الأربعاء، 16 مارس 2022

الكوازارات

 

الكوازارات

تعتبر الكوازارات ( أشباه النجوم ) ( Quasars ) من أكثر الأجرام الفضائية تألقا وأشدها طاقة فى الكون المرئى وتربض عند حافته على بعد آلاف الملايين من السنوات الضوئية بعد أن ظلت الكوازرات سرا غامضا لنحو ( 50 عاما ) فإن الفلكيين يعتقدون أن الكوازرات المراكز البالغة اللمعان للمجرات شديدة البعد الكبيرة الكتلة التى تغذيها الثقوب السوداء ( Black Holes ) .

وقد تمكن علماء الفلك من اكتشاف دليل على احتمال وجود ظاهرة كونية فى قلب المجرات وتتسبب فى تكوين الكوازرات ( أشباه النجوم ) .

وبدلا من الثقوب السوداء التى تسحب أى مادة لداخلها من الممكن وجود أجسام ذات مجالات مغناطيسية تعمل كالمراوح الكونية الجبارة بحيث ترج ( Churning ) المادة بقوة جبارة وتعيدها للمجرة .

 

النافوريتان الكونيتان الغامضتان :

عند أطراف الكون تتألق الكوازرات بضياء لا مثيل له فى أى جرم فضائى موجود فى الكون وإن الكوازرات تبدو من خلال التلسكوبات الأرضية والفضائية كنجوم عادية إلا أنها مراكز متألقة تبعد ببلايين ( آلاف الملايين ) السنوات الضوئية .

إن التصور الحديث للكوازر ( القلب المضطرب بشدة للكوازر حيث يتكون من قرص ملتحم

( Accretion Disk ) آخذ فى النمو من غاز ساخن يتحرك حلزونيا داخل ثقب أسود فائق الكتلة والكثافة وبعض الغاز الكونى يندفع بقوة للخارج فى نافورتين متضادتين بسرعة الضوء .

إن علماء الفيزياء يحاولون فهم فيزياء تنامى القرص الملتحم الجبار ونافورتى الغاز الكونى ويحاول المراقبون الوصول لقلب الكوازر وسبر غوره وإنه من الصعوبة دراسة القلب النابض المركزى الذى يتحكم فى اندفاع النافورتين لأن المنطقة مدمجة ولا يمكن معرفة تفاصيلها الدقيقة على هذا البعد الهائل .

ولقد درس الفلكيون الكوازر ( Q0957+ 561 ) الذى يربض على مسافة ( 9 بلايين ) سنة ضوئية من كوكب ( الأرض / Earth ) باتجاه كوكبة ( الدب الأكبر / Major Ursa ) فالكوازر قلب مركزى مدمج ذو كتلة تبلغ ( 4 بلايين مرة ) قدر كتلة الشمس وإن الجسم المركزى ( ثقب أسود ) فالجسم الغامض ليس ثقبا أسود لأنه وجد دليلا على أنه يحتوى على مجال مغناطيسى ثابت بداخله وينفذ من سطح الجسم المركزى المتقوض ( Collapsed ) ويتفاعل مع المادة المحيطة بالكوازر .

 

سر الجسم المركزى المدمج :

إن الكوازر ( Q0957+ 561 ) لارتباطه بعدسة كونية ( Cosmic Lens ) طبيعية حيث تحنى الفضاء جاذبية مجرة قريبة مما يؤدى لوجود صورتين للكوازر البعيد مع تضخيم الضوء الصادر منه كما أن النجوم الموجودة بالمجرة القريبة تؤثر على ضوء الكوازر وتحدث ذبذبات ضئيلة فى لمعانه ( التعدس بالغ الصغر / Microlensing ) عندما تتحرك النجوم بحيث تصبح على خط البصر بين كوكب الأرض والكوازر ويؤدى لاستخلاص تفاصيل عن الكوازر .

ومن خلال الأرصاد الفلكية الدقيقة بالتلسكوبات الأرضية والفضائية حصل العلماء على معلومات تفصيلية عن قلب الكوازر وتمكنوا من تحديد مكان تكون النافورتين الغامضتين إذ وجدوا أن النافورتين تخرجان من منطقتين حجمهما ( 1000 وحدة فلكية ) فوق قطبى الجسم المركزى المدمج والوحدة الفلكية هى متوسط المسافة بين كوكب الأرض والشمس ( 150 مليون كم ) .

إن النافورتين تستمدان طاقتهما من خطوط المجال المغناطيسى التى تحيط بالجسم المركزى المدمج الدوار هائل الكتلة الموجود داخل الكوازر إذ من خلال التفاعل مع القرص الملتحم يمكن لخطوط المجال المغناطيسى الدوارة أن تلتف حول نفسها ثم تتقارب وتتضاغط أكثر فأكثر حتى تتحطم وتنفجر مطلقة كميات جبارة من الطاقة تغذى النافورتين .

فتوجد نظرية مفادها أن المجال المغناطيسى جوهرى بالنسبة للجسم المركزى المدمج فائق الكتلة للكوازر وليس مجرد جزء من القرص الملتحم فإن النظرية الحديثة تخبر عن تركيب الكوازرات بشكل ثورى وأن الجسم المركزى المدمج بالاضافة للكتلة فإنه قد يتسم بخصائص فيزيائية أقرب للجسم الدوار ذى القطبين المغناطيسيين المزاح نحو الجزء الأحمر من الطيف

( تأثير دوبلر ) منه للثقب الأسود .

إن أكثر المادة المقتربة من الكوازر لا تختفى للأبد وإنما تتأثر بالمجالات المغناطيسية الدوارة التى تشبه المحرك الكونى فإنها تندفع للخارج فى شكل حلزونى .

إن الجسم المركزى المدمج ذا الخطوط الجبارة للمجال المغناطيسى ليس له أفق حدث

( Event Horizon ) فليس ثقبا أسود فإن أى مادة تقترب من المجال المغناطيسى الدوار سوف تقل سرعتها تدريجيا حتى تقف عند سطح الجسم المركزى المدمج ثم تطلقها بعنف فخطوط المجال المغناطيسى تطلق للخارج .

 

الكوازرات وعدسات الجاذبية :

إن بعض الكوازرات تتشوه صورتها بسبب وجود أجسام هائلة الكتلة غير المرئية تعترض طريق الضوء الصادر منها وتعمل كعدسة جاذبية ( Gravitational Lens ) فالانبعاثات الراديوية

( Radio Emissions ) من الكوازرات تنحنى حول الأجسام هائلة الكتلة بسبب الجاذبية الضخمة ويترتب وجود صورتين أو أكثر للكوازر الواحد بتأثير الأجسام التى تكون فى مجموعها

( طاقة الكون المظلمة / Dark Energy ) .

إن عدد الكوازرات المتأثرة بعدسات الجاذبية تبلغ ضعف العدد المتوقع لها لو لم تكن هناك طاقة مظلمة خفية فى الكون .

 

 

رءوف وصفى

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق