السبت، 19 أغسطس 2023

المجموعة الشمسية المجهولة

 

المجموعة الشمسية المجهولة

إن عام ( 1979 ) كان قمر كوكب المشترى ( إيو ) حيث يعتبر نقطة بريق غير مميزة تظهر فى التلسكوبات الموجودة على سطح الأرض ولكن الأمر تغير فى ( 3 / 1979 ) عندما اقتربت مركبة الفضاء ( فويجر – 1 ) من المشترى ووجهت أجهزة التصوير باتجاه سرب الأقمار الصناعية ناقلة للأرض ومن بعد يزيد على ( 580 كم ) صورا متلاحقة على شاشات التلفزيون فى المحطات الأرضية .

ولقد ظهرت إحدى صور ( إيو ) التابع لكوكب المشترى فقد كان هناك نتوء صغير يخرج من سطح القمر فربما يكون اانتوء الصغير جبلا وإذا كان الأمر كذلك فلابد أن يكون جبلا عملاقا ارتفاعه أعلى من قمة افرست بحوالى ( 30 مرة ) وأثبتت الدراسات المطيافية أن النتوء عبارة عن بركان عبارة عن اندفاع ثانى أوكسيد الكبريت لارتفاع يزيد عن ( 250 كم ) فى الفضاء ولم يكن تم اكتشاف أى بركان حى إلا على الأرض .

إن ( فويجر – 1 ) أبعدت كاميراتها عن نظام كوكب المشترى ( Jupiter ) وانطلقت فى رحلة مداها أكثر من ( 600 مليون كم ) متجها لكوكب ( زحل /  Satern ) وإن دراسة الكواكب والنظام

الشمسى فالمركبة الفضائية ( بوينر 10 / 11 ) كانا قد ألقيا نظرة سريعة على المشترى وزحل وكانت مسابر ( مارينر ) قد مرت بالقرب من ( عطارد / Mercury ) و ( الزهرة / Venus ) وكان ( المريخ / Mars ) قد اهتم بتفتيش دقيق عبر رحلات ( مارينر ) وهبوط ( فايكنج ) على سطح المريخ .

وإن حقائق المجموعة الشمسية ورؤية الكواكب حيث أن الأقمار التى تدور حول الكواكب فى المجموعة الشمسية كان يظن أنها ميتة وباردة إنما هى حية وعنيفة وإن المشترى و أورانوس

( Uranus ) بهما حلقات تحيط بكل منهما ويعجان بأقمار جديدة حيث أن أقمار المشترى

( إيو / يوروبا / جانيميد ) وأورانوس ( آرييل ) .

وشكلت ( 4 مركبات فضائية ) هى سفينتان للزهرة و ( بيونير ) و ( فويجر – 1 / 2 ) حيث أطلقت فى عام ( 1978 ) باتجاه كوكب الزهرة قطعت مسافة اجمالية ( 10 مليار كم ) ومسح 5 كواكب

وأكثر من ( 56 قمرا ) .

إن كوكب الزهرة كوكب ميت جيولوجيا فالزلازل و البراكين فالحقائق التى أرسلتها ( فينيرا ) حيث قامت برسم خرائط لمساحات من سطح الكوكب أثناء دورانها حول كوكب الزهرة ثم هبطت على كوكب الزهرة أجرت تحاليل لصخوره وإن تربة الزهرة تحتوى على مستويات ملحوظة من البازلت

( صخور نارية غنية بالكالسيوم ) تقذفها البراكين وكان هناك نشاط بركانى ما فى الكوكب فى فترة زمنية ما .

وإن الدراسات كشفت إجراءات المسح التى أجرتها المراصد الأرضية ويعثات ( بوينير ) معلومات عن سطح الزهرة تشير لوجود أشكال تشبه البراكين العريضة الحواف الخفيفة الانحدار والتى تتشكل عند لندفاع حمم منخفضة اللزوجة تتدفق لمسافات بعيدة قبل أن تبرد وتتصلب فقد رصدت

( بوينير ) وجود بخار الماء وثانى أوكسيد الكربون وغاز الأورجون فى جو الزهرة وكلها غازات منطلقة من البراكين والمراصد الأرضية رصدت ارتفاعا وانخفاضا فى مستويات ثانى أكسيد الكربون فى الزهرة وهى ظاهرة تنجم عن وجود بركان نشط يطلق الغاز وباحتمال وجود تكتونية صفائحية فى الزهرة كما فى الأرض أما ترسيم ( بيونير ) الرادارى فأظهر وجود تشققات وسلاسل جبلية من الأمور المميزة للصفائح التكتونية .

إن مركبات ( بيونير ) الفضائية فرحلاتها كانت بسيطة بالمقارنة مع ما قامت به رحلات

( فويجر – 1 /2 ) الاستكشافية التى أطلقتا فى عام ( 1977 ) فى جولة طويلة شملت كواكب المشترى وزحل وأورانوس ونبتون التى هى مجموعة من الكواكب الغازية العملاقة .

 

أقمار جديدة :

فقد تحققت الاكتشافات عندما رأت المركبة ( فويجر ) الأقمار الدائرة فى العوالم البعيدة فلقد توقع علماء الفلك أن يكون للمشترى ( 13 قمرا ) فوجدوا أنها ( 16 ) قمرا منها ( إيو / يوروبا /

جانيميد ) وارتفع عدد أقمار زحل من ( 11 : 17 ) قمر منها القمر ( تيتان ) و ( انسيلادوس )

عدد أقمار أورانوس من ( 5 : 15 ) قمر منها قمر ( آرييل ) وعدد أقمار نبتون من ( 2 : 8 ) قمرا منها القمر ( تريتون ) .

وكانت المعرفة العلمية تخبرنا بأن الأقمار الكوكبية ميتة جيولوجيا وكشفت ( فويجر ) أن بعض

الأقمار كانت خامدا فى يوم ما ولقد توقع العلماء أن يكون قمر ( المشترى / إيو ) شبيها بقمر الأرض المملوء بالنيازك والقموع فيه ضحلة وإن مليارات السنين التى مرت على ( إيو ) جعلت وجود تدفقات من ثانى أوكسيد الكبريت الحمية وخلال الوقت القصير المراقب من المركبة الفضائية

( فويجر ) القمر ( إيو ) سجلت فيه وجود ( 9 براكين ) .

وأظهر قمر ( زحل / انسيلادوس ) وقمر ( نبتون / تريتون ) مؤشرات تفجرات مشابهة مع وجود بعض القموع القليلة القديمة وكثير من السهول الناعمة السطح ووجود منطقة كثيفة فى حلقة زحل بالقرب من ( انسيلادوس ) مما يوحى أن القمر ينفث سائلا يتجمع فى الحلقة .

وهناك أقمار تتراوح بين المتوسطة والكبيرة ( 4 للمشترى ) و ( 6 لزحل ) و ( 5 لأورانوس )

ويوجد تشققات سطحية تشبه الموجودة تشبه

تشبه الموجودة فى الزهرة مما يوحى بحركة قشرية محلية عن طريق وجود براكين باطنية ثائرة أو

خامدة وربما كانت للأقمار صفائح تكتونية متحركة .

ويحتمل أن يكون النشاط الجيولوجى ناجما عن شد تجاذبى تمارسه الكواكب فإن للأقمار قلوب مصهورة فلا بد أن تكون قد بردت وإن المد والجزر التى تمارسها الكواكب الغازية كالمشترى وزحل ويوجد بالأقمار بعض الحرارة فيها .

وكشفت المركبة الفضائية ( فويجر ) أن لبعض الأقمار الخارجية ملامح أرضية أبرزها المحيطات والأجواء وكان القمر ( يوروبا ) التابع ( للمشترى ) وهو أكبر أقمار المشترى يعتبر كعالم جليدى مقفر لا شىء يميزه سوى شبكة من تشققات السطح فالمعطيات الراديوية تشير إلى أن جليد

( أوروبا ) قد يكون مجرد قشرة متجمدة لا يزيد عمقها عن بضعة كم وربما يكون تحتها محيط 

مائى يغطى القمر ويحفظ سيولته ضغط الجليد من ناحية وحرارة القمر الداخلية .

وقد يكون لقمر ( زحل / تيتان ) محيط ولكنه ليست محيطا مائيا بل محيط من الايثان السائل الممزوج بقليل من الميثان ويبدو قمر زحل ( انسيلادوس ) وقمر اورانوس ( آرييل ) جافين ولكن المركبة الفضائية ( فويجر ) لاحظت وجود ندوب على سطحيهما تشبه آثار المجالد مما يوحى بأن القمرين لم يكونا قاحلين .ويتميز ( تيتان ) بكونه واحد من قمرين خارجيين فيه كمية ملحوظة من الجو والتقطت التلسكوبات الأرضية دلائل تؤكد وجود غاز الميثان حول قمر ( تيتان ) أما ( فويجر ) فقد اكتشفت المكون الرئيسى لجو( تيتان ) الآزوت ( النيتروجين ) وضغط جو ( تيتان ) يزيد بنسبة ( 60 % ) عن صغط جو الأرض .

فيعرف عن قمر ( نبتون / تريتون ) أن له جوا يتألف فى معظمة من الميثان والأزوت وسطح تريتون مغطى بجليد الميثان الذى يعكس الضوء عبر طبقة الجو الرقيقة معطيا القمر لونا ورديا خفيفا ونظرا لحرارات ( نبتون ) الانجمادية فإن من المحتمل وجود الأزوت تحت الجو على شكل سائل أو جليد لينتشر فى الجو على شكل غاز .

 

بدايات الحياة :

شىء طبيعى أن يفكر الانسان بظهور أشكال حياتية مشابهة لتلك الموجودة على الأرض حيث توجد 

المظاهر المشابهة لمظاهر الأرض وإن قمر المشترى (يوروبا ) حيث يشبه بيئته المائية بيئة القارة القطبية الجنوبية فى الأرض فيمكن اجتماع الماء السائل وانتشار أشعة الشمس أنه يوفر بيئة يمكن للطحالب أن تنمو فيها فى كلا المكانين .

ويوجد عامل آخر موجود فى الأرض يمكنه أن يلعب دوره فى جعل المياه الباردة مضيافة للحياة

ألا وهو وجود منافذ ساخنة فى قاع المحيط هى عبارة عن تشققات عميقة تقود الحرارة البركانية

مما تحت البحر إليه وتسمح له بأن يدفىء مساحات واسعة من المياه القطبية فالفلكيون لايملكون الدليل على وجود المنافذ فى ( أوروبا / المشترى ) فإذا كان داخل القمر ساخنا بفضل جذب المد والجزر من جانب المشترى فلابد للحرارة من أن تنفذ بشكل ما وسيكون الماء المكان الوحيد الذى بامكانها الذهاب إليه .

وحتى الآن لم يقل بوجود الطحالب أو أية عضويات أخرى وبنموها فى القمر ( أوروبا ) وربما كانت أشعة الشمس التى تتسرب عبر الشقوق فى الجليد أضعف بكثير من أن تسبب التفاعلات الكيميائية اللازمة لبدء الحياة فإن بيئة القمر ( أوروبا ) مضيافة لحد أنه لو ادخلت العضويات بطريقة ما لمياهه فربما يكون باستطاعتها أن تستمر فى الحياة .

أما فى قمر ( زحل / تيتان ) فإن الجو هو الذى يمكنه أن يقوم بدور حاضن للحياة فيوجد الضباب الذى يغطى القمر ( تيتان ) آثار حمض هيدروالسيانيك والايثان وغازات كربونية كلها لازمة لبدء الحياة وتتعرض المواد لطاقة الشمس بشكل دائم عن بعد يمكنها أن تشكل سلاسل من الهيدروكربونات العضوية التى قد تبذر سطح القمر ( تيتان / زحل ) أما ما إذا ما كانت الحرارة الاندماجية ل ( تيتان ) تسمح أو لا تسمح بنمو وبقاء أى شىء حى فمسألة أخرى معلقة فى حين أن الجو المماثل موجودا فى حرارة الأرض المعتدلة أن يؤدى لنشوء الأشكال الأولى للحياة .

 

 

 

 

 

أسرار حلقات الكواكب :

إن أقمار الكواكب الخارجية أثارت الدهشة من بين اكتشافات ( فويجر ) فإن الاكتشافات المتعلقة بالحلقات المحيطة بالكواكب الغازية وكان يعتقد أن لزحل ( 5 حلقات ) ولكن ( فويجر ) اكتشفت وجود حلقتين كبيرتين وعدد من الحلقات الصغيرة المثقبة .

فى حين أن ليس للمشترى أية حلقات وصار يعرف وجود أن للمشترى أن له حلقة رئيسية واحدة التى هى عبارة عن حلقة رقيقة من ( لعاب الشمس ) فى الخارج مع وجود هالة غبارية فى الداخل الأقرب للكوكب ولعاب الشمس غشاء كنسيج العنكبوت يطفو فى الهواء حين يصفو الجو .

وكان يعرف عن أورانوس أن له ( 9 حلقات ) ثم اكتشفت ( فويجر ) حلقة أخرى كبيرة وثانية صغيرة وبعض أشرطة الغبار والجسيمات فى حلقات أورانوس تدور حول كوكب ( أورانوس )

من الشمال للجنوب بحيث تصعد وتنزل على امتداد خطوط الطول القطبية للكوكب وأن الحلقات موجودة وأن الكوكب بأسره مقلوب على جانبيه نتيجة لاصطدامه بكويكب كبير أو بمذنب صغير

ولقد اكتشفت ( فويجر ) أن لأورانوس ليس عدد الحلقات بل تعقيدها .

وبتفحص الحلقات عن قرب أظهر تفاصيل رائعة إذ ظهر أن بعض الحلقات تظهر كدواليب الدراجات الهوائية فى حين أن فى البعض الأخر فراغات رفيعة تقسم الحلقة الواحدة لحلقتين موحدتى المركز

وربما تكون الفراغات فى الحلقات قد نجمت عن الشد التجاذبى للأقمار المجاورة الذى يزيح المادة عن الأشرطة وربما كانت الشعاعات الشبيهة باسياخ دولاب الدراجة الهوائية ناجمة عن صدمات شهابية ونيزكية أما الجدائل فيعتقد أنها تنجم عن حلقات صغيرة عديدة تدور فى سطوح مختلفة ويمكن لقمرين أن يعملا معا للتأثير على حلقة واحدة ففى زحل نجد أن القمرين ( باندورا ) و

( بروميتيوس ) يجاوران الحلقة ( F ) كل منهما من جانب ويوجد ترتيب مماثل فى الكوكب

( أورانوس ) حيث يجاور القمران ( كورديليا ) و ( أوفيليا ) الحلقة ( إبسيلون ) ( E ) كل من جانب وتضغط جاذبية الأقمار الراعية مادة الحلقات الموجودة بين كل ( 2 منها ) مكثفة فى شريط ضيق .

أما ( نبتون ) فكان يعتقد أن ليس له حلقات ولكن له أقواسا جزئية من ( 45 درجة ) فقد كشفت المركبة الفضائية ( فويجر ) أن الأقواس تمتد حول الكوكب لتشكل حلقات رقيقة وإن حركة الأقمار المجاورة تساعد فى توجيه حركة الحلقات .

 

تباطؤ الاستكشاف :

بعد ( 12 سنة ) من التجوال و ( 115000 صورة ) ملتقطة أشرفت بعثة ( فويجر ) على نهايتها ولكن تسلل ( فويجر / 2 ) لخارج النظام الشمسى فإن الفلكيون سيستمرون فى تفحص وتمحيص المعطيات المرسلة لهم من سفينتا الفضاء ( فويجر 1 /2 ) ومن بين الظواهر التى درست ظاهرة الرياح العنيفة فى الكواكب الخارجية وهى عواصف تصل سرعتها لأكثر من ( 570 كم / س ) فى المشترى وإلى أكثر من ( 1650 كم / س ) فى زحل ولعدم وجود تضاريس تخفف من سرعة الرياح وما زالت مسافة المشترى التى طولها ( 27000 كم ) ( كلفة المشترى الحمراء الكبيرة )

تدور حول نفسها دون توقف منذ ( 300 سنة ) ولقد وجدت كلفة زرقاء مشابهة على الكوكب

نبتون .

ويوجد معلومات كثيرة من المسبار ( ماجلان ) المتجه لكوكب الزهرة والمسبار ( جاليليو ) المنطلق للمشترى أما بلوتو الكوكب الوحيد الذى ما زال لم يكتشف بعد .

 

ملحوظة هامة :

1 ) عدد أقمار كوكب ( زحل ) : 1 ) تيتان    2 ) انسيلادوس  وعدد اقماره من ( 11 : 17 )

2 ) عدد أقمار المشترى فكان المعتقد ( 13 ) وأصبح ( 16 ) منها ( يوروبا / جانيميد /  إيو )

3 ) عدد أقمار المريخ  : فوبوس / ديموس

4 ) عدد أقمار أورانوس : من ( 5 : 15 )

5 ) عدد أقمار نبتون     : من ( 2 : 8 ) منها ( تريتون )       

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق