السبت، 19 أغسطس 2023

المتغيرات القيفاوية

 

المتغيرات القيفاوية

توجد ظاهرة كونية غريبة تحدث لبعض النجوم فتبدو غير ثابتة لا من حيث الضوء ولا من حيث الحجم ومن هذه النجوم ( المتغيرات القيفاوية ) (  Cepheid Variables ) وقد استمدت التسمية من مجموعة ( قيفاوس / Cepheus ) الملتهب وهى كوكبة شمالية ( ذات الكرسى والتنين ) التى اكتشف بها أول نجم من المتغيرات القيفاوية .

 

سر المتغيرات القيفاوية :

تتميز المتغيرات القيفاوية بأن حجمها وضوءها يصغر ويكبر ويقل ويكثر فى شبه حلقة دورية منتظمة والسبب وجود قوتين متضادتين من هذه النجوم .

1 ) تشد أطراف النجم للداخل ( الجاذبية )  2 ) تشد أطراف النجم للخارج ( الضغط داخل النجم )

ففى الحالة الأولى ينكمش النجم  وفى الحالة الثانية ينتفخ النجم .

وتوجد المتغيرات القيفاوية فى بقعة قليلة الكثافة بالنجوم فهى نوع نادر .

ولو كانت الشمس من المتغيرات القيفاوية لكانت حرارة الفوتوسفير ( الطبقة الضوئية التى تبلغ عمقها حوالى 400 كم ) تتغير آلافا عديدة من الدرجات كل اسبوع ولكانت الحياة على الأرض مستحيلة .

ويوجد نجم من المتغيرات القيفاوية ( ميرا / Mira ) فى مجموعة ( قيطس / Cetus ) وهى كوكبة جنوبية قرب ( الدلو ) وهو يشرق مدة شهرين كنجم من القدر الثالث لأن نسبة لمعانه 16 ثم يختفى ونستمر فى رؤيته بالتلسكوب ويظل خافتا عدة أسابيع ثم يزيد لمعانه ليعود للقدر الثالث .

 

المتغيرات وخطوط الامتصاص :

إن معظم النجوم العملاقة من مرتبة ( M / N ) نجوم متغيرة ومن ذوات الفترة الطويلة والتغير فى اللمعان قد يكون بسيطا أو شديدا وإن انخفاض اللمعان فى المتغيرات القيفاوية لحدها الأدنى خطوط امتصاص من ذرات الكربون والظاهرة تعطى جزء عن خفوت النجم الشديد فإذ يبرد النجم تتكاثف ذرات الكربون فى جوه حاجبة بعض الضوء .

وإن التألق الفجائى فى المتغيرات القيفاوية ناشىء عن غيوم من الغبار تقع على فوتوسفير النجم وإن نجوم من مرتبة ( M / N ) خافتة وباردة نسبيا وضغط أشعة ضوئها قليل .

فعندما يتحرك النجم من المتغيرات القيفاوية فى منطقة بها غبار كونى يمتص جزءا من مادة الغبار الكونى بالجاذبية فإن النجوم اللامعة من الأنواع الطيفية ما بين ( K / O ) حارة وتشع كمية كبيرة من الضوء وفى هذا الضوء من القوة ما يكفى للمحافظة على ضغط إشعاعى يدفع الغبار الكونى ويمنعه بالضغط عليه من الوقوع على سطح النجم .

 

النجوم العجيبة فى كوكبة ( الثور ) :

يوجد نوع نادر جدا من النجوم فى كوكبة ( الثور ) وهى كوكبة فى نصف الكرة الشمالى قرب كوكبة

( الجوزاء ) و ( الحمل ) ( متغيرات الثور ) ( T Tauri Variables ) وأنواعها الطيفية

( K / M / N ) .والنجم منها أشد قليلا فى اللمعان من مثيله على خط التتابع الرئيسى و يضم التتابع الرئيس( Main Sequence ) معظم النجوم فى السماء والنجوم تقاوم العوامل التى تؤدى لتقلصها عن طريق استهلاك وقودها من الهيدروجين فى داخلها .

والعامل الحرج الذى يمكن أن يفرق بين النجوم المختلفة فى خط التتابع الرئيسى ( الكتلة ) فبعض النجوم ( كالشعرى اليمانية / Sirius ) فى مجموعة ( الدب الأكبر ) من النجوم الباهرة فى السماء ويعادل ( 2.2 ) من كتلة الشمس وهو أشد حرارة وضوءا من الشمس فيعادل لمعانه ( 21 مرة ) لمعان الشمس .

 

التغيير الطيفى وإزاحة دوبلر :

إن ضوء نجوم ( متغيرات الثور ) يتغير بشكل شاذ وهى نجوم حديثة وغير مستقرة متكونة فى سديم وإن التغيرات موجودة لأن النجوم لا تزال فى مرحلة التقلص فى طريقها لخط التتابع الرئيسى

( مرحلة الشباب للنجوم ) ومنها الشمس وفى مجرة ( درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى /

Milky Way ) نجد أن المتغيرات القيفاوية متناثرة ولا يوجد أى منها بالقرب من كوكب الأرض وإن عدد نجوم المتغيرات القيفاوية فى مجرة ( درب التبانة ) حوالى ( 20000 نجم ) وفى مجرة

( سحابة ماجلان الصغرى / The small Magellanic Cloud ) فإن المتغيرات القيفاوية تمثل نسبة كبيرة من مجموع نجومها على الرغم من أنها تعتبر مجرة صغيرة إذا قورنت بمجرة

( الطريق اللبنى / Milky Way ) .

إن المتغيرات القيفاوية لا تعانى فى بريقها وخفوتها من اختلاف فى اللمعان بل من تغيير طيفى

( Spectrum ) تتذبذب معه الخطوط حول موضع متوسط ( ظاهرة إزاحة دوبلر )

( Doppler Effect ) فى الوقت الذى يتمدد فيه النجم يأخذ سطحه فى الاقتراب من الأرض فتتراوح الخطوط الطيفية للناحية الزرقاء من الطيف وفى اثناء انكماش النجم مرة أخرى يتحرك سطحه مبتعدا عن الأرض فتتراوح الخطوط الطيفية للناحية الحمراء من الطيف .

 

رءوف وصفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق