الأربعاء، 16 مارس 2022

( فويجر / 2 ) تفادر حافة المجموعة الشمسية إلى الفضاء السحيق

 

( فويجر / 2 ) تفادر حافة المجموعة الشمسية إلى الفضاء السحيق

للمرة ( 2 ) فى التاريخ وصل جهاز من صنع الإنسان إلى فضاء ما بين النجوم إنها المركبة الفضائية الغير مأهولة

( فويجر / 2 ) التى خرجت من طبقة الهليوسفير المحيطة بالنظام الشمسى حيث أن الطبقة عبارة عن فقاعة واقية من الجزيئات والمجالات المغناطيسية المتولدة من الشمس .

وبمقارنة المعلومات الواردة من مختلف الأجهزة العلمية على متن المركبة الفضائية ( فويجر / 2 ) أيقن العلماء أنها قد تجاوزت الحافة الخارجية لطبقة الهليوسفير ( 5 / 11 / 2018 ) فحافة ( الهليوسفير ) يطلق عليها العلماء ( الهليوبوز ) أو الغلاف الشمسى وهى الحافة التى تلتقى عندها الرياح الشمسية الحارة الهائلة مع الوسط البارد الكثيف الواقع فيما بين النجوم وكانت المركبة التوأم ( فويجر / 1 ) قد عبرت الحدود سنة ( 2012 ) لكن ( فويجر / 2 ) تحمل على متنها إحدى أجهزة العمل التى ستوفر عمليات رصد هى الأولى من نوعها لطبيعة البوابة المؤدية للفضاء بين النجمى حيث تبعد المركبة الفضائية ( فويجر / 2 ) عن الأرض مسافة أكثر من ( 11 مليار ميل ) ( 18 مليار كم ) فعن طريق تشغيل المركبة الفضائية ( فويجر / 2 ) ما زال العلماء يستطيعون التواصل مع ( فويجر / 2 ) خلال دخولها مرحلة ( الهليوسفير ) من رحلتها لكن المعلومات المنتقلة بسرعة الضوء تستغرق من ( 16 : 30 س ) لتصل من ( فويجر / 2 ) إلى الأرض وبالمقارنة نجد أن الضوء القادم من الشمس يستغرق ( 8 دقائق ) ليصل للأرض .

حيث أن الدليل المقنع على خروج ( فويجر / 2 ) من طبقة ( الهليوسفير ) جاء من جهاز ( بلازما ساينس إكسبرينت ) أو الجهاز العلمى لاختبار البلازما وهو جهاز توقف عن العمل فى المركبة الفضائية ( فويجر / 1 ) سنة ( 1980 ) قبل عبورها ( الهليوسفير ) حيث كان الفضاء المحيط ب ( فويجر / 2 ) مليئا بالبلازما المتدفقة من الشمس فالتدفق الشمسى هو الرياح الشمسية وهو يشكل فقاعة ( الهليوسفير ) التى تمثل غلافا لكواكب النظام الشمسى حيث أن الجهاز العلمى لاختبار البلازما يستخدم التيار الكهربى للبلازما فى الكشف عن سرعة الرياح الشمسية وكثافتها ودرجة حرارتها وتدفقها وقد رصد الجهاز العلمى لاختبار البلازما هبوطا حادا فى سرعة جسيمات الرياح الشمسية يوم ( 5 / 11 / 2018 ) ومنذ ذلك التاريخ لم يرصد الجهاز العلمى لاختبار البلازما أى تدفق للرياح الشمسية فى الوسط المحيط ب ( فويجر / 2 ) مما جعل العلماء يوقنون أن المسبار ( فويجر / 2 ) قد غادر طبقة ( الهليوسفير ) حيث أن المعلومات الخاصة بالبلازما حيث شاهد العلماء ( لفويجر / 2 ) أدلة من ( 3 أجهزة علمية ) على متن المركبة الفضائية ( فويجر / 2 ) حيث يوجد ( 3 ) أجهزة هى  1 ) الجهاز الفرعى للأشعة الكونية   2 ) جهاز رصد الجسيمات المشحونة منخفضة الطاقة

3 ) جهاز قياس المغناطيسية وكلها تتفق مع الاستنتاج بأن ( فويجر / 2 ) قد عبرت ( الهليوسفير ) فعن طريق دراسة المعلومات القادمة من الأجهزة ال ( 3 ) على متن المركبة الفضائية ( فويجر / 2 ) للحصول على صورة أوضح للبيئة الفضائية التى تسافر خلالها ( فويجر / 2 ) فعن طريق السعى لمعرفة منطقة الفضاء بين النجمى والواقع وراء الهليوسفير مباشرة حيث أن المركبتان التوأم ( فويجر 1 / 2 ) توفران لمحة حول كيفية تفاعل ( الهليوسفير ) مع الرياح بين النجمية دائمة التدفق من الفضاء الكونى والأرصاد التى ستجريها تكمل المعلومات الواردة من مستكشف الحدود بين النجمية التابع لناسا وهو عبارة عن مهمة فضائية تجرى عمليات استشعار عن بعد للحدود بين النجمية وعن طريق إعداد مهمة أخرى عبارة عن مجس لرسم الخرائط الفضائية الكونية والتسارع فيما بين النجوم حيث سينطلق عام ( 2024 ) للاستفادة من أرصاد التوأم ( فويجر 1 / 2 ) .

إن فيزياء الهليوسفير حيث أن ( فويجر / 2 ) لها مكانة خاصة جدا بالنسبة للعلماء فى اسطول دراسة فيزياء الهليوسفير حيث أن الدراسات تبدأ عند الشمس وتمتد إلى كل ما تصل إليه الرياح الشمسية حيث أن التوأم ( فويجر 1 / 2 ) ترسلان للأرض معلومات عن حافة تأثير الشمس فإنهما يمدان الأرض بلمحة غير مسبوقة عن منطقة مجهولة ما وعلى الرغم من أن المركبتين الفضائيتين التوأم ( فويجر 1 / 2 ) غادرتا ( الهليوسفير ) فهما لم تغادرا النظام الشمسى أو المجموعة الشمسية ( Solar System ) ولن تغادراه فى أى وقت قريب حيث أن حدود النظام الشمسى تمتد إلى ما وراء سحابة أورت وحزام  كايبر حيث أن سحابة أورت تتكون من الأجرام الصغيرة لكنها لا تزال تخضع لتأثير جاذبية الشمس حيث أن سمك سحابة أورت غير معروف تحديدا ولكن يقدرها العلماء من مسافة تبعد ( 1000 وحدة فلكية ) من الشمس وتمتد إلى

( 100000 وحدة فلكية ) والوحدة الفلكية الواحدة هى المسافة بين الأرض والشمس حيث سيستغرق الأمر ( 300 سنة ) لكى تصل ( فويجر / 2 ) للحافة الداخلية لسحابة أورت وما يقرب من ( 30000 سنة ) لكى تحلق فيما ورائها .

وتستمد المركبتان الفضائيتان التوأم ( فويجر 1 / 2 ) طاقة تشغيلهما من الحرارة الناتجة عن تحلل العناصر النشطة إشعاعيا والموجودة داخل أجهزة ( مولدات حرارية للنظائر المشعة ) حيث أن الطاقة الناتجة عن المولدات تتناقص بمعدل

( 4 واط ) كل سنة مما يعنى أن مختلف أجزاء المركبتين الفضائيتين التوأم ( فويجر 1 / 2 ) بما فيها الكاميرات المثبتة على كل منهما حيث كان يتم إيقاف تشغيلها بمرور الوقت توفيرا للطاقة .

حيث أن مجسات ( فويجر / 2 ) قد عملت لمدة طويلة بما يكفى لتجاوز الإنجاز حيث أن وجود المركبتين الفضائيتين التوأم

( فويجر 1 / 2 ) خارج غلاف الهليوسفير .

فعن طريق إطلاق ( فويجر / 2 ) فى ( 1977 ) قبل ( 16 يوم ) من إطلاق ( فويجر / 1 ) حيث قطعت المركبتان الفضائيتان التوأم ( فويجر 1 / 2 ) مسافة أبعد مما كان مقررا لهما وكان قد تم تصنيع المركبتين الفضائيتين التوأم

( فويجر 1 / 2 ) لتعملا مدة قدرها ( 5 سنوات ) حيث تقوم بإجراء دراسات عن قرب لكوكبى المشترى وزحل فمع استمرار عمل المهمة أمكن التحليق بالقرب من أبعد الكواكب الخارجية الغازية العملاقة ( المشترى / زحل / أورانوس / نبتون ) فى النظام الشمسى أو المجموعة الشمسية وخلال تحليق المركبة الفضائية ( فويجر / 2 ) عبر النظام الشمسى حيث يتم إعادة برمجتها عن بعد لإعطائها قدرات أكبر مما كانتا عليه عند مغادرتهما الأرض حيث أن المهمة التى كانت مخصصة لدراسة كوكبين ( أورانوس / نبتون ) أصبحت مخصصة لدراسة ( 4 ) كواكب هى ( المشترى / زحل / أورانوس / نبتون ) كما امتدت فترة حياتهما من ( 5 : 41 سنة ) مما جعل ( فويجر / 2 ) أطول المهام المستمرة فى العمل .

حيث أن قصة ( فويجر / 2 ) لم تؤثر على الأجيال الحالية والمستقبلية من العلماء فإن ثقافة كوكب الأرض بما فيها السينما والفن والموسيقى حيث تحمل كل من المركبتين الفضائيتين التوأم ( فويجر 1 / 2 ) سجلا ذهبيا للأرض يحمل أصواتا وصورا ورسائل حيث أن ( فويجر / 2 ) يمكن أن تظل منطلقة فى الفضاء لمليارات السنين فإن كبسولات الزمن الذهبية يمكن أن تمثل يوما ما الأثر الوحيد للحضارة الإنسانية .

حيث أن أجهزة التحكم فى المهمة ( فويجر 1 / 2 ) تتصل بالمركبتين الفضائيتين التوأم ( فويجر 1 / 2 ) باستخدام شبكة الفضاء العميق التابعة لناسا وهى نظام عالمى للاتصال بالمركبات الفضائية فيما بين الكواكب حيث أن الشبكة تتكون من

( 3 حشود ) من الهوائيات .

أما مهمة ( فويجر / 2 ) فى فضاء ما بين النجوم فهى تمثل جزءا من مرصد فيزياء الهليوسفير التابع لناسا حيث قام تصنيع المركبتين الفضائيتين التوأم ( فويجر 1 / 2 ) مختبر الدفع النفثى كما يقوم بتشغيلهما .

وإن شبكة الفضاء العميق التى يديرها مركز الدفع النفثى التابع لناسا عبارة عن شبكة دولية من الهوائيات التى تدعم المركبات الفضائية خلال القيام بمهامها فيما بين الكواكب وأرصاد الفلك الراديوى والرادارى بهدف استكشاف الكون والنظام الشمسى كما تعزز الشبكة بعض المهام المنتقاة من المركبات الفضائية والأقمار الصناعية التى تدور حول الأرض .

 

السجلات الذهبية على ( فويجر / 2 ) :

السجلات عبارة عن لوحة معدنية مطلية بالذهب منقوش عليها معلومات عن الإنسان وموقع الأرض بين النجوم فتوجد لوحة منها على متن المسبار ( فويجر / 1 ) ولوحة أخرى مماثلة على متن ( فويجر / 2 ) كرسائل إلى أى كائنات عاقلة قد توجد فى أماكن أخرى من الكون وتحمل اللوحة تسجيلا صوتيا للإنسان كما تحمل معلومات عن كوكب الأرض .

ومع آن ضآلة احتمال العثور على كائنات عاقلة فى الكون على اللوحة فربما يتم العثور عليها بعد نهاية العالم وفناء الإنسان ويقدر العمر الذى تصل إليه اللوحتان ( 500 مليون سنة ) والهدف منهما إثبات وجود الإنسان فى الكون .

حيث يوجد على اللوحة شرح لكيفية تشغيلها وفك رموزها حيث كتبت الأعداد بالنظام الرقمى وهى تختص بترددات ذرة الهيدروجين التى تكون مرسومة عليها وتوجد مع كل لوحة حافظة ( كاسيت ) وإبرة لإستقراء الصوت عليها فهى اسطوانة فوتوجرافية كما يوجد عليها وصف موقع إنطلاقها إلى الفضاء موقع الشمس بالنسبة إلى ( 14 نجما نابضا ) .

يبلغ قطر اللوح ( 30 سم ) وهى مصنوعة من النحاس ومطلية بطبقة من الذهب وأول جزء من المعلومات مخزون فيه

( 115 صورة ) والباقى عبارة عن تسجيل صوتى ويحتوى على عبارات تحية ب ( 55 لغة ) من لغات الأرض وعدة أصوات للرياح والرعد وأصوات حيوانات .

حيث يأتى ( 90 دقيقة ) من الموسيقى ومن ضمنها ألحان شعبية مختلفة وموسيقى ( بتهوفن ) و ( موزار ) كما تحتوى اللوحة على صور فوتوجرافية ورسوم بيانية بالأبيض والأسود وبعضها بالألوان من ضمنها وادى النيل وسيناء كما ترى من الأقمار الصناعية بعض الصور لها أهمية علمية وبعضها يظهر معادلات فيزيائية ورياضية وتظهر المجموعة الشمسية وجسم الإنسان وأعضائه .

حيث تم إضافة صور لحيوانات وحشرات ونباتات ومناظر طبيعية عن طبيعة وتضاريس الأرض كما تقدم صورا عن الفن المعمارى على كوكب الأرض وعن غذاء الإنسان وصورا عن الأشغال اليومية للناس وبعض الصور مزودة برموز عن الحجم والزمن أو الكتلة وبعض الصور يتعلق بمركبات كيميائية وجميع المقاييس مفسرة ومعرفة فى الصور الأولى بالاعتماد على ثوابت فيزيائية تعتبر ثابتة فى الكون كله .

 

 

أميرة عبد المنعم

تنقيح / أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

3 / 3 / 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق