الأربعاء، 16 مارس 2022

وباء الفضاء

 

وباء الفضاء

من أعجب الظواهر الكونية المجموعة الغريبة من الأجرام الصغيرة التى تنتشر كمحيط بلا حدود بين كوكبى ( المريخ / Mars والمشترى / Jupiter ) وهى تستحق الدراسة خاصة بعد إطلاق التلسكوبات الفضائية كتلسكوب ( هابل / كيبلر / سبيتزر ) .

وإن الشريط من الكويكبات ( Asteroids ) يحظى بنصيب من عمليات الاستكشاف لا يقل عن نصيب أى كوكب من كواكب المجموعة الشمسية ( Solar System ) .

 

الفتات الكوكبى :

إن الكويكبات ( وباء الفضاء ) ضايقت العلماء أثناء عمليات تصوير الأجرام الفضائية البعيدة ولقد عرف مئات الألوف من الكويكبات تتراوح أحجامها بين ( 1 كم و 800 كم ) وإن الملايين من الكويكبات من الصغر بحيث لا يمكن رصدها .

وتدور الكويكبات فى مدار حول الشمس كمجموعة من الفتات الكوكبى عبارة عن أقزام سابحة فى الفضاء تسبب الحيرة فى تفهم طبيعتها ومما نشأت ومعظم الكويكبات صغيرها وكبيرها موزعة فى شريط كبير حول الشمس وليس التنظيم ككل هو الذى يتخذ له مدارا حول الشمس بل إن كل واحدة من الكويكبات له مداره الخاص به ويدور فيه حول الشمس كأنما لا يربطه بالمجموعة الشمسية ( Solar System ) أية رابطة ومن ثم يظهر الشريط من الكويكبات بشكل غير منتظم .

ويتزايد عدد الكويكبات فى إتجاه مركز الشريط ثم تقل كثرتها تدريجيا ولكن لا تبلغ درجة تكثفها فى أكثر المناطق ازدحاما حدا يعيق سفن الفضاء إذ من الممكن أن تمر خلالها عشرات المرات دون أن تصادف كويكبا واحدا .

وقد اكتشفت الكويكبات عندما اتضح من الدراسات الفلكية أن المسافة بين مدارى ( المريخ )

( Mars ) و ( المشترى / Jupiter ) تبدو غريبة تتعارض مع التوافق القائم بين أبعاد الكواكب الأخرى فى المجموعة الشمسية ( Solar System ) وفى هذا الموقع الذى يتميز بعدم التناسق الهندسى لنظام المجموعة الشمسية اكتشف شريط الكويكبات لأول مرة عام ( 1801 )

وإن عدم الانتظام فى مدارات الكويكبات التى تبدو كأقزام فضائية فما احتمال حدوث اصطدامات بسبب تقاطع مدارات الكويكبات بمدارات الكواكب الكبرى فإنه ليس من المستبعد أن تحدث الاصطدامات فى وقت ما كما حدث منذ نحو ( 65 مليون سنة ) عندما اصطدم كويكب بكوكب الأرض / Earth مما أدى لحدوث دمار أدى لانقراض الديناصورات .

إلا أن القوانين الفلكية ترجح أن تقع الاصطدامات نادرا إذ أن تحركات الكواكب الكبرى ( الأرض

المريخ / المشترى / زحل ) ( Earth – Mars – Jupiter – Saturn ) لا تحدث جميعها فى مستوى واحد كما أن مدار أى كويكب لا يقع فى مستوى مدار كوكب الأرض أو فى مستوى مدار أى كوكب آخر وإذا حدث واقترب كويكب فى مداره من الأرض فإنهما لن يتقابلا إلا نادرا بل سيمر الواحد منهما فوق الآخر بمسافة هائلة ولا توجد وسيلة لتجميع المعلومات عن الأقزام السابحة فى الفضاء ( الكويكبات ) بين كوكبى المريخ / Mars و المشترى / Jupiter إلا بتجميع فتات الحقائق عن طريق الأرصاد الدائمة بواسطة التلسكوبات الأرضية والفضائية .

الأقزام الغامضة :

إن أول مشكلة تقابل علماء الفلك فى دراسة الكويكبات مدى الصعوبة فى محاولة دراسة أشكال الأجسام الفضائية الصغيرة ومعرفة تكوينها فإن أى جسم فى الفضاء يبلغ حجمه وكثافته قدرا معينا لا بد وأن يتخذ شكلا كرويا بتأثير عوامل الجاذبية الذاتية فتتشكل أركانه وسطحه ثم تعمل قوى الجاذبية الطبيعية فيه على تحطيم الأطراف البارزة وجذب فتاتها للأماكن الغائرة وتعمل تدريجيا على استدارة الحواف الحادة حتى يصبح الجسم الفضائى كروى الشكل .

أما بالنسبة للكويكبات لأنها صغيرة الحجم فإنها لا تمتلك من قوى الجاذبية ما يمكنها من التغلب على قوى الشد فيها فهناك كويكبات مربعة أو مدببة أو مثلثة أو مستطيلة أو على أى شكل آخر

وجدت عليه منذ تكونها .

وتوجد بعض الكويكبات بأشكال غير منتظمة كما أن أسطحها غير مستوية فالأجسام الفضائية تعكس الضوء بشكل يختلف عن باقى الأجرام الفضائية فبينما يعكس بعضها الضوء الساقط عليها بشدة فالبعض الآخر منها لا يعكس إلا الضوء الخافت بحيث لا يكاد يرى .

وتتوقف قوة انعكاس الضوء من فوق سطح الكويكب الذى ليس له غلاف جوى على تركيب المواد المكونة للسطح وعلى لونه فنجد أن السطح المغطى بطبقة من الجليد قادر على عكس الضوء الساقط عليه بدرجة أكبر من سطح مسامى من الصخر الأسود .

إن بعض الكويكبات تعكس الضوء الشديد لا يتناسب مع أحجامها بدرجة اعتقدوا معها بأنها مغطاة بطبقة من الجليد بينما شوهدت أخرى تعكس الضوء الخافت مما دعاهم للاعتقاد بأن سطوحها تتكون من صخور مسامية لا تعكس الضوء أو أنها على درجة من الوعورة بحيث لا تعكس سطوحها الضوء فى الاتجاهات المناسبة ليمكن رصدها .

 

تكوين الكويكبات :

ما هى كيفية تكون الأقزام الفضائية ( الكويكبات ) ؟

إن الأجسام الفضائية الصغيرة ما هى إلا فتات لكوكب هائل انفجر فإن كوكبا كان موجودا بين كوكبى المريخ والمشترى وكان شبيها بهما ثم حدث انفجار بسبب كونى مجهول حطم الكوكب لقطع متناثرة أصبحت كويكبات تدور فى شريط غير منتظم حول الشمس .

فمهما يكون أصل الأقزام السابحة فى الفضاء ( الكويكبات ) فنعلم القليل عن المادة التى يتكون منها كوكب الأرض / Earth فما هى إلا قطع من الصخر والمعادن المختلفة من كل الأحجام .

 

رءوف وصفى  تنقيح / أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف   16 / 3 / 2022

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق