الأربعاء، 16 أغسطس 2023

المجال المغناطيسى يعمل كمرآة عاكسة للرياح الشمسية

 

المجال المغناطيسى يعمل كمرآة عاكسة للرياح الشمسية

إن المجال المغناطيسى للأرض أكبر منها بكثير ولولا هذه الميزة لانعدمت الحياة على ظهر الأرض والمجال المغناطيسى للأرض نعمة عظمى من الخالق سبحانه وتعالى تستوجب الشكر والحمد ولقد زود الله سبحانه وتعالى الأرض بغلاف جوى يحميها وهو عبارة عن مجال مغناطيسى قوى جدا فأثناء تشكل الأرض قذفت بكميات هائلة من النيازك الحديدية التى نزلت إلى الأرض واستقرت فى نواة الأرض عبر ملايين السنين .

وتتميز الأرض بوجود مجال مغناطيسى حولها يمتد لأكثر من ( 60000 كم ) فى الفضاء وهو موجود فى منطقة ( مجنيتوسفير ) وهذا المجال المغناطيسى يمنع الكثير من الجزيئات الخطرة المنبعثة من الشمس والتى تحملها الرياح الشمسية ويردها ولا يسمح لها باختراق جو الأرض ويؤكد العلماء أن الشمس تبث أكثر من ( 1000 مليون كجم ) من المواد الخطرة فى كل ثانية وجزء من هذه المواد يقترب من الأرض ويتبدد على حدود الغلاف المغناطيسى للأرض فقد زود الله تعالى الغلاف المغناطيسى للأرض بقدرة غريبة على صد الهجوم الشمسى الفتاك وهذه الأجسام هى عبارة عن أشعة الكترونية وأشعة من البروتونات وذرات متأينة من معظم العناصر المعروفة وتسير بسرعة أكبر من سرعة الصوت تبلغ حتى ( 800 كم / ث ) وعندما تصطدم بالمجال المغناطيسى الأرضى يقوم بتخفيض سرعة الجسيمات إلى ما دون سرعة الصوت وإلغاء فعاليتها .

وعندما تقترب الرياح الشمسية المحملة بالجسيمات الخطرة والسريعة تتباطأ على حدود المجال المغناطيسى للأرض ويقوم المجال المغناطيسى بطرد الجزء الأكبر ويسمح بدخول جزء ضئيل جدا ولكن الجزء يتفاعل مع ذرات الغلاف الجوى ويثير الذرات وبعد ذلك تعود لطبيعتها فتقوم بإصدار الأشعة الضوئية وتعتبر هذه الظاهرة من الظواهر المعقدة والتى لا تزال غير مفهومة بالكامل ولكن جزء من هذه الجسيمات يقترب حتى يصل إلى مسافة قريبة من الأرض ولكن من رحمة الله تعالى أنه يتبدد مشكلا ظاهرة الشفق القطبى وهى من أجمل الظواهر الكونية ويعتبر المجال المغناطيسى للأرض الأقوى بين الكواكب ويتجلى القسم الالهى بهذه الظاهرة عندما قال الله تعالى فى كتابه العزيز ( القرآن ) ( فلا أقسم بالشفق ) ( الانشقاق : 16 ) ويقول العلماء إن ظاهرة الشفق من أجمل الظواهر الكونية .

وتعتبر ظاهرة الشفق القطبى بمثابة تفريغ للطاقة التى تولدها الرياح الشمسية فقد رصد العلماء صدمة عنيفة بين الرياح الشمسية الفتاكة وهى جزيئات مشحونة كهربيا وبين المجال المغناطيسى للأرض .

وعندما درس العلماء بقية الكواكب فى النظام الشمسى ( المجموعة الشمسية ) وجدوا أن معظمها لا يملك مجال مغناطيسى فكوكب ( المريخ ) ليس له مجال مغناطيسى فهو ليس محميا من الرياح الشمسية القاتلة فهى تقترب منه وترتفع درجة الحرارة على سطح ( المريخ ) عدة مئات من الدرجات .

إلا أن العلماء يحاولون اكتشاف نوع من الحياة البدائية على سطح ( المريخ ) وأن ( المريخ ) كان ذات يوم قبل بلايين السنوات مغطى بالماء ولكن بسبب عدم وجود أى وسيلة لصد الهجوم الشمسى مما أدى لتبخر الماء وتآكل كوكب ( المريخ ) بمعدل ( 100 طن ) من مادته كل يوم ولا يزال التآكل مستمرا .

ويتغير اتجاه المجال المغناطيسى للأرض باستمرار فنجد أن الشمال المغناطيسى يتحرك بمعدل

( 15 كم ) فى السنة ويتأرجح وخلال آلاف السنين أو ملايين السنين يغير اتجاهه فيصبح فى الجنوب بدلا من الشمال وهذه الظاهرة تؤثر على الكائنات الحية على الأرض ويرجع سبب الدوران إلى دوران الحديد الموجود فى نواة الأرض باستمرار ويؤكد العلماء أن المجال المغناطيسى للأرض فى الماضى كان أقوى كثيرا من اليوم ولا يزال يتناقص باستمرار بحيث ينعدم المجال المغناطيسى الأرضى ويسمح للرياح الشمسية باختراق الغلاف الجوى للأرض وملامسة البحار مما يؤدى لارتفاع درجة حرارتها وتفكك الماء إلى هيدروجين واكسجين ثم تحدث انفجارات عنيفة وتظهر بوضوح فى الجانب المواجه للشمس ويتعرض لحركة عنيفة وتفاعلات قوية بين المجال المغناطيسى للأرض والرياح الشمسية ولكن الجانب المظلم من الأرض نجده ساكنا هادئا وهذا ما أشار إليه القرآن فى قوله تعالى ( فالق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ) ( الأنعام : 96 ) وفى الآية إشارة خفية إلى التفاعلات التى تحدث أثناء النهار ويتم عن طريقها اصطدام الجزيئات المشحونة كهربيا والقادمة من الشمس باتجاه الأرض وتكسرها كما تنكسر الأمواج على الشاطىء .

إن الله تعالى قد خلق عدة طبقات للغلاف الجوى الأرضى لتحميها من الرياح الشمسية ولا تسمح إلا بدخول الأشعة المفيدة والضرورية وكل طبقة من طبقات الغلاف الجوى الأرضى لها عمل محدد يختلف عن الطبقة التى تليها فهناك طبقة لحجب الأشعة فوق البنفسجية وطبقة لصد الأشعة الكونية .

إن الغلاف المغناطيسى للأرض ذات طبيعة مغناطيسية ليتمكن من حذف مسار الجزيئات المشحونة كهربيا وابعادها وضمان عدم وصولها للأرض .

والمجال المغناطيسى الأرضى يعمل كمرآه عاكسة للرياح الشمسية ولقد زود الله تعالى الأرض

ب ( 7 أغلفة ) تحيط بالأرض .

 

 

                                                                      أ . د / محمد عبد الرحمن سلامة

                                                                       المصدر : مجلة العلم المصرية

 

                                                                       بتاريخ ( يوليو 2012 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق