الأحد، 20 أغسطس 2023

الميلاد الكونى

 

الميلاد الكونى

إن النجوم الوليدة فى الكون أبعد ما تكون عن الهدوء فى ( حضاناتها ) فهى تركل وتصرع وتلفظ مطلقة إلى بعيد غازات لافحة تساوى فى حجمها ( 1000 مرة ) ما تطلقه الشمس لمسافات تصل لعدد كبير من السنوات الضوئية فى أعماق الكون .

تولد النجوم فى الظلام خفية وتتكون النجوم فى أعماق السحب الغازية والغبارية التى تجوب الكون ما بين الأجرام الفضائية والتى من خصائصها أنها غاية فى الكثافة والإعتام لدرجة أنه لا يهرب منها أى ضوء مرئى فتظل ولادة النجوم فى الكون سرا مغلقا على التلسكوبات الأرضية والفضائية

فمن واقع النظريات الفيزيائية السائدة والعنصر الأساسى فى الأبحاث الفلكية ( الجاذبية )

( Gravity ) إذ تقوم كتلة معينة كثيفة نسبيا من الغاز فى مركز السحابة بتغطية نفسها بالمزيد من مادة السحابة مما يجعل المركز أثقل قليلا ويستمر المزيد من الغاز فى السقوط فى مركز السحابة الكونية الذى يأخذ فى التضخم حتى يصل للكتلة الحرجة ( Critical Mass ) المعينة ثم لا يلبث أن يتقوض تحت تأثير الوزن .

إن نظرية ( السقوط إلى الداخل ) ( In Fall Theory ) والتى تبدو جذابة دون أن تتعرض لتغيرات جذرية ولقد أدت الملاحظات والأرصاد الفلكية غير المسبوقة لجيل جديد من التلسكوبات الأرضية والفضائية خاصة ( تلسكوب هابل ) ولأول مرة يشاهد الفلكيون سحبا غازية وغبارية فى مرحلة تكوين نجوم جديدة .

إن ما يتم اكتشافه أكثر تعقيدا فإن الغاز يسقط إلى الداخل بل إن كميات هائلة من الغاز والغبار تتدفق للخارج بعيدا عن النجم الوليد .

إن النافورات الضيقة ( Narrow Jets ) من الغاز تنطلق من المهد الذى يولد فيه النجم بسرعات مروعة وتنتشر فى أعماق الكون لمسافة تبلغ عدة سنوات ضوئية فإن النجوم عند ولادتها يبدو أنها تلفظ فقاعات غازية عملاقة على شكل اسطوانى ( تدفقات خارجية )

( Outflows ) تبلغ كتلتها ( 100 مرة ) قدر كتلة الشمس .

وتعد التدفقات الخارجية المهيبة للغازات .

لماذا تقوم النجوم الوليدة بسحب المادة إلى داخلها وفى نفس الوقت تلفظها إلى الخارج ؟

إن إظلام السحب السوداء التى تقدم المادة النجمية الجديدة فإن ميلاد أى نجم يخلق اضطرابا كونيا وإن السحب السوداء تكاد لا توجد مطلقا من تلقاء نفسها وإنما تكون عادة جزءا صغيرا من تكوين معقد دوامى مضطرب أكبر حجما من غاز وغبار ( سحابة جزيئية عملاقة ) ( Giant Molecular Clud ) .

وتصل أبعاد التكوينات لمئات وربما آلاف السنوات الضوئية وفى كل أرجاء السحابة الجزيئية العملاقة تولد النجوم باستمرار بالعشرات فى وقت واحد فى مجموعات قليلة التكدس وينتج النشاط المكثف خيوطا وعقدا وتجمعات مضطربة من الغاز والغبار مما يجعل رصدها من التلسكوبات الأرضية أو الفضائية صعبا .

يوجد تفسير فيزيائى مشترك وراء النافورتين والتدفقات الخارجية فإن النافورات تغذى نوعا ما من الاندلاعات الخارجية مزدوجة القطب الأكبر حجما والأكثر بعدا وبينما اجتاحت النافورات السحابة المحيطة بالنجم ( الجينى / Fetal ) ربما تكون قد اكتسحت جزيئات الغاز أو سحبت معها الغاز لتكدسه فى التدفقات الخارجية الاسطوانية الشكل .

فإن النافورات حديثة التكوين فإن النافورات لا تحمل من المادة والقوة ما يكفى لخلق التدفقات الخارجية الكثيفة ثنائية القطب ( Bipolar ) التى تم رصدها .

فعن طريق التوصل لطريقة من أجل قياس عمر وحجم النافورات فعن طريق استخدام أفضل للضوء الخافت الذى تمكن من عبور آلاف السنوات الضوئية من الفضاء قبل أن يصل للتلسكوبات الأرضية والفضائية .

فإن الضوء فى ضوء نظرية ( ميكانيكا الكم ( Quantum Mechanics ) وفيزياء الموجات الصدمية ( Pysics of Shock Waves ) والموجة الصدمية الطريقة التى تضغط بها الطبيعة على الفرامل بقوة ويحدث ذلك كلما اصطدم تدفق فوق صوتى ( Supersonic ) لمانع كالغاز الساخن من نجم وليد بعائق غاز أكبر عمرا أو أبطأ حركة موجود فى طريقه .

وعندما تصطدم ذرات التيار المتدفق سريعة الحركة بذرات العائق بطيئة الحركة فإنها تفرغ معظم طاقتها الحركية ( Kinetic Energy ) فى شكل حرارة فيحدث للتيار المتدفق تباطؤ عنيف ومن ثم ترتفع درجة الحرارة لكن لا تتبدد كل الطاقة فى شكل حرارة إذ تمتص الذرات المتصادمة بعضها ثم تعيد إشعاعه على هيئة فوتونات ( جسيمات الضوء ) وتحدد ميكانيكا الكم للذرات طرقا معينة لامتصاص الطاقة فى التصادمات أو التخلى عنها للفوتونات فإن استبواب الفوتونات للكشف عن الخواص الفيزيائية الأساسية كسرعة وكثافة الغاز المتدفق خلال الموجات الصدمية فى النافورات وإن الضوء المتولد من الصدمات ( فن التشخيص ) ( Diagnostics ) فعن طريق استخدام المعلومات المحبوسة داخل الضوء الذى يتم جمعه لاستنتاج الظروف السائدة فى التدفقات المنبعثة والمقترنة بتكوين النجم الوليد والتى تبعد عن الأرض بألاف بل بملايين السنوات الضوئية

 

 

رءوف وصفى

تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

10 / 5 / 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق