الأربعاء، 16 أغسطس 2023

المستقبلية والخيال العلمى والأطفال

 

 المستقبلية والخيال العلمى والأطفال

إن النظرة المعاصرة لدراسات المستقبل جديدة نسبيا فى سجل الخبرات الإنسانية والاتجاه المتزايد لجعل الغد موضوعا للملاحظة المنهجية والمعرفة العقلانية حيث ترجع جذوره لمجموعة مركبة من التطورات الاجتماعية والثقافية والعلمية عن طريق استشراف آفاق المستقبل بطريقة علمية بالنظر للأمام وليس للخلف .

 

تشكيل الأفكار والمستقبل :

يوجد مليارات الخلايا العصبية فى العقل البشرى وهى تخزن كمية لا تصدق من المعلومات حيث يمكن استخدامها فى خلق أفكار وتصورات عن المستقبل ويجب مراعاة الاختيار الدقيق الواعى لأن جزءا ضئيلا هو الذى يمكن استخدامه فى لحظة إدراك معينة فى تفكير وأهداف العقل البشرى وليست القوة الوحيدة المؤثرة فى اختيار العقل البشرى للمعلومات التى تمتلىء بها أفكار العقل البشرى فالعقل البشرى معرض بكم هائل من المعلومات الحسية المستقاة من البيئة التى يعيش فيها الإنسان وهذه المؤثرات أو العوامل الخارجية ذات تأثير فورى وقوى وغير مشتمل على المعلومات المختزنة فى العقل البشرى وهى تساعد فى تشكيل الأفكار الموجودة لدى الإنسان عن المستقبل ويجب تفسير أى تنبؤ ليس على أساس توقع ما سوف يحدث وإنما كدليل على ما هو ممكن ومحتمل ومن ثم يمكن العمل على حدوثه والتنبؤ المبنى على أساس علمى يعمل على تنظيم وتطوير بعض التصورات والتقديرات عن طريق التقدير وتقييم العلاقات المتبادلة المنطقية فى عالم الغد كما أنه يوفر وسيلة لتجميع تقديرات كثير من الخبراء والمتخصصين لإثارة التفكير الخلاق وتصحيح انحراف التقديرات الشخصية الفردية ويجب أن يقدم التنبؤ العلمى عددا من البدائل المستقبلية لإتاحة قدر معين من الاختيار ثم اتخاذ القرار الصحيح .

وفى ( ق / 21 ) تجد البشرية نفسها فى خضم رحلة متعددة الأبعاد داخل إطار من التقدم العلمى والتكنولوجى المذهل حيث الواقع أغرب و أعجب من الخيال حيث أن السير فى دروب المستقبل تنيره أجهزة الكمبيوتر وأشعة الليزر والمجاهر الإلكترونية والأقمار الصناعية والمفاعلات النووية والفكر العلمى .

 

الضعف فى ثقافة الأطفال :

إن تهيئة أطفال اليوم إلى عالم الغد وتشييد جسور على نهر المستقبل المتدفق المتألق هى أهم وظيفة لكاتب الأطفال الجاد الذى يؤمن بالثقافة العلمية وبأنها السبيل للتقدم والرقى من أجل رفعة الوطن فالكتابة للأطفال هى دراسة متأينة وقواعد تتبع وموهبة وحب للأطفال وتفرغ للكتابة بمتابعة كل جديد متطور فى أدب الأطفال فيجب على الأطفال أن يعملوا بجد واجتهاد وأن الأطفال ستشارك فى صنع حضارة الغد إذ أنه لا يوجد مستقبل يأتى ويكون محددا من قبل وجامدا لا يلين بل تبنيه شيئا فشيئا تصرفات البشر و إن نواحى الضعف فى ثقافة الأطفال الملاحظة تأخذ أشكالا متعددة وهى سمة مميزة للخطيئة التى لا تغتفر التى يرتكبها عدد من يدعون القدرة على الكتابة للأطفال وتتمثل فى فشل هؤلاء الكتاب فى فهم واحترام كل من القراء والمستمعين والمشاهدين الأطفال والتحديات والمشاكل التى تواجههم فى عالم أصبح العلم صفة من صفاته الأساسية وينتج عن ذلك إصدار كتب ومجلات للأطفال لا تستحق القراءة وبث برامج إذاعية وتلفزيونية موجهة للأطفال ذات عيوب ونواحى نقص واضحة لا تحقق أى أهداف تربوية مستهدفة .

 

الخيال العلمى مفتاح ذهبى :

ومع الغياب الغامض للإعلام العلمى للأطفال فكيف يمكن إعداد المبتكرين المبدعين الذين سوف يقودون مسيرة التقدم العلمى والتكنولوجى فى ضروب المستقبل ؟

فلا بد من خلق مناخ علمى جاد فى حياة الأطفال ونحن فى ( ق / 21 ) حيث يتمثل فى الثقافة العلمية المرتكزة على ( 3 ) محاور :

1 ) تبسيط العلوم   2 ) دراسات المستقبل   3 ) الخيال العلمى

فإن العلم هو الأمل والرجاء والتقدم والرخاء فى جميع المجالات فبالثقافة العلمية يتم فتح نوافذ الفكر لتدخل شمس المعرفة ويتألق العلم فى الوطن ( مصر ) .

وإذا كان العلم هو البوابة التى تفضى إلى المستقبل فالخيال العلمى هو مفتاحها الذهبى إذ أن الهدف الرئيسى من الخيال العلمى هو نقل الحقيقة العلمية بأمانة وصدق وبنظرة مستقبلية ومعالجة الأفكار الاجتماعية والعلمية بشكلها الصرف الخالص فهو محصلة الخيال البشرى فى ضوء ما تتيحه الإمكانات العلمية واحتمالات تطورها فى عالم الغد .

ويبدأ الخيال العلمى من النقطة التى يقف عندها العلم فيمضى للأمام وينير الطريق الممتد للمستقبل وتحقيق الخيال العلمى له مغزى فالعلم حقق تقريبا كل ما تنبأ به الخيال العلمى وفى المقابل فإن العلم كشف آلاف الحقائق الجديدة المذهلة فى جميع المجالات والتى يمكن اعتبارها أجنحة يحلق بها عقل كاتب الخيال العلمى إلى آفاق مستقبلية .

وفى عالم لا تفهم فيه جماعات العلماء بعضها البعض إلا بشق الأنفس فالأطباء وعلماء الهندسة الوراثية فنجد أن كاتب الخيال العلمى ينصب نفسه مترجما كونيا بين الطرق المختلفة لرؤية عالم اليوم والغد فالخيال العلمى يأخذ ( 1000 ) حقيقة متجمعة ومعروفة ويعالجها بأسلوبه المتفرد بحيث تبنى صورة مؤثرة لعصور ولت ويتنبأ من خلالها بمستقبل الجنس البشرى ومجتمع الغد .

إذ يقدم للإنسانية آلة الزمن ويهرول بها فى دروب المستقبل الغامض ويكشف عن نتائج الأمور ومختلف الاتجاهات التى تهتم بها البشرية فى عالم الغد ولكن ما أهمية الخيال العلمى للأطفال ؟

ففى غضون ( 90 / ق 20 ) بدأ استخدام الخيال العلمى على نطاق واسع فى مختلف الفصول الدراسية والمناهج التعليمية فى الخارج .

ويوجد تفسيران للاهتمام المفاجىء بالخيال العلمى كوسيلة تعليمية حديثة :

1 ) إن أدب الخيال العلمى أصبح شائعا بين الأطفال ومن ثم فإنه يشجعهم على مزيد من الاهتمام بقراءة الموضوعات العلمية .

2 ) إن الخيال العلمى بطبيعته يتطرق إلى العديد من الموضوعات الأدبية والفنية والاجتماعية بجانب الموضوعات العلمية ومن ثم يتميز بالتداخل فى فروع كثيرة من المعرفة حيث أنه يطرح فكرة السيطرة على الزمان والمكان حيث يربط بين الماضى والحاضر والمستقبل .

ويجد المعلمون أهمية خاصة فى الخيال العلمى عندما يستخدم فكرة ( ماذا يحدث لو ؟ ) والعبارة تشجع على الدراسة وإعمال الفكر كما أنها تساعد الأطفال على التعبير عن آرائه وتصوراته بشكل فردى حر ويساعد على بناء الشخصية للأطفال .

 

رءوف وصفى

تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

7 / 7 / 2018

 

                              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق