السبت، 19 أغسطس 2023

المحيط النارى الكونى

 

المحيط النارى الكونى

ما زالت الشمس لغزا خاصة فى التقدم العلمى لعلم الفلك فتحتاج الشمس للمزيد من الدراسات بالتلسكوبات الأرضية والفضائية وأجهزة الرصد الالكترونية كالمطياف ( Spectroscope ) الذى يدرس ويراقب أطياف النجوم .

 

الشمس والأرض والاشعاعات :

عندما كانت الشمس صغيرة السن نسبيا حيث يبلغ عمرها الآن ( 5 بلايين سنة ) كانت الشمس أصغر مما هى عليه فى الوقت الحاضر فقطر الشمس نحو ( مليون و392000 كم ) ولا بد أن كوكب الأرض قد تعرض لإشعاع فوق بنفسجى وأشعة جاما حيث أن نشاط طبقة ( الكروموسفير ) الطبقة الملونة فى الشمس يمكن أن يضمحل مع الزمن وظل مرتبطا بالضعف التدريجى للمجال المغناطيسى للشمس ففقدت الشمس منذ بداية حياتها بحوالى ( 5 % ) من كتلتها نتيجة التفاعلات النووية الحرارية وقد كسبت الشمس بعض الكتلة نتيجة التصاق الغبار والغاز ما بين النجوم والكتلة الاضافية أقل كثيرا مما فقدته .

أما تطور الشمس المستقبلى فيتوقع علماء الفلك للشمس إذا استطاعت الاستمرار فى إنفاق ما لا يزيد على ( 650 مليون طن ) من الهيدروجين فى الثانية فتظل تنتج الطاقة لنحو ( 5 بلايين سنة ) وبعدها تتحول لعملاق أحمر فقزم أبيض فثقب أسود  .

 

التفاعلات النووية الحرارية :

تحدث طاقة الشمس عن طريق التفاعلات النووية الحرارية فالطريقة التى يتم بها التحويل فى قلب الشمس بسلسلة ( البروتون / بروتون ) ويوجد طريقة أخرى يمكن بها التحويل عن طريق دائرة الكربون إذا بلغت درجة الحرارة ( 20 مليون درجة مئوية ) وإن درجة الحرارة فى معظم أجزاء داخل الشمس تبلغ ( 15 مليون درجة مئوية ) فإن تفاعلات البروتون / بروتون الأكثر أهمية فكيف يتم حدوث تفاعل البروتون / بروتون فى التفاعل النووى الحرارى ؟

إن الظروف الغريبة السائدة فى قلب الشمس من درجة حرارة متوسطة تبلغ ( 15 مليون درجة ) وضغط يصل ل ( تريليون ( مليون / مليون طن ) فوق البوصة المربعة = 6.5 سم مربع .

فتوجد الكترونات حرة وبروتونات نووية منفصلة عن الكتروناتها وليس من الضرورى أن تكون التفاعلات النووية الحرارية سريعة الحدوث مما يؤدى لتطاير الشمس فى الفضاء .

إن أول خطوة فى التفاعل النووى الحرارى اصطدام بروتونين وكل بروتون عبارة عن نواة ذرة هيدروجين منزوعة الالكترونات ذرة الهيدروجين = إلكترون واحد + بروتون واحد .

وبالتحام البروتونين تحدث عدة تفاعلات فبالتصاق البروتونين معا يكونان النظير الثقيل للهيدروجين ( الديوتيريوم ) فينشأ من فائض طاقة الحركة والشحنة إنتاج جسيمين ( النيترينو /

البوزيترون ) .

 

 

 

النيترينو والبوزيترون :

النيترينو جسيم أولى ليس له كتلة أو شحنة يرفض التفاعل مع أى مادة فى الكون فبمجرد نشأته كنتيجة لتصادم البروتونين فإنه ينطلق مخترقا كتلة الشمس للفضاء .

ويوجد أعداد هائلة من النيترينووات تجوب أركان الكون باستمرار وتنشأ كناتج من مخلفات بلايين النجوم وكثير من النيوترينووات يمر خلال كوكب الأرض .

أما البوزيترون مادة مضادة للالكترون تحمل شحنة موجبة حيث أن الالكترون يحمل شحنة سالبة فالبوزيترون إلكترون يحمل شحنة موجبة لا سالبة .

ويعتبر تحرر البوزيترون خلال اصطدام البروتونين فيجد نفسه محاطا بالالكترونات السالبة الشحنة وفى جزء ضئيل من الثانية يصطدم بالالكترون ذى الشحنة السالبة فيتلاشيان وينبعث منهما وميض  من الطاقة .

2 ) بعد تكوين نواة الديوتيريوم ( الهيدروجين الثقيل ) فتتم فى بضع ثوان حيث تقتنص نواة الديوتيريوم بروتونا آخر فتصبح ( 3 بروتونات ) معا إذ سرعان ما يتحول أحد البروتونات لنيترون متعادل الشحنة وتتكون نواة خفيفة للهليوم ( هليوم 3 ) فينشأ عن التغيير الشديد فى التفاعل انطلاق أشعة جاما أقصر الاشعاعات الكهرومغناطيسية من حيث طول الموجة ولكن أكبرها طاقة فيتم تحرير المزيد من الطاقة الشمسية .

وفى كل ثانية يتم بواسطة تفاعل البروتون / بروتون التفاعل النووى الحرارى تحويل نحو

( 57 مليون طن ) من الهيدروجين فى مركز الشمس ( 653 طن ) من الهليوم مع فقد ما يساوى

( 5 ملايين ) من الكتلة تتحول لطاقة شمسية .

 

 

رءوف وصفى

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق