الأربعاء، 16 أغسطس 2023

الكون المعجز ( مقراب هابل الفضائى )

 

الكون المعجز ( مقراب هابل الفضائى )

التلسكوب الأهم فى الأرض ( تلسكوب هابل الفضائى ) لم يلامس كوكب الأرض ويدور مقراب هابل الفضائى على بعد ( 650 كم ) فوق الأرض ويدور حولها كل ( 97 دقيقة ) مراياه القوية ترى كل شىء إنها تلمح النجوم التى تتشكل فيها عوالم جديدة وعنف انفجار النجوم وتسلط الضوء على الثقوب السوداء فهابل هو المفتاح لسبر أسرار الكون لكن مقراب هابل فى خطر فقدانه للأبد فلقد تعطلت بعض أجهزته كالكاميرا الرئيسية وآلة تحليل الضوء ( مخططات الطيف ) أو ( سبكتروجراف ) فأجهزة تحديد مسار هابل فى الفضاء تعطلت كذلك وأنه آيل للسقوط المقراب البالغ وزنه ( 12 طن ) يسقط باتجاه كوكب الأرض ببطء لكن مهمة إنقاذ هابل قد تكون محفوفة بالأخطار فلقد انطلق أحد رواد الفضاء نحو هابل لاصلاحه عام ( 2008 ) فالذهاب لهابل مخاطرة محسوبة وإن العلاقة بين المجرة والثقب الأسود داخلها لم يدرك حتى الأن لكن الفلكيون يظنون أن الثقب الأسود يلعب دورا هاما فى تشكل المجرات ففى كل مجرة كبيرة يوجد ثقب أسود فى مركزها فالأمر له علاقه بالغاز والغبار الكونيين المتراكمين مع تطور المجرة فتلسكوب هابل الفضائى كشف العلاقة التى بين الثقوب السوداء والمجرات وهذا أمر واضح عند النظر لمجرة ( 887 ) وباقى المجرات الأخرى قبل هابل كانت الثقوب السوداء نظرية غير مثبتة من المعرفة الفلكية فلقد غير هابل الفضاء للأبد فلماذا يستحق مقراب هابل المخاطرة بإصلاحه رغم أنه أطلق للفضاء عام ( 1990 ) لأن هابل ما زال يزود البشرية بمعلومات جديدة عن الكون ولطالما تساءل العلماء عن نشأة النجوم الشبيهة بالشمس فالنجوم نشأت من الغمامات والغبار الكونيين فلا بد من اكتشاف كيف تنشأ النجوم من الغمام ؟ يشك الفلكيون أن سديم النسر ربما يمتلك الأدلة حتى أقرب التلسكوبات على الأرض لا يمكنها تصويره بوضوح وفى عام

( 1995 ) وجه هابل باتجاه سديم النسر فلقد التقط هابل صورا لسديم النسر يبعد عن الأرض

( 6500 سنة ضوئية ) حيث ظهرت فيها ( 3 أعمدة ) فهذه الأعمدة الحارة لم تظهر بهذا التفصيل المذهل من الغازات والغبار حيث أن الغاز طوله ( 4 سنين ضوئية ) بحساب المسافات فى الكون ما يعطيها الشكل المميز حقيقة أن المسافات فى الكون قريبة من نجوم قريبة جدا شديدة الحرارة جدا وذات ضوء ساطع يطلق الأشعة فوق البنفسجية بقدر هائل لأول مرة يرى العلماء أن العمود المرقط الغازية فالكتل فى الحلقة المفقودة فى تكون النجوم فالكتل الغازية المتبخرة تكشف الصور أن هناك نجوما صغيرة تتكون داخل الكتل الغازية المتبخرة فالعملية ديناميكية جدا .

إن لقطات التغيير جارية وكجزء من التغيير يولد جيل جديد من النجوم فالنقطة الحمراء وهى نجم حيث يتضح النجم الواقع أعلى الكتل الغازية المتبخرة وتظهر الكتل الغازية المتبخرة صغيرة لكن المكان كاف ليتسع للمجموعة الشمسية بكاملها فكتل الغاز الساخنة هى المرحلة الأولى فى تشكل النجم والأعمدة الواقعة أعلاها أعمدة النشأة فصورة هابل التى تخص سديم النسر تظهر مرحلة مبكرة من تكون النجوم وما لا يظهره هو المرحلة التالية وهى خروج النجم من الكتل الغازية المتبخرة فالصور الملتقطة من هابل عام ( 1994 ) على بعد ( 1500 ) سنة ضوئية عن الأرض يقع ( سديم أوريون ) كما هو الحال مع سديم النسر يمثل أوريون موطن نشأة للنجوم وبتفحص العلماء الصور اكتشفوا بقعا داكنة صغيرة أقراص مسطحة من الغاز والغبار الكونيين حيث تشكلت بفعل الكتل الغازية المتبخرة المتحررة والبقع أقراص الكواكب الأولية والكتلة الحارة البرتقالية فى المركز تجتذب المواد المتناثرة من الأقراص المحيطة حيث يضغط المادة فى مركز الكتلة ويزداد الضغط وترتفع درجة حرارة الكتلة وستصبح الكتلة حارة جدا مسببة انصهارا نوويا ويولد النجم وإن الحرارة والإشعاع الناتجان عن الاندماج حيث يولدان رياحا نجمية تكنس المواد المتناثرة فى القرص بعيدا لكن بعض المواد تبقى فى المدار المحيط بالنجم الجديد مع الوقت تتجمع الكتل فى شكل عقد وكتل تنمو وتتطور لتكون كوكبا فإذا عدنا ( 4 ملايين ونصف مليون سنة ) نظرنا لتكون الشمس والمجموعة الشمسية حيث ستكون البيئة التى تضم كوكب الأرض فهابل جعلنا نرى تكون كل مجموعة شمسية جديدة وأجاب عن سؤال قديم كيف تكونت الشمس وكيف تكونت الأرض ؟

فيما ورائى سديمى النسر وأوريون توجد نجوما أكبر تصنع مناطق جديدة ضمن مجرة درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way .

حيث يتساءل العلماء إن كانت دورة حياة النجوم متشابهة فى الأماكن الأبعد وفى ( 3 / 2005 ) أرسل هابل صورا لهدف جديد ( سديم كارينا ) أحد أكبر مناطق تشكل النجوم فى السماء لكن المعلومات الأولية من هابل فالصور تظهر من هابل بالأبيض والأسود ويتم تلوين الصور وفقا للعناصر الكيميائية التى تلتقطها أجهزة هابل فالأزرق أكسجين والأحمر كبريت والأخضر هيدروجين ويتم العمل لإنتاج صورة كاملة من فسيفساء ( 48 صورة ) منفصلة فصور هابل لسديم كارينا تظهر منطقة تبعد ( 50 سنة ضوئية ) عن الأرض فالكتل الغازية المتبخرة تصبح نجوما تدور فى فلكها الكواكب بين آلاف النجوم المتكونة حديثا تكمن مفاجأة بين أروقة سديم كارينا حيث التقط هابل احتضار نجم ضخم جدا واحتضار نجم بالنسبة للعلماء هو فرصة لرؤية مستقبل المجموعة الشمسية حيث تظهر صور مقراب هابل قذائف غازية كالبتلات هى شواهد قبور جمالها خداع حيث أن جدران الألوان تمثل الطبقات الخارجية لنجم شبيه بالشمس ومع نفاذ الوقود النووى منه وتتوسع الطبقات الخارجية للنجم الشبيه بالشمس إذ تعجز جاذبيته عن جذبها أكثر حيث تنطلق فى الفضاء وفى عام ( 2004 ) التقط هابل صورا تعطينا فكرة عن مصير الأرض .

ويوجد سديم اللولب حيث أن مع توسع الطبقات الخارجية للنجم الشبيه بالشمس تولد كرة ساخنة من الاكسجين والكربون المتسلق ( القزم الأبيض ) حيث أن فى يوم ما سيحدث نفس الحدث للشمس حيث سينفذ وقود الشمس النووى مما يؤدى لتوسعها لتصبح نجما أحمر ضخما فسترتفع درجة حرارة الأرض لآلاف الدرجات المئوية وستفنى كل الكائنات على الأرض حيث أن جدار من الغاز الساخن سيكنس الأرض وكل ما فى المجموعة الشمسية من كواكب وأقمار وكل كوكب وقمر فى طريقه سيحترق والطبقة الباقية من الشمس بقعة ملونة فيمكن رؤيتها على بعد آلاف السنين الضوئية فيبقى ( 5 ملايين سنة ) لترك الأرض لكن موت الشمس لا يقارن بالسقوط العنيف حيث توجد نجوم أضخم من الشمس بمئات المرات وكلما زاد حجم النجم قصرت حياته وكان موته أكثر عنفا حيث أن النجوم تنفجر ككرة رهيبة من النار فى عملية المستعر الأعظم

( السوبرنوفا ) لا تنفجر كل النجوم مشكلة السوبرنوفا فلا يمكن للشمس فعل ذلك فهى لا تمتلك الطاقة الكافية ولا كتلة تؤدى لتفاعلات تؤدى لانفجار النجم ( الشمس ) وتوجد نجوم قليلة فى مجرة الطريق اللبنى يمكنها فعل ذلك حيث أن فى كل نجم يوجد توازن دقيق بين الجاذبية الداخلية والضغط الخارجى الناتج عن الحرارة المتولدة بفعل الانصهار النووى وحين ينفذ الوقود النووى يفقد الضغط الخارجى اللازم للموازنة فتكون الجاذبية هى الطاغية حيث ينكمش النجم وينفجر فقوة المستعر الأعظم ( السوبرنوفا ) تدمر النجم وكل ما يحيط به فإن كان النجم قريبا من الأرض ستندفع موجة من أشعة جاما باتجاه الأرض وقد تدمر الأقمار الصناعية وتسبب انقطاع الطاقة الكهربية فى العالم ولقد انفجر نجم ضخم فى الماضى فى مجرة الطريق اللبنى ومقراب هابل سجل صورة لما حدث بعد ذلك .

ويوجد سديم السرطان وهو الحطام المتمدد من السوبرنوفا والذى وقع عام ( 1054 ) حيث أن الانفجار الأعظم سجله الفلكيون الصينيون فحطام السوبرنوفا أو المستعر الأعظم عمره 1000 سنة ما زال يزحف فى الفضاء بسرعة ( 5 ملايين كم / ساعة ) .

فالخيوط المترابطة فى نسيج توفر أدلة لطبيعة الحياة بحد ذاتها عناصر أساسية لازمة لخلق حياة موجودة داخل النجم فعند انفجار النجم تتناثر العناصر فى الكون وتخترق غيوم السديم البعيدة التى تكون كواكب جديدة وحياة جديدة فيكون الهيموجلوبين أحمر عند النزف وسبب اللون الأحمر

( الأكسجين ) والحديد فى الدم يتولد بفعل المستعر الأعظم ( السوبرنوفا ) كما أن الكالسيوم فى العظام تشكل بفعل المستعر الأعظم ( السوبرنوفا ) فنحن نتعلم الكثير عن الكون عند موت نجم ما ويزود هابل العلماء بخبرات مستمرة حينما يراقب نجما بالتحديد .

ويوجد نجم ( إيتا كارينا ) فى سديم كارينا حيث أن النجم غامض وكتلته أكبر من كتلة الشمس بمئات المرات وكلما ازدادت كتلة النجم ازدادت حرارته ويكون سطحه حارا جدا ولا يحتفظ بالغاز فهو يبث الغازات بشكل مستمر ودائم ولأكثر من عقد التقط هابل عدة صور لايتا كارينا فهو عباره عن فصين كبيرين من الغاز الساخن جدا المنبعث من السطح رغم أن ايتا كارينا نجم حديث فإن ضخامة كتلته تجعله غير مستقر فلن يدوم النجم طويلا ايتا كارينا نجم سيموت وحين يموت ايتا كارينا سيولد أحد أشكال المستعر الأعظم ( السوبرنوفا ) تدميرا وحين يصل ضوء الانفجار للأرض سيكون ساطعا كالبدر المكتمل وسيكون الضوء مركزا فى نقطة فى السماء وسيسلط ظلا فى الليل وتبدأ الألعاب النارية حين ينفذ وقود النجم النووى سيدمر النجم نفسه خلال ثوان .

إن مركز النجم المنفجر يواجه أشد مرحلة من الكارثة وحين يحدث ذلك سيولد الظهيرة الكونية .

وتوجد الثقوب السوداء وإن ظاهرة الثقوب السوداء الغامضة تنتج عن الانفجار العنيف والقوى للمستعر الأعظم ( السوبرنوفا ) فقبل هابل لم يكن هناك دليل قاطع على وجود الثقوب السوداء فإن المفهوم الحديث للثقوب السوداء مصدره النظرية النسبية العامة لآينشتين فالمادة إذا كانت ذات كتلة وكثافة هائلة فإن الجاذبية ستكون قوية لخلق مساحة فى الفضاء لا يمكن للضوء النفاذ منها فهى ثقبا أسود فى الفضاء فالدخول فيه لا مخرج منه ( فخ كونى ) بحسب نظرية النسبية العامة تبدأ الثقوب السوداء بنجم كبير بحيث يكون أكبر ( 4 مرات ) من الشمس وإن الثقوب السوداء شىء بسيط فهو كتلة تتضاءل لدرجة أن حقل الجاذبية حولها سيكون قويا بحيث لا يمكن للضوء مغادرته أو النفاذ خلاله فلو حاول بأن يبعث أشعة فإن فوتوناته ستهوى للداخل حيث ستبتلعها جاذبية الثقب الأسود ولن ترى أبدا أثناء انفجار السوبرنوفا فإن اللب الداخلى للنجم ينهار فى نقطة أصغر من رأس الدبوس ( المتفردة ) شىء لا طول ولا عرض ولا ارتفاع له لكن تتركز فيه معظم جاذبية النجم الأصلى فإحدى أهداف هابل إثبات وجود الثقوب السوداء أو عدم وجودها لكن كيف يتم التفتيش عن نقطة غير مرئية ؟ فعن طريق توجيه هابل لتفحص مراكز مجرة الطريق اللبنى حيث تم اكتشاف أن النجوم الواقعة بشكل أقرب من مركز مجرة الطريق اللبنى تدور بسرعة عالية فمعظم النجوم تتحرك بسرعة بطيئة نسبيا لكن فى مركز مجرة الطريق اللبنى تتحرك النجوم بفعل جاذبية شىء معين ضخم لكنه مكتنز جدا فيوجد سبب واحد لتأثير الثقب الأسود الاسطورى ولقد ورد دليل آخر على وجود الثقوب السوداء من صور هابل على ثقب غامض يبعد ( 5000 ) سنة ضوئية عن الأرض حيث يوجد نفث يخترق المجرة الاهليليجية

( إم 87 ) حيث أن النفث فى المجرة ( إم 87 ) سببه شدة الغبار والغاز الكونيين المتراكمين داخل الثقوب السوداء حيث توجد تراكمات كثيرة تسبب ازدحاما فيتراص الغاز والغبار الكوني مكونين قرصا فبعضا من هذه المواد ينفذ ويولد النفث وتبرز الثقوب السوداء كالأضواء الساطعة فإن العلاقة بين المجرات والثقوب السوداء لم تدرك حتى الأن لكن علماء الفلك يظنون أن الثقوب السوداء تلعب دورا هاما فى تشكل المجرات ففى كل مجرة كبيرة ثقبا أسود فى مركزها فلا بد أن يكون الأمر له علاقة بتطور المجرة فهابل كشف العلاقة بين الثقوب السوداء والمجرات ففى مجرة ( إم 87 ) والمجرات الأخرى فقبل هابل كانت الثقوب السوداء نظرية غير مثبتة من المعرفة الفلكية فلقد غير هابل النظرية للأبد حيث أثبت وجود الثقوب السوداء فى الكون فالقوة العنيفة التى تشكل النجوم فى الفضاء تساهم فى تشكل المجموعة الشمسية وفى صيف عام

( 1992 ) اكتشف المذنب ( شوميكر ليفى 9 ) أو ( إس إل 9 ) فلقد مر قريبا جدا من المشترى

( Jupiter ) والمذنب الذى بطول ( 1 كم و 800 م ) عالق بسبب جاذبية المشترى العالية ثم انفصل ( إس إل 9 ) وانتشرت الشظايا مسافة طويلة وأظهر هابل ذلك فى صورة خيط اللألىء حيث تقترح المعلومات أن الأجرام ستسطدم مع المشترى قريبا فإن الاصطدامات جزء هام جدا من تطور المجموعة الشمسية ( Solar System ) فبالنظر للقمر سنرى الفوهات البركانية فالاصطدامات مهمة حتى على سطح الأرض حيث سيظهر ( إس إل 9 ) حيث أن الاصطدامات ليست جزءا من الماضى بل جزءا من الحاضر والمستقبل .

إن جزء من تحدى ( إس إل 9 ) أن يعمل على متابعة الحدث بشكل مباشر فهابل يتابع الأحداث التى حدثت منذ ملايين السنين لكن موت المذنب سيحدث بسرعة وفى ( 9 / 1994 ) فرؤية اصطدام مذنب ( إس إل 9 ) مع كوكب المشترى حيث أن الصورة الأولى ل ( إس إل 9 ) لم تظهر أى آثار للاصطدام بكوكب المشترى .

لكن وردت صور جديدة حيث دار كوكب المشترى بدرجة كافية جعلت موقع الاصطدام مرئيا كقرص وكان ضخما فرؤية اصطدام مذنب ( إس إل 9 ) بالمشترى بشكل مباشر لحظة تاريخية فى الكون فيمكن رؤية موقع التصادم فطوال اسبوع كامل التقط هابل صورا ( شوميكر ليفى 9 )

( إس إل 9 ) لاصطدامه بكوكب المشترى ولقد تم حساب ارتفاعات الانفجارات فى كوكب المشترى وقد بلغت ( 3000 كم ) على الغلاف الجوى للمشترى فلقد كانت الانفجارات ضخمة جدا وكان لها تأثير واسع على المشترى فلقد خلفت غيوما انتشرت لمسافة آلاف الكيلومترات وبلغت درجات الحرارة عشرات الآلاف من الدرجات المئوية لذا فإن اصطدام مذنب شوميكر ليفى 9 ( إس إل 9 ) بالأرض فإن كارثة ستقع لا محالة فصور هابل تثبت أن الاصطدامات العنيفة التى شكلت كوكب الأرض قبل مليارات السنين مستمرة فى الوقت الحاضر ولقد تسبب شوميكر ليفى 9

( إس إل 9 ) بيوم مدمر للمشترى لكن حين استدار مقراب هابل نحو بقعة فارغة فى الفضاء اكتشف أمرا جديدا فى المجتمع العلمى ففى شتاء عام ( 1995 ) تم ارسال سلسلة أوامر لكمبيوتر مقراب هابل جعلته يتجه نحو بقعة تبدو فارغة فى الفضاء وتركزت عدسات هابل القوية على منطقة واحدة فى الفضاء ول ( 10 أيام ) متتابعة فلقد تم اكتشاف ( حقل هابل البعيد ) فعندما نأخذ مقرابا فضائيا ونوجهه نحو جزء يبدو فارغا من السماء ونتركه ليلتقط صورا ثم نوجهه لجزء فارغ من السماء ثم آخر ثم آخر ثم نجمع الصور ( حقل هلبل البعيد ) فنرى بشكل متعمق فى الكون حيث نرى المجرات ونرى الآلاف المؤلفة من المجرات ( Galaxies ) حقلا مزدحما ورغم ذلك فالأجزاء تبدو أجزاء فارغة فى السماء فكل بقعة فى السماء الملتقطة من هابل تمثل مجرة بها مليارات النجوم حيث تم تصوير المجرات فى مراحل تطور مختلفة فمنذ وقت قريب من تكون الكون حتى تشكل المجرات الحلزونية كمجرة درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى حيث أن الاصطدامات المنتشرة فى حقل هابل البعيد أى أن المجرات ما زالت مستمرة فى التصادم وتحطيم بعضها البعض فيوجد المليارات من المجرات فى الكون الواسع لكن حين رؤية حقل هابل البعيد فنرى جزء صغير جدا من السماء وبالرغم من ذلك فهو محتشد بالمجرات وإن الكون مذهل مزدحم فعلا وإن تاريخ المجرات فى النمو والتغير ففى الصور فى حقل هابل البعيد ولكن أروع اكتشافات هابل لا يمكن رؤيته على الاطلاق .

 

شىء يضم قوة كبيرة تجعل الكون متماسكا بشدة حيث تفاجأ الفلكيون بسلوك المجرات فرؤية العدد الكبير من المجرات ولكن لم يمكن فهمها فطريقة دوران المجرات عند أطراف المجرة الحلزونية تتحرك أسرع مما تسمح به القوانين الفيزيائية وقد لاحظ الفلكيون وجود تجمعات من المجرات تضم داخلها مئات الآلاف من المجرات فتجمعات المجرات مترابطة مع بعضها البعض وما زالت المجرات تدور بعد كل هذا الوقت ما سبب ارتباطها بهذه المجاميع حيث يوجد شىء يخلق جاذبية ورابطة يقوم بتثبيت المجرات فى مكانها ويجعلها مستمرة فى دورانها وبما أن بعض المجرات تدور حولها هالة من مادة مجهولة فقد افترض الفلكيون أن المادة المجهولة تتصرف كصمغ يثبت الكون فى مكانه ( المادة السوداء / الطاقة المظلمة ) ورغم أنه لا يمكن رؤية المادة السوداء اكتشف أحد الفلكيين طريقة لايجادها فتم جمع صورة مؤلفة من 600 لقطة ببطء فتم تجميعها لتشكل بقعة واسعة فى السماء تمكن من رؤية مليونى مجرة باهتة وقد كانت دراسة لمقراب هابل للكون أكبر دراسة للفضاء حيث كشفت الدراسة أن النجوم والمجرات تتكون من مادة عادية تتعلق بفعل الجاذبية داخل غيوم المادة السوداء فالبقعة المجسمة من المادة السوداء أظهرها هابل لأول مرة فى التاريخ حيث تظهر أن المادة السوداء تشكل أساس الكون بعد الاصطدامات الكبيرة تبين أن جاذبية المادة السوداء هى اللبنة الأساسية فى بناء الكون فلا يعلم أحد شيئا عن حقيقة المادة السوداء فيوجد فى الجدول الدورى كل العناصر الموجودة فى الكون والمرئية بشكل يومى فكل المواد الملموسة التى يمكن رؤيتها أو لمسها أو تذوقها أو الاحساس بها موجودة فى الجدول الدورى للعناصر لكن ليست المادة السوداء فبفضل هابل أوجد العلماء طريقة لتحديد موقعها وقياسها وأن المادة السوداء موجودة فى الكون بمقدار 5 أضعاف مقارنة بالمواد الملموسة لكن إن جمعنا المادة السوداء والمواد الملموسة التى تشكل النجوم والكواكب والمجرات يتضح جهلنا بثلثى الكون فمم يتكون باقى الكون ؟ حيث تصبح طاقة المادة السوداء أقوى من الجاذبية وأقوى من القوة التى تربط الذرات بعضها ببعض حيث ستتفكك كل أواصر الربط حتى تصل للمستوى ما دون الذرى فيبدو أن عمر الكون قصير جدا وذات يوم سيحدث التمزق الكبير فالدراسة المتواصلة للطاقة السوداء أو الطاقة المظلمة أو المادة السوداء هى أهم سبب لبقاء هابل فى الفضاء وبعد ( 20 سنة ) على إطلاقه ما زال هابل يتقن أساليب جديدة فحين يهبط مكوك الفضاء ( أطلنطس ) فى نهاية مهمة الصيانة فيتم تشغيل الكاميرا الفضائية واسعة المدى الجديدة مما يوسع نطاق عمل هابل ومرسمة الطيف الكونى التى ستسمح بمعرفة المزيد عن تأثير المادة السوداء فى المجرات البعيدة لكن بوضع أجهزة جديدة فإن أيام هابل معدودة فى الفضاء حيث أن المكوك الفضائى ( أطلنطس ) سيدخل جهاز ينهى رحلة هابل فى الفضاء وسيأخذ هابل أمرا بالتوقف وسيحترق هابل عند دخوله الغلاف الجوى للأرض وسيدخل التاريخ حيث سيسقط مقراب هابل فى المحيط الهادىء .

فالجيل القادم من المقرابات الفضائية مقراب ( جيمس ويب ) الفضائى والذى أطلق عام 2013 وسيتفوق ( جيمس ويب ) على ( هابل ) حيث سيصل إلى ما وراء القمر حيث سيتوازن بين قوى الجذب الخاصة بالأرض والقمر والشمس وبرز ( جيمس ويب ) بعدما قدم ( هابل ) أملا فى التقاط صورا للكواكب المحيطة بالنجوم الأخرى فيوجد أمل فى إيجاد كواكب شبيهة بالأرض وأن يتم التحقق من أجوائها ويتم تحليلها كيميائيا لنرى هل يوجد هناك آثار حياة أم لا فليس هذا خيالا علميا أو حلما بل فى تقدم سريع فمقراب ( جيمس ويب ) سيتقدم بالعلم أكثر مما قدم ( هابل ) لكن ( هابل ) سيبقى رائدا فى استكشاف الفضاء فهو أول مقراب فضائى بالنسبة للبشر فقد طور هابل علم الفلك تطورا كبيرا بالنسبة للعامة من الناس فلقد حدد لنا  هابل حدود الأرض فى الكون وسهل لنا الاكتشاف وكل ما هو جديد .

 

أهم اكتشافات مقراب هابل :

1 ) سديم النسر .

2 ) سديم أوريون .

3 ) سديم كارينا ونجمه ( إيتا كارينا ) .

4 ) سديم اللولب .

5 ) المذنب ( شوميكر ليفى 9 ) ( إس إل 9 ) واصطدامه بكوكب المشترى ( Jupiter ) .

6 ) الثقوب السوداء .

7 ) المادة السوداء أو الطاقة المظلمة .    أسامة ممدوح عبد الرازق  25 / 12 / 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق