه مزود ب 14 حساس أو ( سنسور حرارة ) قادرة على قياس درجات الحرارة على مستوى العمق المريخى بالكامل حيث كان  متوقع وصوله إلى ( 5 م ) لكنه نجح فى اختراق التربة المريخية بالكامل فأى ضرب على الحفار من فوق يصبح مغامرة تهدد الجهاز  بالكامل واستمرت كل المحاولات الممكنة لسنة كاملة لدفن الكبل قدر الإمكان تحت سطح المريخ حيث فشلت كل المحاولات ففى ( 20 / 10 / 2020 ) قرر الفريق العلمى استخدام الجاروف المثبت على ذراع ( انسايت ) لدفع الكبل قدر الامكان داخل تربة المريخ وبدأ الجهاز فى دراسة حرارة المريخ المنطلقة من تحت السطح حيث أن المهمة نجحت ولكن بجزء صغير حيث أنها تكتسب من توفير معلومات عن البيئة الحرارية للمريخ واستمرت مهمة ( انسايت ) ( 4 سنوات ) كاملة فى دراسة وتصوير كوكب المريخ / الكوكب  الأحمر / Mars حتى بدأ التراب المريخى فى التراكم على الألواح الشمسية حيث فقدت الألواح الشمسية قدرتها على حفظ الطاقة من الشمس بنسبة ( 75 % ) حيث وجد ( 25 % ) من الطاقة مسئولة عن تشغيل الأجهزة العلمية والسخانات وهذا أصبح غير ممكن وبالرغم من ثقة الفريق العلمى المسئول عن المهمة أن الرياح المريخية وخاصة العواصف الترابية من الممكن أنها تنظف الألواح الشمسية ولو بنسبة قليلة ولكن ذلك لم يحدث فالوضع أصبح أسوأ وأسوأ مع مرور الوقت حيث أن العلماء كانوا تحت ضغط رهيب جدا وهو الاختيار بين الأجهزة الهامة لتشغيلها للحفاظ على استمرار المهمة على الكوكب الأحمر وفعلا تم فصل الطاقة عن الجهاز ( اتش بى كيو ) و جهاز

( رايس ) ليبقى جهاز ( سايس ) والمسئول عن توفير الحرارة الكافية للحفاظ على اللوحات الكهربية وقت تشغيلها فى بيئة المريخ التى يصل فيها الفرق فى درجات الحرارة بين النهار والليل ( 100 درجة م ) وباستمرار تغطية الأتربة للألواح الشمسية الخاصة بإنسايت حيث ستبدأ المركبة الفضائية ( انسايت ) فى الدخول فى سبات أبدى بعد ما تنهار قدرة السخانات على توفير الحرارة الكافية وتتجمد الكروت الكهربية بالكامل وتعلن عن نهاية مهمة من أعظم مهمات المريخ حيث تبدأ إنسايت فى غلق عيونها على مشهد لغروب الشمس على كوكب المريخ حيث يوجد برودة قاسية وإشعاعات ستظل موجودة فيها إلى الأبد فالحقيقة لا بد من التفكير فى أكثر من طريقة لتنظيف الألواح الشمسية فيمكن استخدام ذراع المركبة الفضائية

( إنسايت ) ليمكن رفع درع الرياح فى جهاز ( سايس ) واستخدام الدرع فى تنظيف الألواح الشمسية وبما أن تصميمه مرن إلى حد ما من الناحية الملامسة لسطح المريخ .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

3 / 6 / 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق