الأحد، 20 أغسطس 2023

الثقب الأسود فى مجرة ( نجم الموت )

 

الثقب الأسود فى مجرة ( نجم الموت )

اكتشف العلماء فى وكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا ) دفقا قويا مدمرا من الإشعاعات والطاقة ينبعث من ثقب أسود هائل الحجم يقصف مجرة مجاورة وقد يكون لهذا الحدث العنيف على مستوى المجرات تأثير كبير على الكواكب التى تقع فى طريق الدفق ويتسبب فى انفجار التشكيلات النجمية فى طريقه المدمر .

تضم المجموعة ( 3 سى321 ) مجرتين تدوران حول بعضهما البعض وقد أظهرت بيانات التلسكوب ( شاندرا ) الذى يعمل بأشعة إكس التابع ل ( ناسا ) أن المجرتين تضمان ثقبين أسودين هائلى الحجم فى قلب كل منهما لكن دفقا كان ينبعث من قلب الثقب الأسود فى وسط المجرة الأكبر بينما كانت المجرة الأصغر تتأرجح فى مسار هذا الدفق .

ويبلغ حجم المجرة الأصغر عشر حجم المجرة الكبيرة وهما تبعدان عن الأرض نحو

( 8.2 مليار تريليون ميل ) .

كانت مجرة ( نجم الموت ) قد اكتشفت بفضل تضافر جهود العديد من التلسكوبات الفضائية والأرضية وشارك فى الاكتشاف تلسكوبا الفضاء ( هابل / سبيتزر ) وتلسكوب أشعة إكس ( شاندرا ) التابعة كلها ل ( ناسا ) إلى جانب مجموعة كبيرة من التلسكوبات والمراصد الفلكية الأرضية فى أنحاء متفرقة من العالم .

ويقول كبير العلماء فى مجال فيزياء الفلك ( لقد رصدنا من قبل دفقا يصدر من ثقوب سوداء لكن هذه هى المرة الأولى التى نكتشف فيها أنه يمكن أن يقصف مجرة مجاورة ويمكن لهذا الدفق أن يسبب كل أنواع المشاكل للمجرة الصغيرة التى تتعرض للقصف العنيف ) .

الاسم العلمى للمجرة الكبيرة عبارة عن مسلسل طويل من الأرقام لكن اختصارا مجرة ( نجم الموت ) نسبة للتأثير المدمر الذى ستخلفه على المجرة الصغيرة .

وينتج الدفق المنبعث من الثقوب السوداء الهائلة الحجم كميات هائلة من الإشعاعات خاصة إشعاعات ( إكس / جاما ) العالية الطاقة وهى إشعاعات قاتلة للحياة عندما تكون بكميات كبيرة ويمكن لاقتران تأثيرات هذه الإشعاعات والجسيمات التى تتحرك بسرعة الضوء أن تلحق الضرر البالغ بالغلاف الجوى للكواكب التى تقع فى مسار هذا الدفق .

إن العلماء يرجحون وجود عشرات الملايين من النجوم بما فى ذلك نجوم تدور حولها كواكب تقع فى مسار الدفق المدمر .

وإذا وقع كوكب الأرض فى مسار هذا الدفق فإن الإشعاعات والجسيمات العالية الطاقة ستجرد كوكب الأرض من طبقة الأوزون التى تحمى الغلاف الجوى الخارجى لكوكب الأرض وتضغط المجال المغناطيسى الذى يحمى كوكب الأرض فى ظرف أشهر قليلة وهو ماسيسمح للشمس بقصف الأرض بالجسيمات عالية الطاقة وستتحلل كل أشكال الحياة على كوكب الأرض .

وينقل الدفق المتولد من الثقوب السوداء العملاقة كميات هائلة من الطاقة إلى مسافات بعيدة جدا عن الثقوب السوداء وتمكنها من التأثير على مادة أكبر بكثير من حجم الثقب الأسود .

ويعد التعرف أكثر على هذه التدفقات أحد الأهداف الرئيسية لبحوث الفيزياء الفلكية .

ويقول أحد العلماء : ( إننا نرصد أنواعا من هذا الدفق فى سائر أنحاء الكون . لكننا لا

نزال نكافح من أجل فهم بعض خصائصه الأساسية .

والمجموعة ( 3 سى 321 ) تمنحنا الفرصة لكى نعرف تأثيرات هذا الدفق عندما يصطدم بمجرة وماذا يفعل بعدها ) .

ويبدو أن تأثيرات الدفق على المجرة المجاورة هائلة الحجم لأن المجرتين فى المجموعة ( 3 سى 321 ) قريبتان جدا من بعضهما البعض حيث لا تزيد المسافة بينهما عن ( 24000 سنة ضوئية ) .

وهى المسافة ذاتها تقريبا التى تفصل كوكب الأرض عن قلب مجرتنا مجرة درب اللبانة .

وتظهر البقعة اللامعة فى الصور التى التقطتها مجموعة المراصد الأرضية أين ضرب الدفق جانب المجرة الأمر الذى يفضى إلى تبديد بعض طاقة الدفق ويؤدى الاصطدام إلى تشتيت وانحراف مسار الدفق .

هناك وجه فريد فى اكتشاف المجموعة ( 3 سى 321 ) يتمثل فى القصر النسبى لزمن وقوع هذا الحدث الكبير بمقاييس الزمن الكونى . فالصور التى التقطتها المراصد الأرضية وتلسكوب الفضاء ( شاندرا ) تظهر أن الدفق بدأ يضرب المجرة قبل مليون سنة ضوئية . وهو كسر صغير من عمر المجموعة التى تضم المجرتين .

السنة الضوئية = 5.88 تريليون ميل .

وهو ما يعنى أن هذا الاصطفاف نادر الحدوث جدا فى الجزء القريب منا من الكون ويجعل من المجموعة ( 3 سى 321 ) فرصة نادرة لدراسة الظاهرة .

لا يعنى الاكتشاف أن هذا الدفق يجلب الدمار للمجرة التى يضربها فالتدفق الهائل للطاقة والإشعاعات من الدفق يمكن أن يحفز تكون عدد كبير من النجوم والكواكب بعد أن يكمل مساره التدميرى .

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق