الأحد، 20 أغسطس 2023

النيوترينو

 

النيوترينو

يعد النيوترينو أكثر صور المادة انتشارا فى الكون وأكثرها غموضا إذ أنه غير مشحون كهربائيا ضئيل أو عديم الكتلة ويمكنه أن يعبر كوكب الأرض وتمر ملايين النيوترينوات أمام العين بسرعة الضوء ولكنها لا ترى وقدر العلماء أن كل سم مربع من الفضاء يحتوى فى المتوسط على ما بين

( 100 : 1000 ) من النيوترينوات .

تؤدى التفاعلات النووية التى تجرى فى الشمس إلى تيار شديد غير محسوس من النيوترينوات تؤثر على كوكب الأرض بصفة مستمرة ولكن هناك تيارات أقل شدة ناتجة عن دمار النجوم فى مجرة ( درب التبانة / اللبانة ) أو المجرات الأخرى مكونة من النيوترينوات ومضاداتها وحيث أن كوكب الأرض يعتبر شفافا بالنسبة للنيوترينوات فكثير منها يسقط على الأرض فى الليل والنهار بشكل خفى فيطلق على النيوترينوات جسيمات الأشباح .

وليس للنيوترينوات تأثير مباشر على البشر ولكن العلماء يعتقدون أنها تقوم بدور رئيسى فى تكوين وتشكيل الكون وتعتبر النيوترينو أحد الجسيمات الأولية الحقيقية للمادة .

وعلى الرغم من تفاعلات النيوترينو النادرة جدا مع صور المادة الأخرى إلا أن العلماء اكتشفوا طرقا لاظهارها وتعتمد هذه الطرق على القوة القهرية ويقصد بها توجيه عدد كاف من النيوترينوات إلى هدف كبير لاستحداث بعض التفاعلات القليلة .

ومن إحدى التفاعلات النادرة لنيوترينوات الكون ما حدث فى حوض كبير من الماء النقى جدا على عمق ( 600 م ) تحت منجم من الملح الواقع تحت بحيرة ( إيرى ) فى ولاية ( أوهايو ) بالولايات المتحدة الأمريكية وقد أنشىء الحوض لدراسة تحلل بروتون ولكن أحيانا يصطدم أحد النيوترينوات التى تخترق الأرض بالكترون أو بروتون فى الماء فينتج جسيمات ذات شحنة وتنتج هذه الجسيمات ذات الشحنة بدورها مخروطا من ضوء ( شيرينكوف ) الذى يمكن اكتشافه بواسطة الأنابيب الحساسة للضوء الموجودة على جدار الحوض واستطاع علماء فيزياء الجسيمات أن ينتجوا أشعة من النيوترينوات لاستعمالها فى العناصر الأولية للمادة بل يوجد تلسكوبات لاكتشاف انبثاق النيوترينوات ومضاداتها من الشمس والأجرام الفضائية الأخرى .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق