الهجرة للفضاء مستقبل البشر

 

الهجرة للفضاء مستقبل البشر

إن تاريخ استكشاف الفضاء والمجموعة الشمسية ويرصد سيناريوهات الإعداد للهجرة العظمى فى المستقبل القريب أو البعيد .

إن الهجرة العظمى غزو واستيطان الفضاء الخارجى ( Outer Space ) وإن مصطلح غزو واستيطان الفضاء الخارجى ظهر فى روايات الخيال العلمى ولكن مع مرور الزمن والتقدم التكنولوجى أصبحت مصطلحات كثيرة من الخيال العلمى واقعا ملموسا وإن سكنى الإنسان وحياته ومعيشته فى الفضاء أو فى مدارات حول الأرض .

إن كثرة الأخطار المحدقة بالحياة والإنسان قد جعلت من موضوع غزو واستيطان الفضاء الخارجى للأرض حيث تتمثل الأخطار فى الحروب النووية وفى التغيرات المناخية الحادة فى احتمال اصطدام مذنب أو كويكب بالأرض وفى احتمالات حدوث أخطاء غير مقصودة أو مقصودة فى تناول التكنولوجيا الحيوية ( DNA ) .

 

1 ) لماذا ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ :

إن ساعة القيامة الساعة الفريدة تقيس الزمن الرمزى المتبقى لنهاية العالم وقد ظهرت الساعة لأول مرة بعد تفجير الولايات المتحدة القنبلة الذرية على اليابان عام ( 1945 ) .

فإن الأخطار التى تهدد الحضارة البشرية بعد التهديد النووى لنجد أن ظاهرة الاحتباس الحرارى أو الارتفاع التدريجى فى درجة حرارة الغلاف الجوى ثم ما يتمثل فى تكنولوجيات علوم الحياة والتغيرات الجينية التى تدخل على ال ( DNA ) فهو يمثل خطرا حقيقيا على حياة ومستقبل البشر فهو ضرر غير قابل للإصلاح وإن كل من الخطر النووى وآثار التغيرات المناخية نتيجة لتكنولوجيا متطورة خرجت عن سيطرة الإنسان .

فإن البشرية تواجه أخطارا معلومة ومجهولة تدفعها للتفكير والتخطيط لهجرة الأرض والغرض بناء مستوطنات فضائية كخطوة أولى أساسية وضرورية لاستكشاف واختبار المشاكل والمعضلات المرتبطة بعملية الاستيطان فى الفضاء الخارجى ( Outer Space ) .

 

الهجرات الصغرى والعظمى للفضاء الخارجى :

إن الهجرة التى تخطط لها البشرية ( استباق الخطر ) فقد تعرضت البشرية للكثير من موجات الجفاف والأعاصير والزلازل والبراكين والحرائق والحروب .

فإن الحياة بدأت على الأرض فى المياه العميقة الهادئة على عمق ( 13 م ) وهو العمق اللازم لامتصاص كل أو معظم الأشعة فوق البنفسجية الفتاكة التى تنهال على الأرض من الشمس دون حاجز من الاكسجين والأوزون وأخذت الحياة على الأرض تمارس وظائفها منذ ما يقرب من

( 3.5 بليون سنة ) عندما ثبتت نسبة الاكسجين عند 0.01 % من مستواه الحالى وتعرف الظاهرة ( ظاهرة يورى / Ury Effect ) وعندما وصلت نسبة الاكسجين فى الهواء الجوى

ل ( 0.1 % ) من مستواه الحالى أصبح ما يحجب من الأشعة فوق البنفسجية الفتاكة بالتضافر مع الأوزون مما يسمح للحياة بالاقتراب من ( 40 سم ) من المياه ولقد حدثت الهجرة العظمى للحياة من المياه الساكنة المحدودة للمحيطات الهائجة المفتوحة .

ولقد زادت نسبة الاكسجين لترتفع ل ( 1.0 % ) من المستوى الحالى للاكسجين فأصبحت الحماية التى يوفرها الاكسجين ومعه الأوزون كافية لتبدأ هجرة عظمى من المياه إلى اليابسة والهواء وإن الحياة قد تمكنت من غزو الأرض والهواء بعد المياه .

ولقد بدأت الهجرة الداخلية أو الفسيولوجية العظمى التى تحولت معها بعض أشكال الحياة وبعد حصولها على الطاقة اللازمة لممارسة وظائف من التخمر إلى التنفس .

وكان لا بد للكائن أن يمتلك جهازا تنفسيا وجهازا هضميا وجهازا عصبيا لتنسيق عمل كل الأجهزة إنه الإنسان .

ولقد ازدهرت الحياة على كوكب الأرض وسادت الزواحف العظمى ( الديناصورات ) ثم طمست إلا من كائنات صغيرة دقيقة كانت تلد وترضع صغارها بدلا من أن تبيض وتحتضن بيضها .

إنها الثدييات الأولى .

ثدييات تسير وثدييات تقفز وثدييات تسبح أو تغطس وثدييات تطير وثدييات تأكل العشب وأخرى مفترسة .

كانت هجرة الثدييات للأرض والجو والمحيطات من أكبر الهجرات فى تاريخ الحياة لكن القدر كان يخبىء هجرات أخرى سيقوم بها كائن تربع على قمة هرم التطور إنه الإنسان .

الإنسان كانت هجرته العظمى منذ ما يقرب من ( 2.5 مليون سنة ) فلقد ظهر فى شرق أفريقيا ومنها هاجر للشرق الأوسط حيث تحولت قائمة غذائه من النباتات إلى اللحوم حيث صنع الأدوات واحترف الصيد عندما استأنس الكلب تغيرت وسيلة تفاهمه من الأصوات إلى الجمل وأصبح يستطيع التفاهم مع نظرائه .

ولقد ظل الإنسان رهينة الترحال والصيد فى هجرات صغيرة مدة ( 2 مليون سنة ) انتظم فيها فى قبائل صغيرة وأقام فى قرى صغيرة بناها من جذوع الأشجار وفروعها وكان أفراد القبيلة الصغيرة يعرفون بعضهم البعض ولم يكن الإنسان يعرف الغش والخداع ولكن عرفه عندما عرفت الزراعة ومارسها الإنسان .

ومع الزراعة والاستقرار ووفرة الغذاء تحولت القرى الصغيرة لقرى كبيرة أو مدن زراعية واستطاع الناس أن يتفرغوا لإدارة أو حكم المدن فظهرت الزعامات والقيادات التى تطورت لحكومات لتنسيق العمل وتوزيع المحصول والحراسات .

 

ما هى أول قرية عظمى ؟ :

كانت ( أريحا ) أول قرية عظمى أو مدينة تخطى تعدادها ال ( 10000 نسمة ) وقامت فيها زراعة القمح والشعير .

ولقد تبع الرى الزراعة عندما استطاع الإنسان أن يستأنس بعض الحيوانات آكلة العشب فجعلها تمكث ثم اجتذبها ليأكلها .

واستمرت الهجرات على مدى تاريخ البشرية وبعضها تم من أجل الدعوة لدين أو مذهب هربا من مذابح عقائدية .

كل الهجرات تمت فى نطاق كوكب الأرض ولكن كان حلم الخروج من نطاق الأرض والسفر للقمر والمريخ والزهرة .

 

 

ماذا قال مدير وكالة ( ناسا / NASA ) فى ذلك ؟ :

إن الهدف واضح وهو التمهيد لهجرة عظمى يغزو فيها البشر المجموعة الشمسية بكواكبها وأقمارها وكويكباتها ويسكنوها فكان لا بد من التغاب على جاذبية الأرض بقوة دفع تصل لسرعة الهروب ( السرعة التى على أى جسم أن يكتسبها ليتمكن من الهروب من جاذبية أى كوكب ) وتبلغ على سطح كوكب الأرض ( 11.2 كم / ث ) إذا جاءت وسائل الدفع والصواريخ .

 

ماذا يعنى التكاثر الذاتى ؟ :

العملية التى تصنع بها الأشياء نسخا من نفسها فالخلايا تتكاثر بالانقسام فى الظروف المواتية وفيروسات الكمبيوتر تتكاثر ذاتيا باستخدام برمجيات الكمبيوتر حيث يعتبر الكثير من الخبراء أن التكاثر الذاتى ( Self Replication ) هدف البشرية النهائى من غزو واستيطان الفضاء حيث تتضمن خطة التكاثر الذاتى فإن إنشاء مستوطنات لا تتلقى من كوكب الأرض إلا المعلومات

( علوم / هندسة / ثقافة ) وتتلقى وسائل خفيفة من الأرض كالدوائر الالكترونية المتكاملة والمواد الوراثية والأدوية وبعض الأجهزة الدقيقة جدا الضرورية للنانوتكنولوجى .

 

ما شروط المواقع التى يمكن الاستيطان فيها ؟

إن المواقع الفضائية المتاحة للاستيطان البشرى تتطلب منظومة حياتية ( المستوطنة الفضائية ) أو ( المستوطنة المدارية ) ( المحطة الفضائية ) ويجب أن توفر المستوطنات الاستقرار للبشر فيجب أن تكون مدنا فضائيا يعمل بها الإنسان ويعيش ويرعى أسرته .

فكتاب الخيال العلمى صمموا العديد من نماذج المحطات الفضائية أو المدارية .

 

سفن الأجيال ( Generation Ship ) :

سفن خيالية صممت عن طريق كتاب الخيال العلمى للسفر لمسافات شاسعة فى الفضاء بين النجوم بسرعات أقل من سرعة الضوء .

لماذا يستوطن الإنسان الفضاء ؟

لنشر الحياة والجمال فى الكون لجنى الأرباح من التعدين فى الكويكبات لإنقاذ البيئة بنقل الناس والصناعة للفضاء لإنقاذ البشرية فى حال قيام حرب عالمية نووية .

 

المؤيدون والمعارضون :

فمن المؤيدون : موقع ( استعمر الكون ) الذى يتبنى إنشاء مستوطنات مدارية أو فضائية .

مشروع أرتيميس : الذى يخطط لإنشاء محطة مأهولة على سطح القمر أو على أسطح أقمار الكويكبات .

الجمعية الكواكبية البريطانية التى تأسست عام ( 1933 ) وهدفها تشجيع ودراسة استكشاف الفضاء .

مؤسسة العالم الحى التى تمتلك خطة تفصيلية لاستيطان المجرة ( الطريق اللبنى ) بكاملها .

جمعية المريخ التى تتبنى خطة استيطان المريخ .

الجمعية الوطنية للفضاء التى تأسست عام ( 1986 ) منظمة دولية تعليمية وعلمية لا تهدف للربح .

جمعية الكواكب أكبر الجمعيات المهتمة بالفضاء منظمة دولية طلابية تأسست عام ( 1980 ) ولها فروع فى عدد من الدول الأوروبية والأسيوية والأفريقية .

 

المعارضون :

بعض المعارضين يعتبرون مشروعات استيطان الفضاء مضيعة للمال والوقت فإن السفر وراء المجموعة الشمسية أمر غير عملى ولا يقع فى حدود الزمن المعقول فلو تم استخدام جزء من تكاليف استكشاف الفضاء فى تحسين الأحوال الأرضية فيوجد الكثير من الأشياء الجيدة لأعداد متزايدة من الناس فإن الأفكار تتسم بالبعد عن الدقة فليس معروفا معنى تحسين الأحوال الأرضية كما إن فيها إنكارا مجحفا لمنجزات غزو الفضاء فى الطب والملاحة والاتصالات .

لمن الأفضلية فى غزو الفضاء ( الإنسان أم الروبوت ) ؟

الذين يؤيدون الرحلات الفضائية غير المأهولة التى يقوم بها الروبوت ومن يؤيد الرحلات الفضائية المأهولة بالإنسان .

إن أحد المعارضين يخبر بأن رحلة مكوك الفضاء الواحدة تتكلف ( 420 مليون دولار ) وأن السفن الفضائية غير المأهولة تستطيع دراسة القمر بكفاءة عالية حيث أثبتت البعثات غير المأهولة يمكن أن تثير الجمهور كالرحلات المكوكية المأهولة وقد يصبح الروبوت بطلا فى نهاية الأمر .

إن أحد المؤيدين لاشىء يعدل الإنسان فى دراسة الفضاء لأن المقدرة البشرية مطلوبة فى الفضاء

لاستخدام الأجهزة العلمية المعقدة لإجراء الدراسات الميدانية التى تقوم على مرونة الإنسان وحنكته ومهارته العالية فإن الكثير من الأجهزة العلمية المستخدمة فى سفن الفضاء تتطلب الضبط اليدوى حتى تعمل بصورة مناسبة كما أن قيمة الإنسان تتضح فى الفضاء عندما يصيب العطب جزء من الأجهزة المعقدة .

 

الإنسان أم الروبوت ؟ :

إن المزج بين المميزات وتعويض العيوب أو النقص بين الإنسان والروبوت ذكاء ومرونة البشر ومساعدة الروبوت فى إنجاز المهام .

استيطان المريخ ( Mars ) : الكوكب الرابع من ناحية الشمس ( الكوكب الأحمر / Red Planet

نظرا للاحمرار الذى يرى من الأرض حيث تستغرق الرحلة إليه من ( 6 : 7 شهور ) مما يمثل بؤرة الاهتمام حول استيطان الفضاء الخارجى والمريخ يمتلك أوجه تشابه واختلاف مع الأرض فما هى :

 

أوجه تشابه المريخ مع الأرض :

1 ) طول اليوم على كوكب المريخ ( 24 ساعة و 39 دقيقة و 24 ثانية ) .

2 ) مساحة سطح المريخ تمثل ( 28.4 ) من مساحة سطح الأرض وهى أقل قليلا عن مساحة اليابسة التى تصل ل ( 29.2 % ) من مساحة الأرض .

3 ) يمر المريخ بفصول سنوية ككوكب الأرض لكنها أطول مرتين تقريبا .

4 ) للمريخ غلاف جوى كالأرض ولكنه رقيق جدا ( 0.7 % ) من غلاف الأرض فيزود المريخ ببعض الحماية من أشعة الشمس والأشعة الكونية .

5 ) أكدت الدراسات وجود الماء على كوكب المريخ ( Planet Mars ) كما أنه يوجد به كميات كبيرة من كل العناصر اللازمة لدعم الحياة .

 

أوجه الخلاف بين المريخ والأرض :

1 ) الجاذبية على سطح المريخ ثلث جاذبية الأرض مما يعنى مشاكل صحية مترتبة على انعدام الوزن أو نقصه .

2 ) المريخ أبرد كثيرا من الأرض حيث تبلغ درجة الحرارة على سطحه ( 63 درجة تحت الصفر ) تصل أحيانا ( 140 درجة تحت الصفر ) .

3 ) لا يصل لسطح المريخ من الطاقة الشمسية إلا نصف ما يصل للأرض أو القمر بسبب بعد المريخ عن الشمس .

4 ) مدار المريخ أكثر استطالة من مدار الأرض الأمر الذى يؤدى لتغيرات أشد وأكثر حدة بين الفصول فى درجة الحرارة .

5 ) الضغط الجوى على سطح المريخ أقل كثيرا من أن يحفظ للإنسان حياته بدون بذلة فضاء وإلا سيفقد وعيه خلال ( 20 ث ) وسيموت فى غضون دقيقة واحدة .

6 ) يتكون الغلاف الجوى للمريخ من ثانى أوكسيد الكربون فى الأساس حيث تبلغ نسبته ( 52 ) ضعف نسبته فى غلاف الأرض الجوى .

7 ) ليس للمريخ مجال مغناطيسى ليحميه من الرياح الشمسية فما هو المطلوب لتغيير بيئة المريخ لبيئة تشابه بيئة الأرض ؟ أمرين :

1 ) بناء غلاف جوى وتدفئته ولكن أين يمكن أن تقام المستوطنات على المريخ ؟

عن طريق عدة مواقع فإنها لا تصلح .

2 ) المناطق القطبية : فمن المحتمل وجود ماء خاصة بعد ذوبان جليد القطبين ولكنها مناطق غير جاذبة لإقامة المستوطنات كما أن الشمس تشرق نصف العام وتغيب النصف الأخر على مناطق قطبى المريخ .

8 ) الأراضى المتوسطة : إن تربة المريخ مختلفة مع وجود صخور كثيرة متنوعة وأن أفضل موقع لإقامة مستوطنة ما زال غير معروف مع تفاوت الفصول المناخية كلما اتجهنا بعيدا عن خط الاستواء .

9 ) وديان المريخ : يمتد الاخدود الأعظم للمريخ لأكثر من ( 3000 كم ) بمتوسط عمق ( 8 كم ) وتمتد قنوات خارجة منه مما يدل على أن الاخدود كان يفيض بالماء فى يوم ما .

10 ) قمرا المريخ : ( فوبوس / ديموس ) يغريان بالاستيطان ومن المحتمل أن يكونا أو أحدهما غنيا بالمواد الضرورية للصواريخ وسفن الفضاء بحيث يصبحان محطة تزود بالوقود للسفن الفضائية العائدة للأرض .

فلا بد أن يكون القمر أول فرصة لإقامة مستوطنات خارج الأرض بحيث يمكن استخدامه كمنصة انطلاق نحو الفضاء ونحو المريخ على الرغم من النقص الشديد فى عدد العناصر الهامة واللازمة للحياة كالهيدروجين والنيتروجين والكربون .

 

 

 

استيطان القمر :

كان الحلم الصعود للقمر ثم تحول حلم الصعود لحلم الاستيطان ولكن تحليل عينات تربة وصخور القمر التى عادت بها رحلة ( أبوللو / 11 ) أكدت افتقارها للعناصر الخفيفة اللازمة لدعم الحياة البشرية على سطح القمر .

 

البداية :

عن طريق سفينة الفضاء السوفيتية ( لونا / 2 ) التى ارتطمت بسطح القمر فى سنة ( 1959 ) ثم أعقبتها ( لونا / 3 ) التى تمكنت من إرسال صور للجانب الأخر من القمر عن طريق استخدام الموجات الراديوية ( موجات الراديو ) وهنا يبدأ التأريخ لسلسلة طويلة من الرحلات غير المأهولة للقمر استمرت عقدا كاملا من الزمان فى عام ( 1961 ) لأن رد الفعل الأمريكى بإرسال إنسان للقمر والعمل على عودته سالما فقررت القيادة السوفيتية عزمها على إرسال إنسان للقمر ليقيم قاعدة قمرية عليه .

بدأت الرحلات المأهولة للقمر تتكرر فكانت رحلة ( أبوللو / 8 ) ثم ( أبوللو / 11 ) ثم

( أبوللو / 12 ) ( أبوللو / 13 ) ( أبوللو / 14 ) ( أبوللو / 15 ) فقد تضمنت لأول مرة الطواف بمركبة يقودها إنسان على سطح القمر ثم هبطت ( أبوللو / 16 ) لأول مرة على المرتفعات الوعرة على سطح القمر وكانت ( أبوللو / 17 ) الأخيرة فى هذه السلسلة حيث تم ترحيل بقية البرنامج الفضائى لإدارة الرئيس الأمريكى ( نيكسون ) التى اهتمت ببرنامج مكوك الفضاء والاكتفاء بالرحلات المأهولة فى مدارات حول الأرض .

أما رد الفعل السوفيتى فكان بإرسال مركبتين غير مأهولتين هبطتا فوق سطح القمر ضمن برنامج

( لونا خود ) وجاءت كل منهما بعينات من تربة القمر وكانت نهاية فصل الغزو السوفيتى للقمر عام ( 1974 ) .

 

اقتصاديات استيطان القمر :

لا بد للمستوطنة القمرية أن تكون مستقلة ذاتيا لضمان استمرارها فإن عمليات التعدين واستخلاص المواد من على سطح القمر تعتبر ميزة أفضل من جلبها من الأرض .

تمثل السياحة ركنا من أركان اقتصاديات المستوطنات القمرية والصناعات التى تحتاج لجاذبية ضئيلة وإجراء الأبحاث التى تمثل خطورة معينة على سطح الأرض كتخزين المواد المشعة وستنشأ على القمر رياضات غير معروفة على الأرض .

 

استيطان كوكبى ( عطارد / الزهرة ) :

1 ) عطارد  : أقرب كواكب المجموعة الشمسية للشمس وانه من المتوقع أن تنشأ المستوطنات عليه فى المناطق القطبية فقط نظرا لدرجة حرارته المرتفعة أثناء النهار فى بقية مناطقه وأنه يشبه القمر فى عدم وجود غلاف جوى له .

بالنسبة لتربة عطارد تربته غنية بعنصر ( هليوم / 3 ) والذى يمكن أن يصبح من أهم خامات الاندماج النووى / الطاقة النووية النظيفة كما أنه من المحتمل أن يكون غنيا بسيليكات الحديد والماغنسيوم وأن به أعلى تركيز لمعادن قيمة فى كل المجموعة الشمسية .

جاذبية عطارد  : أكبر من ضعف جاذبية القمر ومساوية للجاذبية على سطح المريخ ولدور الجاذبية فى فسيولوجيا الإنسان وصحة عظامه وعضلاته .

 

ما هى عقبات استيطان عطارد ( Mercury ) ؟

1 ) عدم وجود غلاف جوى له

2 ) قربه الشديد من الشمس

3 ) طول النهار عليه يصل ل ( 176 يوما أرضيا ) ومن شبه المؤكد عدم وجود العناصر الخفيفة الضرورية لدعم الحياة .

 

كوكب الزهرة ( Venus ) :

إذا تم التفكير فى غزو الفضاء فى نطاق المجموعة الشمسية فلا بد أن يتضمن التفكير استيطان كوكب الزهرة ( Venus ) وإن واقع الظروف القاسية والغريبة على كوكب الزهرة تحولت أنظارهم تجاه القمر والمريخ كمواقع أولى للمستوطنات البشرية فى الفضاء .

 

مزايا استيطان كوكب الزهرة ( Venus ) :

إن كوكب الزهرة ( أخت الأرض ) لعدة أمور مشتركة بينهما :

1 ) الجاذبية على الزهرة تكاد تتساوى مع جاذبية كوكب الأرض

2 ) كل من كتلة وحجم كوكب الزهرة قريبان من حجم وكتلة الأرض

3 ) الضغط ودرجة الحرارة على ارتفاع ( 50 كم ) من سطح كوكب الزهرة قريبين من الضغط ودرجة الحرارة فى بعض مناطق كوكب الأرض .

4 ) توافر الطاقة الشمسية لأن الزهرة أقرب من الأرض للشمس مصدر الطاقة .

5 ) الزهرة أقرب الأجرام السماوية للأرض بعد القمر مما يسهل الاتصال والمواصلات منها وإليها وتستغرق الرحلة للزهرة زمنا أقصر من الرحلة للمريخ حيث تصل المسافة بين الأرض والزهرة فى أقرب نقطة للأرض ( 45 مليون كم ) بينما أقرب مسافة بين الأرض والمريخ 56 مليون كم

 

ماهى عقبات استيطان كوكب الزهرة ؟

1 ) تصل درجة حرارة الزهرة ل ( 2500 درجة مئوية ) وهى أعلى من درجة انصهار فلز الرصاص أما الضغط الجوى عند سطح الزهرة فيصل ل ( 90 ضعف ) الضغط الجوى للأرض

2 ) لا توجد مياه بالمرة كما أن الغلاف الجوى للزهرة لا يحتوى على أى آثار للاكسجين ويتكون من ثانى أوكسيد الكربون بتركيزات قاتلة فإن قمة السحب جنة الاستيطان على كوكب الزهرة .

 

استيطان الكويكبات ( مميزات وسلبيات ) :

المميزات :

1 ) العدد الكبير للمواقع المحتملة الذى يصل عددها لأكثر من ( 300000 كويكب ) تم التعرف عليها

2 ) اختلاف التركيب الكيميائى الشديد عن بعضها البعض .

3 ) بعض الكويكبات التى تتقاطع مداراتها مع مدار الأرض تتطلب طاقة أقل حتى من القمر للوصول إليها .

4 ) المواد التعدينية المستدرجة منها يمكن أن تكون أساسا لعمليات اقتصادية كبيرة .

 

السلبيات :

1 ) الجاذبية الضئيلة والضارة بالصحة .

2 ) تقل الطاقة الشمسية فيها عن الأرض بنسبة ( 4 : 16 مرة ) لبعدها عن الشمس .

ماذا تعرف عن الكويكبات الأكبر ( سيرس / Ceres ) أكبر الكويكبات فى الحزام الرئيسى للكويكبات ويقع فى القسم الداخلى للمجموعة الشمسية .

3 ) ترتيبه السادس من حيث الحجم والكتلة فى المجموعة الشمسية مستدير الهيئة كالكواكب وتبلغ جاذبيته ( 2.8 % ) من جاذبية الأرض .

4 ) يحتوى على كميات كبيرة من جليد الماء حوالى ( 10 % ) من مياه المحيطات الأرضية

فلعدم وجود مجال مغناطيسى له وعدم وجود غلاف جوى عليه وضآلة جاذبيته .

وإن الكويكبات القريبة من الأرض عددها يبلغ حوالى ( 1000 كويكب ) والتى تتفاوت فى أحجامها وأن عمر الكويكب الواحد فى المتوسط يتراوح بين ( 10 ملايين و 100 مليون سنة ) .

الكويكبات تمثل أسهل المواقع وصولا إليها من الأرض وقد تمت زيارة ( 2 ) من الكويكبات :

1 ) ( أيروس 423 ) عن طريق المسبار التابع لناسا / NASA ( رانديفو ) .

2 ) ( أيتوكاوا ) عن طريق البعثة الفضائية اليابانية ( جاسكاهايا يوزا ) .

تنقسم الكويكبات القريبة من الأرض لعائلات ( آتين / أبوللو / أمور ) التى يكاد مدارها يتطابق مع مدار الأرض كعائلة ( آتين / أبوللو ) .

 

ماذا عن استيطان المشترى ( Jupiter ) :

إن فكرة استيطان كوكب ( المشترى / Jupiter ) تواجه الكثير من السلبيات من أهمها مستوى الإشعاع المرتفع وعمق جاذبية المشترى مما يجعل عملية استيطانه بعيدة الاحتمال إلى أن غلافه الجوى ( الهيدروجين ) .

إن استيطان عدة أقمار من أقمار المشترى منها القمر ( يوروبا ) و ( جانيميد ) و ( كاليستور ) واستيطان الكويكبات الطراودية حتى وصل للقمر ( تيتان ) التابع لكوكب ( زحل / Saturn ) فوصفه بأنه من أكثر أهداف الاستيطان نفعا وأنه يمكن أن تقام عليه قاعدة فضائية كبيرة وأنه يمتلك كل العناصراللازمة لدعم الحياة وكذلك يمكن استيطان القمر ( انسيلادوس ) واستيطان الكوكب ( أورانوس / Uranus ) الذى يعتبر من أفضل الكواكب الخرجبة ( 4 )

( المشترى / زحل / أورانوس / نبتون / زينا / بلوتو / حزام كويبر ) فى المجموعة الشمسية من وجهة نظر التعدين كما يمكن استيطان الكوكب ( نبتون / Neptune ) كما يمكن استيطان حزام كويبر وسحابة أورت حيث أن المذنبات ستكون المفضلة فى الاستيطان لأنها تحتوى على المواد الداعمة للحياة كما أنها قد تعمل كمحطات وسيطة لسفن الفضاء العابرة فى طريقها لأعماق الفضاء فتتزودبالوقود ووسائل دعم للحياة من المحطات الفضائية .

 

 

ما المطلوب لبناء مستوطنة فى الفضاء الخارجى ( Outer Space ) :

1 ) طعام     2 ) طاقة    3 ) مواد بناء    4 ) وسائل نقل     5 ) وسائل اتصال 

6 ) أنظمة حفظ الحياة   7 ) الجاذبية   8 ) الوقاية من الإشعاع .

إن قمرى المريخ / Mars ( فوبوس / ديموس ) يمكن أن يكونا مصادر للمواد الداعمة للحياة .

ولكن قبل بناء المستوطنات لا بد من مواجهة عدة مشاكل منها :

1 ) الغازات : الاوكسجين / النيتروجين فى الهواء وضغطها المطلوب لحياة البشر .

2 ) توفير الغذاء عن طريق إعادة التدوير للنباتات والقمامة والصرف الصحى بالكهرباء ثم تقطير النواتج .

3 ) الجاذبية الصناعية : حيث أثبتت الدراسات أن البقاء فترات طويلة فى مدار حول الأرض فى ظروف جاذبية شبه معدومة يؤدى لضعف العضلات والعظام ولاضطرابات فى المناعة .

4 ) الإشعاع : فالإشعاع فى الفضاء يتسبب فى مشكلتين :

1 ) الأشعة الكونية التى تفوق حد الأمان .

2 ) الانفجارات الشمسية التى تحدث بين الحين والآخر وتبعث بكميات كبيرة من الأشعة السينية

( أشعة X ) طويلة الموجة والجسيمات عالية الطاقة .

5 ) التخلص من الحرارة  : حيث تقع المستوطنات فى فراغ تشبه ( ترموس حراى ) معزول .

6 ) الاحتفاظ بالمدار والمدارات المناسبة كمواقع للمستوطنات ما زالت محل جدل شديد والتحكم فى الارتفاع والاتجاه .

إن المحطة الفضائية الدولية ( ISS ) أول خطوة عملية تقود لاستيطان الفضاء القريب من كوكب الأرض عن طريق محطة أبحاث مأهولة ( International Space Station ) يتم تجميعها خارج الأرض فى مدار قريب من الأرض عن طريق تعاون ( 5 وكالات فضاء ) :

1 ) وكالة الطيران والفضاء الأمريكية ( ناسا / NASA ) .

2 ) وكالة الفضاء الروسية الفيدرالية ( RKA ) .

3 ) وكالة اختبار الطيران والفضاء اليابانية ( JAXA ) .

4 ) وكالة الفضاء الكندية ( CSA ) .

5 ) وكالة الفضاء الأوروبية ( ESA ) .,

كما أن هناك شراكة خاصة بين وكالة الفضاء البرازيلية ( AEB ) و ( NASA ) ووكالة الفضاء الايطالية مع وكالة الفضاء الأوروبية ( ESA ) .

إن سفينة الفضاء ( سويوز ) تقوم بإرسال واستعادة رواد الفضاء وتعمل كقارب نجاة بالمحطة ويتم استبدالها كل ( 6 أشهر ) أما سفينة الفضاء ( بروجريس ) فتستخدم لإعادة التزويد بالطاقة .

 

المجموعة الشمسية :

يطلق على الشمس وكل ما يدور حولها من ( 8 كواكب ) وتوابعها والشهب والكويكبات والنيازك والغبار والغاز الكونيين الموجود داخل حدود المجموعة الشمسية وأبعد الأجرام الكبيرة نسبيا عن الشمس الكويكب ( بلوتو ) ويوجد كويكب يدور حول الشمس ( سيدنا / Sedna ) واعتبر أبعد جرم أو كويكب يدور حول الشمس وهو يظهر ويختفى كدقات الساعة .

والمشترى أكبر وأثقل كواكب المجموعة الشمسية أما حدود المجموعة الشمسية فتقدر بالمنطقة التى ينتهى عندها المجال المغناطيسى للشمس ويبدأ الفضاء الكونى بين النجوم ( هليويوز) وتتراوح بين ( 86 : 100 ) وحدة فلكية .

 

 

زينب راشد

تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

10 / 5 / 2016